2006 نقطة تحول في التاريخ
بقلم: جيم هوغلاند
ترجمة: مروة وضاء
عن: الواشنطن بوست
عادة
ما يرتد التاريخ على الذين يصنعونه ليحطمهم، وتصدق مرة
اخرى، في هذه السنة الجديدة 2006 مقولة ادم لحواء وهما
يغادران جنة عدن...اننا نعيش في مرحلة التغيير.
لقد انحسر تأثير السياسيين الاقوياء الذين سادوا المشهد
السياسي العالمي للسنتين الماضيتين باستثناء واحد او اثنين
بقوا في مواجهة سنة غير مستقرة محاولين التأقلم مع
التغيرات التي تستقطب العالم والذين كانوا هم السبب في
انطلاقتها لكنهم فقدوا السيطرة عليها.
ان اضمحلال دورهؤلاء واحتمال استبعادهم من المشهد السياسي
يرشح عام 2006 لان يكون سنة مفصلية كما كانت سنة 1968
عندما ادت تطورات الاجيال والتوترات الاجتماعية المتفجرة
بالعالم لان يسلك طريقا يوحي بالثورية اكثر من التطور
الطبيعي.
وقد تشير وفاة يوجين مكارثي في عام 2005 الى ان التغيرات
التي بدأت في 1968 وصلت اخيرا الى نهايتها كما تظهر لنا
خسارة كل من جرهارد شرويدر ويوشكا فيشر ثوار سنة 1968
الذين قادوا السلطة والذين دافعوا لبقاء الوضع الراهن على
ما هو عليه لسبع سنوات اذ بعد انهيار هذا التحالف في أيلول
الماضي باع شرويدر ما تبقى من قيمه المثالية وذلك بالعمل
كمستشار في شركة نفط روسية.
اندفعت تغيرات الاجيال ايضا نحو فرنسا بدخول جاك شيراك
سنته الاخيرة كرئيس للجمهورية بينما تتقاسم معسكرالمحافظين
حرب بين دومينيك دوفيلبا ونيكولاس ساركوزي حول من سيخلفه
في ادارة البلاد.في حين يدور جدال مرير بين المهاجرين وبين
انصار النظام الاجتماعي حول من يستحق ان يلقب( بالضحية)
بعد احداث الشغب والاضطرابات التي حصلت الخريف الماضي.
ليس معارضا الحرب على العراق شيراك وشرويدر هما الوحيدان
اللذان يبدو ان نجمهما اخذ بالأفول لكن حلفاء مهمين لجورج
دابليو بوش في حرب العراق يمرون ايضا بمرحلة تغيير، ففي
بولندا ترك الكساندر كفاسنفسكي قصر الرئاسة مع نهاية 2005
وفي ايطاليا فأن سيلفيو برلسكوني في انتظار معركة اعادة
انتخاب حاسمة في الربيع القادم وفي اليابان ستنتهي في
أيلول المقبل فترة ولاية جونشيرو كيوزومي المؤثرة والتي
خرجت عن الطابع الياباني التقليدي. كما احرج المعارضون في
حزب العمال توني بلير وذلك برفضهم قانون الامن الجديد. كما
يأملون بالتسبب له بالمزيد من المتاعب في البرلمان وان
يجعلوا من 2006 السنة التي سيعلن فيها بلير تراجعه عن
الاشتراك في الانتخابات القادمة حيث كتب فبليب ستيفن مؤخرا
في الفاينانشال تايمز" لقد وصل نهار حكم توني بلير الى وقت
غروبه" وليس بيده حيلة حيال ذلك.
كذلك فإن الفترة المتبقية لحكم بوش قد يشوبها الوهن
فتقاليد السياسة الاميريكية تجعل من هذه السنة سنة القوة
الكاملة الاخيرة له. فبعد انتخابات الكونغرس في تشرين
الثاني القادم سوف تتجه الانظار والطاقات الوطنية نحوأي
جمهوري يمكن أَن يوقف جون ماكين أَو أي ديموقراطي يمكِن
أَن يزحزح هيلاري كلنتن.
كما ستكون من اكثر الامور اهمية السباق الخفي على رئاسة
عالم منقسم. حيث ينهي كوفي عنان دورته الثانية كسكرتير عام
للامم المتحدة في كانون الاول المقبل وان المرشحين لخلافتة
من اسيا واوربا الوسطى يتراصفون من اجل العمل على كسب ود
اعضاء مجلس الامن.
مما رفع مقام عنان المحطم هو تعيينه بول فولكرللتحقيق في
فضيحة النفط مقابل الغذاء والتي اعترف عدد من الدبلوماسيين
الفرنسيين والروس من بين اخرين بتسلم رشاوى من نظام صدام
حسين لكوبونات النفط المحظورة.
يمتلك السكرتير العام للامم المتحدة الان فرصة تأسيس قانون
اكثر ايجابية كما اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية
كونداليزا رايس انها ستدعمه في ذلك. وقد لاقى مسؤولو الامم
المتحدة ترحيبا حارا في واشنطن في الاشهر الاخيرة حيث
يناقشون قضايا لبنان وسوريا والعراق وما يمكن عمله بشأن
الازمة النووية الايرانية وتهديدات وباء انفلونزا الطيور
والعديد من القضايا الاخرى التي كانت قد اصرت ادارة بوش
على الانفراد بمعالجتها.
ويعتبرالمراقبون ان عنان ورايس هما فرسا الرهان المعول
عليهما لسنة 2006، كما حصل مع خليفة شرويدر في المانيا
أنجيلا ميركيل بعد تغلبها عليها في اختبار قوة الاعصاب.
ان تزايد ريع الموارد النفطية الروسية وتنامي الاقتصاد
الصيني المستمر جعل كلاً من فلاديمير بوتين وهوجين تاو
مرتاحين لاستقرار بلديهما الامني بشكل مقلق للغرب. لكن في
كل الاحوال فالاخبار الاهم للقيادة يجب ان تأتي من العراق
والذي في هذه السنة المفصلية اما ان يتخطى القوى المركزية
التي تتجاذبه اوان يخضع لها.وكل هذه الضغوط اصبحت من الثقل
بحيث لايتحمل الفصل فيها التأجيل لسنة اخرى.
|