رنة
الهاتف النقال..
قـراءة خاطفـة للإنســان
بغداد / مها عادل العزي
رنة الهاتف النقال.. هل
تعبر حقاً عن الشخصية ؟ ليس من الغريب ان نقول ذلك، ففي
عالم الموبايلات الواسع نسمع مئات الرنات، وما تختاره انت
قد لا يختاره غيرك.. اغان رومانسية.. أصوات عصافير.. نغم
قديم.. أغان سريعة، وغير ذلك الكثير، وفي كل يوم هناك
نغمات جديدة تضاف الى سلسلة الرنات.
محال بيع الموبايلات، هي الأماكن الأكثر اغراء لمعرفة
المزيد عن هذا الموضوع الطريف.
خالد علي طلب من صاحب المحل ادخال نغمة لاحدى الأغنيات
الحزينة حدثنا عن الموضوع قائلاً:
بطبيعتي كما خبرتها أميل الى التغيير، ليس مع الاستماع الى
فن الموسيقى فحسب، بل أجدني أتعامل مع اسلوب التغيير في
مفاصل أخرى من حياتي، لذلك لم ابق على نغمة موسيقية واحدة،
وان كانت دائرة هذه النغمات غالباً ما تعبر عن هواجس الأسى
والحزن، وهذا يعود كما ارى الى طبيعة إيقاع حياتنا بشكل
عام.
احد الشباب الواقفين كان منظره يوحي بتلك العبثية غير
المبالية.. شارك في الحديث قائلاً:
-أنا من العاشقين للموسيقى العالمية خاصة موزارت، فحين
اسمع هذه النغمة احس وكأنني احلق في فضاء الخيال وانتقل
الى عالم آخر ملؤه الساحرات والاحلام بعيداً عن الواقع
الذي يجرنا اليه بانفجاراته وغباره ومآسيه.
يرن هاتف بنغمة موطني.. نسأل صاحبها عن سبب اختياره لها،
فيقول:
- لم اغير هذه النغمة منذ اشتريت هاتفي، ولا احب ان
استبدلها، السبب ببساطة يعود الى انني احب وطني، كما احب
هذا النشيد، فهو يذكرني بأيام الطفولة عندما كنا نقف في
الاصطفاف الصباحي وننشد موطني..
يسأل احدهم عن نغمة (حكم علينا الهوى) لبليغ حمدي، لكنه لا
يجد طلبه .. لكن هل تريد نغمة اخرى لام كلثوم؟ هذا ما
يقوله صاحب المحل، لكن الرجل يقول:
- لو أخير في نغمة الموبايل لما اخترت غير هذه النغمة،
كونها تختصر لواعج ما يجول داخل القلب، وكأنه يعلم ان لحنة
هذا سيختم حياة هذه الفنانة العظيمة، اتفاعل مع هذه
الموسيقى جداً ولكن ماباليد حيلة لأنني لا أستطيع ان اعثر
عليها.
رنا رعد أحدث من تعيين في الجريدة، لم يمض على تخرجها أكثر
من سنة، تقول احب الكلمات الحلوة وعن نغمتها التي اختارتها
تضيف:
- اخترت نغمة للمغنية الاميركية اللبنانية الاصل شاكيرا..
أنا أحب أغانيها واجد فيها حياة وحركة ومدحاً.
الزميلة عدوية الهلالي على العكس من رنا تقول:
- احب الأغنيات الهادئة، اما الرنة التي اخترتها فهي احدى
النغمات الموجودة اصلاً في الهاتف، وهي أغنية أجنبية (سلو)
بصوت انثوي هادئ، اكنت اتمنى الحصول على معزوفة البوليرو
التي تدل على تواتر الحياة اليومية التي نعيشها.
ابو فراس، الأستاذ حسام الساموك، يشاركنا الرأي بالقول:
- لدي قناعة ان ما يسمى بالكلاسيكية هو تعبير عن الثوابت
المختلفة في حياة الإنسان واهتماماته الثقافية والفكرية
والاقتصادية والسياسية وحتى الحياتية، على هذا الأساس فاني
اطرب اساساً للنغمة الكلاسيكية وحتى الغريب منها لأني
استمع فيها الى فكرة والى ما يريد ان يقوله صاحب هذه
النغمة.
وقبل ان ننتهي من هذا الاستطلاع الخفيف، اقول لكم
باني غيرت نغمة هاتفي حديثاً واخترت نغمة سألتك حبيبي
لفيروز، واجمل ما فيها انه ليس فيها إرسال، لكي احتفظ بها
لوحدي فتكون هوية هاتفي.
|