من الضفة
الأخرى:
إيتاين فيتلوت يأخذ الحياة من الاوتار
اعداد/ عمران السعيدي
عن - نيويورك تايمز
كان
ذلك في الثمانينيات حين كان عازف الكمان المعروف مينوهن
يقدم معزوفة سالي بلايل في باريس، يقول إيتاين فيتلوت وهو
من كبار مجددي آلة الكمان العالميين: ابلغت زوجتي بان هناك
حدثاً ما لكمانه. وبعد انتهاء الكونشيرتو يسأل فيتلوت
"مينوهن" عن سبب اختلاف الصوت خلال المرحلة الثانية للعزف:
ضحك وقال موضحاً بان لديه آلتين في غرفته واحدة للكونشيرتو
وحين جاء الى الفرقة سحب الكمان الآخر بصورة غير مقصودة".
كان
فيتلوت يتكلم بيدين مرتعشتين وهو يضعهما على ظهر كمان من
القرن الثامن عشر اثناء حضوره الى هذا الموقع ويقول" "ادخل
هذا المحل كل يوم ولكني لم اعد استطيع القيام باعمال تتطلب
يداً مستقرة .
وكان يجلس حوله اربعة عازفين من الشباب وهم يدندنون
بالآتهم المتعبة وكأنها قواقع سلاحف. بالتأكيد إن اليد
المستقرة تعتبر أهم الروافد زائداً الاحساس نحو الآلة
الموسيقية وهي التي ساعدت فيتلوت (80 سنة) على ان يصبح
اشهر عازفي الكمان في العالم وذلك ما جعله يبقى صاحب خبرة
في العزف وصناعته الآلة لاكثر من خمسين سنة مستمرة وخلال
هذه المدة الطويلة كان عازفو الكمان والفيولونسين يأتون
بالاتهم من مختلف انحاء العالم لكي يدوزن ويضبط آلاتهم
ويعيد لها الحياة .
وعلى طول هذا الدرب راح يساعد في اعادة الحياة الى هذه
الحرفة في فرنسا التي اختفت تقريباً خلال العقود التي
اعقبت الحرب العالمية الثانية.
ولد فيتلون في المدينة الشرقية لما يركورت أو ما يعرف
بـ"مدينة الكمان" وهو ابن صانع كمان وحفيد اعظم صانع
للكمان في فرنسا" يقول فيتلوت عن مدينتهمّ " كان هناك الف
صانع لكمان لمدينة عدد سكانها ستة الاف شخص".
في عام 1909 انتقل والده مارسيل فيتلوت الى باريس ليفتح
محلاً لصناعة الكمان في مركز (ارويورتاليه) داخل غرف لا
تزال الى الان تستخدم من قبل فيتلوت ، يحصل مارسيل على
فرصة حضور الى الحلقات الموسيقية الباريسية من خلال زوجته
وهي ابنة اشهر عازف للغيولونسين (اندريه هيكنغ).
وحين تم قبول مارسيل لم يكن موهوباً كابنه الذي فاقه
بالقدرة على العزف والعلم الموسيقي.
وبعد عام 1950 بدأ الزمن يفتح طريقاً امام العازف المنفرد
فيتلوت ويقول عن هذا الباب المفتوح اماه: "كنت في قلب
البحث عن اللحن وعن حالة تعديله. واجاز لي هذا الامر ان
يكون عندي اعظم العازفين المنفردين مثل بابلو كاسال ويهودي
مينوهن واسحاق ستيرت." ولكن العمل كان بطيئاً تلك السنين،
حيث لم يكن الموسيقيون الكلاسيكيون حرفيين بالمعنى المطلوب
وانخفض العمل الى الهواة القدامى". يقول فيتلوت وهو في
مكتبه محاطاً بعدد من الكمانات والصور لكبار العازفين
المنفردين والذين عهدوا بآلاتهم اليه واصبحوا أصدقاء له لا
يستغنون عنه مثل ديفيد أو يسترخ.
وبالتعاون مع صانع الأفلام كلود سانتيله الذي انتج وثيقة
متحركة حول تجديد حياة الكمان اشتغل فيتلوت في مشروع تأسيس
مدرسة للعازفين الشباب في ميراكورت وهي المركز التاريخي
لصناعة الكمان في شرق فرنسا.
يقول فيتلوت عن هذا المشروع:"عانيت في البداية كثيراً في
الحصول على خمسة متدربين والآن لدي أكثر من مئتي طالب يؤمن
فيتلوت بأن هناك لحنية خاصة تلائم شخصية عازف الكمان
مباشرة لذلك يحاول هذا العازف قدر المستطاع ان يسمع العازف
داخل الكونشيرتو (لا يزال يواصل التمرين من خلال حضوره
الحفلات الموسيقية الخاصة بالكمان كل ليلة خلال الاسبوع).
وحين احساسه بفشل احد العازفين باستخدام الآلة تراه يتسلم
تلك الاله ويبدأ العزف بدلاً عنه ويقول عن هذه الحالة:
قد اجد الآلة تصفر قليلاً أو غير ملائمة في الشكل ويكون
ذلك ناتج عن أسباب عدة منها وقبل كل شيء الرطوبة، إذا كانت
الآلة جافة كثيراً أو رطبة فذلك يؤثر في اللحنية والعزف .
هذا اولاً وثانياً اذا كان اللحن سيئاً عليك ان تجرب عدة
اختبارات مختلفة قد يأمر بعملية تنظيف للكمان أو اذا كان
هناك ضرر بعملية تنظيف للمكان أو اذا كان هناك ضرر ما في
خشب الآلة يجب اصلاحه ولوحة الاصبع والتي عادة ما تصنع من
خشب ناعم قد تكون هذه اللوحة غير مستوية وتحتاج الى مسحها
بالرمل .
ويضبط الاوتار والجسر والذي يعتبر روح الكمان لدوره الحاسم
في خلق اللحن.
|