تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

أزمة الكهرباء تتفاقم..وسوق المولدات يزدهر هل تنشئ الحكومة وزارة جديدة للمولدات الكهربائية؟!

مدير قسم التشغيل والحماية: لا توجد مشكلة في نقل الطاقة، المشكلة تكمن في انتاج الطاقة

وزارة الكهرباء: اعمال تخريبية وقطة وراء تفاقم الازمة الكهربائية

مهندس كهرباء يتساءل: اين ذهبت بلايين الدولارات التي انفقت على مشاريع تأهيل محطات توليد الطاقة الكهربائية.

لماذا لا يثق المواطنون بوعود وزارة الكهرباء..ولماذا رفض المفتش العام للنزاهة الاجابة على اسئلة (المدى)؟

مصادر في وزارة الكهرباء : معدل انتاج الطاقة الكهربائية انخفض الى الفي ميكا واط بعد ان كان بحدود 4650 ميكا واط في الاشهر السابقة!

اياد عطية

تصوير- نهاد العزاوي

يتداول العراقيون حكاية طريفة مفادها ان الحكومة ستنشئ وزارة للمولدات الكهربائية الاهلية رديفة لوزارة الكهرباء نظراً للدور الكبير الذي لعبته هذه المولدات في انتاج الكهرباء، والتي فاق انتاجها للكهرباء انتاج الوزارة، ويعلق احدهم قائلاً: لماذا يريد الناس ان تحل وزارة الكهرباء مشكلتهم، نحن الان في عصر العولمة، وفي عصر الانفتاح ووزارة الكهرباء تريد ان تبرهن على ان السوق الحرة يمكنها ان تحل اية مشكلة!..وبالفعل فقد ازدهرت سوق الكهرباء الحرة في العراق كما لم تزدهر اية تجارة والفضل في ذلك يعود لوزارة الكهرباء طبعاً!

وعود السيد الوزير

يقول بسام حامد، طالب في الجامعة التكنولوجية: ازمة الكهرباء لم تكن وليدة المصادفة فممع الايام الاولى لسقوط النظام بدأت هذه الازمة وكل يوم يعدنا المسؤولون على مدار عام ونصف بحلها، لكن دون جدوى بل اننا اصبحنا نتوقع ما هو اسوأ كلما استمعنا الى احاديث المسؤولين في الحكومة وفي وزارة الكهرباء، ويضيف بسام قائلاً: احب ان اذكركم انه بداية اطل السيد وزير الكهرباء على شاشة (العراقية) وادلى بتصريح لم يترك امامنا مجالاً الا ان نصدقه، فوزير الكهرباء قال: ان ازمة الكهرباء ستحل واذا لم تحل خلال ستة اشهر، فلن ابقى في مكاني، وانتهت الاشهر الستة وفوقها ستة اخرى ولم تحل ازمة الكهرباء بل ازدادت سوءاً وبقي وزير الكهرباء متربعاً على عرش الكهرباء اما وعوده فقد ذهبت ادراج الرياح، وبقي المواطن هو ضحية هذه الازمة.

عاطلون رغماً عنا!

ويقول حسن كريم (37 سنة) صاحب محل حدادة: كما ترى نقضي ساعات طويلة بانتظار الكهرباء الوطنية وقد تأتي او لا تأتي فعملنا نحن الحدادين مرتبط بالكهرباء وارزاق عوائلنا متوقفة على الكهرباء المتمكنون منا اقتنوا مولدات كهربائية والبعض الآخر بحث عن مهنة اخرى لا تستخدم الكهرباء، اما انا فهذه هي المهنة الوحيدة التي اجيدها وعلي ان ابقى بانتظار الكهرباء التي حتى لو جاءت فإنها لا تلبث ان تقطع بعد دقائق، كنا في السابق نعرف ساعات القطع والعمل ولكن الان لا نعرف متى تاتي ومتى تنقطع! صدقني الاسبوع الماضي لم اعمل ابداً واغلقت المحل، لان الكهرباء اصبحت تنقطع 23 ساعة ونصف في اليوم وتأتي نصف ساعة او ربع ساعة فقط من دون ان نعرف موعدها مسبقاً، نحن عاطلون عن العمل رغماً عنا وكل ذلك بسبب الكهرباء عملنا جيد والحمد لله حتى ان ابنائي كانوا يعملون معي في هذا المحل لكنهم اتجهوا الان الى عمل آخر كي يتحملوا مصاريف عائلتي الكبيرة.

فكرت بتغيير مهنتي

ويقول شلال (42 سنة) صاحب محل لتصليح الاجهزة الكهربائية، فكرت عدة مرات بتغيير مهنتي لكن هل اضيع عشرين عاماً من الخبرة والعمل في مهنتي من اجل الكهرباء، ولي زبائن ومعارف في المنطقة وقررت ان ابقى في مهنتي ننتظر الكهرباء ، وها نحن كما ترى (اسمك بالحصاد ومنجلك مكسور)! محالنا مفتوحة ولكننا لا نعمل لان (منجلنا) أي الكهرباء مكسور على حد تعبيره.

تقارير وتقارير

ويشير السيد محمد حسون احد الموظفين في وزارة الكهرباء الى انه في الوقت الذي ظهرت فيه تقارير معلنة في وزارة الكهرباء قبل عام تطمئن المواطنين بحل قريب وجذري لازمة الكهرباء، فإن تقارير اخرى قد سربت من داخل الوزارة الى تجار ورجال اعمال لهم علاقات واسعة واطلاع مباشر على اوضاع الوزارة تفيد ان ازمة الكهرباء ستبقى ولن تحل.

وعلى هذا الاساس فقد عقد التجار المطلعون من قرب على اسرار وزارة الكهرباء صفقات ضخمة لتوريد مولدات كهربائية مختلفة الاحجام بعد ان اطمأنوا الى ان السوق العراقية ستمتص هذه المولدات.

تجارة رائجة

لقد اضحت تجارة المولدات الكهربائية تجارة رائجة في السوق العراقية بسبب الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، جولة في احياء بغداد تريك الكم الهائل من المولدات الكهربائية التي بات اعتماد المواطن عليها اكثر من اعتماده على الكهرباء الوطنية، وجولة اخرى في السوق تريك الكم الهائل المعروض للبيع وبكافة الاحجام والقدرات ومن مناشئ مختلفة، فمن مولد صغير بقدرة توليدية لا تتجاوز بضع امبيرات الى مولدات ضخمة قادرة على تشغيل احياء بكاملها.

يقول سلام شاكر (35 سنة) صاحب محل لتجارة المولدات الكهربائية: تجارة المولدات انتعشت بشكل غير مسبوق في السوق العراقي، وما زال الطلب عليها متزايداً يوماً بعد آخر، ولكل نوع من انواع المولدات مزايا مختلفة وتشغيلية  محددة، ارخص الانواع بسعر (75) دولاراً والانواع الجيدة تصل اسعارها الى 600 دولار، وهناك مولداتت ضخمة ذات قدرات تشغيلية عالية واسعارها باهظة الكلفة.

مرضت عيون ابنائي

وبينما كان سلام يتحدث لي كان المواطن رياض عبد الواحد (54 سنة) موظف في وزارة التعليم العالي يتفحص انواع المولدات الى ان استقر رأيه على شراء احداهن.

يقول المواطن عبد الواحد: يئست من وعود وزارة الكهرباء وقررت ان اشتري مولداً صغيراً فأبنائي في المدرسة مرضت عيونهم من القراءة في ضوء الشموع و (اللالات) اغلب العوائل في منطقتنا اضطر الى شراء مولدات صغيرة لكن المشكلة ان معظم انواع هذه المولدات رديء.

هدية من الامارات

وامام محل لتصليح المولدات الكهربائية قالت لنا ام فلاح (55 عاماً) وهي تشير الى مولدتها العاطلة، ان هذه المولدة هي هدية من احد ابنائي الذي يعمل في دولة الامارات حيث اتصل بي من هناك وسألني ان كنت بحاجة الى أي شيء، فطلبت منه ان يشتري لنا مولدة، فالمولدة اصبحت اهم احتياجاتنا بسبب الانقطاع الذي قد يستمر الى ثلاثة او اربعة ايام احياناً.

ويقول فيصل صبري (30 سنة) صاحب معرض لبيع وتصليح المولدات المستعملة: ان معظم المولدات الموجودة في السوق هي من مناشئ رديئة وتتعرض الى عطلات كثيرة، كما ان البنزين المستخدم لتشغيلها غير جيد ويسبب هو الآخر عطلاً في هذه المولدات وهناك من يحمل هذه المولدات اكثر من طاقتها خاصة عندما يستمر انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.

تساؤلات مشروعة

وتساءل المهندس عادل ناصر (55 سنة): نقرأ ونسمع يومياً تصريحات المسؤولين في وزارة الكهرباء وهم يتحدثون عن الارقام الكبيرة من الاموال المرصودة على لتحقيق مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية، دون ان نلمس أي تحسن في التيار الكهربائي بل العكس، فقد تفاقمت الازمة يوماً بعد آخر، ولا اعلم أين ذهبت ملايين الدولارات التي تم رصدها لمشاريع الطاقة الكهربائية؟

وشهد شاهد من اهلها

ويقول المهندس الكهربائي عزيز سلمان: ان الاموال التي انفقت على مشاريع انتاج الطاقة الكهربائية وتحسين منظومتها اموال ضخمة، فأقل مبلغ رصد لاعادة تأهيل منظومة كهربائية واحدة كان بحدود عشرين مليون دولار، لكن معظم هذه الاموال ذهبت الى جيوب ومكاتب الوسطاء في عمان ودبي فكل ينال حصته ولا ينفق في الحقيقة الا ربع هذه المبالغ على مشاريع انتاج وتحسين المنظومة الكهربائية.

ثقة مفقودة

يقول المواطن حسن كاظم (43 سنة) مدرس: اننا فقدنا الثقة تماماً بالمسؤولين في وزارة الكهرباء ولا نامل خيراً ما بقي موضوع الكهرباء بيد هؤلاء المسؤولين في هذه الوزارة التي اثبتت فشلها وعجزها عن حل الازمة فالكهرباء مفصل مهم يمس كل تفاصيل حياة المواطن الذي لم يلمس أي تحسن في (الملف الكهربائي) بل على العكس فالوضع ازداد تفاقماً بعد ان ارتفعت ساعات القطع الذي لم يعد مبرمجاً ولا هم يحزنون الى 23 ساعة يومياً في العديد من مناطق بغداد.

على ابواب وزارة الكهرباء

نقلنا هموم المواطنين ومعاناتهم وتساؤلاتهم الى المسؤولين في وزارة الكهرباء علنا نجد جواباً شافياً ورداً مقنعاً وفي المكتب الاعلامي للوزارة استقبلتنا الزميلة شرمن ووعدتنا انها ستسعى لترتيب موعد لنا مع المسؤولين في الوزارة وبعد ايام من الانتظار، تمكنا من لقاء مدير قسم التشغيل والحماية في وزارة الكهرباء، بعد ان رفض باقي المسؤولين التحدث الى (المدى) التي اثارت قضية اختلاس وفساد اداري في محطة الحلة ما زالت قيد التحقيق كما اوضحوا لنا في الوزارة.

عمل المنظومة

السيد صالح قاسم قسم التشغيل والحماية تحدث عن عمل المنظومة الكهربائية قائلاً: ان ثلاثة قطاعات حيوية هي التي تشكل عمل المنظومة الكهربائية وهي الانتاج والنقل، والتوزيع بالنسبة لي سأتحدث لك عن قطاع نقل الطاقة اما قطاع الانتاج والتوزيع فبإمكانك ان تسأل المسؤولين عنه، مهمة قطاع نقل الطاقة هي ايصال التيار الكهربائي من محطات الانتاج الى محطات التوزيع، أي ان مسؤوليتنا هي ان نوصل الكهرباء الى محطات التوزيع وهي بدورها تتحكم بتوزيع الطاقة وايصالها الى المستهلك. 

باختصار ان دائرتنا هي حلقة وسط بين قطاع الانتاج والتوزيع وبالتأكيد فإن أي خلل يحدث في عمل هذه القطاعات الثلاثة الانتاج والنقل والتوزيع يؤثر بشكل مباشر على وصول التيار الكهربائي الى المستهلك واضاف: تتكون منظومة النقل من شبكتين رئيستين هما شبكة خطوط نقل الطاقة العالي 132 كيلو فولت وشبكة خطوط نقل الطاقة الفائق 400 كيلو فولت، العمود الفقري لنقل الطاقة هو شبكة خطوط النقل الفائق.

هذه اسباب التوقفات

ويقول السيد صالح قاسم: لقد حصلت توقفات في عمل شبكة نقل الطاقة زادت عن 150 توقفاً الا ان التاثير المباشر الاساس جاء بسبب التوقفات التي حصلت على منظومة النقل الفائق نتيجة الاعمال التخريبية التي استهدفت هذه الشبكة المنتشرة في عموم المحافظات وقد قامت كوادرنا بإصلاح معظم هذه التوقفات على خطوط نقل الطاقة الفائق والعالي واستطيع ان اقول لك اننا تمكنا من حل واصلاح المسارات الخانقة التي تعيق نقل الطاقة ولم يبق سوى ثلاثة خطوط متوقفة من اصل 310 خطوط يجري العمل على اصلاحها وهذه الخطوط لا تشكل سوى 10% من مجموع خطوط الشبكة.

ما المشكلة اذن

قلنا للسيد صالح قاسم محمد مدير قسم التشغيل والحماية في دائرة نقل الطاقة اذن يكمن الخلل في عهد وصول التيار الكهربائي للمستهلك؟ فأجاب: استطيع ان اقول لك بثقة ان شبكة النقل في الوقت الحاضر تعمل بنسبة 85% من جهدها ولا توجد عندنا مشكلة في نقل الطاقة واعتقد ان المشكلة هي في انتاج الطاقة.

تضارب في الاسباب

اذن فقد حدد السيد صالح محمد اسباب الانقطاعات المستمرة في التيار الكهربائي بمنظومة الانتاج والحقيقة لم نتمكن من اللقاء بمدير منظومة الانتاج او احد القائمين عليها لكن الوزارة زودتنا بمعلومات توضيحية تشير الى ان معدل انتاج الطاقة قد انخفض الى 2000 ميكا واط بعد ان كان في الاشهر السابقة بحدود 4650 ميكا واط وعزيت اسباب هذا الانخفاض الى اعطال حصلت في محطات انتاج وتوليد الطاقة او الى الاعمال التخريبية التي تعرضت لها محطات الانتاج فضلاً عن عمليات سرقة تعرضت لها من خطوط وابراج نقل الطاقة على الرغم من ان السيد صالح قاسم مدير تشغيل وحماية خطوط النقل نفى ان يكون لخطوط النقل دور في هذه الازمة مما يلقي ضلالاً من الشك على دقة هذه المعلومات.

حكاية القطة

ومن الاسباب الاخرى التي قالت مصادر في وزارة الكهرباء انها اسهمت في تدهور انتاج الكهرباء هو الحريق الذي حصل في محطة خور الزبير والقيت تبعاته على قطة مجهولة الهوية قادها حظنا وحظها العاثر الى هذا المصير المؤلم في المحطة لتشارك الارهابيين واللصوص ومسؤولي وزارة الكهرباء في تفاقم هذه الازمة التي ما زال حلها في علم الغيب.

مفتش النزاهة رفض التحدث

حملنا شكوكنا وتساؤلات المواطنين الى المفتش العام للنزاهة في وزارة الكهرباء عسى ان يوضح لنا ما التبس علينا فهمه من تضارب الاسباب التي ادت الى تفاقم ازمة الكهرباء وكنا نمني النفس بحديث للمفتش العام للنزاهة في وزارة القت الكثير من الشكوك وتتهم بالفساد والتقصير في العديد من الدوائر والمؤسسات التابعة لها وآخرها ما نشرته (المدى) من معلومات عن اختلاس ورشاوٍ في محطة الحلة الكهربائية التي يقال والعهدة على القائل في وزارة الكهرباء، ان الوزارة شكلت لجنة للتحقق من هذه المعلومات ولا ندري حقيقة هل الوزارة جادة فعلاً في متابعة هذا الموضوع ام انها مجرد اخبار تسرب لذر الرماد في العيون على ايى حال المفتش العام للنزاهة في وزارة الكهرباء رفض ان يلتقي او يتحدث لنا من غير مبرر، ومن غير ان يوضح لنا اسباب رفض الحديث وما اذا كان للامر علاقة بفضائح الفساد والاختلاس التي تواصل (المدى) متابعتها ونشرها كجزء من مهمات السلطة الرابعة وهكذا خرجنا من وزارة الكهرباء من دون ان نتمكن من فك طلسم واحد من طلاسم ازمة الكهرباء.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة