الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

في عيد الاضحى الاعراس طرزت شوارعنا بالفرح
 

بغداد / محمد شفيق

كثرة حالات الزواج في هذا العيد، كانت سمة مميزة فيه، لذلك امتلأت معظم شوارع بغداد بمواكب الاعراس هذه، معلنة عن فرح كبير، يغمر النفوس، ويجعلها تتفاعل مع العيد، ليصبح العيد عيدين.
استديوهات التصوير الفوتغرافي، كانت مزدحمة، والموسيقى الشعبية كانت تعزف في المساحات الفارغة امامها، والمدعوون كانوا يضيفون إلى الفرح فرحاً آخر، برقصاتهم ودبكاتهم، وملابسهم الزاهية.
سألت المدعوين إلى احد هذه الاعراس، يا ترى لماذا هذا الاقبال على الزواج في هذا الوقت؟
اجاب: العريس هو ابن اختي، وبما ان الخدمة العسكرية الاجبارية الغيت، فلماذا ينتظر؟
زوجته قالت: ان شاء الله، كل شيء يعود لوضعه الطبيعي، ويستتب الامن، وسنرى جميعاً كيف يكون الفرح العراقي.
في مكان آخر قرب احد استوديوهات التصوير الفوتوغرافي، كان احد الشباب يمسك بيد عروسه وهما ينزلان من السيارة، وهو شقيق احد اصدقائي باركته هو وعروسه وهما يبتسمان وقال قبل ان أسأله: تريد مادة صحفية! تزوجت لانني اريد ان ابني حياتي في وقت مبكر، وعروسي هي من قريباتي.
لذلك توكلت على الله واقدمت لاكمال نصف ديني.
في الموكب المرافق لهذين العروسين، كان هنالك رجل اقترب من الستين هو وزوجته. سألتهما عن الفرق بين الزواج اليوم والامس.
ضحك الرجل قائلاً: الزواج هو الزواج في كل العصور، غير ان الشروط وقيمة المهر تختلف من زمن لآخر.
وكم كان مقدم المهر عند زواجك؟
اجاب: خمسين ديناراً و كان المؤجل خمسين ديناراً ايضاً.
ضحكت زوجته وهي تقول مداعبة: ذهبت ايامنا وايام اولادنا تختلف وهذه هي سنة الحياة.
كنت مسروراً وانا اقرأ علامات الفرح في عيون هؤلاء الناس الذي يسعون إلى الحياة بالطرق الشرعية التي يريدها الله سبحانه وتعالى لعباده.
وفي الطريق إلى البيت، مرت عشرات المواكب المفرحة معلنة عن فرحٍ متأصل فينا، يريد اصحاب النيات الشريرة ان يسرقوه منا. في البيت كانت هنالك ثلاث دعوات موجهة لي للمشاركة في حفلات الزفاف التي قرر اصحابها اقامتها آخر ايام عيد الأضحى المبارك، واتصلت باصحاب الدعوات مهنئاً ومواعداً اياهم بالحضور، وعندما انهيت اتصالاتي معهم! نسيت انني مرتبط بالدوام في الجريدة في آخر يوم من العيد وهذا يمنعني من الحضور معهم، ولكن لا يمنعني من الفرح، ذلك الفرح الذي نتمنى ان يستمر!


افسحوا مجالاً للاحياء!

عادل العامل

ليست هي المرة الاولى، ولن تكون الاخيرة كما يبدو، التي اتطرق فيها إلى ضرورة ان يأخذ الادباء والفنانون والمبدعون الآخرون نصيبهم من الاهتمام والحياة الكريمة وهم احياءً يرزقون، يدبون على هذه الارض ويسعون في مناكبها، فمنهم من ينتفع ومنهم من يظل على الهامش، كل وفق سعيه او ابداعه او علاقاته الخاصة.. وما يدلوا تبديلا!
وقد نبه الكثيرون إلى هذه الظاهرة غير السوية المتمثلة في اغفال المبدع على صعيد الانتشار والاحتفاء والرعاية الانسانية، حتى يموت، وعندئذ يصبح المومى اليه فقيداً وراحلاً وحبيب الجميع. وتظهر "ابداعاته" التي علاها غبار الاهمال في ادراج الصفحات الثقافية ومؤسسات الثقافة المختلفة، وتخرج إلى الحياة، وقد مات، لقاءات صحفية واذاعية معه ظلت حبيسة الملفات الخاصة لاسباب فنية! وتقام في ذكرى الراحل اللقاءات الثقافية، ويتم اصدار الاعداد الخاصة، وتنتعش الذاكرة بعد فوات الاوان فيقال ما يقال في العادة عن محاسن الفقيد واستثنائياته وطرائفه وكيف انه قال كذا ولم يقل ذاك، إلى آخر ما هو معروف للجميع!
فمن يا ترى المستفيد من ذلك كله؟
وماذا استفاد الراحل من كل هذا الذي حصل من بعد ان رحل؟!
اننا عندما نفعل هذا نستعرض انفسنا فقط، او نتسلى بتعبيرٍ اقسى! فلو كان ذاك هو رأينا حقاً في الراحل وهو على قيد الحياة لكنا قد اسعدناه بجزءٍ ضئيل مما اجزلناه له بعد ان مات!
واذا كنا حقاً على هذه الدرجة من الحرص والاهتمام بالادب والفنون، وبعضنا حريص فعلاً، فان الحي، كما يقال، ابقى من الميت، وعلينا ان نفسح في اهتمامنا مجالاً للاحياء من المبدعين، ولنعطهم حقهم من التفضيل والتشجيع والحب المجرد من النظرة النفعية.
لقد مات مؤيد نعمة، وكان مبدعاً وعزيزاً على الجميع، وكذلك حسين الحسيني وشاكر حسن آل سعيد وجعفر السعدي ورضا علي وغيرهم ممن فاتنا ان نكرمهم الاكرام اللائق بهم وهم احياء، فلنصحح قصورنا اذاً ولنكرم الاحياء من امثال هؤلاء قبل ان يرحلوا!
كما ان هناك في الظل من ساحتنا الثقافية على صعيد العراق كله الكثير من المبدعين في مختلف مجالات الثقافة، مهمشين لاسباب شتى وهم قادرون، بحكم الموهبة والطموح والاغتناء، على مواصلة ابداع من رحلوا او تجاوزه إلى مستويات أعلى. وهؤلاء جميعاً هم الاحياء الابقى من الموتى، والذين فيهم العزاء والامل.
وما تقدمه مؤسسة (المدى) من مبادرات في هذا الإطار يجب أن يكون قدوة حسنة لمؤسسات حتى غير ثقافية، وخطوةً نحو احتضان المبدعين الاحياء في المقام الاول. ولان الافعال الكبيرة لا تتم بالتمنيات ولا بالتقاليد، فان بوسع مؤسسة (المدى) ان تتبنى مهمة توسيع دائرة المسؤولية عن رعاية الاداب والفنون في العراق من خلال متابعة ذلك عبر مجلس النواب والحكومة ومنظمات المجتمع المدني ومختلف المؤسسات والمؤتمرات ذات العلاقة حتى يصبح الامر تقليداً وطنياً ستكون له من دون شك آثاره الايجابية على مختلف الاطراف من خلال ازدهار الثقافة الوطنية.


مؤيد نعمة... حاضراً

بغداد / علي ابراهيم الدليمي
انجز الفنان قاسم محسن عملاً فنياً مستوحى من افكار الفنان الراحل مؤيد نعمة استذكاراً لرحيله، معززاً ببورتريت اكاديمي تعبيري مكملاً للعمل الفني.
وقال الفنان قاسم محسن: اعتزازاً لدور فناننا المفكر والمبدع مؤيد نعمة في الحركة التشكيلية والصحفية في العراق طيلة مسيرته الفنية، والانسانية الشاخصة بين زملائه واصدقائه وتلامذته، كان واجباً علينا ان نستذكره دائماً ونستذكر رحيله، بما يجول في خوالجنا تجاه هذا الفنان المبدع والانسان المخلص، الغائب والحاضر في ضمائرنا.. وسوف اشارك بهذا العمل الفني في معرض البوستر الذي ستنظمه دائرة الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة ضمن نشاطها المقبل.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة