مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

البنتاغون أعد ستراتيجية جديدة ضد الإرهاب
 

بقلم: توم شانكر    
ترجمة: مروة وضاء

عن: النيويورك تايمز

اكمل رئيس هيئة الأركان المشتركة في الرابع من شباط استراتيجية سرية وجديدة حول مكافحة الارهاب التي تستلزم من الجيش ان يركز على تسع مناطق محددة لاهميتها في نشاط اية شبكة ارهابية.
في الاول من شباط وقع رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال بيتر بايس، وثيقة هذه الاستراتيجية وصادق عليها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد وهي تنص على أن وزارة الدفاع تبدأ بحملة واسعة لالقاء القبض والهجوم او تحييد قادة الارهابيين وكشف ملاجئهم ومصادر تمويلهم وطرق اتصالاتهم وتنقلهم حول العالم كما تتطلب التركيز على كيفية تنظيمهم لجمع المعلومات والافراد والاعداد الايديولوجي.
تضمنت الوثيقة اوامر للجيش بدحر الارهابيين، مشددة على أن هذا العمل يتطلب "عمليات عسكرية متواصلة لتحسين الوضع وخلق استخبارات تسمح لنا بمداهمة منظمات الارهاب العالمية."
قال مسؤولون في البنتاغون ان الخطة الكاملة لهذه الاستراتيجية ستوزع على الجيش خلال الايام القادمة وقام احد كبار المسؤولين هناك بتزويد صحيفة النيويورك تايمز بنسخة متاحة للجميع حذفت منها فصول سرية للغاية عن النشاطات الاستخباراتية والعمليات العسكرية، إذ يتحدث المسؤولون العسكريون عن هذه الوثيقة في نطاق السرية.
تحدث ضابط عسكري قائلاً: ان من بين الأجزاء السرية استهداف الشبكات الارهابية وزعمائها، وتوقع سقفا زمنيا لتلك المهمات. ذكرت الوثيقة ان النجاح سيتحقق عندما يتم القضاء على "ايديولوجيات العنف المتطرف والهجمات الارهابية بحيث لا يمكن ان تشكل خطرا يهدد حياة المجتمعات الحرة والمتفتحة" ومع تأسيس "بيئة دولية ترفض التطرف العنيف ".
هذا وقد استبدلت خطة استراتيجية مكافحة الإرهاب السرية التي كتبت قبل سنتين من قبل رئيس هيئة الاركان والتي لم تعرض ابدا للرأي العام بهذه الوثيقة الجديدة التي مهدت نظاماً كاملاً لقياس الجهود العسكرية لمكافحة الارهاب وتقييم التقدم الحاصل في المناطق التسع المستهدفة كل ستة اشهر. كان الهدف من ذلك هو تقرير ما اذا كان الإرهابيون يؤسرون ويقتلون او يعدلون عن الكفاح العنيف الذي يخلقوه.
قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية من الذين إشتركواَ في كتابة الإستراتيجيةَ ان وزارة الدفاع حددت أكثر مِنْ 30 منظمة إرهابية جديدة إنتسبت لتنظيم القاعدةِ و نشطت منذ هجمات 11 أيلولِ 2001.
تقدم الوثيقة اعترافاً غير عادي عن الاثر السلبي للعمليات العسكرية ولم تورد اي امثلة إلا أنها ذكرت " يمكن ان تؤثر الطرق التي ندير بها عملياتنا (باختيار متى واين وكيف) على الدعم الايديولوجي للارهاب. ان معرفة حساسية السكان الحضارية والدينية وفهم الطريقة التي يستخدم فيها العدو عملياته ضد الولايات المتحدة العسكرية يجب ان يفيدنا في عملياتنا."
ويبدو أن هذا الاعتراف جاء من الخزي الذي عانت منه الولايات المتحدة بعد ظهور الانتهاكات التي حصلت للمحتجزين في سجن ابو غريب وبين حالات صور الصلبان والسبح المعلقة على المدفعية الامريكية التي ركزت عليها وسائل الاعلام العربية واستعملت مثل هذه الصور كحجة لتفسير جهود مكافحة الارهاب على انها حرب على الاسلام. كما اكد مسؤولون في وزارة الدفاع من المشتركين في كتابة هذه الخطة بان الجهود المبذولة لاسعاف ضحايا تسونامي في جنوب شرق اسيا او مساعدة ضحايا الزلزال في باكستان خدم قضية موَاجهة العقيدة الإرهابية اكثر من أي هجوم عسكري.
قالَ مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية ان التحدي الرئيس الذي واجهَ الجيشَ كَانَ ايَجِادُ الطرقَ لمُحَارَبَة الشبكاتِ الإرهابيةِ الناشطةُ في دول ليست في حرب مع الولايات المتحدة. كما ذكر في الوثيقة ان هذه المهمة تتطلب من القوات الامريكية ان تقوم بمساعدة الامم الاخرى بتطوير قابلياتها في مكافحة الارهاب.
تنص الوثيقة على ان من مهمات الجيش منع انتشار الاسلحة غير الشرعية واستعادة وازالة المواد الكيميائية والحيوية والنووية وتتضمن تخصيص جهود لاكتشاف ومراقبة حيازة وتطوير مثل هذه الاسلحة.
ان جزءاً اساسياً من هذه الاستراتيجية كان نظرية "تشجيع قطاعات العالم الاسلامي التي تدعم سياسة الاحتواء والاعتدال والقبول بالآخر " كما تتضمن دعوة كل اعضاء الجيش " لِكي يَكُونوا مدركين لثقافةِ وعاداتِ ولغةِ وفلسفةِ السكانِ المتضررين والعدو ايضا، ولمواجهة التطرف بفعالية اكبر وتشجّيعُ الديمقراطيةً والحريةَ والرخاء الاقتصادي في الخارج."
كان من بين الأجزاء السرية لهذه الخطة فصول تتضمن وصفاً لعمليات استخباراتية حالية بالاضافة الى وصف مهمات وخطط محددة. كما وتحتوي النسخة السرية على اهداف او "تحقيق الأهداف".
قالَ مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكيةُ ان هذه الوثيقة صدرت "لتوحيد عدد مِنْ الآراء ووجهاتِ النظر المتعارضةِ حول الإستراتيجيةِ العسكريةِ التي يَجِب اتباعها".
تقع مهمة تحديد جهود الجيش في مكافحة الإرهابِ إلى قيادة العمليات الخاصة التي مقرها في تامبا- فلوريدا.ونتوقع في الأسابيع القادمة تفاصيل اكثر عن "خطة الحملة العالمية للحرب على الإرهاب" من الجنرالِ براين دي. براون، قائد ق
يادة العمليات الخاصة.


لسنا في وقت مناسب لإثارة قمامة هنتنغتون
 

بقلم: روبرت فسك
ترجمة:المدى

عن: الاندبندنت

والآن.. جاءت الرسوم الكارتونية التي تظهر النبي محمد بشكل مسيء. السفراء ينسحبون من الدنمارك، دول الخليج تخلي رفوفها من المنتجات الدنماركية، مسلحو غزة يهددون الاتحاد الأوروبي، وفي الدنمارك يعلن فيلمنغ روس، المحرر "الثقافي" في الصحيفة التي نشرت هذه الرسوم السخيفة في أيلول الماضي يعلن بأننا نشهد "صداماً بين الحضارات" بين الديمقراطيات الغربية العلمانية والمجتمعات الإسلامية. وهذا يثبت، كما أفترض، أن الصحفيين الدنماركيين يسيرون على خطى هانس كريستيان اندرسون. آه يا ربي، يا ربي إن ما نشهده هو طفولية حضارات.
لذلك دعونا ننطلق من "وزارة الصدق". إنها ليست قضية العلمانية ضد الإسلام. بالنسبة للمسلمين، النبي هو بشر تلقى الوحي الإلهي مباشرة من الله. نحن نرى أنبياءنا كشخوص تاريخية على نحو باهت، وهم في نزاع مع حقوق الإنسان عالية التقنية، الحقيقة هي أن المسلمين يعيشون دينهم. نحن لا. لقد احتفظوا بإيمانهم عبر تقلبات تاريخية لا حصر لها. لقد فقدنا ديننا منذ زمن. ولهذا نتحدث نحن عن "الغرب ضد الإسلام" بدلاً من "المسيحية ضد الإسلام" لأنه لم يتبق الكثير من المسيحيين في أوروبا. لا يمكننا تجنب هذا بإطلاق الصيحات على ديانات العالم الأخرى ومن ثم نتساءل لماذا لا يسمح لنا بالهزء من النبي. إضافة إلى ذلك، بمقدورنا ممارسة نفاقنا على المشاعر الدينية. أتذكر قبل نحو عقد من الزمان كيف أظهر فلم "الإغواء الأخير للسيد المسيح" السيد المسيح يمارس الجنس مع امرأة. في باريس، اضرم أحدهم النار في دار سينما تعرض الفلم مسبباً مقتل رجل شاب.
كما أتذكر أيضاً أن جامعة أمريكية دعتني قبل ثلاث سنوات لإلقاء محاضرة. المحاضرة كانت بعنوان "أيلول: سل عمن فعلها، لا تسأل عن السبب من أجل الله". عندما وصلت الجامعة وجدت أنهم حذفوا جملة "من أجل الله" وقالوا السبب هو "إننا لا نريد أن نجرح حساسيات معينة". آها ها ها.. إذن لدينا "حساسيات" أيضا.
بكلمات أخرى، بينما ندعي بأن على المسلمين أن يكونوا علمانيين صالحين عندما يتعلق الأمر بحرية التعبير
أو بالرسومات الرخيصة فإن بمقدورنا القلق بشأن التقيد بديننا الغالي أيضاً بذات المقدار. كما إنني استمتعت بالمزاعم المغرورة لزعماء أوروبا بأنهم لا يستطيعون السيطرة على حرية التعبير أو على حرية الصحافة. هذا هراء لو نشر بدلاً من رسوم النبي رسومات لرئيس الحاخامات اليهودي بقنبلة على شكل قبعة، لأصمت صرخات "معاداة السامية" آذاننا، كما غالباً ما سمعنا شكاوى الإسرائيليين على الرسوم الكاريكاترية في الصحف المصرية.
الأكثر من هذا، في بعض الدول الأردنية
يحظر بموجب القانون إنكار أعمال الإبادة البشرية. في فرنسا على سبيل المثال يحظر القانون القول بأن الهولوكست اليهودية أو الهولوكوست الأرمنية لم تحدثا. لذلك من المحظور قانونا إطلاق تصريحات معينة في الدول الأوروبية.
لا أزال غير واثق إن كانت هذه القوانين تبلغ أهدافها، فمهما سننت قوانين حول إنكار الهولوكوست، فإن معاداة السامية ستحاول دوماً أن تجد لها سبيلاً ما. نحن بالكاد نستطيع ممارسة الكبح السياسي لمنع منكري الهولوكوست ومن ثم نبدأ بالصراخ حول العلمانية عندما نجد المسلمين يعترضون على صورة نبيهم المغيضة والمهينة.
بالنسبة للعديد من المسلمين، كانت ردة الفعل "الإسلامية" حول هذه القضية محرجة. وهنالك سبب وجيه للاعتقاد بأن المسلمين يرغبون في إدخال عناصر إصلاح في دينهم. لو كانت هذه الرسوم تهدف إلى دفع قضية هؤلاء الذين يريدون الإصلاح إلى الأمام، لما بالى أحد. لكنها كانت تهدف إلى أن تكون مثيرة للاستفزاز. لقد كانت فظيعة لأنها فقط سببت ردة الفعل هذه.
لسنا في وقت مناسب لإثارة قمامة صموئيل هنتنغتون القديمة حول "صدام الحضارات". في إيران الآن حكومة رجال دين مرة أخرى، وكذلك في العراق، الذي لم يفترض فيه أن ينتهي بإدارة دينية منتخبة ديمقراطياً، بل هكذا هي الحال عندما تطيح بالدكتاتوريين. في مصر فاز الإخوان المسلمون بـ20% من المقاعد في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. والآن لدينا حماس في فلسطين. هناك رسالة في هذا، أليس كذلك؟ الرسالة هي أن السياسية الأمريكية
في تغيير الأنظمة في الشرق الأوسط لم تحقق أهدافها. هؤلاء الملايين من الناخبين كانوا يفضلون الإسلام على الأنظمة الفاسدة التي نحن فرضناها عليهم. والآن تأتي الرسوم الدنماركية لترمى فوق هذا الحريق!
على اية حالة، المسألة ليست في أن يرسم النبي أو لا يرسم. المشكلة هي أن تلك الرسوم تصور النبي العربي بصورة بن لادن العنيفة. إنها تصور الإسلام كدين عنف. هو ليس كذلك. أم إننا نريده أن يكون كذلك؟


الاقتراع ليس ديمقراطية .. بوش يساوي الانتخابات بالديمقراطية، والحركات الاسلامية المتطرفة في الشرق الاوسط، تستغل صندوق الاقتراع
 

بقلم: ايتان غيلبوا
ترجمة: فضيلة يزل

عن: لوس انجلس تايميز

(*) ايتان غيلبوا: استاذ زائر لمادة الدبلوماسية العامة في مدرسة اينبنيرغ للاتصالات في الولايات المتحدة.

لم تستنتج الولايات المتحدة الدروس الصحيحة من فوز منظمة حماس في الانتخابات الفلسطينية. وقد اعترف بوش ووزيرة خارجيته كونداليزا رايس بانهما لم يقدرا قوة حماس حق قدرها، وكان من الواضح، انهما كانا يأملان ان تتمخض الانتخابات عن نتائج مختلفة. لكن ليست هذه القضية.
فالنقطة المهمة، هي فوز حماس الذي كشف عن عجز ستراتيجي كبير في التخطيط الامريكي للديمقراطي في الشرق الاوسط. لقد كانت ادارة بوش تنشد مراراً مساواة الانتخابات التي تجري حول العالم بالديمقراطية، وقد كانت منشغلة جداً بالانتخابات التي جرت في العراق ومصر والاراضي الفلسطينية. لكن في الشرق الاوسط، يوجد تناقض: فالحركات الاسلامية المتطرفة تستغل الانتخابات كي تحصل على السلطة وتحل محل الانظمة العلمانية بحكومة اسلامية يديرها رجال الدين. هذه الستراتيجية تحبط بشكل فاعل أي امل في ديمقراطية حقيقية في المنطقة. ومن بين كل الامثلة الواضحة على ذلك كانت ايران واستفتاؤها في عام 1979 الذي شكل الجمهورية الاسلامية؛ والجزائر في عام 1991، عندما انهت القوات العسكرية دورة التصويت الثانية بعد مفاجأة نجاح الدورة الاولى لجبهة الخلاص الاسلامية، والآن السلطة الفلسطينية.
ان السياسة الحالية للولايات المتحدة لن تؤدي إلى الديمقراطية، لأن الديمقراطية اكثر بكثير من الانتخابات. فالانتخابات تشجع مشاركة الشعب في اختيار القادة، لكن الديمقراطية تستند إلى قيم، واعراف وقوانين - القوانين التي من طبيعتها الديمقراطية الحقيقية، انها لا يمكن ان تمنح السلطة لمنظمات ارهابية اذاً، يجب على كل الحركات السياسية ان ترعى المبادئ الاساسية للديمقراطية، وان تلبي ادنى شروطها فبل ان تتمكن من المشاركة في الانتخابات. ففي اوربا يمنع القانون الحركات العرقية من المشاركة في الانتخابات.
يجب ان تحرم منظمة حماس من المشاركة في الانتخابات الفلسطينية، وذلك لخمسة اسباب: لانها تريد تأسيس حكم اسلامي يقوده رجال الدين في الاراضي الفلسطينية؛ وما زالت تحتفظ بميلشيات مسلحة مستقلة؛ وهذه المليشيات تتحدى غالباً الحكومة الفلسطينية وتدير حملات ارهابية مكثفة غير مشروعة ضد اسرائيل؛ وترفض اتفاقيات اوسلو التي وضعت قواعد تأسيس السلطة الفلسطينية؛ واخيراً، تريد تدمير اسرائيل وتعارض السلام ومفاوضاته.
ومع هذا، لم تحرم حماس من الانتخابات، واسرائيل تطالب الولايات المتحدة باقناع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالاصرار على شروط الحد الادنى هذه (التي من المحتمل جداً ان ترفض من قبل حماس)، وتحذر من نتائج السماح بمشاركة غير مشروطة لها لسوء الحظ، اهمل بوش اسرائيل في هذه الحالة وعوضاً عن ذلك قبل من عباس ضمانات مشكوكاً بها.
اوضح معلقو الاخبار ان الحركات الاسلامية المتطرفة تصبح اكثر اعتدالاً وبراغماتية عندما تتولى السلطة. لكن التاريخ الحديث لا يدعم هذا الادعاء، فبعد 25 عاماً، اظهر حكم رجال الدين الاسلامي في ايران، انها ما زالت متطرفة، وان طالبان اقامت نظاماً قمعياً في افغانستان؛ كما بقي حزب الله منظمة ارهابية، وعلى الرغم من ذلك لها ممثلون في الحكومة اللبنانية. وفي الشهر القادم، من المحتمل جداً ان تكون لحماس علاقات ستراتيجية مع القوى الاسلامية المتطرفة مثل ايران وحزب الله اكثر من تشكيلها روابط جادة مع الغرب.
ان معارضي الديمقراطية في الشرق الاوسط سيستغلون فوز حماس ليعطلوا، على نحو سيء، الاصلاحات السياسية المطلوبة في المنطقة. وهذا لن يكون الدرس الحقيقي من الاصلاح الديمقراطي بل هو دافع لاجراء الانتخابات اولاً، وعلى الولايات المتحدة واوروبا ان يشجعا مجتمعاتهما على اقامة اعراف وقوانين متينة، تلتزم بالموافقة عليها جميع الحركات قبل ان يسمح لها بالمشاركة في الانتخابات.
ان عملية ديمقرطة الشرق الاوسط ستستغرق سنين عدة، واجراء انتخابات ثابتة تتصف بالنجاح والشرعية، سيبرهن على ان البحث عن ديمقراطية حقيقية، امر غير كاف.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة