تلوّث المياه بالعراق بسبب الأمطار وطفح مياه الصرف الصحي

Saturday 4th of January 2014 09:01:00 PM ,
العدد : 2974
الصفحة : شؤون الناس ,

يشكّل نهرا دجلة والفرات مصدرا مهما للمياه في العراق، على أساس أن الماء هو الجزء الأساسي في الحياة ونحن نستخدمه بمختلف السبل،وليس بوسع الإنسان أن يعيش بدونه، وكانت هناك مشكلة مهملة حيث كان الناس يتجاهلون قضية تلوث المياه أو بالأحرى لا يكترثون كثيراً ل

يشكّل نهرا دجلة والفرات مصدرا مهما للمياه في العراق، على أساس أن الماء هو الجزء الأساسي في الحياة ونحن نستخدمه بمختلف السبل،وليس بوسع الإنسان أن يعيش بدونه، وكانت هناك مشكلة مهملة حيث كان الناس يتجاهلون قضية تلوث المياه أو بالأحرى لا يكترثون كثيراً لها، فقد كانت المدن والمصانع تسحب المياه التي تحتاجها من الأنهار وتلقي فضلاتها ونفاياتها فيه،لكن هذه القضية كانت في السابق حيث تحوّل العراق من بلدٍ متخلف إلى بلدٍ متحضر نوعاً ما وترى ان تعداده ازداد من خمسة ملايين إلى ثلاثين مليون نسمة،وما يحدث الآن ان مياه الصرف الصحي تختلط مع مياه الشرب والأمر لم يتوقف على ذلك فقط إنما هناك أمور كثيره تجعل من شرب المياه في العراق القادمة عبر صنابير الماء مرضا مزمنا لمن يشربها.
وتعد المياه واحداً من أهم الأسباب التي جعلت العراق مهدا للحضارة وهذه حقيقة ثابتة. ولأن المياه هي من متناولات الإنسان الأساسية أصبح تلوث المياه من المشاكل الكبرى التي تـُعانيها بلادنا وحتى دول العالم الأخرى التي تكون ذات صناعات متقدمة،لهذا. ولأن العراق في نموٍ متزايد يجب عدم السكوت  على الكارثة التي أصبحت تلوث الرافدين ومعاناة بلادنا الجزء الأساسي في هذه الحياة،لهذا ومن أجل حماية أنفسنا وبيئتنا مكافحة هذه المشكلة.
يقول أحد المواطنين من سكنة منطقة الغدير إن المياه التي نشربها رديئة جدا، وحتى الحيوان يمرض عند شربه لها، فأين الرقابة؟ أين الحكومة؟. ان المياه تصطحب معها شوائب وانها غير صافية،لهذا فإننا اضطررنا إلى شراء قناني المياه التي تستورد من الدول المجاورة. أما العوائل التي لا تملك الدخل القوي فإنها لا تستطيع شراء المياه..
* الأستاذ عطا القريشي مدير عام الموارد المائية، يؤكد أن هناك الكثير من الأسباب تقف وراء مشكلة تلوث المياه في العراق، أولها رمي النفايات والمشتقات الصناعية في الأنهار خصوصاً (دجلة والفرات) إضافة إلى قدم وسائل وطرق معالجة المياه المستخدمة التي تعود إلى سبعينات القرن الماضي،فالمفروض أن تتم معالجة المياه بطرق حديثة وصحيحة وعالمية تتناسب مع التطور الذي حصل لمعالجة المياه في دول الجوار، وأضاف إن الطرق القديمة تسبب انخفاضاً في مستوى منسوب مياه الأمطار حيث يؤثر بشكل كبير على عملية تصفية المياه وجعلها غير صالحة للشرب حيث تبرز صعوبات كثيرة،ومنها أن نسبة تركيز الجراثيم تكون عالية في المياه الضحلة والمنخفضة.
* أما خالد المحمداوي يعمل في احد مصافي المياه فيقول:- إن قلة منسوب نهري دجلة والفرات بسبب قلة المياه الداخلة إلى العراق من دول الجوار تسبب بانخفاض في مستوى منسوب الماء،و هذه القلة تؤثر بشكل كبير على عملية تصفية المياه وجعلها غير صالحة للشرب حيث تبرز صعوبات كثيرة،من أهمها جعل المياه غير صالحة للشرب.
* الطبيب عماد محمد، يقول:- هناك كثير من الحالات التي تأتي إلى المستشفى،السبب الرئيس فيها هو تلوث المياه لأن الماء يدخل في تركيب مادة الخلية الحية،وأن وحدة البناء في كل كائن حي نباتاً كان أم حيواناً والدراسات أثبتت لنا ان الماء ضروري لحدوث جميع التفاعلات والتحولات التي تدخل في أجسام الأحياء،فهو إما وسيط أو عامل مساعد أو داخل في التفاعل أو ناتج عنه،وهو ضروري لقيام كل عضو بوظائفه التي من دونها لا تتوفر له مظاهر الحياة ومقوماتها،لهذا فإن تلوث المياه من أخطر المشاكل التي تواجه العراق لأن هناك أمراضاً كثيرة تنتقل إلى جسم الإنسان عن طريق المياه وان الأطفال هم اكثر استجابة إلى هذا التلوث، كذلك الذين يعيشون في القرى والأرياف. لهذا علينا ان نكون يداً واحدة من أجل حماية بيئتنا ومكافحة هذه المشكلة التي أصبحت تشغل تفكير كل العراقيين.
* كما أشار س.م وهو احد الأطباء المتخصصين بأمراض الكلى إلى:- أن أمراض تلوث المياه هي أمراض تراكمية لا تظهر بشكل مباشر بعد تناول هذه المياه الملوثة مما يجعل الكثيرين يعتقدون بأن سبب مرضه ليس له علاقة بتناوله المياه الملوثة ولكن تناول هذه المياه يؤدي إلى أمراض خطيرة منها:(التهاب المثانة، والتهاب حوض الكلية، التايفوئيد، الملاريا الكوليرا، النزلات المعوية، التهاب الكبد الفايروسي، الأمراض الجلدية،و تضخم الغدة الدرقية).. لهذا يجب علينا ان نضع هذا الأمر تحت أنظار من يهمه الأمر في العراق،ففي غياب الإحصائيات والرقابة وتدهور الوضع الأمني وتراجع الخدمات يقف المواطن ضحية بالرغم من ان العراق باستطاعته ان يُنشئ ألف محطة بتقنيات عالية في تصفية المياه..