الأقسام
الداخلية في جامعة بغداد ..
بنايات بلا
أثاث ولا خدمات ولا حراسات!
- لكي تشرب الماء
عليك ان ترفعه إلى اربع طبقات
- اربعة طلاب
ماجستير في غرفة واحدة تزورهم الكهرباء لدقائق
بغداد/ مديحة جليل البياتي
تصوير:نهاد العزاوي
ناشد
عدد كبير من الطلبة المسؤولين ضرورة انهاء معاناتهم في
الأقسام الداخلية لتردي الخدمات فيها، فانقطاع الماء
والكهرباء مستمر منذ بداية العام الدراسي وحتى الان، على
الرغم من تقديم عدة شكاو إلى رئاسة الجامعة الا انها لم
تجد اذانا صاغية مؤكدين ان الدراسة تستدعي توفير أجواء
مناسبة في الأقسام الداخلية للارتقاء بالعملية العلمية نحو
الامام، لكن ما نلمسه الان في هذه الأقسام انما تضيف عبئا
على الطلبة لافتقادها شروط الراحة والدراسة.
ومن اجل تسليط الضوء على هذه المشكلة قامت (المدى) بجولة
ميدانية لمعرفة آراء الطلبة والطالبات والمسؤولين عن
الأقسام ليحدثونا عن واقع الأقسام الداخلية لجامعة بغداد.
ـ الطالب هشام جاسم من
سكنة محافظة واسط (مرحلة ثانية/ اداب) قال:
ـ مشاكل طلاب المحافظات لا تعد ولا تحصى وربما اهمها هي
خطورة الطريق إلى بغداد، فهو مغامرة بحد ذاته، فانا عندما
اسلك الطريق إلى بغداد اضع في بالي كل الاحتمالات هذا عدا
أجور النقل المرتفعة بسبب أزمة البنزين وارتفاع أسعارها،
ولهذا لا ارى اهلي الا مرة واحدة كل شهر، واسكن في الأقسام
الداخلية متجرعا مرارة العيش فيها، فهي تفتقر لابسط
المقومات الأساسية، فلا يوجد كهرباء وماء ولا تدفئة ليس
سوى جدران وان نويت ان تغسل وجهك فعليك ان تستيقظ في
الخامسة صباحا وتقف بطابور يبدأ ولا ينتهي. وعلى الرغم من
كل تلك الصعوبات ان الأساتذة لا يراعوننا ولا يساعدوننا
ويصبون اهتمامهم على طلاب بغداد أكثر منا، على الرغم اننا
نعيش في ظروف أصعب منهم.
ـ الطالبة سوسن عبد الله من محافظة البصرة (مرحلة اولى/
اداب) قالت: معظم الأقسام الداخلية لا توجد فيها طالبات
كثيرات نتيجة خوف الاهالي على بناتهم لتردي الوضع الأمني،
إضافة إلى انها عبارة عن غرف تأويك فقط فهي غير امينة
بتاتاً على الطالبات بوجه خاص، وغير مزودة بأي من مستلزمات
المعيشة الصحيحة.
تظاهرات ومناشدة
ـ الطالب محمد سرمد من محافظة بابل (مرحلة ثانية/ الجامعة
التكنولوجية) تحدث بما يشبه صياغة بيان مطالب عدد كبير من
طلبة الأقسام الداخلية في الجامعة التكنولوجية نطالب
ونناشد وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضرورة انهاء
معاناتنا لعدم توفر المستلزمات الأساسية وتردي الخدمات
فيها" اضاف: قام طلاب الأقسام الداخلية قبل فترة بتظاهرة
طلابية امام مقر الجامعة وطالبوا باستقالة رئيس الجامعة
لعجزه عن انهاء معاناتنا.
بلا حراسات ايضاً
الطالب علي عبد الزهرة من محافظة النجف (مرحلة ثالثة /
لغات) قال: الاقسام الداخلية اليوم عبارة عن هيكل بناية
خالية تماما من كل الخدمات والمستلزمات التي يحتاجها
الطالب.. فهي غير مزودة بالحمامات والتدفئة والتبريد او
حتى مجاري الصرف الصحي حتى الحراسات غير متوفرة.. على
النحو المطلوب..
الطالب عزام باسم من محافظة نينوى (مرحلة ثانية / هندسة)
قال: تكاليف معيشتنا غالية ان عشنا خارج الاقسام الداخلية،
وهي غير صالحة للسكن البشري ان صح التعبير.. فايجار الشقة
او البيت ونفقات الطعام والماء والكهرباء واجور النقل
والمصاريف الخاصة بالكلية وشراء الملابس تكاد تكون حاجزاً
بين طالب المحافظات وبين الدراسة في الكلية حسب القبول
المركزي.. وسألناه عن امكانية تقديم شكاوى بذلك فاجاب: لقد
قدمنا عشرات الشكاو ولم يرد (ولا واحد)!
الطالبة رواء السامرائي (مرحلة ثانية/ تربية) قالت: ان
المشكلة الوحيدة في الدوام هي الطريق، فنحن نخاف على
انفسنا من العمليات الارهابية ومن العصابات المنتشرة على
الطريق، ولذا فنحن نسلك اكثر من طريق للتمويه وللوصول
بسلام، لكن هناك مشكلة بانتظارنا الا وهي ان الاساتذة لا
يراعون ظروفنا عندما نصل متاخرين للمحاضرة ويحاسبوننا على
غيابنا هذا فضلا عن المصاريف الكبيرة التي ادفعها لمجرد
الدوام في الكلية، فانا اتحمل المشقة في الذهاب يوميا
والعودة من والى الكلية على ان اسكن في الاقسام الداخلية
التي تفتقر الى ابسط شروط السكن الصحي الملائم للبشر.
برغم الظروف
الطالب سعد الموسوي من محافظة ميسان (مرحلة اولى/ اداب)
قال: برغم الظروف الامنية والمعيشية الصعبة،لكن نحن نتحدى
الصعاب من اجل اكمال الدراسة والتخرج في الجامعة.. لان
الحصول على الشهادة اصبح لها قيمة عليا في الوقت الحاضر
بعد تعديل رواتب الموظفين مطبقين المقولة الشهيرة (اطلب
العلم ولو كان في الصين) وصحيح ان الاقسام الداخلية تحتاج
الى تاهيل ولكن الظروف الحالية تجعلنا ندرس ونجاهد من اجل
العلم، وفي العطلة الصيفية يجب على وزارة التعليم العالي
ان تستغل الوقت من اجل تاهيل الاقسام الداخلية للعام
الدراسي المقبل.
اربعة طلاب وغرفة!
اما الطالب سرمد السعدي من سكنة محافظة المثنى، يدرس في
المعهد العالي للدراسات السياسية والدولية للحصول على
شهادة الماجستير فوصف حياته على هذا النحو:
ـ اسكن حاليا مع اصدقائي وعددهم ثلاثة في غرفة تابعة
للاقسام الداخلية في منطقة باب المعظم نعاني هناك من
انقطاع الماء والكهرباء انها ازمة خاصة بالحكومة لكنها
ازمتنا ايضا، نحن نواجه صعوبة في كتابة رسائلنا. الماء لا
يصعد الى الطبقات العليا الا عن طريق "الماطور" وبما ان
الكهرباء مقطوعة لساعات طويلة فنحن نواجه عرقلة في توفير
الماء الى طابقنا فنضطر الى النزول الى الطبقة الارضية،
لنملأ (جلكانات) ماء ونصعد بها الى الغرفة من اجل الشرب
والطبخ. ولولا دراستي العليا لاكملت الدراسة في محافظتي
وفي احضان اهلي واقاربي، لان الوضع الامني يجعل الاهل في
قلق وتفكير متواصلين، نطالب وزارة التعليم العالي بتهيئة
الاجواء الملائمة للطالب في الاقسام الداخلية.
تكاليف مرهقة
الطالب مؤيد احمد من سكنة محافظة الانبار (طالب مرحلة
ثانية/ كلية التربية) يسكن الاقسام الداخلية في باب المعظم
التابعة للجامعة قال: نعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء
الدائم مما جعلنا نواجه صعوبة في اداء الامتحانات، توجد
مولدة كهربائية لكنها لا تعمل لعدم توفر الكاز واحيانا
عاطلة، مما يجعلنا نضطر الى الدراسة في ضوء اللالة، اضافة
الى شحة الماء وانقطاعه ناهيك عن المصاريف المادية المكلفة
نتيجة ارتفاع اسعار المواد الغذائية والنفط والغاز، فقد
صرفنا اكثر من (50) الف دينار خلال اسبوع وهذا يؤثر على
الدخل اليومي لاهلي في ظل الظروف الصعبة.
دور (المدى)
هذا وتمنى الطالب اياد الشمري (مرحلة رابعة / آداب) ان
تكون صحيفة (المدى) الوسيلة الاعلامية الحقيقية التي تعبر
عن مشاكل وهموم الطالب الجامعي الذي يتحمل كل هذه المشاق
والصعوبات من اجل الحصول على شهادة جامعية..
احلم ان اجد بها مكانا في احدى الوزارات او دوائر الدولة
مستقبلاً.. اتمنى ان تاخذ كل هذه الهموم والاوضاع طريقها
الى الحل الامثل وسط وعود لم تنفذ حتى الان!!
اعتراف رسمي
لقاؤنا الاخير كان مع احد المسؤولين
في الاقسام الداخلية في
باب المعظم والذي رفض التصوير والكشف عن اسمه لاسباب شخصية
حيث تحدث لنا قائلا:
ان الوضع الحالي لطلبة الاقسام الداخلية غير ملائم لعدم
توفر الكهرباء وعطل المولدة احيانا وانقطاع الماء في
غالبية احياء بغداد اضافة الى ان الوضع الامني المتردي
والمصاريف الكثيرة التي يجب ان يوفرها الطالب في هذا الظرف،
الوضع الامني جعل اهالي الطلبة ياتون يوميا الى اقسامنا
للتاكد من سلامة ابنائهم نتيجة حدوث التفجيرات المستمرة في
مختلف مناطق بغداد، مما يجعل الطالب واهله في حيرة بين
الدراسة والخوف من التفجيرات، وانا كمسؤول في الاقسام
الداخلية افضل ان يدرس طالب او طالبة المحافظات عندما
يتخرجون في اعدادياتهم في كليات ومعاهد محافظاتهم، من اجل
تامين الحياة المعيشية بشكل سهل بين اهليهم واقاربهم ناهيك
عن عدم توفر الاجواء الملائمة في اقسامنا الداخلية لذا يجب
تاهيلها من جميع النواحي لكي تصبح جاهزة لطلبة العام
الدراسي المقبل.
|