برهم صالح: لا نخشى تسلح الجيش ولكن من عقلية الذين يستخدمونه

Thursday 18th of October 2012 03:38:00 PM ,
العدد : 2626
الصفحة : سياسية ,

أكد برهم صالح نائب الامين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني ان الأكراد لا يخشون من تسليح الجيش العراقي، بل من العقلية التي تستعمله داعيا إلى العدول عن خطط عسكرة المجتمع.
وقال صالح في لقاء مع مجموعة من الاكاديميين والكتاب والاعلاميين العراقيين في ميدنة السليمانية: ان مخاوف بعض القادة والساسة من صفقة شراء الأسلحة الاخيرة من روسيا وتشيكيا التي وصفت بالأسلحة الهجومية وللاستخدامات الجبلية وغيرها هي مخاوف حقيقية . وشدد بالقول "نحن لا نخشى من قوة السلاح ،بل من العقلية التي تتحكم بهذا السلاح ونحن بحاجة إلى عقلية وطنية تنظر إلى الكردي والعربي وإلى المكونات الاخرى بعقلية وطنية، وان يستمر الحوار بين العرب والكرد باستمرار لكي نبني جسور الثقة ونقويها كما عهدناها سابقاً".
وأضاف صالح: ان الحالة الكردية مثلت منذ بداية الدولة العراقية الحديثة اشكالية اساسية لكن في جوهرها مشكلة عراقية وليست بمشكلة كردية.. وقال "مشكلتنا في العراق الاستنجاد بالخارج، في كردستان، وفي بغداد، وحتى في الاعوام الاخيرة كانت هناك محاولات تقارب بين أنقرة وبغداد من اجل تقويض هذا الوضع الكردي مثلا، فاذا لدينا مشكلة داخل البلد لسنا بحاجة لأيدٍ خارجية لحلها فلا أنقرة ولا طهران ولا السعودية ولا واشنطن، مشكلتنا هنا، انا ايضا اريد ان اقول بقناعة، الأزمة ليست أزمة الاقليم مع بغداد وحدها.. فهناك أزمات ومشاكل أخرى، انا أعرف كل اللاعبين، الأزمة مع السنة بامتياز، نعم ايضاً الأزمة مع الكرد بامتياز، فأنا اقول ان قوة بغداد قوة لنا، ولكن يجب ان نعرف كيفية استخدام القوة".
وتساءل عن معنى القوة "هل هي الاستعراضات العسكرية، والنياشين أم القوة في تقديم الخدمات ام القوة في توفير الكهرباء، ام القوة في محاربة الفساد، ام تقديم الأمان والأمن للمواطن، انا اقول بجد، واخجل من ذلك، واعتبر نفسي مسؤولاً، وحينما اقول الأزمة في بغداد، لست بصدد ان اقول ان الأزمة مسؤولية بغداد، الأكراد موجودون في بغداد، نحن نتحمل جزءاً من هذه الأزمة، نحن من بناة هذا العهد الجديد لدينا مسؤولية حول هذا الوضع الجديد، بعد عشر سنوات والمليارات التي صرفناها على الأمن، اسألكم هل هناك أمن حقيقي في العراق، لا... لايزال امامنا طريق طويل، والسبب في رأيي هو إننا بدأنا بمقدمات خاطئة في بناء هذه الدولة، نتحمل مسؤولية جزء منها، لكن آن الأوان لكي نتداركها، لا أريد ان نحمِّل رئيس الوزراء (نوري المالكي) مسؤولية هذا الوضع لوحده، نحن ايضا معه الآن في الحكومة، نحن نتحمل مسؤوليتنا لا يمكن لنا ان نتجاهلها".
وشدد على ضرورة تهدئة النفوس بهذا الاتجاه، والابتعادعن التصريحات النارية وقال "أنا اقول نحن الآن نعيش بدايات خطيرة نحو عسكرة المجتمع، حتى في كردستان، لا استثني هذه العقلية، لا اخاف من عقد صفقات الأسلحة، ولكني أخاف من العقلية التي تتحكم بهذه الأسلحة، وأنا كنت في بغداد ورئيس الوزراء يعرف ما أقوله، أنا اخشى على رئيس الوزراء من ان تتكرر تجربة عبدالكريم قاسم (رئيس الوزراء الاسبق الذي قتل بانقلاب عام 1963) وهي تجربة عشناها ونذكرها في التاريخ العراقي، حيث يبدأون بشعارات ويقولون سيدي سنفعل وسنفعل ويقصدون الفعل بالاسلحة".
وأضاف أنّ "هذه العقليات التي لا تزال موجودة في اوساط كثيرة، ليست فقط ضد الكرد، بل ضد أهل العمارة ايضاً، نعم لدينا نجاحات كبيرة نعتز بها، لكن الفشل الاساسي مع كل هذه الامكانيات التي لدينا، مع كل هذا الدعم الدولي الذي لدينا، لم نتمكن من تقديم الأمن والخدمات، كردستان نجحت في بعض الجوانب، لكن لدينا مشاكل حقيقية أيضا في كردستان.. لا نريد ان ننقل صورة بان كردستان ليست فيها فساد وليست فيها مشاكل سياسية وصراع.. بل فيها، فنحن عشنا مرحلة الاقتتال الداخلي في كردستان وكانت كارثية علينا".
وأوضح برهم صالح حقيقة مخاوف بعض القادة والساسة من صفقة شراء الأسلحة الاخيرة من روسيا وتشيكيا التي وصفت بالأسلحة الهجومية وللاستخدامات الجبلية وغيرها فقال "نحن لا نخشى من قوة السلاح ،بل العقلية التي تتحكم بهذا السلاح ونحن بحاجة إلى عقلية وطنية تنظر إلى الكردي والعربي وإلى المكونات الاخرى بعقلية وطنية، وان يستمر الحوار بين العرب والكرد باستمرار لكي نبني جسور الثقة ونقويها كما عهدناها سابقاً".
قضية سلاح دفاعي أو سلاح هجومي لا يفرق ،فالسلاح سلاح والسلاح يقتل وقال "هناك مخاوف من اهلنا في الجنوب من الاسلحة أيضا ليس فقط الخوف من قبل الكردي فنحن الكرد ربما في ظروف معينة لدينا القدرة على الدفاع عن بعض الاوضاع إلى غير ذلك.. ولكن ثقوا بأن عقلية العسكر هي التي دمرت العراق انا اتحسر على بدايات طموحة للدولة العراقية في تأسيس مبدأ المواطنة، ولكن العسكر خربوها، فالعسكرتارية هدفها لن يكون الكرد فقط، الهدف يكون أهل بغداد وأهل البصرة، وأهل المحاويل، واهل الرمادي في النهاية ايضا، فلذلك يجب أن ينصب الجهود ونقاشنا في كيفية الحصول على قوة كبيرة لبغداد مرة اخرى باقتصادها بثقافتها بحريتها بأمنها بتوفيرها الكهرباء، هذه هي القوة الحقيقية، وهذه العقليات العسكرية لم تبق سوى في أفريقيا وبعض الدول العربية".
وأضاف: ان اخافة الناس بقوة السلاح والأمن انتهت، القوة الحقيقية بقوة جامعاتنا، هذا الاهتمام الذي نوليه بالعسكرة خلال هذه الأيام والأمن لا يزال غير مستقر والمفخخات لا تزال تحصد ارواح الابرياء من العراقيين في الشوارع، لدينا مشكلة أمنية اساسها مشكلة سياسية.. والجميع بحاجة إلى حوار في هذا الشأن.