مطار دولي
قيد الانشاء ..
النجف
بوابة الاستثمار العمراني الجديد في العراق
- مستثمر اجنبي:
النجف تمتلك فرصة ان تكون محطة البدء لمدينة عصرية
ترجمة واعداد : مفيد الصافي
بقلم:
جونثان فاير
صحيفة الواشنطن
بوست
على
المساحات المستوية الخضر المحاذية لسياج مشبك بطول عدة
اميال، انحنت فلاحات ارتدين ملابس مختلفة الألوان ليجمعن
محصول الخيار، انه ايضاً امتداد المسلك الإسفلتي الطويل
المعد لهبوط الطائرات المدنية. اذا ما سارت الرياح كما
تشتهي السفن فان مسار هبوط الطائرات الواقع في جنوب
المدينة المقدسة سيكتمل خلال فترة تقل عن عام واحد ليعلن
إنشاء مطار الإمام علي الدولي الذي تبلغ كلفته 73.8 مليون
دولار ويبعث الحياة للمدينة. انه مشروع يدار بأموال القطاع
الخاص ، وبني البرج فيه على شكل منارة جامع وامتد فسطاط
بلون ازرق كمحطة سيطرة على الرحلات حتى اكتمال المشروع.
في بلد تواق للاستثمارات
، فان مشروع مطار النجف مع مشروع مطار آخر في الشمال خططت
له الحكومة العراقية سيكون بداية الاستثمار لمشاريع القطاع
الخاص في مراحل لاحقة من الاستثمار. ويمكن إذا أينعت ثماره
أن يوفر ملايين الدولارات والآلاف من فرص العمل لتكون
مدينة النجف المدينة الأولى التي يتم الاستثمار فيها كما
قال مسؤولون محليون واميركيون.
قال منذر عجينة وهو عراقي- اميركي يقطن مدينة سان
فرانسيسكو وعاد الى مسقط راسه حاليا ليعمل كمدير للمشروع
بالتعاون مع الإدارة المحلية للنجف ومحافظها اسعد ابو كلل:
"لقد كسرنا الحاجز والشركات الغربية قادمة مع أموالها الى
النجف، المدينة التي لم يألو صدام أي جهد في محاولة
تهميشها منذ 35 عاما ، نحن الآن في طور الانتعاش".
النجف المدينة التي تضم القبة الذهبية لضريح الإمام علي
،المدينة المقدسة لنحو 120 مليون مسلم شيعي والمقدسة
للمسلمين السنة كذلك. ربما كانت ثالث اكبر مدينة تشد إليها
الرحال بعد مكة والمدينة في العربية السعودية.
ما الذي بقي من اموال الثمانية عشر بليون دولار، أموال
الأعمار الاميركية المخصصة للعراق؟ لقد قال خبراء
اقتصاديون ومسؤولون حكوميون ان الاستثمارات التي يقوم بها
القطاع الخاص يجب أن تأخذ دورها في اعمار البلد الذي هدته
الحروب وعانى الإهمال منذ عقود.إن قابلية الاستثمار في
النجف غير محدودة وقد تم تمييز ذلك منذ فترة طويلة ،بعد
سقوط النظام الوحشي الذي عانت منه كثيرا. اذ يزور المدينة
سنويا ثلاثة ملايين زائر من دول مختلفة مثل ايران ومن دول
الخليج ومن الهند وباكستان. وبعد الاجتياح الذي قادته
الولايات المتحدة قبل نحو ثلاث سنين بقيت النجف تعاني
الفقر وبقي سكانها يعانون النقص في المقومات التي تحتاجها
اية مدينة عصرية. فلا كهرباء يعتمد عليها ولا ماء صالح
للشرب او نظام لتصريف المياه الثقيلة.في مدينة يصل عدد
سكانها الى 500 الف نسمة انتعشت فيها السياحة الدينية على
عجل بعد سقوط صدام.
وشهدت فترات من تذبذب عدد الزائرين اليها بعد المصادمات
التي حدثت مع المليشيات في عام 2004 حتى وضعت هدنة حسنت من
الوضع الأمني فيها الى حد بعيد. وازدادت اسعار العقارات
فيها الى عشرة أضعاف خاصة في ناحية الفرات التي تبعد مسافة
ميلين عن المطار ليصل سعر مساحة ثلاثة ارباع الهكتار الى
مئة الف دولار - حسب ماقاله سمسار العقارات حازم حسين.كما
تم شراء اراض كثيرة من قبل مستثمرين عراقيين وايرانين
رغبوا في شرائها لأنها قريبة من الأضرحة المقدسة. والمدينة
شهدت هجرة عائلات اليها قدمت من مناطق تشهد اعمال عنف.
ذكر موظفون عراقيون واميركيون عدم وجود أرقام معتمدة تبين
حجم الاستثمار عبر القطاع الخاص في العراق. ولكنهم اقروا
بان المنطقة الكردية شبه المستقلة انتعشت منذ عقود نتيجة
المساعدة التي قدمتها الأموال الاميركية والحماية العسكرية
التي وفرت لها. ان النجف لديها الامكانية لتكون المحطة
المرشحة في خطط الاستثمار. قال جون ريد الخبير الأقدم في
استثمارات القطاع الخاص في قسم الأعمار التابع للسفارة
الاميركية في بغداد: "يبدو جليا ان النجف لم تكن منطقة
آمنة قبل هذا الوقت ولكن مع تغير الحال فان هذا يشجع
مستويات معينة من الاستثمار فيها ، وانها تشكل رابطا
للتطور الاقتصادي يمكن ان يلقي بتأثيراته على المنطقة
كلها". ولكن مع ذلك تبقى هنالك تحديات صعبة تواجه المستثمر
والشركات الخاصة التي تكافح للحصول على الأموال التي تكفل
إنجاز مشاريعها. اذ تميزت الشركات الغربية بالبطء
بارتباطاتها بالشركاء المحليين كما قال عجينة، فهو حاول من
دون نجاح ان يقنع شركة كلوبال استراتيجي وهي شركة مقرها
لندن و تعمل على تامين حماية مطار بغداد في محاولة
لإقناعهم في المشاركة بمشروع مطار النجف كعمل مشترك مع
متعاقدين عراقيين.
وقال السيد فيل جاكسون المدير الإنمائي لشركة (كلوبال
استراتيجي) في شهر كانون الأول "تسألنا عن رغبتنا في
المشاركة؟ نعم نريد ذلك. فالنجف تملك فرصة ان تكون محور
البدء في الاستثمار في البلاد" وأضاف جاكسون" ان شركة
كلوبال لم توقع اية عقد بسبب خشيتها من أن تقود الشركة
العراقية المشروع، وهي شركة فرهاد البصري التي تكافح في
سبيل جمع الاموال المطلوبة لإنجاز المشروع.وقال جاكسون
"علينا ان نتعمق في دراسة تفاصيل المشروع اكثر".ولقد منع
موظفو شركة كورية جنوبية من زيارة موقع مشروع بناء مجمع
سياحي في جنوب النجف من قبل حكومتهم.ان بعض المشاريع التي
تعتمد عليها الادارة المحلية للنجف قد تعاني الفشل ، كما
قال حسين الازري الذي يترأس البنك التجاري في العراق
،المؤسسة التي تديرها الحكومة وتنظم الواردات والصادرات"
الشيء الاول عليك ان تحصل على الموافقة والشيء الثاني ان
ترى المشروع جاهزا"
في بلد لا يزال يعاني قلة الحركة الاعمارية فان معرفة عدد
المشاريع المخطط لها والمشاريع التي هي في طور الاستكمال،
يعطي صوراً مذهلة عما يحدث في النجف.
قال منذر ان دراسة قامت بها المحافظة وضحت ان المشروع
سيجلب 500 مليون دينار كل عام من الزوار الذين سيكونون
قادرين على التوجه جوا الى النجف بشكل مباشر من دون الحاجة
الى الذهاب إلى بغداد. وقال ان شركات لبنانية وكويتية أتمت
توقيع عقود لبناء مجمع في المدينة يشمل سوقا عصرية وساحة
لإيواء السيارات وبنايات للإدارة يصل ارتفاع الواحدة منها
عشرة طوابق لتكون أعلى بنايات في المدينة.
وقال مستثمر عراقي اميركي يخطط لانشاء فندق، وموقع سكني
جنوب المدينة سيكلف الواحد منها اكثر من 100 مليون دولار.
كما ان بعض الزعماء الدينيين المحليين يقوم بجمع أموال
لبناء ضريح يبلغ تكلفته 60 مليون دولار مخصص لرجل دين
مقتول. وبناء جامعة اسلامية ومكتبة تضم مليون مجلد من
الكتب الدينية.ان مشاريع الأعمار في كل انحاء العراق تأخرت
او توقفت بسبب التخريب او تكاليف الامن الباهظة. وكان
الشمال الكردي هو الاستثناء في ذلك حيث خطت المشاريع
الضخمة شوارع المدن في السليمانية واربيل. وظل الاستثمار
ضئيلا او يكاد يكون معدوما في مناطق اخرى.وان مستويات
الاستثمار قد بدأت تشق طريقها موضحة ان خط الاقتصاد الجديد
سيظهر في البلد. وقال عزري " الاموال الأجنبية لن تصل الى
هنا لطالما كان الوضع الامني سيئا وحتى يحين ذلك سيكون
هنالك الظلم والاستياء.
اقر مسؤولون محليون إن اموال الاستثمار تتواصل بالقدوم مع
تحسن الحالة الامنية وبعد انسحاب الاميركان من المدينة في
شهر اب. وتسلم الشرطة العراقية والجنود زمام الأمور بدلها
منذ ذلك الحين. حيث قاموا بإنشاء العديد من نقاط التفتيش
على الطرق الرئيسة المؤدية الى المدينة.اما أولئك الذين
يستثمرون أموالهم في النجف فيقولون أنهم واثقون في
المراهنة لمصلحة مستقبل المدينة.
قال عباس الحمداني 59 عاما والمولود في النجف والذي غادرها
بعد حرب 1991 وهو يدير حاليا عدة مشاريع اعمار فيها وكذلك
بعض الشركات العاملة في الشرق الاوسط من مقره في
ديترويت"ان النجف لها ميزتها عن كل مناطق العراق"وقد وقعت
شركته الخاصة كلوب انتربرايسس عقودا في تشرين الاول لبناء
مجمع سياحي جنوب المدينة وفندق خمس نجوم وبحيرة اصطناعية
وعمارات بارتفاع 12 طابقا. ولكنه جمع حتى الان عشرة ملايين
دولار لمشروع تصل تكلفته الى 125 مليون من مستثمرين آخرين.
قال مدير المشروع الاستثماري السيد منذر عجينة..."إنهم
يتحركون ببطء شديد"
|