الطريقة
الملائية في التعليم وطقوسها
طه
فرحان الربيعي
اكد علماء
التربية والتعليم المعاصرون على اهمية التهيئة بنوعيها:
الخاصة والعامة قبل ولوج الطفل (التلميذ) المدرسة. وهكذا
كان الحال عند (الملة) في المسجد. ففي الايام الاولى
يعلمهم:
1-السلام عند الدخول والخروج (السلام عليكم ورحمة الله.).
2-طاعة المعلم (الملة) والوالدين ولا يجوز مخالفتهم.
3-قول (بسم الله الرحمن الرحيم) قبل البدء بكل عمل.
3-نظافة الملابس عند الحضور للدرس.
5-كيفية الجلوس.
6-الهدوء وعدم الضوضاء بحيث لا تسمع أي همسة في المسجد.
وعادة ما يكون عمر الطفل من خمس سنوات فما فوق. والاطفال
يختلفون في مستوياتهم، فمنهم من لا يعرف القراءة والكتابة
ومنهم الذي يعرفها بشكل بسيط. و(للملة) مساعدون يطلق عليهم
(الخلف) مفردها خلفه أي مساعد، وفي بعض المناطق يطلق على
المساعد لفظة (صانع) ويختاره (الملة) عادة من بين التلاميذ
ويكون اكثرهم وافضلهم تعليماً.
(ومدة الدراسة خمس سنوات تعادل بشكل عام الابتدائية يمتحن
المعلم (الملة) الصبي لمعرفة مدى حفظه للقرآن الكريم ومدى
قدرته على ضبط المحفوظات وبعض القواعد المهمة فيجتاز
الامتحان باحتفال خاص يدعى (الختمة) (سنأتي إلى تفصيلها
لاحقاً)... وكانت هنالك ثلاثة تقديرات للدرجة: ممتاز ووسط
وضعيف:
والممتاز: يعني ان الطالب يستظهر القرآن من اوله إلى آخره
مع ضبط الشكل والاعراب والفهم وحسن الخط.
المتوسط: من كان يقرأ القرآن نظراً في المصحف مع ضبط الشكل
والهجاء.
اما الضعيف فهو الذي يقرأ بدون ضبط الحروف.(1)
في المرحلة الاولى يتعلم التلاميذ اسماء الحروف:
ا، ب، جـ، د.......: الف، باء (بيه)، جيم، دال..... (وهذه
الحروف والحركات نلاحظها في بعض اجزاء (عمه) القديمة).
ثم يعلمهم اسماء الحركات:
الفتحة = زبر.
الكسرة = زير.
الضمة = بيش
الحرف الساكن يلفظ مع الحرف الذي يسبقه. (تماشياً مع الوزن
وكيفية تقطيع البيت الشعري).
بعدها ينتقل إلى الحروف مع حروف المد:
با، تا........ (مقطع)
ثم مع الحركات:
بَ: تقرأ: باء زبر وهكذا مع بقية الحركات.
تطبيق: ألْحَمْدُ: الف لام = أل / حاء ميم زبر = حم /:
الحم / دال بيش = دُ: الحمد.
قال: قاف الف = قا / لام زبر = ل: قال
كتاباً: كان زبر = ك / تاء الف = تا: كتا / بيه زبر بن
باً: كتاباً
وفي اثناء القراءة يستعمل التلميذ (التباعة) وهي عبارة عن
قطعة من (الخوص) للتأشير على الكلمات المقروءة.
اما واجب التلميذ فعليه ان يحفظ (سورة) كل شهر، إلى ان
يحين موعد تخرجه وتقدر درجته.
الختمة:
وعندما يختم الطفل القرآن الكريم، يقام له حفل: (الختمة)
(التخرج) حيث يطاف بالطفل في اسواق المدينة وازقتها وخاصة
محل او بيت ابيه وأقربائه يحصل (الملة) على بعض الهدايا،
وتنثر الحلوى (الجكليت) على راس الطفل بعدها تعمل (وليمة)
(للملة) والاطفال في بيت خاتم القرآن يصاحب هذا الطقس
(الزفة): بان توضع امامهم قطعة قماش بيضاء (وصلة) كما في
حفل (الختان) مصاحبة بأنشودة:
يا ام فلان قومي افرشي الحريرا
وهلهلي هلهولة وكبري تكبيرا
هذا الغلام القد قرأ وقد كتب
يستاهل الخلعات منكم والفضة والذهب
ما تنجلي إلا تجينه الذهب بطاسه مجليه ملتهبة
ما تنجلي الا تجينه الفضة بطاسه مجلية مفضضة..
واخيراً لا بد ان نذكر:
1-قد يكون مكان الدرس في بيت (الملة).
2-ان الطفل (التلميذ) المسيء يعاقب بالضرب بالعصا على
(الألية) وفي الحالات الشديدة يضرب على القدمين بعد ان
تربط وتدعى بوقتها (الفلقة).
3-اما الاجرة فكانت اسبوعية تتراوح بين عشرة فلوس او ثلاث
عانات او اربع عانات أو (قران) (20 فلس) حسب امكانية
العائلة. (العانة = 4 فلوس).
المصادر:
1-القياس والتقويم / مجموعة من الاساتذة / بغداد 1997.
2-مقابلات عديدة مع من تتلمذ على يد الملالي.
مقابلة خاصة مع الحاج (الملة) عليوي سعيد عوض / تولد 1910
الحلة. |