السفارة
الامريكية لم تؤكدها و(الاسلامي) نفى مشاركته فيها ..
مصادر دبلوماسية: مسؤولون
امريكيون يجرون اتصالات مع قادة الجماعات المسلحة العراقية
بغداد
/ زهير رضوان
ذكرت مصادر دبلوماسية غربية ان مسؤولين امريكيين يجرون
الآن محادثات مع بعض قادة الجماعات المسلحة العراقية
لاستغلال الصدع الحاصل بينهم وبين الجماعات المتشددة مثل
القاعدة لسحب القادة المحليين إلى العملية السياسية. وذكرت
صحيفة نيويورك تايمز ان صدامات عنيفة قد اندلعت بين جماعات
مسلحة عراقية والقاعدة في عدة مدن في "المثلث السني" شملت
مدن: التاجي واليوسفية والقائم والرمادي، ويبدو ان هذه
الصدامات تصاعدت في الآونة الاخيرة.
وفي مقابلة اجرتها الصحيفة مع دبلوماسي غربي لم تحدده
بالاسم، دعم وجود هذه المحادثات وقال ان الامريكيين أجروا
نقاشات وجهاً لوجه مع المتمردين في "ميدان المعركة" وبانهم
يجرون اتصالات مع قادة التمرد عبر وسطاء.
وقال الدبلوماسي ان الهدف هو استثمار القوات الامريكية،
والجماعات المتطرفة مثل القاعدة التي اثارت استياء العديد
من العراقيين لقتلها الجماعي للمدنيين العراقيين. وقال
الدبلوماسي ان المحادثات التي جرت وتجري داخل العراق
وخارجه قد بدأت في فصل الخريف الماضي.
قال الدبلوماسي ان الامريكيين سبق لهم الاتصال بالمتمردين،
لكن هذه المفاوضات هي اكثر اهمية.
وذكرت الصحيفة ان الدبلوماسي الغربي اكد ان المباحثات
الامريكية مع قادة الجماعات المسلحة العراقية تهدف إلى
استغلال الرغبة الجديدة لدى العرب السنة في المشاركة
بالعملية السياسية التي ترسخت عبر مشاركتهم بكثافة في
الانتخابات الماضية.
ولكن الدبلوماسي اكد ان المباحثات لم تقدم ضماناً لتسلم
الجماعات المسلحة او حتى وقف اطلاق النار.
من جانبها رفضت السفارة الامريكية تأكيد وجود مثل هذه
الاتصالات وقالت في ردها على سؤال لـ (المدى) حول الموضوع
امس "ان وزارة الدفاع العراقية لا علم لها بهذه الاتصالات
كونها تجرى بعيداً عن الوزارة ان وجدت"، موضحاً ان من "الممكن
ان تكون المشاورات مع احدى الكتل السياسية التي توفر غطاء
للجماعات المسلحة".
وحول سؤال لـ (المدى) عن مدى التزام وزارة الدفاع العراقية
بنتائج هذه المباحثات ان تمت فعلاً اكد العسكري "ان وزارة
الدفاع لها دور تنفيذي، وهي تتبع القرار السياسي للحكومة"،
مشيراً إلى ان هذه المعلومات ان صحت فسيكون هناك تفاهم بين
الحكومة العراقية والجانب الامريكي".
ونقلت صحيفة النيويورك تايمز عن مصادر لم تسمها ان امين
عام الحزب الاسلامي طارق الهاشمي كان قد اجرى لقاءات دورية
مع قادة الجماعات المسلحة العراقية لوقف العنف ابان
الانتخابات الماضية.
واوردت الصحيفة تعليقاً للهاشمي حول المباحثات قال فيه: "انه
لا يظن ان المحادثات قد احرزت تقدماً" موضحاً ان العقبة
الرئيسة التي تعترض التقدم هي طلب المتمردين جدولاً زمنياً
لانسحاب القوات الامريكية، وهو الامر الذي كرر الرئيس
الامريكي جورج بوش رفضه مؤخراً.
من جهته اعتبر نائب الامين العام للحزب الاسلامي العراقي
السيد اياد السامرائي ان المعلومات التي اوردتها صحيفة
النيويورك تايمز حول اتصال امين عام الحزب الاسلامي طارق
الهاشمي بقيادات التمرد عارية عن الصحة، موضحاً ان ما ورد
للهاشمي من تعليقات على الموضوع هو تقييم وليس معلومات.
وقال السامرائي في تصريح خاص بـ (المدى) امس ان الحزب
الاسلامي لم يكن جزءاً من أية مباحثات بين الامريكيين
والمتمردين ان وجدت.
موضحاً ان "المقاومة العراقية هي جهة فاعلة في الشأن
العراقي بغض النظر عن موقف الفرقاء السياسيين منها" معتبراً
التفاوض معها امراً واجباً من اجل الاستقرار.
وقال
الدبلوماسي الغربي لصحيفة نيويورك تايمز انه يأمل بأن
الجماعات المسلحة قد تقتنع بأن الحكومة العراقية الجديدة
التي ستضم قادة سنة سوف تدعم رأيها.
وقال الدبلوماسي (وفقا للمبدأ الاسلامي، وكذلك المبادئ
الديمقراطية لا يمكن ان تكون هناك مقاومة مشروعة ضد حكومة
شرعية، اذا امكن لنا التوصل الى تفاهم مع بعضنا البعض، أي
بين المقاومة كما يسمونها وقوات التحالف، حينها سوف
يتحولون الى الزرقاوي والجماعات الارهابية".
وتقول الصحيفة: ان الدبلوماسي المذكور لم يحدد الجماعات
التي تحدث اليها الامريكيون، لكن يبدو أن الجماعات
المذكورة تضم الجيش الاسلامي في العراق وجيش محمد، ويعتقد
"ان هاتين الجماعتين تضمان عراقيين وطنيين واعضاء سابقين
في حزب البعث المنحل" على حد تعبير الصحيفة.
وهدف هذه الجماعات طرد القوات الامريكية من العراق، وهي
الرغبة السائدة في اوساط العرب السنة بينما تهدف القاعدة
الى جعل العراق دولة خلافة اسلامية. وفي مقابلات اجرتها
صحيفة نيويورك تايمز مع الجماعات المسلحة قال المسلحون: ان
هنالك كراهية واسعة للقاعدة في صفوف العراقيين موجهين
لومهم الى القاعدة في التفجيرات الدموية بالسيارات المفخخة
او بالاحزمة الناسفة التي قتلت آلاف العراقيين حتى الان.
وقال أبو عمر، وهو الاسم الحركي لعضو في الجيش الاسلامي
العراقي في (أبو غريب)، لصحيفة نيويورك تايمز "نحن
عراقيون، اما القاعدة فهي قادمة من خارج حدودنا، انهم
شوهوا سمعة المقاومة النبيلة في داخل العراق".
ويعتبر الامريكيون والعراقيون ان الصراع بين الحركات
المسلحة يقدم فرصة واعدة خصوصا للمشاركة الكبيرة للمصوتين
السنة في الانتخابات. وفي العديد من المدن تعاون المسلحون
مع الانتخابات بوقفهم اطلاق النار بينما هددت القاعدة
بالانتقام. وفي الرمادي، على سبيل المثال، وفر المسلحون
الامن للعديد من مراكز الاقتراع.
وقال الدبلوماسي (نحن في المراحل الاولى من العملية. وتجري
الان مباحثات مع الاشخاص الذين يعرفون او يتفاعلون مع هذه
الجماعات او يؤثرون عليها. كانت هناك مباحثات مع الذين
كانوا قادة ميدانيين او مازالوا يعتبرون انفسهم قادة
ميدانيين".
التحدي الوحيد الذي يواجهه الامريكيون الان هو تحديد
وتشخيص قادة هذه الجماعات، خاصة ان هناك عشرات المجموعات
غير المرتبطة مع بعضها.
وقال ابو امين، وهو قائد احدى الجماعات من منطقة اليوسفية
ونقيب سابق في الجيش العراقي: ان الامريكيين كانوا مهتمين
بوجه خاص بتأمين المساعدة ضد القاعدة.
وقال أبو أمين عن الامريكيين "نحن نعرف مع من يلتقون"
واضاف: ان الامريكيين طرحوا عدة اسئلة حول القاعدة : "هل
لك علاقة مع القاعدة؟ هل بأمكانك مساعدتنا في مهاجمة
القاعدة؟ هل بأمكانكم اجتثاث القاعدة من العراق؟" واشار
الى ان النتيجة الاولى لهذه المباحثات ظهرت في كانون الاول
عندما اطلق الامريكيون سراح سطام الكعود "كمبادرة حسن نية"
لاقناع المسلحين بالتعاون. وكان الامريكيون قد اطلقوا سراح
الكعود مع اكثر من 20 معتقلا، بالرغم من معارضة الحكومة
العراقية.
وقال ابو امين: ان اطلاق سراح هؤلاء قد لقي ترحيبا من
العديد من الجماعات لكن السفير الامريكي، زلماي خليلزاد،
قال للصحيفة :ان اطلاق سراح الكعود لا علاقة له بمزاعم
المسلحين. بينما قال الكعود للصحيفة من محل اقامته في
الاردن: إنه لا يعلم ان كان اطلاق سراحه جزءا من صفقة مع
المسلحين لكنه قال: انه اثناء زيارته لمحافظة االانبار بعد
اطلاق سراحه تقدم اليه اشخاص عرفوا انفسهم بأنهم قادة
للمسلحين وقال الكعود: ان هؤلاء اخبروه بأنهم كانوا يجرون
محادثات سرية مع الامريكيين.
|