بعد
الحلاقين وعمال المساطر ..
مقاهي البتاويين تكتوي بنار الارهاب
بغداد/ عبد الزهرة المنشداوي
تصوير:نهاد العزاوي
جاء
احدهم بعربة صغيرة من تلك العربات المعتادة التي يستخدمها
باعة حلوى الاطفال، وكان يعرض عليها قطع كيك وكعك، وتركها
قبالة مقهى في حي البتاويين في حوالي الساعة الثانية ظهرا.
انفجرت بعدها واسقطت اقداح الشاي من ايدي الشاربين ومزقت
اجسادهم. هذا ما قاله لنا احد الباعة وهو ينظر مليا الى
داخل المقهى الذي دمر تماما وتبعثر اثاثه.
وهو يعتقد بان الضحايا
بلغ عددهم 23 ضحية نقلوا الى مستشفى الكندي من بينهم
شقيقان لبائع خضراوات قريب ترك بضاعته ولحق بهما. صاحب محل
حلاقة اللمسة الذهبية تحطم محله تماما، قال لنا ذلك وهو
يتمعن بالخراب الذي أصابة ويخمن المال اللازم الذي يتوجب
توفيره لاعادة المحل على ما كان عليه.
اهداف واضحة
وعن الدوافع التي كانت وراء استهداف هذا المقهى الصغير
الذي لا يتميز بميزة سوى انه صغير متوار خلف باعة السجائر
والخضراوات. ابو عواطف صاحب مقهى صغير مجاور قال لنا:
الارهابيون خططهم الايقاع بالناس الابرياء. حصد اكبر عدد
ممكن من الضحايا لا لشيء الا لانهم عراقيون، فالمقهى من
المواطنين البسطاء خاصة من الاكراد والازيدية، يقصدونه
بحكم كونه قريباً من فنادق تعود ملكيتها لاخوة اكراد ويقيم
فيها من يقصد مدينة بغداد من اقليم كردستان كذلك الاخوة من
السودان فان اكثرهم يرتاد هذه المقاهي. ويضيف المقهى
العائد لي دمر ايضا بسبب قوة الانفجار وتركنا ليتفحص قطع
الاثاث والاواني المهشمة والارائك القديمة التي تناثرت الى
اجزاء.
نجوت بأعجوبة
- علاء صيهود صاحب محل حلاقة ايضا طال محله الانفجار لا
يفصله عن المقهى سوى مسافة لا تزيد على عشرة امتار قال:
نجوت بأعجوبة والا لكنت من الضحايا عادة ما اقف امام المحل
عندما لا يكون لدي زبون ولكن الذي حدث ان انفجارا قريبا في
احد الازقة في منطقة البتاويين دعاني الى التحرك نحوه
لاستطلاع الامر فسرت مسافة ليست بالبعيدة لاسمع بعدها دوي
الانفجار وهو يهز المنطقة. لو كنت هناك لصرت من بين
الضحايا من دون شك، الحمد لله على كل حال نجوت ودمر محلي
وبالامكان تعويضه لكن حياة الانسان لا تعوض. و يضيف :
الانفجار اودى بالكثيرين قدر عدد الجالسين حينها في المقهى
بـ (23) شخصا لم نستطع تمييز الموتى من الاحياء ولكن عددا
منهم قد فارق الحياة لحظتها. التفجير جرى بواسطة عربة يد.
احد الباعة اكد انه ر اه ويستطيع معرفته ان ر اه ثانية.
كوكب الشرق ايضا
مقهى كوكب الشرق في البتاويين غير بعيد عن المقهى الاول.
العملية الارهابية التي نفذت فيه اختلفت في الاسلوب عن
الاول، وقد سبق تفجيرها التفجير الأول وبفارق زمني قدره
البعض بدقائق معدودة.
بائع صحف في الستين من عمره قال لنا: عدد ضحايا الحادث
ناهز 7 ضحايا، العملية نفذت بحزام ناسف. اذ دخل احدهم
واندس بين رواده ثم فجر نفسه، هذا ما قاله لنا بائع الصحف.
فقد ولده
شيخ في حوالي العقد السادس من عمره يلتف بعباءة صفراء
داكنة يجلس على كرسي قديم قرب بائع الصحف اشار بعضهم لنا
ليقول بانه قد فقد ابنه، قال لنا:
ابني لم يكن جالسا في الداخل عند حدوث الانفجار كان يبيع
الشاي على المارة فذهب ضحية الانفجار، الشيخ كان يبكي خلال
حديثه بصمت ويبدو عليه انه قد فقد السيطرة على نفسه فلم
يكن يعي تماما ما يقول له المعزون من الباعة واصحاب المحال
القريبة الذين التفوا حوله ليهونوا من مصابه.
قال لنا مضيفا: بان عائلته بفقدانه قد فقدت معيلها وتركت
الى مصير مجهول.
ما بقي قوله ان مقهى كوكب الشرق المقابل لمطعم المذاق على
ناصية شارع السعدون يقصده المواطنون من الاصول المصرية
والسودانية وانه يشتهر بتقديم (النركيلة) لرواده، تفجيره
بحزام ناسف اتى على كل محتوياته واحاله الى هشيم.
|