استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في ليلة رأس السنة  .. البغداديون بين محتفلين ومتحسرين
 

بغداد/عامر حمزة
على الرغم من الظروف البالغة القسوة التي مرت على العراقيين الا انهم تعودوا ان يحتفلوا بنهاية سنة ماضية وقدوم سنة جديدة، وعلى الرغم من انهم تعودوا ككل المرات ان يودعوا السنين المليئة بالعنف والحروب والقتلى الجدد بطغيان الشعور بالألم والحزن الا انهم ككل مرة يدعون بملء قلوبهم ان يكون العام المقبل عاما ينهي المرارة العالقة في نفوسهم.
هذه المرة احتفل العراقيون وتوزعوا بين محتفلين حذرين ومتحسرين لم يشأ العنف المستمر في مناطقهم ان يمنحهم فرصة فرح لليلة كانت كافية ربما لاداء طقوس فرح يشترك فيه الجميع تعزز جزءا بسيطا من قناعة هشة في ان العام القادم قد يحمل في طياته تباشير سلام.
الـ(المدى) التقت بمجموعة من العراقيين واستمعت الى ما احسوا به في ليلة كهذه.
المواطن اسامة حبيب/ طالب قال: انا اسكن منطقة السيدية لم استطع ان احتفل بقدوم سنة جديدة وبقيت حبيس الدار، كانت ايام رائعة مثل هذه لا تمر عليّ دون ان اخرج مع الاصدقاء. كنا نجوب شوارع بغداد فرحين وكان منظر الناس رائعا لذا اكتفيت بمشاهدتي التلفزيون وحين رأيت الناس محتفلين زاد المي لم اكن معهم والسبب تلك العقدة المستعصية (الوضع الامني الخطر).
سرى ذياب/موظفة قالت: تحسرت كثيرا فلم يعد باستطاعتنا الاحتفال برأس السنة الميلادية. سابقا كنا نخرج بصحبة الاهل، نرتاد المطاعم والاسواق ونتسامر مع احبتنا، لم يعد الامر كذلك، نحن نسكن منطقة العامرية وهي كما تعرفون تشهد عمليات عنف وقتل. شاهدت العراقيين في مناطق اخرى من بغداد يحتفلون. السلام اجمل شيء في الحياة لكننا فقدناه.
سوبان توما/ ربة بيت/ الدورة قالت: لازمنا بيوتنا فالامن معدوم واكتفينا بمتابعة التلفزيون. صلينا من اجل ان يعم السلام في العراق ويعود الناس الى فرحهم وبغداد الى انوارها وجمالها.
منيب حسن/ كاسب/ الكرادة قال: احتفلت مع مجموعة من اصدقائي، جبنا شوارع بغداد بحذر لم نستطع ان نبقى في البيت في مثل هذه الليلة الكبيرة كنا مجموعتين كل مجموعة في سيارة واجتمعنا عند احد أصدقائنا. المحتفلون قلة والناس مرعوبة جدا.
احسان علاء/ 24 سنة قال: احتفلت في رأس السنة في الكاظمية مع مجموعة من اقاربي واصدقائي ولم نخرج الى مكان آخر خوفا من مخاطر الشارع الامنية.
ودّع البغداديون عام 2005 واستقلبوا عام 2006 بين مجاميع محتفلة بحذر ومجاميع اكبر تابعوهم من على شاشة التلفاز، متحسرين على ليلة مضت دون احتفال.


الحب عندما يأتي!

محمد درويش علي

كان يراهن على ان الحب شيء لا يستحق الوقوف عنده، والذي يقع في الحب لا خبرة لديه في الحياة، وعليه ان يحصن نفسه من هذا الداء. وفي كل يوم كان يعيد علينا في جلساتنا الخاصة، نشيده هذا، حتى جعلنا نشك في ارادتنا وفي قوة اختيارنا. ولم يكتف بالقاء محاضراته علينا حسب، وانما حتى على الذين كانوا يأتون ليشاركونا في جلسات السحر التي كنا نحييها معاً. غاب عنا فترة من الزمن. كنا خلالها نشعر بارتياح كبير، لا احد يقطع علينا احاديثنا، او يشككنا بانفسنا ويجعلنا نضرب اسداساً في اخماس، ونراجع انفسنا. فكانت جلساتنا تلقائية وودية، لا يعكرها شيء. نتبادل الضحك والاحاديث التي لا تثير احداً، او تحاول النيل منه.
فجأة ظهر علينا ثانية، وكان هذه المرة بهيئة اخرى، هيئة لم نعهدها فيه. صامت لا يتكلم وكأن مصائب الدنيا قد نزلت على راسه فبادره احدنا ما بك؟ لم يجبه وظل في صمته، وكانه يريد الاعتذار عن تصريحاته الرنانة، ولا يتجرأ وبعد الحاحنا عليه، اعتذر منا واحدا واحدا، وهو يقول: انني كنت على خطأ كبير ، عندما كنت ارمي الكلام على عواهنه واتهمكم بالضعف، والخنوع في امور القلب والحب.
بقينا نحن صامتين وظل هو يتكلم ويستطرد في كلامه، حتى تبين لنا انه وقع في الحب.
وقال: احببتها، ولكن كيف لا ادري! المهم هو انني اشعر بانني قريب منها، وهي قريبة مني، وبدونها لا اطيق الحياة، وبدوني لا تطيق الحياة.
ساله احدنا: كيف توصلت الى هذه النتيجة؟
اجاب: لا اعلم!
لقد ظهر صاحبنا على حقيقته ولم يستطع اخفاء مشاعره الانسانية التي غمرته، وجعلته في ملكوت اخر، غير ملكوت الارض.
اسوق هذا الكلام ولا اريد الامتثال له، وان كانت المشاعر الانسانية، هي ذات المشاعر في كل العصور، ولكن ان لا يتطرف احدنا في موضوع لم يخض فيه، ويمثل دور المعلم، ويجعل من الاخرين تلاميذ له. فالمدرسة هي الحياة وما نحن الا التلاميذ مهما كبرنا، وعلانا الشيب، او ازددنا خبرة، اما هذا القفز فليس هنالك من مبرر له، سوى انه ينبع من عدم دراية وادراك حقيقيين لتفاصيل الحياة المتشعبة.


زمان.. ومكان.. وغناء
 

كاظم غيلان

يتصل الغناء دوما بالانسان، هذا الذي يعينه على أي شيء، هو الغناء يعني هو الجمال المطلق الذي يصل الى الاقاصي ويتحد مع الازرق والبنفسج والماء والبرتقال، دونما ان يتنازل عن كل ما يقصده.. وهو (الروح) بعذابها، وشفافيتها، وكل مآربها.
أعطى الزمان وما اردت عطاءه
واراد لي فاردت ان اتخيرا
هذا شعر من العربية. ديوانها الأول، فلنأت إلى الزمان في الاغنية العراقية وحتى عربيا، فها هو ناظم الغزالي صادحا:
سبع ليالي وليلتين وليلة
احله الليالي
في حين تصدح القديرة (أحلام وهبي):
سبع أيام من عمري حلالي
سبع أيام من غير الليالي
هنا تختصر المطربة هذه وبفضل الشاعر الذي كتب لها والذي استوعب جدا طقوس الزواج وموسمه الأول الثري، انها سبعة أيام، هكذا هي قناعته، ولربما اسراره التي يبوح بها شعرا ثم تصل الملحن الذي يتوفر على قدر عال من الامكانية التي تحيط بذائقته.. فتكمل.
سبع أيام بيهن شفت راحة
وعمري بالهنا طابت افراحه
ثامن يوم عذبني صباحه!
يا للخيبة.. ماذا حصل؟ هل يعني ان عمر الزوجية كخيار للفرد تختصره الأيام السبعة!!؟ انا لا اعرف وذلك من شأن الآخرين ومن ذوي الاختصاص في علم النفس والاجتماع!
رياض احمد يغني:
مرت أيام ابغيابك
واحنه ع الموعد نتاني
وما اجيت وكلنه لابد
تر جعلنه ابيوم ثاني!
اذن هذا انتظار حقيقي يحال إلى الزمن لانه يشير الى اليوم الثاني! وها هو شاعر الاغنية العراقية الفذ "زهير الدجيلي" يكتب (امغربين) ويؤديها الفنان الكبير (ياس خضر):
يومين.. ها يوم انكضه
وها يوم حس النايحة
تنفرط الأيام، وتهلك تفاصيل الليالي، الا ان الليل له حصته:
يا ليل الصب متى غده
وقيام الساعة موعده
ولماذا هكذا!!؟
الاغنية التي تستوعب الزمان والمكان، هي اغنية واعية بلاشك ولا يمكن لكاتبها الا ان يكون ملما وعارفا وصادحا من خلال (المطرب):
ولناتِ إلى عبد الحليم حافظ هكذا:
في يوم في شهر في سنة
تبقه الجراح وتنام!
ويأتي ايضا لوقت في الليل، ولربما افسرها ليلة رأس السنة، وها هو الراحل الحبيب عارف محسن يغني لنا:
الليله ليلة هنانه
الحب مر وخذانة!
أي زمن هذا واي ليل واي نهار يسرق الصحوة النبيلة والشعر الحلو والاداء الاجمل: ها هي فيروز القديسة تنأى بعيدا وكأنها ـ ومن حقها جدا ـ ان تغني:
سني عن سني
عم يبحث قلبي!!
سنوات يختصرها الغناء لأنه النور الذي افتقدته المصابيح.. لكن من الصعب ان تنساه أو تتناساه الاذن التي أدمنت على سماع كل الجماليات.. والجماليات كلها غناء.. وليس لنا الا ان نمضي باتجاه غنائي جديد يعيد للذائقة اعتبارها.. والا: فمتى نكون عشاقا؟


عمي وعمك
 

عبد الزهرة المنشداوي

كانت الاحداث وما فتئت تلهم الاطفال اغاني واناشيد ويمكن للمرء ان يلحظ ذلك من خلال تجمعاتهم قرب ساحات الالعاب والمراجيح، وهي الامكنة الاثيرة لديهم ايام الاعياد.
واذكر في محافظة البصرة اغنية كان الاطفال يرددونها على ايقاع صاحب "ديلاب الهوى" عمي وعمك باشا عيان.. عمي وعمك باشا عيان"، فكانت لهذه الاغنية صدى لحقبة من تاريخ العراق ايام الملكية.. وبعد ان دالت دولة الملكية في العراق وتغيرت الامور تغييرات حادة وحل اطفال جدد في ساحات الالعاب والمراجيح محل الاطفال الذين كبروا وصاروا رجالاً، رددوا وعلى نفس الايقاع "الطبلة" اغنية تقول كلماتها "صاروخ روسي بالسما.. صاروخ روسي بالسما". وهذه الاغنية جاءت نتيجة طيران رائد الفضاء الروسي يوري كاكارين الى سطح القمر. في فترة الستينيات.
الاطفال لم يفتهم حدث احتلال العراق في 9 / 4 / 2003 ودخول القوات الاميركية الى البلاد بعد اسقاط نظام صدام. فغنوا لجنود الاحتلال اغنية (كود كود مستر) اقراراً منهم بفعل هذه القوات في اسقاط دكتاتورية بغيضة طالت طفولتهم وحرمتهم من ادنى متطلباتها بطبيعة الحال هذه الاغنية لم يعد يرددها الاطفال هذه الايام دليلا على تغير موقفهم سلبياً من هذه القوات. الانتخابات الاخيرة وما افرزته من نتائج لا بد لها من ان تلهمهم اغنية جديدة لذا فانا بانتظار عيد الاضحى المبارك الذي اتوقع فيه اغنية جديدة لهم يتوضح فيها موقفهم منها. انا على يقين ان اللحن والايقاع لن يتغيرا ولكن كلمات الاغنية التي لا تزيد على الكلمتين او الثلاث سيوضح موقفهم فيها بالكامل.


مهرجان شعري وفني بمناسبة تأسيس جامعة القادسية
 

السماوة/المدى

احتفلت كلية التربية في محافظة المثنى بالذكرى الثامنة عشرة لتأسيس جامعة القادسية. إذ شهد عام 1987 تأسيس الجامعة لتغدو اليوم صرحا علميا وثقافيا وفكريا يضاف إلى الصروح الجامعية في العراق.
واقيم مهرجان شعري وفني بدأ بافتتاح المعرض الثامن للفنان التشكيلي سامي مشاري. وأدار المهرجان السيد عدنان سمير حيث قال: ان المهرجان يقام وشعبنا وبلدنا وضع أولى خطواته على درب الحرية والتطلع نحو مستقبل يسطع بنور العلم والفضيلة والحوار مع المدنية والتطور في شتى مناحي الحياة..
بعدها القى الدكتور صفاء جاسم محمد عميد الكلية كلمة قال فيها ان المجتمعات المتعلمة اقدر من سواها على التصدي لحل مشكلاتها خاصة وان التعليم العالي في العراق يمتلك تاريخا عريقا يمتد الى العام 1908 حيث انشئت اول كلية للحقوق وتلاها انشاء كلية للطب عام 1927 ودار المعلمين العالية في العام 1932 والصيدلة في عام 1936 والهندسة في عام 1942 وهكذا بقية الكليات لتشكل فيما بعد جامعة بغداد عام 1956 ومن ثم بقية الجامعات العراقية في العقود اللاحقة كجامعة القادسية التي تأسست عام 1987 لتواكب عملية التقدم الحضاري المستمر والنهوض الشامل ليصل عمود الجامعات في الوقت الحاضر الى 20 جامعة بالاضافة الى هيئة التعليم التقني التي تضم 27 معهداً تقنيا و 9 كليات تقنية و 11 معهداً تقنيا في اقليم كردستان.
ثم القى الشاعر المغترب يحيى عباس السماوي عدداً من قصائده. وهو من شعراء العراق الكبار حيث هاجر من البلد قبل اربعة عشر عاما بعد ان اشبعه النظام الدكتاتوري تعذيبا وتنكيلا في سجونه واقبيته المرعبة.
ليحلق بعدها نورساً جميلاً في فضاء الحرية والشعر ليصدر اربعة عشر ديواناً شعرياً ويحصد جوائز عربية وعالمية ليغدو قبلة للدارسين والمهتمين بالشعر والنقد الادبي في مختلف بلدان العالم.
والقى الشاعر السماوي في المهرجان عدداً من قصائده وكانت منها قصيدة ذعر.
وقد قدم عدد من فناني السماوة قصائد ممسرحة للشاعر يحيى السماوي من اخراج وتمثيل الفنان المتألق فيصل جابر وبمشاركة الفنانين فاضل صبار وماجد وروار وخالد بركات الذي عزف على العود فيما كان الفنان التشكيلي سامي مشاري تتحرك انامله وفرشاته لرسم ما يتجسد من كلمات على المسرح.
ثم غنى المطرب محمد حسين اغنيتين للعراق وللمضحين من المناضلين وللامهات اللاتي مذ ولدن يبكين حتى غدا الدمع من فرط الحزن عراقياً.
فيما القى الشاعران محمد عزيز كاندو وزهير هادي الرميثي قصائد شعبية عبرت عن تضحيات العراقيين ودمهم المراق والجراحات التي روت ارض العراق.
واحتفاء بالشاعر يحيى السماوي عقدت جلسة تكريمية تحدث فيها الدكتور ناجي كاشي والدكتور صاحب منشد والناقدة فوزية الجابري والناقد محمد فليح الجبوري حول القصائد التي جادت بها قريحة الشاعر والمستوى الابداعي الذي يمتاز به بين اعلام الشعر العراقي ثم قرأ الشاعر السماوي عدداً من قصائده على الحضور الذين اكتظت بهم قاعة الجواهري في كلية التربية.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة