الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

على الطريق.. قـارئ الصحف

بغداد/جلال حسن

يبقى اسم "فاضل حمزة علي" الملقب بـ(ابو عامر) المولود سنة 1937 ذا دلالة واضحة عند قراء وباعة الصحف في منطقة باب المعظم وضواحيها ليس لانه يقرأ جميع الصحف بلا استثناء، بل ينشغل وينسى نفسه اثناء القراءة وكأنه يتهيأ لدخول امتحان عسير!.
سألته: ما الفائدة من قراءة الجريدة؟ فقال: انها هواية قديمة لازمتني منذ اكثر من نصف قرن، اطلع فيها على اخبار وطني خصوصا السياسية، وولعي الشديد بالاخبار الفنية، والفائدة المهمة انها تشغلني عن عادة التدخين، فانسى السيكارة تماما واريح صدري من شر لعين.
وما الفرق بين صحافة الماضي واليوم؟
-كانت الصحف سابقا تتحدث بمنتهى الحرية، بل حرية مطلقة وليس هناك رقابة الا اذا تجاوزت فانها تغلق، لكنها تعاود الصدور ثانية باسم جديد واذكر حين اغلقت جريدة "الفرات" بدل اسمها الى عنوان جديد اسمه "دجلة" وعاودت الصدور مرة اخرى. والصحف التي كانت رائجة -آنذاك- جريدة البلاد، والاهالي لكامل الجادرجي والكرخ لصاحبها عبود الكرخي، وحبزبوز والفرات والزوراء. وجريدة النهار التي يصدرها السيد عبد الله حسين وجريدة الاخبار للسيد جبران ملكون والزمان والشعب والحوادث واليقظة والنديم واشهرها جريدة الاستقلال. ومن المجلات "الوادي" و"قرندل" والمدرسة الجديدة في الصحافة الساخرة هما مجلة "المتفرج" و"الفكاهة".
وتصدر هذه المطبوعات عن مديرية الدعاية وهي دائرة تابعة لوزارة الداخلية وتعطي الامتيازات للعلاقة الشخصية بين اصحاب الصحف وموظفي هذه الدائرة لذلك ان الصحف التي تصدر -آنذاك- كثيرة جدا هدفها العمل وترتبط بواقع الظروف السياسية التي يعيشها البلد.
فكانت تصدر في بغداد وحدها اكثر من (45) جريدة وفي النجف (23) جريدة وعلى الرغم من العدد الكبير لكنها تلتزم باخلاق المهنة وتمثل سلطة لها حرية الرأي وتتمثل بقوانين وتعليمات تحمي حقوق الصحفي.
الان وفي ظل التغيير الجديد تبدلت الصحافة، فنرى كثيرا من طفيليات الصحافة التي تنمو كالاعشاب الضارة في الجسد الصحفي.
بعض الصحف تتحدث بالضد مع مصالح العراق ورؤية البلد للمستقبل وتبتعد حتى عن اخلاق الناس، وهناك بعض الصحف خطرة جدا، بتوجيه فيه كثير من اختراق المحرمات وعدم احترام المهنة التي يفترض ان تكون هناك مقيدات وشروط تتوفر في القائمين عليها من المهنية والاستقلالية ورفض التوجيهات الخارجية، هذه المقاييس ضائعة الان، وبمقدور أي شخص ان يصدر اكثر من جريدة وبدون أية مساءلة قانونية او تجريم، لذلك يفترض ان يشرع قانون خاص للمطبوعات.
*وماذا تعمل الان؟
-في السابق عملت مع فرقة "كمال عاكف" اردد اغاني المطرب "بابا عزام" ثم عملت بالنشاط الفني التابع لوزارة التربية في تربية الكرخ وكان معي الفنانات غزوة الخالدي وفوزية الشندي وسهام ابراهيم وفوزية محمد عارف وهذه فنانة قديمة ومن المعلمين طالب القره غولي وزامل سعيد فتاح ومحمود قطان وجهاد العبيدي، وعملت ايضا مع المعلمين سعدون جابر وحسين نعمة وفاضل عواد، وغنيت لكثير من المطربين امثال رضا علي وعبد الجبار الدراجي والغزالي، واجلس في هذه المقهى منذ الصباح لحين رحيلي عصرا، بعدها اردد اغنية كتبت كلماتها ولحنتها وهي بعنوان "ايمان" تقول: يمان يا ايمان    قلب العشق ولهان .. حاير وأنا مجروح        قلبي بهواك ينوح


ضريبة على الامان!

عدوية الهلالي
خلال ايام العيد، اتصل بشقيقه الذي يستقر حالياً في دولة اخرى ليهنئه ويتمنى له الصحة والسلامة قال له على سبيل المزاح: "مكاني خال عندكم" بدلاً من "مكانكم خال عندنا"، فقد شعر خلال هذا العيد برغبة كبرى في ان يعيش في مكان لا تنقطع فيه الكهرباء ولا توقظه فيه زوجته ليقف في طابور النفط او الغاز ولا يخصص فيه يوماً لتحصيل البنزين ولا يتابع اخبار القتل عبر شاشة التلفزيون او يتناهى اليه صوت انفجار حتى لو كان بعيداً عن مسكنه.. سأل شقيقه على سبيل المزاح ايضاً: "ما اخبار مولدة الكهرباء؟" فضحك شقيقه وقال: هنا يصلنا كل شيء "فريش" من دون حاجة إلى السعي خلفه لكن الغلاء ايضاً فاحش.. واضاف: "بالمناسبة، اشتروا لي ملابس جديدة للاطفال وارسلوها مع صديقي الموجود الآن في العراق لانها ارخص بكثير عندكم".... وعند هذه النقطة، تحول المزاح إلى شكوى من الغلاء في الخارج وكيف تفرض الضرائب على كل الخدمات رغم وجود تأمين صحي وخدمات كاملة او "فريش" كما وصفها الشقيق المسافر.. شعر الشقيق الباقي في العراق بغصة في اعماقه فهو يعاني من فقدان جميع الخدمات ومع ذلك هنالك غلاء وضرائب على بعض المجالات، كما ان تطبيق قانون الضرائب على الخدمات سيعمل به كما يبدو من الآن وصاعداً وها هو تطبيقه، على الرواتب قد بدأ وسينسحب حتماً على الكهرباء المفقودة والماء الناضب. كما ان ارتفاع اسعار الوقود يعلن بداية تطبيق فرض الضرائب على كل شيء.. بعد اغلاق سماعة الهاتف، فكر في حالة التناقض التي يعيشها العراقيون فالضرائب ستسري على كل الخدمات من دون ان تتوفر تلك الخدمات وسيدفع الموظف جزءاً من راتبه من دون ان يكون قادراً على تمشية امور شهر كامل به واذن فحال شقيقه افضل بكل المقاييس فهو لا يلهث وراء الخدمات ولا يقف في طوابير ولا يخشى من الظلمة مقابل ان يدفع الضرائب... "يا بلاش".
سمعته زوجته وهو يدمدم ضجراً وغضباً ففتحت له التلفاز ليسري عن نفسه... طالعته اخبار القتل قبل الاغنيات وافراح العيد فقال لزوجته كمن اكتشف شيئاً: "ليت الحكومة المقبلة تفرض ضريبة على تحقيق الامان...، وان نجحت بتحقيقه سأكون مستعداً لدفع راتبي كله مقابل لحظة امان!..


حوار مع اللالة!

أفراح شوقي

في تلك الليلة.. عبثا حاولت الاستغناء عنها.. كانت تراقبني دائما.. وربما تقول في سرها لولالي ما دامت حياتكم وبوسعي ان احيل ساعاتكم الى ظلام دامس... آه انه صراع خفي، انا وحدي اسمعها واعرف ما تقول. كم مرة حاولت رميها والاعلان عن براءتي منها وبكل وقاحة اراها تسخر مني عندما الجأ اليها مضطرة واقول اليوم واليوم فقط.. لقد عبثت يد المخربين باسلاك الكهرباء ثانية.. وستصلح غدا.. مرت ايام وسنوات ونحن نقول غدا سيتعدل الحال وتصبح اللالة في خبر كان نتداول الحديث عنها كما الموروث الشعبي ولكن يبدو اننا سنوارى الثرى على ضوء اللالات!
ولا انسى ان لها فوائد اخرى فرائحتها تذكرني دائما بأننا بلد يطفو على بحر من البترول ولو ان صفيحة النفط غدت غالية علينا ولكن لا بأس وكما يقول الساهر كاظم (يتبغدد علينا واحنة من بغداد) ولسان حال عباد الله الصابرين يقول: (يتعزز نفطنا واحنة من اهل النفط)!
وعودا على بدء اتذكر تلك الحكمة الاثيرة على نفسي الاثيرة على نفسي (اشعل لالة بدلا من لعنة الحكومة (عفواً) اقصد المخربين) والسلام!.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة