دائرة
الأنواء الجوية في بابل: حالها غائم جزئي!
بابل
/ مكتب المدى / محمد هادي
اصبح
علم الانواء الجوية من العلوم المهمة وهو من فروع الفيزياء
التي نمت وتفرعت بسرعة هائلة خلال العقود الاخيرة سواء من
الناحية العلمية او الناحية التطبيقية، ففضلاً عن الإغراض
التقليدية التي تخدمها الانواء مثل الطيران والبحرية
والزراعة والري والصناعة برزت العديد من القضايا المهمة
على الصعيدين المحلي والعالمي واهمها تغيير المناخ وما
ينتج عنه من حالات مثل البراكين والعواصف والاعاصير
والسيول والجفاف التي أصابت انحاء متفرقة من العالم وكان
للانواء الجوية الدور الكبير والمهم في تنبيه الناس وانقاذ
حياة الالاف بل الملايين من السكان وجعل الدول والحكومات
قادرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لانقاذهم.
لقد
كان العراق دولة بارزة في هذا المجال ولا يزال يمتلك دوراً
مهماً مزودا بالخبرة وبشبكة من المراصد الجوية، واستطاع
إعداد كادر وطني متميز وقادر على ان يكون مركز الصدارة في
إقليم غرب أسيا.
ان دوائر الانواء الجوية من خلال التنبؤ بحالة الطقس
ومعرفة أوقات حدوث الزوابع الرعدية والعواصف الترابية
والأعاصير وموجات البرد الشديد وكميات الأمطار والفيضانات
يوفر ويساعد حقولاً مختلفة أخرى مثل الزراعة والصناعة
واستخدام البحر والطيران وأمور كثيرة اخرى تعتمد على
تقارير الانواء الجوية.
وتوجد في محافظة بابل دائرة للانواء الجوية من بين عشرات
الدوائر في العراق ولأجل معرفة كيفية عمل هذه الدوائر
والواجبات الموكلة إليها التقت المدى بالسيد هاني حمزة حسن
مدير دائرة انواء بابل وحاورته.
*مم يتألف كادر دائرتكم؟
-في دائرة انواء بابل سبعة موظفين فقط يعملون ليلاً
ونهاراً حتى في ايام الجمع والعطل والأعياد وعلى مدار24
ساعة ولدينا رصدات ليلية ونهارية كل ثلاث ساعات ونرسل
ثمانية تقارير إلى بغداد تبدأ من الساعة الثالثة صباحاً.
*متى افتتحت دائرتكم وما الأدوات المستخدمة؟
-افتتحت دائرتنا عام1979 واغلفت عام1983 والتحقنا بدائرة
انواء النجف، وبعد اكمال البناية عادت دائرتنا للعمل
عام1986 وحتى الان. اما الادوات المستخدمة فان علم الانواء
تأخر لدينا وقد زرنا بعض البلدان التي تتوفر لديها أدوات
حديثة ودخلت اليها تكنولوجيا الأنواء في كل مفاصل حياتها،
اما أدواتنا فهي كما ترى قديمة بعض الشيء وليست حديثة ونحن
نعمل بالخبرة المتراكمة وبالأجهزة القديمة. سبق ان دخلت
عملنا محطات صينية للرصد لكن دقتها60% وقد تم استيرادها
حسب مذكرة التفاهم في زمن النظام السابق، وهذه المحطات
ليست بالمستوى المطلوب لان الصين ليست من الدول المتقدمة
في مجال الأنواء مثل بريطانيا وايطاليا وفرنسا والمانيا.
واستوردنا بعض الاجهزة من شركتي كاسلا الألمانية وسياب
الايطالية ونستخدم حالياً اجهزة المحارير لقياس الحرارة،
اما المجسات فهي للمحطات الاوتوماتيكية في حين يتم قياس
الامطار بالمخبار المدرج والقياس الاوتوماتيكي.
*وما معوقات عملكم ؟
-المعوقات كثيرة اهمها انقطاع التيار الكهربائي وعدم تعاون
كهرباء بابل معنا ورفضها منحنا خمسة امبيرات من الطاقة،
ونحن دائرة مهمة لكن مدير كهرباء بابل رفض حتى مقابلتي،
وهو الآمر الناهي ولا احد يستطيع ان يؤثر عليه واغلق
الموضوع نهائياً، اضافة الى مشكلة الارض المجاورة والتي
تريد البلدية السيطرة عليها واخر المشاكل الوقود اذ نحتاج
الى النفط والبنزين لتشغيل المولدة الا اننا لا نحصل على
ذلك بسهولة.
*هل تعرض مركزكم للتدمير والنهب ؟
-كان لدينا رادارات وحاسوب متكامل ومركز اقليمي تعرض للقصف
والنهب في حي الفرات ونحن نبني من جديد، وهيئتنا السابقة
دمرت أجهزتها بالكامل وكنا ندرب كوادر جنوب وغرب اسيا وكنا
رواداً في هذا المجال، لكن المركز انتقل الى ايران.
*ما سبب عدم دقة تنبؤاتكم ولماذا لا يثق الناس بها؟
-حتى الان لم نكسب ثقة الناس والفجوة تزداد لان المعلومات
التي تذيعها بعض الفضائيات غير دقيقة وتعلن توقعات خاطئة
وخاصة (LBC )
ونحن اولى
باجوائنا اما تنبؤاتنا فان ما يبنى على العلم والدقة يكون
صحيحاً وبما ان اجهزتنا قديمة فانها غير دقيقة100% وانما
تعتمد على جهدنا الشخصي لذلك يجب استيراد اجهزة متطورة.
*ما دور الجامعات في اعداد الكوادر؟
-انشأت الجامعة المستنصرية كلية للانواء الجوية بسبب اهمية
الموضوع في حياة الناس اضافة الى قسم الانواء الجوية في
قسم الفيزياء وان اهتمام العالم بهذا العلم اكبر دليل على
ذلك لان حياة الملايين مرتبطة به ولكننا لا نلقى أي اهتمام
.
*ما عدد المحطات في منطقة الفرات الاوسط؟
-اضافة الى دائرتنا فهناك محطات في كربلاء وعين تمر
والنخيب والديوانية والنجف والسماوة والسلمان والحي علماً
بان القياس الدولي كل40 كم الا ان الوضع الامني وصعوبة
التنقل جعلنا مرتبطين بالمناطق السكانية.
*هل يزوركم طلبة الكليات العلمية للتدريب؟
-في الوقت الحاضر كلا اما في السابق فكنا نستقبل طلاب
الجامعة والزراعيين وطلبة الدراسات العليا من كليات العلوم
والهندسة ومعلوماتنا مجانية وقد طلب منا الحرس الوطني
تقارير شهرية مؤخراً. |