تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الوضع الأمني يشهد تحسناً .. الموصل في حماية 24 ألف جندي عراقي

ترجمة/ مفيد الصافي

بعد عام من تلاشي قوتها الامنية، وتحول الشوارع إلى فوضى استطاعت مدينة الموصل ان تنهض من جديد من اعماق الهاوية التي كانت فيها هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة تعتبر جبهة رئيسة من جبهات الاضطراب في العراق.

لقد حاول المتمردون قتل محافظ المدينة ثلاث مرات خلال فترة عمله التي بدأت قبل 18 شهراً، لكنهم قتلوا ابنه وخمسة من أقاربه و27 من حرسه الشخصي. وقد طرد مدير شرطة المحافظة، في العام الماضي بعد ان اتهم بعلاقته مع المتمردين. البطالة جاثمة فيها بنسبة تصل إلى 40% من سكانها. وتضاءلت ارقام الهجومات إلى 57% منذ المعركة التي حدثت في المدينة العام الماضي. هذا ما اكده العميد ميشيل رامبي، ضابط العمليات في الجيش الامريكي، التابع إلى الفيلق سترايكر 172. ولكن السكان يقولون ان العنف لا يزال مشكلة حقيقية. وذكرت السيدة (لقاء طلال) وهي ام لخمسة ابناء. إلى المراسلين المرافقين إلى القوات العراقية والاميركية في منطقة جميلة في الموصل كل يوم هنالك اطلاق نار، حقيقة كانت هنالك انفجارات وهجمات اكثر، وهذه الاشياء انخفضت بعض الشيء. انا اجلس في منزلي لا اغادره، ولا اعلم ماذا يحدث في الخارج. وبرغم ان الاوضاع العسكرية والاقتصادية والسياسية في الموصل ما تزال متوترة، فان المسؤولين الاميركان يقولون انهم سيضعون مصير المدينة في اياد عراقية. والضباط الاميركان بدأوا فعلاً بتكليف بعض وحدات الجيش العراقي مسؤولية، حماية مناطق في المدينة، وهم واثقون من كفاءة الجيش العراقي الجديد والقادة السياسيين والعسكريين الذين يواجهون الارهاب بشراسة.
ومنحت حتى الآن سريتان عراقيتان، يبلغ تعدادهما نحو 1500 مقاتل مسؤولية قطاعات في المدينة كانت تقع ضمن مسؤولية وحدات اميركية. ويخطط ضباط اميركان في تسليم سرية عراقية ثالثة المسؤولية في منطقة اخرى. وستكون الموصل وجوارها تحت حماية 24 الف جندي عراقي في بداية شهر تشرين الثاني من هذا العام اذا ما سارت الأمور حسب المخطط.
قال مسؤولون عسكريون اميركان قبل عشرة شهور انهم يأملون تسليم المحافظة في نهاية عام 2005. وذكر بعض القادة الاميركان يعد منح سرية عراقية مسؤولية حماية مركز المدينة في آذار الماضي، ان عملية تدريب الوحدات العراقية تجري بشكل جيد.
ولكن بعد تحذير قدمه قادة آخرون ذكروا فيه ان من الافضل اتخاذ اجراءات اكثر صرامة للتأكد من كفاءة تدريب الجنود العراقيين.
واكد العقيد مايكل شيلدز قائد فيلق سترايكر 172، ان اعطاء الوحدات العراقية المسؤولية سيبقى (امراً تحت النظر)، وان المعوقات التي تحدثها القضايا السياسية او هجمات المتمردين يمكن ان تبطئ من عملية التسليم. واشار ايضاً إلى أن القوات الاميركية ستبقى في المنطقة بعد التسليم من اجل اعطاء الدعم اللوجستي والجوي للجيش العراقي. وكشفت المقابلات التي اجريت مع زعماء سياسيين ومسؤولين عسكريين سيتولون مسؤولية ادارة المدينة، ومع سكانها، صورة متنازعة للتقدم المصحوب بمعوقات دائمة. فهنالك تنافس حاد بين الاحزاب، ظهرت بعض سلبياته على الواقع. وهنالك البطالة المرتفعة التي ربما تدفع البعض إلى سلوك طريق الجريمة.
الشرطة العراقية والمسؤولون العسكريون يلقون باللوم على قضاة المدينة وبانهم يخافون ويخشون وضع المتمردين في السجن حينما يلقى القبض عليهم.
ويقول السكان انهم لا يحصلون الا على بضع ساعات قليلة لا ينقطع فيها الماء او الكهرباء كل يوم، مع ان مقدار ما صرف على اعادة البنى التحتية في المدينة يصل نحو 61.5 مليون دولار.
والسؤال الرئيس الآن هو: هل يكون بمقدرة الجيش العراقي والشرطة السيطرة على مدينة مضطربة بمساعدة محدودة من القوات الاميركية ام سيتركون العمل جماعات، كما حدث في تشرين الثاني 2004؟
يقود المتمردون منظمات اسلامية اصولية كأنصار السنة والقاعدة وهي تهاجم قوات الشرطة التي يبلغ تعدادها 8000 شرطي لمحاولة تخويفهم والقيام بعمليات مشتركة على مراكز الشرطة. استعادت القوات الاميركية، تساندها وحدات عراقية جديدة، السيطرة على المدينة بعد معركة شرسة، يقولون انهم قتلوا فيها 110 من قادة المتمردين. اما الذين يعملون بانتظام ضمن وحدات الجيش العراقي فيقولون ان حرفيتهم ومهاراتهم تحسنت خلال الاشهر الماضية. ولكن عملية عسكرية مشتركة بين القوات العراقية والاميريكية في الموصل اظهرت ان الوحدات العسكرية العراقية هناك ما تزال في بداية الطريق.
بعد ان اغلقت عجلات اميركية مصفحة طرفي شارع في احد الازقة في حي جميلة، نزلت إلى الشارع قوات عراقية واميركية على السطوح وخلف الابواب والنوافذ وهم يفتشون الاماكن بحذر، وبعد الانتهاء من المهمة اخذ الاميركان ينصحون شركاءهم: لا تتحركوا والبنادق في وضع امان، عندما تصل إلى نهاية شارع وتلقي نظرة إلى الجهة المقابلة اترك مسافة صغيرة حتى يكون زملاؤك خلفك. عندما تدخل إلى منزل عليك ان تتأكد من خلوه من الاسلحة قبل ان تتحدث طويلاً مع اصحابه.
يتحدث الاميركان عن الجنود العراقيين قائلين بانهم طيبون ومتلهفون إلى التعلم بسرعة، وربما سيكونون افضل لو ترك لهم زمام المبادرة. قال العريف كرستوفر هاجيت "ان الجنود العراقيين يحتاجون الينا الآن، واعتقد ان هذه مشكلة كبيرة، فهم يتطلعون الينا" واضاف قائلاً: "اننا نقول لهم دائماً لا يهم من تكون او من اين جئت مادمت تحاول حماية المدينة".
الجندي العراقي حازم خورشيد قال: "اغلب سكان الموصل يحترموننا" وبينما كان خورشيد وزملاؤه يؤدون واجباتهم في الشوارع والازقة وجدوا ان اغلب السكان متفقون على ان الوضع الامني شهد تحسناً. ولكنهم لا يخفون التشاؤم من المستقبل. قال عبد الله عباس 36 عاماً من سكان مدينة الموصل، يعمل صيدلانياً "نسمع ان القوات العراقية تتحسن شيئاً فشيئاً، كما ان الامور هنا تتحسن كذلك ولكنها لم تصل إلى نسبة 100%. واضاف قائلاً: "منذ سقوط النظام لم نشهد تحسناً كبيراً في اوضاعنا كما كنا نظن".
وقالت باسمة عبد الحامد تدريسية في كلية طب الموصل ان زوجها تعرض إلى الاختطاف في شهر آب حينما كان يغادر احد الجوامع القريبة واستطاع ان يهرب من خاطفيه بعد اربعة ايام ولكن الخاطفين عادوا من جديد وطالبوا بدفع 15000 دولار فاضطروا إلى دفع المبلغ. واضافت قائلة: "وماذا علي ان افعل؟ ان لم ادفع سوف يقتلوننا!
كانت ليلى شيخو ابنة زوجة عبد الحامد تشاهد فلماً في التلفاز حينما دخل الجنود إلى منزلهم. لم تكن بحاجة إلى مترجم فهي ولدت في مانجستر في بريطانيا وتتحدث الانكليزية بطلاقة، ليلى التي تبلغ السادسة والعشرين من عمرها، عادت إلى بريطانيا العام الماضي مدة ستة اشهر ولكنها عادت إلى العراق في تشرين الاول لانها وجدت صعوبة في التكيف على الحياة هناك قالت: ((لا ازال افضل العيش في العراق على العيش في دول غربية، حتى في تلك الدول فالجرائم المرتكبة فيها فظيعة ايضاً)).


الأمن هو الفراغ الاول

صافي الياسري

خلال جولاتي العديدة في المناطق الملتهبة كان اول ما يخطر على بالي هو كيفية الخروج سالماً، فكنت اضع الخطط واقنع نفسي اني قادر على الخلاص على وفقها، لكنني في اللحظات الحرجة اجد ان خير ما يؤمنني هو عراقيتي امام عراقية الآخر حين استحضرها لي وله عندها نجد انفسنا امام هم واحد.
فيعينني واعينه وانسى جميع خططي، حدث ذلك في الفلوجة قبيل أن يقتحمها الاميركان وفي القائم وفي الرمادي وبعقوبة وسامراء واللطيفية وحدث ذلك قبل يومين اثناء جولتي على طريق بغداد وسامراء الستراتيجي والطريق الريفي، ومن دون ارادة او تفكير تحضر روح العراق فتشد اواصر الالفة والاخوة والمصير المشترك بيننا وتضعنا في مربع واحد هو مربع المحبة الذي لا بد لنا من الخروج منه جميعاً متآزرين امام اولئك الذين خرجوا على سياقات الزمن العراقي فهم في الحقيقة نتوءات لا بد من تسويتها ليفتح الطريق معبداً امام العراق والعراقيين لغد مشرق آمن.
وهؤلاء جميعاً افرغ في يدهم وحبطهم اليأس فما عادوا يبصرون الا تلك الوجهة المظلمة لاغراق العراق باضطرابات من شتى الانواع تعطيلاً للنهوض العراقي ومنعاً لاستعادة الروح العراقية المتماسكة بعيداً عن جور الحكام وظلم الظالمين.
واينما سرنا في بلدنا المهيض الجناح، العراق، الذي يحاول النهوض من كبوة طال امدها وجدنا من يحرضنا على ان نمسك بزمام الامر امنياً فنحن ادري ببلادنا واهل مكة ادرى بشعابها، وأينما سرنا واتجهنا محاولين اعادة البناء واعادة الاعمار واعادة الثقة وسلوك جادة الحقوق المتساوية للجميع وجدنا من يضع في دروبنا العراقيل والعقبات بشكل مباشر او غير مباشر عبر زعزعة الارضية الامنية التي لا يمكن ان يقوم بناء من دون ثباتها.
وبفراغ المربع الامني لم يعد بالامكان اعمار العراق كما نريد ولم يعد بالامكان اتمام العملية السياسية الجارية لتشكيل هيكل ديمقراطي تعددي في العراق وهذا هو مطلب الارهاب الوافد والعناصر المنبوذة التي اغتالت العراق الحر طوال خمسة وثلاثين عاماً وتريد له ان يستمر قتيلاً ما لم يقر ظلمتها ويخنع لسياطها.
واذا تمكنا من مسك فراغ المربع الامني فكونوا على ثقة ان ازمة الكهرباء والوقود ستحل وتنتهي كتحصيل حاصل وسينتهي بنا الامر إلى حكومة قوية قادرة على انهاء الفساد الاداري واحترام حقوق الانسان والحوار مع الرأي الاخر وعندها لا يكون هناك غياب ولا تغيب وتبدأ المشكلات بايجاد حلولها وتقتحم كل اطياف وشرائح العراق لجة بناء العراق الجديد من دون خوف ولا تهديد.
لقد اثبت العراقيون برغم كل تهديدات الارهابيين انهم لا يخافون ولا يخشون تهديداً عندما ذهبوا مؤخراً إلى صناديق الاقتراع زرافات ووحدانا ومارسوا حقهم الطبيعي في الانتخابات والتصويت لمن قدروا انه سيمثلهم في الجمعية التشريعية او البرلمان وهذا وحده كاف للتدليل على ان الرأي العام بامكانه عند الاجماع ان يخلق وضعاً ومناخاً طبيعياً يقود باتجاه ملء الفراغ الامني بآليات بسيطة تنبع من روح الشعب وتؤمن ان الفراغ الامني وسده هو اول الاولويات للحفاظ على حياة العراقي وكرامته وثروته الوطنية وممتلكاته الشخصية وتوفير المناخ اللازم للسير قدماً نحو النموذج العراقي الذي سيقدمه بكل فخر للعالم.
ولنعترف اننا حتى هذه اللحظة حكومة وشعباً ما زلنا نتلمس طريقنا عبر مسارات عديدة لمواجهة الاضطراب الامني في البلاد واذا ما اتفقنا ان هذا الاضطراب لن توقفه جهود جهة ما بمفردها، كوزارة الداخلية وقوى الامن الداخلي، او وزارة الدفاع والجيش والحرس الوطني، او القوات متعددة الجنسية او المنظمات المدنية وقوى الشعب السياسية ومرتكزات المجتمع المدني الاخرى والمراجع الوطنية، بل بتحالف كل هذه القوى يمكن التحرك على الملف الامني وعلى محاور تشكل بمجملها منظومة تجفف منابع الارهاب وتغسل الاحتقان الاجتماعي وتلغي التغييب السياسي، هذه المنظومة ذات الاجنحة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاعلامية هي وحدها الكفيلة بوضع الحلول العملية لمسألة انهاء الاضطراب الامني ويكفي القول ان توفير فرصة عمل واحدة تغلق باباً من ابواب النزف الامني، فهل تقتنع حكومتنا القادمة انها لن تتمكن من تحقيق اهدافها وتنفيذ برامجها ما دام الوضع الامني غير مسيطر عليه وان عليها ان تضع في مقدمة الفراغات الواجب ملؤها مربع الفراغ الامني.


واقع المدارس في بابل: مدارس رممت أكثر من مرة وأخرى على الورق!

مكتب المدى / بابل / محمد هادي
مدرسة سقفها من الحصران واخرى تدخلها مياه شط الحلة وثالثة يربى فيها الجاموس!
استبشرنا خيراً بعد تخصيص المليارات من الدنانير لترميم المدارس التي كانت تكفي لإنشاء مدارس جديدة وليس ترميم القديم فقط، وكنا نأمل خيراً في من وضعنا ثقتنا بهم ان يؤدوا الأمانة التي اوكلت لهم . غير ان اصحاب الشعارات الرنانة التي اطلقت اوكلوا المهمة الى مقاولين او اناس لاهم لهم الا سرقة بلدهم.

وعود كاذبة وفساد
اصطدم الناس بالواقع المر الذي ظهر لهم بعد ان شاهدوا ما آلت إليه الأموال التي هدرت ولم نجن منها غير الوعود التي حولت الماء الى سراب. اذ لا تزال بنايات المدارس في حالة بائسة على الرغم من حملات الترميم والاعمار التي أعلنت عنها المديرية العامة لتربية بابل، فالمدارس يزداد واقعها سوءاً بعد فبعد الانتهاء من عمليات الاعمار والترميم لم نشهد سوى هياكل هشة لمدارس بائسة وصرائف لا تقي الطلبة حراً ولا برداً فاية بناية تنبثق في حيطانها الشفوق والحفر وأرضها رخوة ولا تبخل على تلاميذها برائحة الرطوبة؟. كيف للمعلم الذي يقطع المسافات الطويلة ليصل الى تلك البناية الخربة ان يعلم اطفالاً يرتجفون من البرد شتاء ويعانون من الحر صيفاً؟ وفوق كل هذا وذاك لا يملكون الكتب المدرسية كاملة ويطالبون المعلم بنسبة نجاح عالية و برفع المستوى العلمي في مثل هذه الظروف وراتبه مساو لراتب زميله في المدينة ناهيك عن التعب والمشقة والاخطار التي يتحملها وخاصة في قطاعات المحاويل والمسيب وناحية المشروع الإسكندرية وجرف الصخر.
اين الترميم؟
تتساءل بحسرة والم وانت تزور متوسطة الانفال في قضاء الهاشمية / قرية الجربوعية بصرائفها الخاوية والتي لا تستوعب الطلاب، ترى هل اطلع المسؤول على هذا الحال وما الحلول التي اتخذتها التربية حيال ذلك؟
ففي مدرسة صفين الابتدائية وعلى الرغم من وجود بناية غير انها لا تستوعب الطلاب وهي بحاجة الى ترميم حقيقي لا تزويق وصبغ فقط .
وهذه مدرسة إبراهيم بن الحسن(ع) ذات الملحق الذي هو عبارة عن دهليز يتزاحم في داخله التلاميذ بصعوبة بالغة وتدلت اعواد السقوف وتمزقت الحصران والباريات التي وضعت لتكون سقفاً لها. في حال كهذا كيف يستطيع المعلم ان يعلم التلاميذ وهو اصلاً لا يجد مكاناً حتى للوقوف امامهم لشدة الازدحام. فماذا فعلت تربية بابل ام تراها اكتفت بتقارير المشرفين المجاملة؟.
مدرسة الخورنق
عبارة عن بناية متهالكة انهار سياجها، مرافقها الصحية غير صالحة للاستعمال. اما مدرسة الشهابية الواقعة على الشارع العام في ناحية الكفل والتي تبدو كصومعة راهب في القرون الوسطى فقد شاهدت بام عيني الاغنام والحيوانات السائبة داخل المدرسة ترى هل هي مدرسة ام زريبة وما واجب المديرية العامة لتربية بابل؟
مدرسة الحريري لم تكن بأحسن حالاً مما ذكرنا فهذه المدرسة تقع في قرية الفواضل، بنايتها قديمة جداً تدخلها مياه شط الحلة متى شاءت وتتجول فيها الحيوانات وخاصة الجاموس لان المنطقة مشهورة بتربية هذه الحيوانات، المرافق الصحية للمدرسة منهارة ترى هل زار هذه المدرسة احد من المسؤولين؟ والناس وأهالي التلاميذ ينتظرون وعودهم ولكن يبدو انها كلام فقط. إما مدرستا مسلم بن عقيل والمكارم في ناحية أبي غرق منطقة اليوسفية فانك لا تجد فيهما الا صرائف متهالكة، ومع ذلك فقد توافد هؤلاء الاطفال شوقاً الى العلم والتعلم ولكنهم لم يجدوا بناية بالمستوى المطلوب ولو تفضل مسؤولو تربية بابل بزيارة المدرسة حتى يعطوا ولو تبريراً لنسيانهم وكنا نتمنى ان يتساءلوا ما المعالجات والحلول التي قدمت لمثل هذه المدارس فالتلميذ يشكو البؤس والحرمان من ابسط الامور التي تساعده على التعلم.
مدرسة الجزيرة الضحية
اما مدرسة الجزيرة التي حلت بها الكارثة بعد ان هاجمها الارهابيون وذبحوا معلميها امام اعين التلاميذ فلم تدرس التربية شكواها ومعاناتها وما فائدة زيارتها بعد الكارثة فقد سبق السيف العذل.
تلك المدرسة شيدت من قبل سكنة المنطقة لكنها تفتقر للدعم والرعاية كونها نائية وهي عرضة للخطر الدائم، والمعلم لا يؤدي عمله بالشكل الصحيح لانه يشعر بالتهديد ويفتقر الحماية وكيف نطالب بنهوض المستوى العلمي في ظل هكذا وضع؟.
الترميم مرة اخرى
ان المدارس التي تم ترميمها لم تكن ضمن الخطة المثبتة والاعمال ناقصة، فمثلاً مدرسة المنار الابتدائية تركها المقاول وسطحها مكسو بالفرشي في حين ان المقاولة تشترط وجود شتايكر، والساحة غير متكاملة والمخازن اكتفى المقاول بالصبغ فقط.
بدل النثر
مدرسة مصطفى جواد بصحياتها غير الصحية وترميمها البائس، مدرسة العقلية سقط سياجها من الداخل والحمد لله بلا خسائر اما سياجها الخارجي فقد تم إسناده.
مدرسة التطبيقات بقيت مرافقها الصحية، من دون سقوف منذ اشهر فهل عجزت ادارة المدرسة والتربية عن بناء سقف وإكمال الصحيات؟. نعود للترميم الذي هو تهديم ونتساءل من المسؤول عنه ومن يعطي هذه المدارس للمقاولين وما الشروط التي توضع لهم ومن يخضعهم للحساب والمساءلة ومن يعاقب المقصر.
ثم من يحدد العمر الزمني للمدارس فهناك مدارس مضى على بنائها نصف قرن وهي في حالة يرثى لها.
فمثلاً مدرسة الامام الحسين(ع) في العيفار تاسست منذ اربعين سنة وبناء صفوفها متهالك ولم تشهد أي تطور وهي بلا مرافق صحية، وبها اربعة صفوف ملحقة غطاؤها من الصفيح ويتعرض الطلبة الى البرد والمطر شتاءاً والحر صيفاً. ترى هل زارها مسؤول ؟
اما مدرسة الضحى في خيكان الشرقي فكانت مبنية من الطين وبعدها تم اعادة بناء المدرسة من قبل احدى المنظمات الإنسانية ومضى أكثر من سنة على بدء العمل والمدرسة من سياج وأصبحت مسرحاً للحيوانات السائبة وبلا ممرات وبلا مرافق.
الى مديرية تربية بابل
حملنا همومنا واوراقنا عارضين المشكلة على الدكتور حمادي العوادي المدير العام التربية بابل الذي استقبلنا وكان مهموماً ايضا حيث بادرنا بالقول متسائلاً ان هذه المدارس انشئت في زمن النظام السابق فلماذا لا يذكر الناس ذلك ولماذا لم يحاسب من قام بهذا البناء الرديء؟ ولك ان تتصور والكلام للدكتور العوادي ان مدارس شط العرب والبراكية والاقدام تم بناؤها قبل سنوات من سقوط النظام وها هي الان ايلة للسقوط. ولقد نبهنا الى ذلك اكثر من مرة واخبرنا جميع المسؤولين عن هذه القضية الانسانية التي تمس حياة ابنائنا الطلبة ومستقبلهم، ولقد كتبنا للوزارة اكثر من مرة في العديد من الكتب الرسمية موضحين فيها ان المدارس في المحافظة تشكو الخراب ونتمنى عليكم ان تنظروا لهذه المدارس بالرعاية وبالفعل كلف السيد الوزير لجنة لدراسة هذه القضية الجادة وقامت اللجنة بواجبها النظري واسرعوا بمخاطبتنا مؤكدين ضرورة استمرار الادامة والاعمار، وحول ما يكتب في الصحافة قال العوادي نحن لا نرتعب ولا نخشى النقد الهادف البناء ولكن على من يكتب ان يطلع على المسألة بكل جوانبها وان البعض يتخذ من الصحافة ووسائل الاعلام منبراً للتشهير، نعم نحن نعلم بان بعض المدارس عبارة عن بناء متهرىء ومتآكل وبعض الصفوف عبارة عن مستنقع وبعض المدارس حتى الصرائف أفضل منها. وقد اخبرنا الجهات المسؤولة عن كل ذلك ايضاً.
نقابة المعلمين ايضاً
نقيب المعلمين أوضح ان حالة المدارس في محافظة بابل لا يمكن عزلها عن الماضي الذي خلفه الطاغية وعن التقييم الذي تحقق في هذا المجال علينا ان نتحدث بلغة الواقع وتحديد المشكلة لان الكثير من الخروقات التي حدثت في بناء وترميم المدارس سببها غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة واعني بها (مجلس المحافظة و الوزارة ومديرية التربية وجهات اخرى) واضرب لك مثلاً فبعد سقوط النظام لاحظنا ان هناك مدارس تم ترميمها مرتين او ثلاثاً وهي أصلا لا تستحق الترميم في حين ان هنالك مدارس آيلة للسقوط لم يلتفت اليها احد، وتدخلت نقابة المعلمين والتقت بالسيد وزير التربية الاسبق وطرحت عليه الموضوع، وأوضحنا له حينها ان ما يحدث عبارة عن تخريب ودمار وليس بناء وتعميراً وعليه يجب ان تكون عملية البناء والتعمير والترميم عبر وزارة التربية ورقابة مؤسسات المجتمع المدني وقد أوعز السيد الوزير بان لا يسمح لأي بناء أو ترميم إلا بموافقة الوزارة وهنا واجهنا مشكلة أخرى وهي الروتين واستحصال الموافقات لان بعض الجهات المانحة تشترط مدة زمنية لانهاء المشروع او البناء او الترميم وبذلك نخسر المنحة المخصصة وقد سبق للنقابة ان تدخلت في رفض تسلم العديد من المدارس التي تم ترميمها ولم تكتمل بسبب سوء التنفيذ مثل مدرسة النهرين في منطقة هوى الشام واوقفنا العمل كذلك في متوسطة دعبل الخزاعي ونحن نتعامل مع المديرية العامة للتربية بهذا الموضوع وباستمرار ونرفض أي نقص رغم تعرضنا للتهديد والضغوط من قبل المقاولين، ونحن ندري ان هنالك مدارس رممت على الورق. مدير الاشراف في تربية بابل محمود الجبوري بين ان التركة ثقيلة جداً والخراب يعلم به الجميع، ومما زاد الطين بلة ان بعض من ترسو عليهم مقاولة اعادة ترميم المدرسة يسحق ضميره وينسى انه عراقي ويفعل ما يفعله العدو واكثر والا، بماذا نفسر سقوط العديد من المدارس التي لم تمض على بنائها خمس سنوات فقط؟، ومن جانبنا والكلام للسيد الجبوري نرفض تسلم أية مدرسة دون المواصفات المطلوبة ونطالب بمحاسبة المقاول المسؤول.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة