الإعلانات
التجارية تكسر وحشة الشوارع
عامر
حمزة
اعلانات كثيرة ومتنوعة اقامتها الشركات ذات الاختصاصات
المتعددة فازدانت شوارع بغداد بلوحات اعلانية من احجام
مختلفة تمايزت الوانها بزهوها وتناسقها فمنحتها طابعاً
جمالياً توزع على جانبي شوارع بغداد الرئيسة. اعلانات اخرى
من انواع مختلفة تبرز اصنافاً من معروضات نالت منتوجاتها
مكانة عند العراقيين. مساحات اعلانية اخرى اعتلت اطراف
البنايات الشاهقة واعمدة المصابيح . طيف لوني عكس ذوقاً
رفيعاً ومعرفة دقيقة في فن الدعاية والاعلان مما أبعد
جانباً تلك الوحشة التي تمتاز بها شوارع بغداد جراء
الاهمال المتواصل لادامتها وتنظيفها وتشجيرها لتصير صورة
مشرقة امهلت البغداديين فرصة نظر مريحة تطل من بين مشاهد
الخراب الذي طال شوارع ومباني لاحصر لها ولا عد.
الـ(المدى) رصدت هذه الظاهرة الآخذة بالانتشار ودونت ما
يراه البغداديون من تأثيرها في نفوسهم وفي اشاعتها لمناطق
الجمال في مدينتهم.
كرار حكمت، صاحب محل الكرادة قال: ان الإعلان عن المنتوج
غايته تجارية إلا ان دوره الكبير يمتد حتى صار فناً قادراً
على جذب انظار الناس، لذا نرى ان الدقة في اختيار الالوان
وتنسيقها جاء بمردوده الجمالي ايضاً وكلما تمت مراعاة
الذوق السليم في نصبها في الاماكن الملائمة صار المنظر
رائعاً لتتشكل لوحات جميلة تعطينا الصورة المشرقة لما يحيط
بنا وتطرد عنا شعورنا بالالم في شوارع تعكس الفراغ والخراب
وتزيد من شعورنا بان الحياة ليست حيوية ولامتفائلة . صبري
عزيز، صاحب معرض للزجاجيات قال: في كل بلدان العالم تمثل
هذه الإعلانات واجهة أخاذة لحراك الحياة ونشاطها وديمومتها.
التزام هذا النهج عندنا اضفى على شوارعنا طابعاً من الجمال
وأراح أنفسنا من اننا فعالون في حياتنا.
انها ظاهرة جميلة خصوصاً ان اغلبها يتسم بمسحة فنية جاءت
من خلال ما عكسته من نظرة تصميمية راقية.
أثير سامي، صائغ قال: ان ملء الفراغات والمساحات في
الشوارع بمثل هذه الأشكال المنظمة وبالطريقة الفنية
السليمة في انتقاء التصاميم وتشكيل الوان لوحة الإعلانات،
يعزز من غنى المشهد امام الناظر. انا ارى انها تجربة جميلة
ساهمت في خلق روح التعرف على الوجه الأكثر اشراقاً وزهواً
في شوارعنا .
حين امر في هذه الشوارع يملؤني الاحساس بأنني غادرت الوحشة
التي اشعر بها في غيرها.
هكذا استطاعت الإعلانات بأشكالها المختلفة ان تكسر وحشة
شوارع بغداد من خلال ابرازها جوانب جمالية لم تكن معروفة
لولاها.
|