قاضٍ جديد
وأداء مختلف في محاكمة العصر ..
قاعة بلا
صدام أفضل من خطب بائسة
بغداد/عبد الزهرة
المنشداوي
الاداء المختلف للقاضي البديل رؤوف رشيد عبد الرحمن الرئيس
الجديد لهيئة قضاة محاكمة صدام وسبعة من معاونيه اثار
العديد من الآراء بين المواطنين خصوصاً ان اسلوب القاضي
رؤوف رشيد تميز بالحزم الذي افتقدته الجلسات السابقة
للمحاكمة كما يعتقد المواطنون. ويضيف البعض منهم ان مثل
هذه الطريقة تساعد على انهاء هذا الفصل من فصول المحاكمة
التي تميزت سابقاً بنوع من الفوضى التي اثرت في السير
القانوني لمجريات المحاكمة .
(المدى) استطلعت اراء بعض
المواطنين ومن شرائح مختلفة وكانت لدينا هذه الحصيلة من
وجهات النظر.
المواطن ابو منير من مواليد 1950 ويعمل حداداً قال لنا:
رئيس لعصابة
لقد كان قاضياً بحق قوياً وشديداً وهما صفتان غابتا عن
رئيس الهيئة الأول. لقد مثل بأدائه ما كان يريده العراقيون
لقد استغل صدام جلسات المحكمة السابقة ليعيد علينا خطبه
السابقة وكلماته المملة وادعاءاته البطولية الفارغة التي
لم نصدق باننا سوف نتخلص من سماعها (الامة والماجدة
والعراق العظيم) لكنه ومع الاسف سمح له بترديديها في جلسات
المحكمة السابقة. نقول لهذا القاضي (عاشت يدك) لقد فرحت
كثيرا وانا اسمعه يخاطب صدام حسين حين قال له (انا القاضي
وانت المتهم) كنت اتمنى على قاضينا حين ذكر له المجرم صدام
بانه كان (رئيسه) ان يرد عليه بالقول لم تكن رئيسا لشعب بل
رئيسا لعصابة مجرمة حكمت الناس بالجور والظلم هذا ما كنت
اود سماعه اعتقد بان القاضي سيكون معبرا عن القانون اولا
وعن ضحايا الشعب ثانيا.
مخاوف مشروعة
يقول المواطن صادق الموسوي من مواليد 1959 يعمل كاسبا لقد
فرض القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن هيبته واعاد للمحكمة
اجواءها. لقد اشفى غليلنا من هؤلاء المجرمين الذين مارسوا
ذبح الشعب العراقي طوال ثلاثة عقود من الزمن. لقد كان
قاضيا شديدا واعجبني بادارته للمحكمة لكنني لا اخفي خوفي
من ان شدة القاضي مع المتهمين واعتراض هيئة الدفاع الممولة
باموال الفقراء من الشعب العراقي وما سرقته رغد وسجودة ان
تعطيهم سببا لنقل المحكمة خارج العراق وهذا ما لانريده ثم
اضاف يا له من قاض (سبع) لقد طردهم من قاعة المحكمة. لقد
استطاع ان يقول لهم بانكم مجرمون بحق الشعب وعليهم ان
يقروا بذلك رغم انوفهم.
فرض القانون
شايع قاسم مسؤول منظمة حقوق الانسان والديمقراطية في
المدينة بدوره قال لنا: ان رئيس هيئة المحكمة اتبع الاسلوب
القانوني الصحيح من خلال فرضه النظام وعدم السماح للمتهمين
بمقاطعة الشهود او التعرض لهم لقد شدد عل المتهمين بوجوب
التقيد باصول المحاكمة ولم يسمح لهم بتحويلها الى منبر
خطابي بائس، لا اخفي عليك باننا طوال ثلاثة عقود ونحن لا
نسمع سوى صوت صدام او من يغني ويمدح صدام والمحكمة بدت لنا
اول الامر وكانها قد هيئت ليواصل صدام خطبه الفارغة
وادعاءاته الكاذبة.
الحروف على النقاط
علي عبد الله (1957) عاطل عن العمل يعتبر ان الجلسات
الاخيرة قد عبرت عن ارادة الشعب تماما تدليل المجرم
والتسامح معه وترك الحبل له على الغارب داخل المحكمة كان
قد ازعجنا كثيرا لكن في هذه الجلسة وضع قاضيها الحروف على
النقاط وادب بطريقته من لا ادب لهم. كان يمكن اللجوء الى
هذه الطريقة من اول الجلسات ولكني اعتقد ان رئيس هيئة
القضاة السابق كان متأثرا بالكامل بالطريقة التي درب عليها
خارج العراق وتقيد بتنفيذها حرفيا.
خلصونا منه
المواطن صباح الكردي من الذين طالهم ظلم صدام وهجرت عائلته
وحكم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات يقول:
لقد تابعت المحكمة كل ما اتمناه ان لا ارى وجه صدام من على
شاشة التلفزيون. نريد الخلاص منه لننسى ايام ظلمه وجبروته
مهما فعلوا له لا يعوضنا عن القهر والظلم والعذاب الذي
ذقته مع افراد عائلتي كل ما اريد قوله هو (خلصونا منه).
مجرم لا يحتاج الى
ادلة
مجرم مثل صدام لا اعتقد بحاجة الى ادلة وبراهين ادلة
جرائمه معروفة للعالم كله هذا ما قاله لنا المواطن علي
مظلوم (1954) يعمل مدربا.
في الجلسات السابقة لهذه الجلسة بدا لي وكان صدام (مدلل)
ما بين القضاة والادعاء العام حتى بدا وكأنه لا يزال رئيسا
للعراق.
ان لم يصدروا الحكم بإعدامه في اقرب فرصة فان المحكمة لا
تعدو عن كونها فصلاً من فصول مسرحية، اداء القاضي رؤوف
رشيد بدا متميزا وذكرنا بهيبة الحاكم والقانون وهذا ما كنا
نريده.
آراء مختلفة
عبد الله حسن (1972) صاحب محل طرد صدام من قاعة المحكمة
اثلج صدري لقد رده رئيس هيئة القضاة الى صوابه بعد صولاته
وجولاته في الجلسات السابقة. اتوقع من هذا القاضي ان يعبر
في ادائه عما يشعر به كل عراقي تجاه هذا الطاغية الذي ادعى
البطولة ثم اختفى داخل جحر .
بينما قال لنا حسام هاشم 20 سنة طالب جامعة انه حاكم ممتاز.
ابو عدنان مثقف وسياسي 65 عاماً الجلسة في هذه المرة
اشعرتنا بان هناك محكمة وليس مسرحاً يستعرض فيه القتلة
خطبهم. أول مرة رأينا المتهمين يحاكمون والقانون يأخذ
مجراه. ما قبل هذه الجلسة الامور كانت معكوسة كان صدام
وبرزان يحاكمان الشهود وخاصة برزان كانت وقاحته ظاهرة لقد
شتم الشهود وبصق على من كان يجلس داخل المحكمة من دون ان
يحد القاضي من تهجمه، المحكمة الان اعادت الامور الى
مجاريها نتمنى ان يستمر هذا الاداء. |