الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في مجتمع لا يسمح بالخطأ .. المرأة تدافع عن نفسها بالرقة والجمال والشفافية!
 

بغداد / مها عادل العزي

المرأة، هذه الجميلة، الرقيقة، الشفافة، ترى كيف يقدر لها ان تترك لطفها وانوثتها، كيف تكون اذا ما وجدت نفسها متلبسة في الخطأ او الجريمة؟ هل تترك رقتها وعذوبتها ؟ ام انهما سيكونان سلاحا تخفي وراءه خطأها، فتكون كالقطة التي تخفي مخالبها، هل تكتفي بسلاح عيونها؟ يقولون ان الحب هو السبب في الكثير من الظروف التي تدفع المرأة الى التفكير المنحرف او الجريمة، فالمرأة لفرط حساسيتها قد تكون مجرمة لشعورها بالحرمان من الحب والدفء العائلي بجميع صوره..
وقد تكون على العكس من هذا مصابة بنوع من الحب المريض سنتناول اليوم حالة منتشرة في مجتمع لا يسمح بالخطأ ولا يستطيع ان يتجاوزه.زينب محمد باحثة اجتماعية في احد مراكز اعداد الكبار تؤكد ان المرأة لا تلجأ الى العنف او الجريمة الا في حالات معينة منها ان تكون مريضة نفسيه، او تكون قد لجأت الى ذلك بدافع من الانتقام، او بسبب من الحقد او الكراهية، او لاسباب وراثية او بيئية او تكون دفاعا عن النفس، وفي جميع الحالات علينا ان لا نغفل الظروف البيئية او الاجتماعية او الجغرافية، وهكذا فان كل نوع من هذه الانواع له اسبابه الخاصة.
اغلب الحالات التي مرت بك، كيف تفسرين الدوافع الاجتماعية التي تدفع المرأة الى سلوك منحرف قد يؤدي الى الجريمة؟
-من اهم الاسباب التفكيك الاسري الناتج عن افتراق الزوجين او طلاقهما وزواج احدهما او كلاهما مرة ثانية، او نتيجة فقدان الاب او الام، كل ذلك يؤدي الى فقدان الرعاية الاسرية وعدم وجود الرعاية الكافية التي تقوم السلوك وتزرع القيم والاصول من بين الاسباب التي تدفع المرأة الى الخطأ هو العقاب القاسي والضغط غير المبرر والقسوة الزائدة والحرمان بجميع انواعه والصراعات الاسرية.
*في مجتمع كمجتمعنا كيف ننظر الى المرأة المجرمة او المنحرفة؟ وكيف يكون التعامل معها؟ وهل من الممكن الحد من السلوكيات المنحرفة؟ تجيبنا على هذا التساؤل المحامية نداء محمد التي اعدت بحثا موسعا بهذا الشأن فتقول:
-ننظر الى المرأة المجرمة او المنحرفة كشخص منبوذ اجتماعيا، اضافة الى محاولة الابتعاد عنها وكأنها مرض معد، حيث ان القيم الاجتماعية والعادات والعرف ترفض للمرأة الكثير من التصرفات، مع العلم ان الحكمة تقول ان الانسان لا يولد هراً أو أسداً، ولكن هناك تفاوتاً في التجريب والتلقين، اما التعامل معها فيجب ان يكون حذرا او متحفظا، ومن الممكن الحد من السلوكيات المنحرفة بالرجوع الى الاسباب التي دفعت المرأة الى الجريمة والعمل على ازالتها، وذلك بدءا من الاسرة النواة الاولى في المجتمع، مع العمل على توعيتها واشغال وقتها باعمال تعود عليها بالمنفعة المادية والمعنوية واشعارها بانها شخص مفيد في المجتمع واعطائها الثقة بنفسها مع تأكيد التوعية.
الدكتور محمود الجبوري اختصاص الامراض النفسية يقول:
تختلف سيكولوجية المرأة عن الرجل، فقد ترتكب المرأة الاجرام او الخطأ كرد فعل لقهر اجتماعي ذكوري وهي عندما تلجأ الى ذلك لا تعتمد اساليب الرجل ذاتها، فنراها تبتعد عن الخشونة كالاسلحة النارية وتخشى الاسلحة البيض وتلجأ الى طرق تناسب مزاجها الانثوي الرقيق كل ذلك بغية ايجاد قناع مناسب تريح به ذاتها وضميرها.


عيد بأية حال..
 

علي ياسين

عيد الاضحى آت ، لاريب ، لكن ليس هناك ما يفرح ويدخل السرور في النفوس التي ملأها الحزن والسأم والاحباط من جراء ما يحدث في البلاد من انفلاتات أمنية كانت لها تداعياتها الخطيرة في حياة المواطن العراقي الذي مازال يدفع الثمن صابرا ومضحيا ومكابرا ، فضلا عن آثار أزمات أخرى متصلة تقض مضجعه كل يوم وتسلب أمنه وتقطع رزقه الحلال ، بل قد تقطع صلته كليا بالحياة من خلال عمليات الارهاب وجرائم القتل الجماعي التي تستهدف الانسان العراقي الجديد في كل مكان من أرض الوطن . العيد آت ، ومازال الظلام يخيم على المدن والأرياف والشوارع والازقة والبيوت والاسواق وسط حيراتنا وتساؤلاتنا التي لم تجد نفعا الى الآن،بل لم تجد لها ، آذانا تصغي وتجيب ، لتريح الحائرين والسائلين ، الصابرين .
العيد آت، ومازالت أزمة البنزين تتفاقم لتشعل الاسعاروتضيق الحياة على كاهل المواطن الذي تتوزعه الهموم والمحن ، المواطن يريد أن يدفع بأيامه لتسيير أمور الحياة في أبسط صورها ، يريد من معاشه الحكومي أو أجرته اليومية أن تلبي حاجاته المتعددة والملحة. الاطفال ينتظرون العيد بفرح غامر وملابس جديدة يتباهون بها فيما بينهم ببراءتهم الحلوة والعذبة ، لكن أين سيعبرون عن ذلك ؟ بل أين المتنزهات التي ستستقبلهم ؟ كيف سيتزاور العراقيون في ظل الاوضاع الجارية والاسعار المرتفعة ؟ أم أنهم سيتبادلون التهاني والامنيات عبر الهواتف أو التخاطر وهم في بيوتهم محزونون ، يترقبون كل مايجري لهم وما حولهم و الحكومة الوطنية وبعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع لما تتشكل ! حكومة دائمة ينتظرها الجميع ، مع وعود كثيرة ظلت تتأجل وتتعلق وتترحل لاسباب ومبررات واهية.
سيكون الاصطفاف وراء الوطن وليس وراء شيء آخر ،كفيلا بتحقيق أماني وأحلام العباد من أبناء السواد الذين ضربوا مثلا في التحمل والجلد الطويل . العيد آت ، متمنين خلال أيامه أن نتكاشف مع أنفسنا ونتصارح مع الاخر بمنتهى الوضوح والشفافية، أن نتصافح بمحبتنا العراقية المعهودة وعلينا أن نعترف أنه برغم كل ماحصل من أعمال قتل للابرياء العزل وتخريب وتدمير للبنى الاقتصادية وفساد اداري ومالي وخطف لفرح الامهات وابتسامات الاطفال. اننا مقابل كل ذلك حققنا تقدما كبيرا في الكثير من ميادين الحياة ، لكن ..
عيد بأية حال عدت يا ...!!

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة