مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مستقبل اوربا في المتوسط!

ترجمة/ زينب محمد

بقلم/ هيرفيه دي شارنيت

عن لوفيغارو

هرفيه دي شارنيت وزير خارجية سابق

نعم! في سياق عالمي يتسم بقلق وتشنج الكيانات من المهم بالنسبة لأوربا التحول نحو جيرانها في المتوسط، والاحداث ما انفكت تشيرال ذلك وصار مصير اوربا لا ينفصل عن مصير جيرانها في الجنوب، ان التعاون الاوربي - المتوسطي بالنسبة لأوربا مشروع يحمل في طياته رؤية سياسية على المدى البعيد، ويجعل التضامن عند التراجع أو الحذر أو المواجهة امراً مطلوباً، وفي هذا الميدان، فإننا لا ننطلق من الصفر فالشركة الاوربية المتوسطية الموقعة في برشلونة عام 1995، من قبل (25) وزيراً للشؤون الخارجية في المنطقة، بما فيها اسرائيل لكنها تضامنية من ناحية الاساس، تستند على تمتين العلاقات الاقتصادية والسياسية والتأريخية والثقافية من اجل السعي لتقديم مشروع مشترك للتنمية والتعاون.

في عام 1995 ، وبعد اتفاقات اوسلو، كان الوقت يدعو للتفاؤل، وكانت مجمل منطقة المتوسط تبدو وكأنها تتجه بشكل مستمر نحو السلام والتعاون، ولكن منذ عشرة اعوام تغير سياق المتوسط والتهبت عملية السلام في الشرق الاوسط طويلاً. واظهرت احداث الحادي عشر من ايلول بشكل مأساوي كما ان التهديد الارهابي الكبير صار يتجاوز حدود الشمال والجنوب ومن ناحية اخرى جاءت المبادرة العسكرية للامريكيين في العراق لتعقيد المعطيات قليلاً، واخيراً فإن توسيع الاتحاد غالباً ما تنظر اليه الدول العربية على انه اشارة إلى عدم اهتمام اوربا بالمتوسط.

وعلى الرغم من هذه المشاكل التي لا يمكن انكارها، الا ان الشراكة الاوربية - المتوسطية لم تنته ، سواء من ناحية قيمتها أو اهميتها، بل على العكس، فإن تقدماً ملحوظاً قد تحقق، فأساليب التعاون تضاعفت، ومنها على سبيل المثال مؤسسة  آناليندا/ لحوار الثقافات وهناك جمعية برلمانية اوربية متوسطة وتسهيلات اوربية متوسطية في الاستثمارات والشراكة وسياسة جيرة جديدة، كما ان صناديق المساعدة من الاتحاد الاوربي ما انفكت تزداد.. وثمة موضوعات جديدة فرضت نفسها على النقاش وهي الهجرة والتعليم والتأهيل ومحاربة الارهاب والتعاون العسكري واخيراً، وهذا هو المهم عملية برشلونة التي توسعت لتشمل المجتمع المدني، حول أكثر الموضوعات تبايناً وهي الاقتصاد، الماء، البيئة، الثقافة وحقوق النساء.

وبدأت رياح الليبرالية والاصلاح تهب على جنوب المتوسط، في ميادين كثيرة ومختلفة منها السمعية والبصرية، واوضاع النساء، وحقوق الإنسان، وشجع هذا التغير الاتحاد الاوربي في اطار اتفاقات الترابط التي وقعها مع القسم الاعظم من دول الجنوب، كما ان التعاون الاقليمي بين دول الجنوب نفسها قد ازداد ويشهد على ذلك توقيع اتفاقيات (اغادير) للتبادل الحر بين المغرب وتونس ومصر والاردن. كل ذلك مشجع جداً ويشير إلى حاجة دول الجنوب الكبيرة إلى اوربا، ولهذا ينبغي علينا المضي بأقصى سرعة! ويجب ان تكون الشراكة حافزاً للاصلاحات، ولهذا السبب فإنها تستحق أكثر من التصريحات بالمبادئ التي تليها ادارة بيروقراطية! وبعبارة اخرى، من المناسب لإنجاح التعاون الاوربي المتوسطي تكريس طاقة بقدر الطاقة المبذولة لتوسيع الاتحاد نحو الشرق.

ولهذا فإنني انتهز الذكرى العاشرة لمؤتمر برشلونة لطرح الشراكة الاوربية - المتوسطية واقترح خمسة من ميادين العمل المهمة:

اولهما: ان يكون من أهداف شركاء اوربا والمتوسط انهاء الصراعات التي تسمم العلاقات في المنطقة: في فلسطين وفي قبرص أو الصحراء الغربية دون ان ننسى العراق فقد حان الوقت للتحرك وبالنسبة للاتحاد الاوربي أن يفرض نفسه كوسيط يتسم بالعزم والتصميم. وهذا يعني ايضاً ضرورة انهاء التنافر الفرنسي الأمريكي، انني افهم جيداً الصعوبات، ولكن إذا ارادت اوربا ان تفرض نفسها على الجنوب، فعليها ان تحدد لنفسها اهدافاً سياسية واضحة.

ثانياً: اقترح التفاوض على اتفاقية تعاون اوربي - متوسطي يكون هدفه تأسيس  معاهد تكلف بطرح التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتأسيس مجلس وزراء اوربي - متوسطي، ويمكن ان تتخذ فيه القرارات بأغلبية مؤهلة، وان تكون هناك سكرتارية عامة للشراكة تتكفل بتشغيل هذه القرارات.

ثالثاً: يجب رفع تحدي النمو الديموغرافي، وهو يحمل في طياته ان لم تفعل شيئاً، زعزعة الجنوب وزيادة كبيرة في الوفيات، وفي هذا المنظور سيتوجب على اوربا ان تبدي اهتمامها باولويتين واضحتين.. تأهيل نخب متوسطية وتحديث وضع النساء مثل- الحصول على التعليم والحقوق السياسية والمدنية.

رابعاً: تشجيع دمج المنطقة عبر مشاريع اقليمية كبرى، في مجالات متنوعة مثل الماء والنقل والاتصالات، وهذه أفضل وسيلة لتشجيع التنمية وتبادل الكفاءات، ويجب ان يظل خلق منطقة للتبادل الحر في عام (2010) مشروعاً ضخماً، من اجل ضمان بيئة مستقرة للتبادل والاستثمارات. وبهذا الصدد على اوربا ان تقوم ببعض النسويات في بعض الميادين كالزراعة، وهذا هو في الحقيقة الطريق نحو النمو بالنسبة لأوربا ولشركائها.

خامساً: عقد حوار ستراتيجي مع الامريكيين حول تحركاتنا الخاصة في المتوسط.. وقد يكون منتدى المستقبل الذي نظم في الرباط في الحادي عشر من كانون الاول بمبادرة من المغرب والولايات المتحدة الأمريكية مناسبة لذلك.

هذه هي ميادين التفكير التي نمنحها لأنفسنا في اطار المعهد الاوربي  - المتوسطي الذي اترأسه حالياً، وبمناسبة الندوة الدولية المعنونة/ من اجل شراكة اوربية - متوسطية جديدة/ والتي ضمت شخصيات كبيرة من عالم المتوسط، وتتمنى هذه التظاهرة تشجيع التفكير المشترك بمستقبل المنطقة، والتوسط في رهانات التعاون الاوربي المتوسطي وتقديم المقترحات الحقيقية والملموسة  فالوقت قد حان للتحرك.


لماذانحاول احتواء روسيا

بقلم/ يوجين رمر

ترجمة/ سوسن نادر

عن الواشنطن بوست

 

ان الطريقة التي تصرفت بها روسيا فيما يتعلق بالمشكلة التي حدثت في اوكرانيا زادت من الحديث حول ظهور امبريالية جديدة في روسيا.

وان تأثير موسكو المبطن في احداث الانقسام في شرق اوكرانيا يعكس مخاوف المحللين على كلا الجانبين من الاطلسي ويرجع الحديث حول موضوع نشوب حرب باردة جديدة. وبغض النظر عن ماذا يحدث في اوكرانيا فسنسمع قريباً اصواتاً تنادي بإتباع سياسة بإتجاه روسيا مستمدة من الحرب الباردة (وهي سياسة الاحتواء الجديد).

وهذا الوصف أو التشخيص غير دقيق فيما لو اخذنا بنظر الاعتبار الشواهد التي تؤكد نشوء امبريالية جديدة في روسيا.

ان التدخل الروسي القوي في السياسة الداخلية لأوكرانيا بدأ ظاهراً هذه المرة حتى قبل حدوث الازمة في كييف.

وقد تجلت بوضوح النبرة الامبريالية الجديدة خلال الحملة الانتخابية الروسية عام 2003 عندما اعتنق الليبراليون الروس فكرة احياء الليبرالية الجديدة.

ولا يوجد ادنى شك بوجود مثل تلك النبرة والدليل على ذلك هو التدخل الروسي في اوكرانيا كما تدخلت روسيا في السياسة الداخلية لملدوفيا، التي تتمثل بالخطة التي حملها مبعوث الكرملن والتي تتضمن اعادة بناء ملدوفيا بالاسلوب الذي يتماشى مع الطموحات الروسية.

اما جورجيا فقد حاولت اعادة تقوية لحمة الوحدة الوطنية وغلق القواعد الروسية كما وضعت حداً للانظمة الموالية لروسيا في جنوب اوسيتا ابخازيا والذين اجتمعوا في موسكو بجو من الازدراء الذي يواجه به المعتدي بدون تحفظ.

ما هي نتائج التوجه  الجديد لروسيا؟

هنا تصبح الصورة أكثر غموضاً. ان التدخل الروسي في اوكرانيا لصالح الرئيس الاوكراني فيكتور يانيكوفيتش كانت نتائجه عكسية.

ان ادعاءات اشتراك روسيا في جريمة تسمم فكيتور يوشينكو لا تحد من تدخل روسيا في اوكرانيا ولكن تضعف هذا التدخل.

اما في مالدوفيا فقد تم رفض خطة الكرملن بصورة مؤدبة وصارمة في نفس الوقت.

وقد استطاعت الثورة الوردية في جورجيا قبل أكثر من سنة من دفع الذين يميلون إلى الاستقال عن روسيا والاتجاه نحو القرب إلى سدة الحكم بعد اعتراض موسكو وتدخلها لصالح الرئيس شيفرنازدة.

عندما انفصلت مقاطعة ابخازيا عن جورجياً فقد اعتبرت محمية روسية وقد هددت روسيا بإستخدام الحصار الاقتصادي ضد احد الانظمة الموالية لها من اجل منع الانتخابات، ولكن جهودها باءت بالفشل.

وبالرغم من كل الاقاويل التي تتناول ظهور الامبريالية الجديدة في روسيا فإنها قد حققت نجاحات محدودة مقارنة بما تطمح اليه في توجهاتها الجديدة.

وتعكس تصرفات روسيا ولحد الآن صورة غير واضحة لبلد  لايزال يصارع من اجل ان يصل إلى توافق مع الميراث الروسي الصعب.

ولا تزال روسيا غير قادرة على مواجهة التحديات القوية لإعادة بناء الامبراطورية القديمة ودعم النمو الاقتصادي.

وبالرغم من تنامي الانفاق العسكري الروسي الا ان وضعها العسكري غير قادر على المنافسة كما كانت عليه أيام الاتحاد السوفيتي.

وان لدى روسيا قدرات محدودة على ابراز قوتها العسكرية فهي لم تتمكن من استعادة السلام في الشيشان ولا تزال روسيا تملك خططاً نووية مرعبة وينبغي عليها المحافظة على تلك القوة النووية  من الهجمات الارهابية.

اما في الشأن الداخلي لروسيا فإن الديمقراطية الجاهزة لم تنجح في تحقيق الاستقرار أو الامان للكرملن الذي يواجه عدداً غير محدود من التحديات وكذلك هجمات المتمردين في المناطق الاقليمية المحاذية لها.

وقد اعترف احد الخبراء البارزين في العلاقات العامة الروسية في مقابلة مع احدى الصحف بأن المسوؤلين الماليين في الكرملين يخشون من انتشار صدى الثورة البرتقالية الاوكرانية في موسكو. وهناك سؤال يطرح نفسه وهو كيف يمكن احتواء نظام هو في الاصل ضعيف داخلياً وخارجياً ويمكن ان يتدهور إلى نظام اسوأ؟

هل نحن مستعدون للتخلي عن التعاون من اجل الحد من هذا الخطر والتخلي عن مجلس الناتو/ الروسي والتخلي عن مجموعة الستة في مباحثات كوريا الشمالية وشركاء الناتو للسلام.. الخ؟

هل نحن مستعدون لخيارات اخرى: مثل القيام بسلسلة من برامج المساعدات العسكرية لبعض اعضاء حلف الناتو الجدد والطموحين. وهناك مجموعة من الافكار حول كيفية التعامل مع روسيا. فعلى سبيل المثال اتباع سياسية مدروسة تعمل على عزل روسيا دولياً وتضعف من سمعة النظام في الداخل. ولو ان روسيا تعد ضعيفة الا انها قادرة على احداث الضرر إذا شعر قادتها بأنهم وضعوا في زاوية ضيقة.

وان الضغط الذي تتعرض له روسيا من قبل الغرب سيزيد من ضعفها عن طرق اثارة قضية جديدة وهي كيفية المحافظة على امن وسلامة اسلحة الدمار الشامل الروسية.

ولكن الضعط الغربي قد يعيد الحركة الشوفينية مرة اخرى إلى موسكو.

ان سياساتنا المتبعة مع روسيا قد استمرت على الوتيرة  نفسها منذ عام 1991 وهي سياسة ابقاء الباب مفتوحاً امام اتباع ستراتيجية للتعاون المشترك مع روسيا وبناء علاقات مع جيرانها.

ولكن علينا ان نتجنب ردود الافعال الثورية بإتجاه أي عمل  تقوم به روسيا كما يجب علينا ان ننظر إلى مسألة توسيع حلف الناتو. يعتقد بعض المتشائمين ان روسيا لن تسمح بتعاون الولايات المتحدة في مجال الامن مع الدول الموجودة في جنوب القوقاز ووسط آسيا وفي اوكرانيا حيث بدأت الديمقراطية بالظهور فيها. ويصح ان نقول ان روسيا قطعت شوطاً في عملية الاحتواء الذاتي ولا نستطيع ان نمنع القادة الروس من وضع انفسهم في تلك الزاوية الضيقة، ولكننا في الوقت نفسه لسنا مرغمون على اتباع خطواتهم.

كما يجب ان نسأل أنفسنا هل يمكن استخدام الاساليب السياسية والعسكرية والاقتصادية بصورة أفضل في مكان آخر وبسبب مشاكل ملحة اخرى.

الكاتب: زميل عالي المستوى في معهد الدراسات الستراتيجية القومية التابع لجامعة الدفاع الوطني - واشنطن


من اجل تجنب الخطأ في الشرق الاوسط

بقلم/ ديفيد بروكس

ترجمة/ سوسن نادر

عن/ نيويورك تايمز

 

كيف نستطيع ان نفهم تلك اللحظة المفاجئة التي يسود فيها التفاؤل الحذر في الشرق الاوسط؟

كيف نفهم هذه اللحظة التي توقع فيها مصر الاتفاقية للتجارة الحرة مع اسرائيل ويقوم حسني مبارك بجولة طالباً من العرب أن يفتحوا المجال امام بناء  علاقات مع اسرائيل؟

كيف نصل إلى المرحلة التي تطبق فيها الديمقراطية في الأراضي الفلسطينية، وعندما تجرى الانتخابات الثلاثة الرئيسة في الاشهر القادمة، ويقر الذين يقودون الانتخابات الرئاسية بأن العنف يتسبب بنتائج عكسية؟

كيف نصل إلى تلك اللحظة التي يتم بها تكوين ائتلاف في اسرائيل بين حزب العمال وحزب الليكود من اجل التسريع بالانسحاب من غزة ومن بعض المناطق في الشمال؟

كيف نصل إلى اللحظة التي يكون فيها سجل اريل  شارون العسكري حسن السمعة؟

عندما يكون اعتيادياً ان نتجول بين الاسرائيليين الذين شتموا يوماً شارون ولكنهم يدعمونه الآن بإعتباره ملاكاً للسلام. ولسوء الحظ فإن شارون الذي وصفته جريدة الليموند بأنه شيطان الحرب قد انتخب رئيساً لوزراء اسرائيل. وقد فسر هنري سكمن الذي يعمل في مجلس العلاقات الخارجية هذا الامر في (نيويورك رفيو): ان الحرب التي اثارها شارون لم يكن هدفها دحر الارهاب الفلسطيني وانما كان هدفها  دحر الشعب الفلسطيني وطموحاتهم بالحصول على حكم ذاتي وطني.

ولسوء الحظ فقد انتخب جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية ثم اعيد انتخابه مجدداً وقد جاء في وصف جوان كول من جامعة مشكن بأن الرئيس بوش اعتمد في تشكيل  حكومته على مجموعة تؤمن بالفكر المؤيد لوجهة نظر حزب الليكود الذي اجتهد خلال الانتخابات لصالح اسرائيل.

وقد اتفق الدبلوماسيون على أن سياسة امريكا بإدارة جورج بوش قد اثارت غضب العالم العربي، وان الولايات المتحدة قد خسرت دورها كوسيط عادل.

ولسوء الحظ القى الرئيس بوش خطابه في الرابع والعشرين من حزيران 2002 حيث اعتبر أن ياسر عرفات هو الرجل الذي لا يعمل على احلال السلام.

وقد اعترضت كل الدول الاوربية على ذلك الرأي.

ومن المحتمل ان يكون عرفات قد اقترف بعض الاخطاء لكنه قد جسّد القضية الفلسطينية.

وكان من الخطأ بناء الجدار العازل الذي اعتبرته محكمة العدل الدولية انتهاكاً للقانون الدولي.

على الرغم من ان الجدار العازل قد قلل من الحوادث أو الهجمات الارهابية بنسبة 90%الا  انه يعتبر مشابهاً لسياسة الفصل العنصري حسب ما جاء في تصريح الامم المتحدة.

كما كان قتل قادة حماس خطأ ايضاً رغم قتلهم المئات من الاسرائيليين. وقد شجبت فرنسا وكذلك الكثير من الدول تلك الهجمات بسبب تبعياتها الكارثية.

وانه لسوء الحظ ان الرئيس بوش لم يرسل أي مبعوث من اجل فتح المجال امام المباحثات ومناقشة خارطة الطريق كما جاء على لسان (ملتون فيورست) في الواشنطن كوارتري. وقد ادى ذلك إلى عدم تحقيق أي تقدم في عملية السلام.

 ولسوء الحظ فإن الرئيس بوش قد ساند شارون بصورة مطلقة خلال لقائهما في واشنطن في نيسان الماضي.

وقد ادان الاتحاد الاوربي تلك السياسة الأمريكية.

ومن الامور غير الجيدة ان يقوم الرئيس بوش بتصدير خططه الديمقراطية.

وقد قال بعض الاسرائيليين انه من السذاجة تصدير الديمقراطية إلى العالم العربي.

نعم ان تلك الاحداث هي مجموعة من الاحداث غير الموفقة ولكنه برغم ذلك فنحن الآن في لحظة ملؤها الامل وتجعلك تفكر بأن كل الذين يتحسرون ويشجبون لا يعلمون عن ماذا يتكلمون. فهم لم يستطيعوا قول شيء يذكر لأكثر من ثلاث سنوات مضب بالقياس لما يحدث الآن.وتجعلك تعتقد ان بوش يفهم الامور أكثر منهم وان احكامه الآن قد اثبتت صحتها.

وقد استدل بوش بأن شارون سوف يستفيد من حقيقة الديموغرافيا وقاد اسرائيل بإتجاه حل القضية عن طريق خلق دولتين.وان عرفات لن يعمل على احلال السلام وان لإسرائيل الحق في محاربة الارهاب وان شارون لن يشعر بالامان عندما يقوم  بمجازفات ما لم يحصل على دعم من الولايات المتحدة في الحرب.

وقد توصل بوش إلى نتيجة مفادها ان السلام لا يتحقق بسبب وجود الحكم الاستبدادي في فلسطين.وعلى الفلسطينيين  ان يعلموا بأن الانتفاضة لن تحقق النصر لهم.

نحن بعيدون عن السلام

قال روبرت ساتلوف في (ويكلي ستاندرد) ان عدم التزام اسرائيل بوعودها سوف يحدث فجوة كبيرة سايكولوجيا وستراتيجياً وان لهذا الحدث وقعه التاريخي كإتفاقيات اوسلو.وقد ساهمت الولايات المتحدة في بناء نظام حكم فلسطيني يكون مقبولاً.نحن ندين في تلك اللحظة المليئة بالامل تلك الاحداث غير الموفقة والى رئيس تجاهل الحكمة.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة