شؤون  الناس

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الحب في ظرفي الزمان والمكان العراقيين .. خسارات وقصص حزينة


بغداد/ نزارعبد الستار

السياسيون يعتقدون ان الحياة قائمة على توازن القوى، وبعضهم يؤمن ان البقاء تحسمه الحروب احيانا اما الله فقد اراد للحياة ان تكون في صلة ذلك الذكر بتلك الانثى وجعل بينهما مودة ورحمة حتى يعمرا الدنيا بالحب .

كوثر تعترف ان الانتظار لم يعد مجدياً وتقول ان شيئا ، لا يمكن لها فهمه ، وقع واعاق فرحتها وهي تأسف لأن هذا يحدث لكثيرين غيرها الان .
السياسيون يعتقدون ان الحياة قائمة على توازن القوى، وبعضهم يؤمن ان البقاء تحسمه الحروب احيانا اما الله فقد اراد للحياة ان تكون في صلة ذلك الذكر بتلك الانثى وجعل بينهما مودة ورحمة حتى يعمرا الدنيا بالحب .
ملامح كوثر السمراء توقفت عند تعابير منقبضة حين قالت: ان رجلاً ارادها زوجة له وصنع احلاماً بسيطة يمكن لها ان تتحق ولكنه كان ، لظرف اكبر من طاقته ، يجري بعض التعديلات بموافقتها . وتتابع كوثر : اراد غرفة نوم أنيقة وجديدة ولكنني قبلت بأخرى مستعملة وبلا ملحقات كامة . اراد التلفزيون بـ 26 عقدة ولكننا حصلنا على 14 فقط . اراد جهاز ستلايت بصحن كبير ولكننا اتفقنا في النهاية على ان نبدأ حياتنا بهوائي عبارة عن حلقة من الفافون علامة الواثق . اراد بيتاً صغيراً بحجرتين ولكنني رضيت بحجرة واحدة في بيت تسكنه ثلاث عوائل . كان يعاني مثل الالاف من قلة ساعات العمل وانقطاعاته وبعد شهر من زواجنا خرج ولم يعد . عام مر وانا لااعرف ان كان مقتولا ام مخطوفاً ام سجيناً .
تشير احصائيات اجرتها منظمات غير حكومة ان المحاكم الشرعية في العراق سجلت اقبالاً ملحوظاً على الزواج وذلك في نهاية 2003 وبداية 2004 حيث ارتفعت النسبة الى 60% عن المعدلات الاعتيادية في السنوات السابقة الا انها اخذت بالتراجع لاحقا .
شباب تتراوح اعمارهم بين 18 ـ 25 يتحدثون عن فرص ضائعة . البعض يتحدث عن علاقات مستعجلة محكومة بظرف الزمان والآخر عن اماكن مفقودة .
عصام جامعي في المرحلة الثالثة تحدث عن ضغوط كثيرة وفرص قليلة وقال : العلاقات الانسانية تحتاج الى بيئة ملائمة . نحن في الجامعة نعاني من قلة الوقت . هناك فسح ضيقة بين المحاضرات والوضع الأمني دائما يضغط باتجاه العودة مبكراً الى البيت ومغادرة الحرم الجامعي في وقت محدد يقاس بزمن آخر محاضرة. كما ان الحياة الجامعية تفتقر الى السفرات والرحلات الترفيهية.
ويتابع عصام موضحا : النشاطات الترفيهية تكاد تكون معدومة والاحتفالات تقتصر على مناسبات رسمية لا تجذب الطلبة ولا تمنحهم القدرة على الاختلاط السليم . في السابق كنا نقوم بنشاطات كثيرة ونحتفل بمناسبات، البعض منها يمتاز بالخصوصية كاقامة حفلات اعياد ميلاد لزملاء وزميلات وتنظيم سفرات بالاتفاق مع الاساتذة اما الان فالوضع مختلف والجامعة مسيسة ومؤدلجة بضغوط خارجية تسعى لتنظيم العلاقات الانسانية وفق هواها ومحو هامش الحرية الشخصية .
الحب يحتاج الى ميزانية مالية ضخمة . هذا ما قالته مريم وهي تضحك وتابعت : ابني في مرحلة المراهقة وهو يستخدم الموبايل في علاقات انا متأكدة انها بريئة ولكنه توقف عن ذلك مرغماً واخذ يكثر من ممارسة الرياضة .
رياض قص حكايته قائلا : لا ازور خطيبتي في بيتها الا صباح يوم الجمعة ونحن نسستخدم الموبايل طوال الاسبوع في الحوار وتبادل الرسائل القصيرة . نخفي عن بعضنا الاحراج ونستمر في الكلام لساعات . لا اذكر انني اهديتها شيئا غير كارتات التلفون ، وهي تقوم بـ ( سحقه ) كله في محادثة واحدة كتعبير عن الوفاء و رد الجميل . المشكلة اننا لا نستطيع ضبط غزلنا واذا ما اراد احدنا ان يقتصد فالطرف الاخر سيفسر الانقطاع على انه زعل او خلاف فنعود لنتغازل اكثر من السابق
ويتابع رياض : في النهاية تصارحنا وكسرنا حاجز الخجل و انتهينا الى بيع جهازينا وتسديد ديون اثمان الكارتات الطبيعة ومنها الحدائق وضفاف الانهار هي من اهم وسائل الحب وهذه الاشياء غير موجودة في بغداد الان .
عبد المنعم تحدث عن تجديدات الحب وقال : انا متزوج منذ سبع سنوات ولدي نظرية مكتسبة من تجارب كثيرة . ( تحدث عن اشياء غير صالحة للنشر ) وانتهى الى نظرية اخيرة تقول : بعض النساء لهن قدرة على الظهور بشكل آخر في الظروف الاجتماعية المختلفة . زوجتي انيقة في طبعها وهي تجيد التعامل في الاماكن العامة . في الماضي كنا نخرج ونتناول طعامنا في المطاعم العائلية على ضفاف دجلة . هناك تكون الخدمة ممتازة ويقدمون النارجيلة . الاجواء الشاعرية تنقلنا الى عالم اخر
يسترسل عبد المنعم قائلا : العواطف تحتاج الى تربية وتنشيط وهي لا تكون جاهزة على الدوام في اعماق الانسان . لقد كنت اجد في تلك الجلسات شيئا جديدا خاصة وانني احرص على تفردها وتمتعها بكافة المواصفات الرومانسية وكنت اجد نفسي كثير الامتنان لفكرة الزواج . الان اختلف الامر فمنذ ثلاث سنوات لم اتناول وجبة العشاء مع زوجتي خارج المنزل. ضفاف دجلة مناطق عسكرية محظورة فضلا عن ( البلاوي ) الاخرى المعروفة وانا اليوم اعاني من ازمة ولا ادري كيف يمكن للحب ان يتجدد وسط هذه المصائب الكثيرة ومناظر الدم واصوات الانفجارات ومطر الرصاص الذي لا ينقطع .
سهيلة تعمل ممرضة في قسم النسائية في مستشفى عام تحدثت عن حالات وصفتها بالغريبة . تقول هذه الممرضة الخبيرة : بعض النساء يتعرضن الى حالات اسقاط في الشهور الثلاثة الاوائل من حملهن وعند حدوث ذلك لا يأسفن وكأنهن يتعمدن ذلك .
وتضيف سهيلة : الوضع النفسي للسيدة الموشكة على الانجاب يكون صعبا . انهن يحاولن التخفيف من خلال التعبير عن كرههن للرجال . الان اكثر النساء يعبرن عن هذا الشعور المعادي في بداية الحمل او منتصفه وهن دائمات الشكوى من الظرف الاجتماعي ونسمع قصصا تشيب الطفل الرضيع اثناء نزولهن في المستشفى لعارض ما.
بغداد لا تفتقر فقط الى الحدائق وضفاف الانهار بل الى الكافتريات والمقاهي المختلطة ذات الاجواء المقبولة .
عبير فتاة في العشرين ترتاد شارع الربيعي مع صديقاتها وتتوقف عند الكافتريات العائلية لتناول وجبات سريعة . تقول عبير انها تعاني كثيرا اثناء تواجدها في الاماكن العامة وتشرح وجهة نظرها قائلة: من الطبيعي وجود اماكن للاستراحة وخاصة في الاسواق الكبيرة والشوارع المهمة. هذه الاماكن ليست مطاعم بخمس نجوم وانما هي للاستراحة تقدم الشاي والقهوة والمرطبات كالتي تكثر في عمان ودمشق والقاهرة .
وتتابع عبير : بغداد ذكورية جدا واحسها ضد المرأة وفيها تمييز واضح وانا لا افهم لماذا يتم الفصل في امور اعتيادية مثل تناول الطعام ولماذا تقوم المطاعم بتخصيص اجنحة خاصة بالعوائل ولا تستطيع المرأة دخول الكافتريا الا برفقة احدهم ؟ .
قلة الكافتريات مشكلة كبيرة بالنسبة لسعد الذي تكلم عن مفهوم الاماكن الامنة واوضح : ثمة اماكن في بغداد محصنة وتتوفر فيها حماية على قدر كبير احيانا والشرطة تتعاون في هذا خاصة انها مناطق تجارية بالدرجة الاساس وتشهد حركة مالية واسعة . هناك كافتريات تتوزع في هذه الاماكن المحمية ولكنها غالية جدا وضيقة وغير كافية وتكاد تكون حكرا على طبقة وفئة معينة من الناس . ويضيف سعد : غلاء هذه الكافتريات لا يسمح لنا بارتيادها وبالمقابل هناك اماكن اخرى ارخص ولكنها بلا حماية وتحدث فيها مشكلات كثيرة فضلا عن رداءة الخدمة .
وعودة للموبايلات تعاني فئة المراهقين من مشكلة كبيرة حسب تعبير نصير جاسم الذي تكلم عن واقع مربسبب اضطراره للعمل في محل قصابة . يقول نصير (17 سنة ) : اعمل في فترة بعد الظهر واقوم بشواء الكباب امام دكان القصابة . الجأ لهذا كي اتمكن من شراء كارتات الموبايل .
قضية الكارتات بالنسبة لنصير، كما قال ، تتعلق بعلاقات عاطفية فهو يقول : نحصل على ارقام بنات بطريقة او باخرى . نحن نسعى لذلك ونقوم احيانا بشراء هذه الارقام من اصدقاء حصلوا عليها ونحاول ان نتصل بصاحبات تلك الارقام . نحاول ذلك مرارا ونخطط للامر بدقة بأن نبدأ بارسال الرسائل القصيرة والنغمات ونستمر في ذلك حتى نحصل على اجابة وبعدها ننتقل الى مرحلة المكالمات وهي مرحلة حاسمة قد لاتؤدي الى شيء مهم .
عملية ادامة هذه العلاقات تتم من خلال البحث دائما عن الجديد في عالم الموبايلات من نغمات ورسائل واجهزة متطورة وكاميرات وكل هذا مكلف جدا ، والعديد من المراهقين يضطرون للعمل مساء وفي العطل المدرسية لتوفير المال الكافي لمغازلات عابرة ومغامرات قد لا تؤدي الى شيء مهم .
الاكبر سنا يستشعرون المخاطر اكثر من المراهقين . ايناس فخري تقول عن هذا : الوضع الامني اثر كثيرا على حياتنا . انا لا اخرج بمفردي ابدا . اشعر بالخوف والرعب من الطريق واذا ماسمعت طلقا ناريا او شهدت حركة غير طبيعية في الشارع اصاب بنوبة خوف اشعر معها بالشد العصبي والعضلي . زوجي يعاني من هذه الحالة كثيرا وفي اوقات الازمات ابقى في المنزل لاسابيع ولا اجرؤ حتى على فتح الباب . لم اكن هكذا . اصبت بهذه الحالة عندما قامت دبابة امريكية كانت متوقفة بجوار البيت بفتح نيرانها في حادث امني وايضا بعد مقتل شقيقة زوجي في اطلاق نار عشوائي .
حسين فاضل عبر عن شعور بالاحباط حيال الزمان والمكان في العراق وقال : القضية خطرة وتتعلق بحق حياتي مغتصب منذ زمن طويل . نحن ضحايا للحروب والارهاب . كلنا ضحايا والحياة اصبحت لا تطاق والامراض تأكلنا .
وتابع حسين : انا في الثلاثين واصبت بجلطة . لا اشعر انني املك مساحة للتحرك ومشاعري متحجرة وميتة . في احيان كثيرة تنتابني حالات من الثورة والاحتجاج وافكر دائما في تطليق زوجتي والهرب من البيت . انا اتابع التقارير التي تبثها الفضائيات عن الحياة في اماكن اخرى . احن كثيرا للجزر النائية والحياة البسيطة البعيدة عن الحروب . كثيرا ما تخيلت نفسي البس جلود الحيوانات واطارد ارانب برمح . اريد الهرب من كل شيء والعيش في السنغال او في غابات الامزون وفي الصحراء الكبرى . في كل يوم اشتبك بعراك مع اناس لا يقومون بشيء ضدي . لاادري لماذا اصبحت عدوانيا ولكنني اتوق للهجرة والعيش خارج الزمن العراقي .
الدكتور عبد السلام ادريس اخصائي علم نفس يقول عن حالة حسين انها شائعة جدا في المجتمع العراقي وحذر من كوارث على المستوى الانساني اذا لم تهتم الحكومة بهذا الجانب وتسعى الى حلول جدية في هذا الموضوع .
يقول الدكتور عبد السلام : هناك مسؤولية تقع على عاتق الحكومة والساسة . ان البلاد المتطورة تهتم بالجانب الجمالي والحياتي وهي تترك العالم الانساني خارج سياقات التسييس ولكن الانظمة العربية تستغل الحياة الاجتماعية لاهدافها وتحاول اجراء تغييرات قسرية في هذا واذا ما اضفنا حالات الحروب والارهاب فأن الضغط يزداد بشكل متصاعد . هناك امثلة عدة في التاريخ ونعلم ان شعوبا مرت بهكذا ظروف وجرى تذليلها بقرارات وقوانين صارمة . العراقيون الاكثر تعرضا لتداعيات الحرب فالفرد العراقي يعاني من هذه الحالة منذ ربع قرن تقريبا وهناك ضغوطات نفسية تشير الى كارثة انسانية على وشك الحدوث .
صناعي عراقي مخضرم قال ان المنتوجات الصناعية العراقية متخلفة جدا فضلا عن التخلف في الجودة والانتاج والتسويق واضاف : الدول المتقدمة تضع في حساباتها مسألة الاذواق والاتجاهات العاطفية للانسان . هناك منتجات تعتمد بالدرجة الاساس على عاطفة الانسان ومنها الحب بين الذكر والانثى وهذا يساهم في تجميل الحياة ورقيها . نحن لا نملك اي مفهوم صناعي بشأن هذا والامر يحتاج الى دراسة واستثمار كامل للدعاية والاعلام والسعي الى ربط المنتوج بالحاجة الانسانية والذوق الجمالي .
مسؤول بلدي في بغداد لا يرى اي ربط بين الجانب العاطفي والجمالي في شوارع بغداد ويقول ان المهمة الاساس في الخدمات هو تجنب الاختناقات وتوفير انسيابية في العمل بكل مفاصل الدولة .
من المسؤول عما يحدث لنا ؟ . سؤال اطلقه ربيع العبيدي واضاف : الحروب قتلت روح الحياة والرغبة في اعماقنا بسبب الطغاة وسوء استخدام السلطة . اجيال واجيال سحقت وجرى تدميرها ولا يمكن تعويضها . شبابنا واطفالنا يريدون الحياة بشكلها السليم والانساني .. من هو المسؤول؟ وماذا يمكن فعله لانقاذ حياتنا ؟ .


متى يظهر قاتل ولدي؟

بشير الاعرجي
فجأة.. وبلا شعور تحول عويل الحاجة ام فراس الى زغاريد ممزوجة بالدموع وهذيان لم تفهم عائلتها ما تقول، تلك الليلة وفي الساعة التاسعة والربع ظهر قاتل ابنها في برنامج (الإرهاب في قبضة العدالة).
المرأة العجوز قارب عمرها الستين عاماً بدت اكبر بكثير حزناً على ولدها الذي فارقها قبل ثمانية اشهر ولم تترك باباً الا طرقته بحثاً عن الحقيقة.. والجناة، تقول ام فراس: قتل ولدي اشخاص مجهولون يستقلون سيارة اوبل وتركوا في جسده رصاصات لم يخبرني احد عن عددها ولا اعلم ما ذنبه. فراس متزوج وله طفلة صغيرة، يبيع السكائر في منطقة شعبية شهدت حالات قتل متعددة ومستمرة، حتى اليوم لم تفلح سيطرات الجيش والشرطة أو نفوذ التيارات الدينية في إيقافها. وتتابع ام فراس القول: اليوم اطمأنت روح ولدي في قبرها.
ومع مرور الوقت وتتابع حلقات برنامج (الإرهاب في قبضة العدالة) يبقى العراقيون مشدودين لما يعرض فيه، يقول السيد جاسم/ كاسب: لم يلحق بافراد عائتي حادث يستوجب معرفتي الجاني، غير اني اتابع البرنامج يومياً لمعرفة حقيقة ما يجري من اغتيالات على لسان اصحابها، فالقصص كثيرة وغالباً ما نسمع ان فلاناً قتل لسبب طائفي وآخر ذبح لعمله مع الامريكان وهي اشاعات عرفنا صدق إدعائها أو كذبها من البرنامج.
سيناريو صراع الخير والشر يتمثل جلياً في البرنامج، هذا ما قاله (س.ن)/34 عاماً الذي أضاف: لفترة اقل من ساعة وهي مدة متابعتي لكامل تفاصيل ما يدور في البرنامج أرى واشعر بقوة الشرطة في القاء القبض على المجرمين وانتزاع الاعترافات منهم وفي نفس الوقت ترعبني سطوة الإرهابيين وبشاعة ما اقترفته أيديهم، إلا ان المهم هو كشف حقيقتهم وتعريتهم عن وسائل الاختباء و(شرعية) الفعل.
العديد من حالات القتل نفذت ضد اشخاص يعملون في الشرطة أو الحرس الوطني وبعضهم يعمل مقاولاً أو مترجماً، عوائلهم تخشى الافصاح عن متابعتها لقضية قتلاهم في دوائر الشرطة أو الجهات المختصة الأخرى خوفاً من تهديد أو قتل أفراد آخرين منها ينفذها نفس الجناة، لذا فالعديد من القضايا بقيت طي الكتمان أو مجرد أوراق في قسم الشرطة. وهناك حالات اخرى شجعها البرنامج على التحرك ولكنها لقيت باباً موصداً بشكل غريب.. يقول (م. ع): شاهدت مجموعة مسلحة أدلت باعترافاتها على العديد من جرائم القتل في نفس المنطقة التي اغتيل فيها شقيقي، وفي كل لحظة اقول: سيعترفون بقتلهم أخي، حينها قررت بعد انتهاء البرنامج ومن دون ذكر ما يخصني ان اذهب الى مركز الشرطة الذي سجل فيه حادث الاغتيال وأثير القضية المسجلة (ضد مجهول) من جديد وربما اطمح أكثر بتكليف ضابط التحقيق بإيصال قضيتي الى الجهات المختصة التي تحقق مع الإرهابيين عسى ان اعرف الجناة، ولكن ما حصل.. أن الضابط اجابني ببرود (وهل تصدق هذا البرنامج)؟ وكأن الامر مسرحية فتصوروا حجم مأساتي..
وتمتنع أغلب عوائل الضحايا من الذهاب الى مراكز قوات حفظ النظام المسؤولة عن مثل هذه الجرائم خوفاً من عيون الإرهابيين وتهديداتهم، تقول ام (أ): خوفاً على زوجي وبقية أبنائي فأنا امنعهم من الذهاب هناك بحثاً عن قتلة ولدي، خسارتي كبيرةولا أريد ان اخسر أكثر، فوضت امري الى الله.
المآسي مستمرة ونجدها مرسومة على وجوه العوائل المفجوعة بفقدان أحد افرادها منتظرة ظهور الحقيقة على التلفزيون، أبو (ح) 68 عاماً يمسك بخاتم خطوبة أبنه ويقول: أغتيل ولدي (خ) قبل زفافه بأسبوعين ولم أعرف الجاني أو سبب قتله .. سأبقى أتابع البرنامج علّي في يوم ما اعرف قاتل ولدي وارتاح.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة