تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بعد تسلم القوات العراقية الملف الأمني في كربلاء: إنخفاض بنسب الجريمة وأعمال الإرهاب وارتفاع بنسب تعاون المواطن مع الأجهزة الأمنية
 

كربلاء - المدى
قبل سقوط التمثال في ساحة الفردوس يوم التاسع من نيسان كانت القوات الأمريكية قد دخلت إلى مدينة كربلاء..كانت خطوات الناس في تلك الأيام الأولى يتنازعها القلق والخوف من المجهول، لان تجربة عام 1991 ما زالت ماثلة في الأذهان وتدق ناقوس الخطر ، فالبعض فكر ان وجود القوات الأمريكية في كربلاء هو محض مصادفة أو لعبة سياسية، وان صدام سيعود مرة أخرى فتحدث المقابر الجماعية والإعدامات الجماعية..وكانت الخطوات تقترب شيئا فشيئا من أماكن تلك القوات التي أخذت تنتشر في الشوارع والطرقات والإحياء القريبة والبعيدة وما لبثت أن تحولت إلى فرحة كبرى حين تأكد الجميع إن رأس النظام هرب ولم يعد موجودا وان بغداد أصبحت الآن بلا حكومة وان الناس في مدن العراق أخذت تحتفل بسقوط الطاغية..
ولكن ما هي الصورة الآن في كربلاء بعد أن تم تسليم الملف الأمني إلى العراقيين؟ وما هو وجه الاختلاف بين الحالين اللذين تليا سقوط النظام ؟ وما هو الشعور العام للمواطنين وهم يعتمدون على قواتهم في حفظ الأمن ؟
من داخل الدائرة
يشرح الدكتور عقيل محمود الخزعلي محافظ كربلاء هذه النقطة فيقول..إن المرحلة التي تلت سقوط النظام أدت إلى غياب القدرات العراقية المتأهبة لمسك زمام الأمور وتغطية الاحتياجات الأمنية من اجل الاستقرار.. مما سبب إرباكا في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكان الذهول المرحلي قد افرغ المحتوى الوطني الأمني لمصلحة القوات الأجنبية..ويضيف الخزعلي إلا إن هذا الوضع لم يستمر طويلا لان تلك القوات أخذت تقحم نفسها في حيز ضيق لتنامي حالات الاستهداف وتكررها ضدها مما اجبرها على التفكير الجدي لتأهيل كوادر من الرحم العراقي .. ونتيجة للنجاح المتراكم في العملية السياسية وإفرازها لأصوات وطنية تريد أن يكون الملف الأمني بيد عراقية وتبلور عامل خارجي دولي مما أدى إلى توسيع الإعداد في الأجهزة الأمنية العراقية التي نجحت في أكثر من مضمار وانتزعت أدوارا خطيرة كانت بيد تلك القوات الأجنبية كما كان يحدث في كربلاء أثناء الزيارات المليونية. وأوضح محافظ كربلاء: ان تسلم الملف الأمني كان محط تفاؤل واستبشار من قبل مواطني كربلاء فضلا عن النخب السياسية التي أرادت أن تثبت بان المقاومة السلمية السياسية وبناء القدرات العراقية بتدرج هي رسالتها وبرهن الواقع صدقيتها، وبذلك أوقع دوائر الإرهاب في أحرج المواقف وأصعبها.
فيما يقول السيد غالب الدعمي المتحدث الإعلامي باسم مجلس المحافظة إن المواطن الآن يرى إن القوات الأمريكية هي قوات محتلة..لان المواطن الكربلائي اخذ يعد مرور العجلات في شوارع مدينته انتهاكا صارخا لحريته وهو يرى أيضا إن الأوضاع الخدمية بدأت تسيء من وضعها المؤمل إلى وضعها الراهن..وتسلم الملف الأمني الذي يعده المواطن بروتوكوليا أكثر مما هو حقيقيا لان القوات الأمريكية ما زالت موجودة في المدينة وان لم تسر في الشوارع وأصبحت حركتها محدودة وكان هذا العمل ايجابيا لتهدئة مشاعر المواطنين ..وأكد الدعمي إن القوات الأمريكية كانت تتدخل في عمل المجلس وكان للمجلس رؤيته الواضحة في قضية الاحتلال وكنا نحاول ألا نشركهم في اجتماعاتنا لأننا منتخبون من قبل الشعب وليس معينين من قبلهم، وحدث أن جرى تهديد من قبلهم باعتقال أعضاء المجلس إلا إننا أصررنا على عدم مشاركتهم في الاجتماعات ليعتذروا بعدها ..وأشار الدعمي إلى إن المناطق التي كانت تشغلها القوات الأمريكية أصبحت أكثر أمنا فعلى سبيل المثال.في سيطرة الإبراهيمية حينما كانت تلك القوات موجودة هناك كان المواطن يحتاج إلى أكثر من ساعة لعبور هذه السيطرة أما ألان فقد أصبح الأمر أكثر انسيابية بعد أن أزيلت الحواجز الكونكريتية وفتح أكثر من ممر لمرور السيارات، ثم إن هناك تعاونا بين المواطنين والدوائر الامنية العراقية لان المواطنين يشعرون إنهم يقدمون خدمة ومعلومات لوطنهم وليس للاحتلال .
اداء مميز
قال قائد الشرطة العقيد الحقوقي رزاق عبد علي الطائي .حين بدأنا العمل بعد سقوط النظام كانت المدى أول صحيفة تدخل إلى تلك البناية المحترقة وكان عدد الضباط لا يتجاوز عدد الأصابع وكان لا بد من وجود قوات متعددة الجنسيات لأنه وجود مهم جدا في عملية الاستقرار الأمني من جهة وبناء جهاز الشرطة من جهة أخرى وذلك من خلال تقديم الدعم اللوجستي والعسكري والمادي الذي كنا نحصل عليه من هذه القوات.وأضاف الطائي..حين تسلمنا الملف الأمني كان النضوج والمستوى العالي في الأداء الذي وصلت إليه شرطة كربلاء قد حتم تخلي قوات متعددة الجنسيات عن الملف الأمني والذي نجحت فيه شرطتنا نجاحا لمسناه من خلال انخفاض مستوى العلميات الإرهابية والجرائم الكبرى إضافة إلى الارتياح الكبير الذي يسود الشارع الكربلائي لان الشرطة العراقية هي التي تسلمت الملف الأمني لأنها تعتقد وهذا ما يشكل لنا حافزا من إن الشرطة اليوم أصبحت جزءا لا يتجزأ من الشعب العراقي..وأكد الطائي إن نسبة تعاون المواطن الكربلائي مع الأجهزة الأمنية قبل تسلم الملف كان لا يتجاوز 30% أما الآن فقد ارتفع هذا التعاون إلى أكثر من 90% وان 80% من هذه الجرائم المكتشفة كانت نتيجة معلومات دقيقة تصلنا من المواطنين..من هنا فان السؤال الذي يوجه الآن هو هل الوضع أفضل فانا اعتقد إن الشارع العراقي والمواطن الكربلائي يشعر إن ما هو حاصل الآن هو بداية لاستقلال العراق وانه أصبح صاحب القرار وليس غيره.
تقطيع المدينة
يقول المواطن احمد السعدي..كنت قلقا من هذا القرار ولكنني لم أكن أفرق بين أن تكون قوات احتلال أو قوات تحالف لان النتيجة هي سقوط النظام البائد.. ولكن مشهد الجنود الأمريكان الذين تحولوا من الأصدقاء وكانت أسلحتهم توجه إلى الأرض إلى أعداء حين جعلوا أسلحتهم موجهة إلى رؤوس المواطنين لتبدأ بعدها فصول المأساة.. ثم اكتشفنا إن هذه القوات اتخذت لها قواعد داخل المدينة لتقطع الشوارع والأزقة وتنصب راداراتها وحراسها وقواطعها أمام المواطن العراقي.ثم قطعوا المدينة حين اتخذوا لهم قواعد على مداخل المدن كمنطقة الإبراهيمية وقرب جامعة كربلاء قرب حي الموظفين وسيف سعد مما جعل الحركة تكون أكثر صعوبة في التنقل بين هذا المكان أو ذاك وكانت الكارثة الكبرى حين قطعوا وسط المدينة إلى أوصال يمنع المرور منها مثل شارع المحافظة وبات الوصول إلى وسط المدينة يحتاج إلى أدعية، والى المحكمة لقضاء معاملة يحتاج إلى صبر، لتجري بعدها كل الأشياء التي لم نكن نعرفها من تفتيش واهانات
و قال المواطن مهدي الحسناوي..كان وجودهم في منطقة الإبراهيمية يبعث فينا الذعر والرعب والخوف من المجهول المميت..لم يكن الخوف وحده من يشكل القلق بل كان الموت المتربص بنا هو الذي يرعبنا لان هؤلاء الأمريكان لم يكن لديهم ( يمة ارحميني ) كما نقول في اللهجة العراقية إذا ما صادفهم شيء مريب أو مشكوك فيه حتى لو كان ذلك الشيء من قبل إنسان أو حيوان عندها تكون نيران أسلحتهم قد انطلقت مهما كانت النتائج. وعلى هذا النحو نمت القطيعة بيننا.. وأكد إن هناك أكثر من ثلاثة فلاحين لقوا حتفهم بنيران هؤلاء لأنهم ارتابوا بالفلاحين الذي كانوا يحملون زرعهم متوجهين إلى (علوة المخضر ) عند الفجر. وأكد لقد كان وجودهم في هذه المنطقة يبعث أيضا في نفوسنا الخوف لان هناك من يترصدهم ويريد أن يقتلهم كما حدث في انفجار سيارة مفخخة في منطقة الإبراهيمية وراح ضحيتها عدد من المواطنين من سكنة تلك المنطقة مثلما قتل الطلاب أو جرحوا حين كانت قاعدتهم قرب الجامعة، وحدث أن انفجرت سيارة مفخخة هناك ايضاً.
وأكد إن أهالي منطقة الإبراهيمية شعروا بالأمان حين غادرت تلك القوات منطقتهم ولكن الآن عاد إليهم القلق لان أكاديمية الشرطة اتخذت ذات المكان ولو إن الوضع ارحم من الأمريكان.
أما الشاعر جلال الخرسان فقال.. لم يكن تواجد القوات الأمريكية إلا شوكة تنغص علينا حركتنا.. تلك حقيقة لا يمكن التغافل عنها لأنها أي هذه الشوكة تشعرنا بمرارة إن بلدنا محتل..وأضاف إن الفرحة الأولى التي لم تكتمل كانت فرحة من أعيدت له حريته لنكتشف بعدها إن هذه الحرية ناقصة..مؤكدا ان قوات الاحتلال لم تستخدم لغة العقل حين راحت توجه بنادقها إلى المواطنين الأبرياء وتقتلهم بدم بارد وهم بلا ذنب اقترفوه..فكربلاء كانت دوما هادئة وتريد أن تنعم بالاستقرار والأمن الذي حافظ عليه أبناؤها وأوضح إن جلاء هذه القوات عن المدينة وعدم رؤيتنا لعجلاتهم أراحنا كثيرا ولو كنا نأمل أن تغادر العراق من شماله إلى جنوبه لان الوردة لا يمكن أن تفوح منها الرائحة وهناك بارود مشتعل دوما ينتظر دما أن يسقيها.إنها تستفز المشاعر وتستفز فينا تلك القيم التي أراد النظام السابق أن يحطمها وكان مشهد عرباتها وجنودها هو اللوحة الأكثر قتامة في عملية استفزاز المشاعر .


عن المربي عبود زلزلة
 

مهدي شاكر العبيدي

في سنة 1946 م كنت طالباً في متوسطة الهندية وفي بداية تأسيسها فوق سطح احد خانات التمور قبل ان يشاد المبنى الحالي على ارض سبخة بمبالغ تجمعت من تبرعات الاهالي كما قيل والتي امتد اليها النهب والاختلاس من لدن بعض الاداريين، وجر ذلك الى الشكوى في المحاكم من قبل بعض الوعاة والمتحسسين بتردي الأوضاع العامة في البلد وجلهم من المنتمين للحزب الوطني الديمقراطي، فمنوا بالكنود والنكاية من حيث انهم ابتغوا العدل والاستقامة وتوخوا النزاهة ورعي الذمام في مثل هذه الامور.
ودخل الصف ذات يوم رجل بدين ربعة، بينما كان المدرس واسمه احسان يوسف وهو من ابناء الموصل المسيحيين، منشغلاً بشرح المادة الاحيائية وتبسيطها، لم يقل الرجل شيئاً سوى انه طلب الى مجموعة من الطلاب ان يروه كتبهم ودفاترهم ليتأكد من نظافتها وخلو صفحاتها من الكتابات ذات العبارات الشائنة والبذيئة وما يقفوها عادة من الرسوم وصور الاغراء والفحش، وبهذه الوسيلة وحدها يتسنى له تقويم المدرس وتكوين رأي عن مدى حرصه ونقائه ونظافة نفسه قبل كل شيء، انه مدير معارف الحلة وقتذاك المربي الاستاذ عبود زلزلة، وقد شغل بعد هذا التاريخ منصب المفتش العام في ديوان وزارة المعارف، و ظل في مكانه أبداً لغاية قيام ثورة 14 تموز وبعدها وقبيل انقلاب 8 شباط الدموي 1963م، ولك ان تكتنه ما حبي به من قوة الشخصية وما جبل عليه من الاخلاص والتجرد والحزم و الدراية بحيث عايش وزراء كثيرين على توالي السنين ومن شتى الفئات والتجمعات والاحزاب والمذاهب والاهواء والأمزجة، دون ان يجرؤ أي منهم على إقصائه والاستغناء عنه تشيعاً لنحلته وانحيازاً للونه الفئوي، وذلك لا يعني بحال انه احسن مماشاتهم ومداراة نزواتهم ورغباتهم، ولاسيما انه برز في أعقاب ثورة تموز وإعلان الجمهورية كاتباً سياسياً واجتماعياً استرعى الأنظار بفصاحته ورشاقة بيانه وانطلاقه في كتاباته عن منزع تقدمي ونظرة متفائلة بالحياة والإنسان، واستلفت ذلك نظر الراحل حسين مروة فكتب عنه في صحيفة النداء البيروتية وسجل انه يخيل للقارئ كأنه مارس الكتابة منذ زمان طويل، وان في مطاوي صاحب هذه الموهبة المبدعة ضميراً يتململ أيام عشرته لرؤسائه المتصدرين وشهد بذلك غير واحد ومنهم احد مدرسي التربية الأساسية والذي جاءنا إبان منتصف الستينيات من القرن الماضي، متفقداً أحوال طلابه المطبقين في مدرسة كنت اعمل فيها في الحلة يومها قائلاً ان حرفة التعليم لم يرعها بتفان سوى اثنين من المسؤولين وهما خليل كنة وعبود زلزلة، واستطرد ان الله رحم وبر به، فقد عجل بنقله الى جواره قبل يومين من وقوع الزلزلة في شباط، وإلا اهانه الجماعة ونالوا منه، هكذا يعبر هذا الموظف المتجرد من التحيز في زمن ينعته الناس بزمن طاهر يحيى! ولم تهينه الجماعة ويقتصون منه ؟ وجواب ذاك نلفيه إذا ما تمحصنا مقالاته في جريدة صوت الأحرار والتي نعت في أحداها رؤوس الفتنة والمروق في رأس القرية بأنهم زائغون عن الحق والسداد وديدنهم تعجيز كل مسعى ونزوع الى الخير.


الإعلاميون في الناصرية يمشون بين حقول الألغام!

  • شفلات دائرة ماء الناصرية تقتحم التلفزيون، والشرطة تعتدي على مصور العراقية، وتحطم أنف صحفي
     

الناصرية - حسين كريم العامل

هل نغالي لو وصفنا الملتزمين بثوابتهم الانسانية (بالمحاربين)؟ وهل نجانب الحقيقية حينما نصف الاعلاميين منهم (بالباحثين عن الحقيقة وسط حقول الالغام) ؟ لا اعتقد ذلك ما دمنا نتحدث عن متاعب العمل الصحفي في العراق ، فالارهاب والفلتان الامني والفساد والتخندق الطائفي والاستقواء بسلاح المليشيات كل هذه المخاطر ليست اكثر رحمة من حقول الالغام وجميعها تشكل متاعب اضافية للعاملين في مهنة المتاعب .
(المدى) وبعد ان رصدت الكثير من حالات التجاوز التي طالت عدداً غير قليل من اعلامي محافظة ذي قار ارتأت ان تفتح ملف التجاوزات على صفحاتها وتضيف عدداً من الذين تعرضوا للمخاطر ليحكوا حكاية بحثهم عن الحقيقة .
هجوم بالشفلات
الكاتب المسرحي علي عبد النبي الزيدي الذي يعمل (محرراً سياسياً في تلفزيون الناصرية) تحدث عن الواقع الاعلامي في المحافظة قائلا: حكاية الواقع الاعلامي الجديد مع المؤسسات الحكومية حكاية لا يمكن ان نضعها ضمن الاشياء الغريبة التي يمكن ان تحدث بل على العكس ، فمسؤولية اعلام الدولة بشكله المتحرر هذا حتم حدوث صدامات بمعناها الحرفي، فتجاوزات الشرطة مثلا باتت من القضايا المسلم بحدوثها يوميا مع الاعلاميين وهي نتيجة طبيعية لهذه العلاقة المبنية اساسا على اخطاء الاول ومراقبة الجهاز الاعلامي لهذه الاخطاء ، ولكن ان تقوم احدى دوائر الدولة وهي (دائرة الماء) بالهجوم على تلفزيون الناصرية بالاليات والشفلات هذا هو الشيء الغريب، فضلا عن الكثير من التجاوزات التي حصلت من قبل بعض الاحزاب والاتجاهات الدينية ومن هنا اعتقد ان علاقات الاعلاميين مع الآخرين تحتاج الى فهم جديد ينسجم مع اقرارنا بالحياة الديمقراطية التي بدأت تتحرك بشكل واسع وتصبح أداة لتغيير كل ما هو ميت في واقعنا . وعليه ارى ان على المؤسسات الحكومية ان تبني علاقة وضوح مع الحياة الاعلامية اضافة الى علاقتها مع همها الاول ( البناء ) واعتقد ان التأسيس لهذه المسالة يحتاج الى زمن ليس بالقصير .
انتهاكات
اما زميلنا الذي تصدى ذات يوم لفضح ما كان يدور في مقار عدد من الحركات السياسية والدينية من انتهاكات وتجاوزات على حقوق الانسان فقد وصف الواقع السياسي الحالي بالمزري وتحدث عما تعرض له قبل عامين قائلا :
حينما شكوت للمحافظ السابق ما تعرضت له من مضايقات وما طالني من اساءة ولم يتخذ ساعتها الاجراء المناسب بحق عناصر تلك الحركات ولم يبادر لانصاف الضحايا تيقنت ان الحكومات الضعيفة والاحزاب السياسية التي تستقوي بالمليشيات لا يمكنها ان تحقق العدالة وتضمن الحريات حتى وان نص عليها الدستور .
(فزعة شرطة)
ومن جانبها روت المذيعة اسيل عماد ما حدث لها ولزميلها المصور التلفزيوني باسم محمد حسن من اعتداء على يد الشرطة قبل بضعة اسابيع قائلة :
لقد بداوا بسحب زميلي امام المارة .. ومددوه على الارض .. وقاموا بركله بالاقدام حتى انه فقد القدرة على التنفس وتعرض للاختناق، وحين تدخل المواطنون الذين تجمعوا في محل الحادث ( ساحة الحبوبي ) بادرتهم الشرطة بالشتائم والتهديد باستخدام السلاح وحين حاول زملاؤه في فريق الفضائية العراقية توضيح الامر وتعريف الشرطة بمهمة زميلهم واجهوهم بالضرب ايضا والالفاظ النابية وفي النهاية حملوا زميلي ورموه في احدى السيارات واتجهوا به الى مركز الشرطة ليلفقوا له هناك تهمة جاهزة وهي الاعتداء على الشرطة لكن تدخل زملائه وكبار مسؤولي المحافظة حال دون ذلك 0 وعبرت اسيل عن ذهولها مما حصل قائلة :
صدقني للان لم ادرك الدوافع الحقيقية لتصرف الشرطة فقد تعاملوا معنا بوحشية مفرطة ، حطموا الكاميرا وشهروا مسدساتهم بوجهي وحاولوا الاعتداء عليّ لولا تدخل المواطنين الذين استاءوا من تصرفاتهم وبداوا يهتفون ( كلا 00 كلا 00 للبعثية ) مستهجنين ما حدث من تجاوزات تذكرهم بوحشية النظام السابق .
لا يقرأ ولا يكتب
اما زميلها باسم محمد حسن فقد وصف ما جرى له قائلا:
خلال تصويرنا احد المشاهد حضر احد افراد الشرطة ليسال عن طبيعة عملنا، وعندما اخبرناه باننا من تلفزيون الناصرية اكتفى بذلك وعاد الى دوريته التي كانت ترابط في موقع قريب من مكان التصوير، لكن حين انهينا العمل وغادرنا المكان عاد وناداني واشار لي بيده طالبا مني الحضور الى حيث الدورية وحين توجهت نحوه استنفر غضبه وبادرني بالشتائم والكلمات النابية، وحين طلبت منه الكف عن ذلك اعتدى علي بالضرب هو وبقية زملائه مما ادى الى اصابتي بجروح في الانف والعينين، وتسبب ايضا في تحطيم (اللوكه) والكاميرا وحين حاول زملائي في العراقية الذين مرت سيارتهم بالمصادفة في محل الحادث تعريف الشرطة بالجهة الاعلامية التي اعمل لحسابها وصفتي الوظيفية انهالوا عليهم بالضرب والشتائم حتى انهم مزقوا ملابس زميلي محمد عبد الجبار، وقد قامت قوات الشرطة التي حضرت على عجل الى محل الحادث بناءا على طلب الدورية بضربه واحتجازه واقتياده الى المركز ولم تكتف قوات الشرطة بذلك بل قامت باحتجازي في مركز البلدة لبضع ساعات ، وقد ادعى سائق الدورية باعتدائي عليه واعد تقريرا طبيا على عجل بذلك، لكن تدخل زملائي والمسؤولين كان حاسما للتحقيق في الحادث واطلاق سراحي حيث استجاب وكيل قائد الشرطة لطلبات زملائي التي تضمنت معاقبة المسيئين وتقديم اعتذار رسمي بصدد ما حصل ووضع حد للتجاوز على العاملين في وسائل الاعلام وقد تقدمت قيادة الشرطة فعلا باعتذار رسمي في اليوم التالي امام اعلاميي المحافظة الذين اعتصموا في مبنى التلفزيون وعبروا عن استنكارهم لما حصل 0 وتابع حسن حديثه قائلا :
لقد اظهر التحقيق ان الشرطي الذي قام بالاعتداء لا يجيد القراءة والكتابة وانه سائق في دورية الشرطة وليس شرطيا مكلفاً بالواجب وان الضابط الذي يقوده كان حديث العهد في سلك الشرطة ولم يقبل في سلك الشرطة الا قبل ستة ايام من الحادث0 وطالب حسن بوضع ضوابط لحماية الاعلاميين قائلا :
لتجنب تجاوزات مثل هذه لا بد من وضع ضوابط صارمة لحماية العاملين في مجال الاعلام والعمل على الارتقاء بوعي الشرطة من خلال اقامة الندوات مع اتخاذ الاجراءات الرادعة بحق كل من يتجاوز على الصحفيين.
ثمن الحقيقة
فيما روى محمد الهلالي مراسل العراقية وتلفزيون الناصرية جانباً مما حدث له في عدد من الدوائر الحكومية قائلا :
للحقيقة ثمن، وخدمة الناس الحقة تتجلى في الحلقات الصعبة والمعقدة من العمل الصحفي، فخلال عملي اليومي واجهت الكثير من الضغوط من اجل الحؤول دون هدفي في كشف الحقيقة وقد تجسدت تلك الضغوط ابتداءا بممانعة موظفي الاستعلامات ومحاولاتهم تاخير دخولنا وتعقيد اجراءات حصولنا على موافقات التصوير بحجة الوضع الامني، لكن الحقيقة هي الخشية من توثيق السلبيات وتاشير الخلل في تلك الدوائر لقد حاولت عناصر الـ
F.P.S المكلفة بحماية المؤسسات الصحية ولعدة مرات منعي من التصوير وحجز الاجهزة لحين الحصول على موافقة المدير بالرغم من حصولي على موافقة كبار مسؤولي المحافظة الذين هم اعلى مرتبة في السلم الوظيفي من مدير الدائرة الذي يطلبون موافقته كما تعرضت للتهديد حينما قمت بكشف رداءة تنفيذ مشروع اعمار مستشفى الناصرية العام ، إذ قام المقاولون بتهديدي بالقتل وتوعدوا كادر تلفزيون الناصرية الذي اعمل لحسابه بسوء العاقبة. وفي ختام حديثه اكد الهلالي على ضرورة تفهم المؤسسات الحكومية لدور الاعلام في معالجة وتشخيص الظواهر السلبية بغية الوصول الى الهدف الاسمى المتمثل بخدمة المصلحة الوطنية كما طالب بنشر الوعي بين صفوف القائمين على حماية المؤسسات والاجهزة الامنية من خلال شرح دور الاعلام وكيفية التعامل مع الاعلاميين وتسهيل مهمتهم للحصول على المعلومة المطلوبة لكشف الحقيقة .
في حين تحدث المصور التلفزيوني رافد عدنان عما جرى له ولزميله علي عبد النبي الزيدي اثناء تغطية انتخابات 30/1/2005 قائلا :
بعد يوم متعب من التغطية التلفزيونية لمراكز الاقتراع وحينما كنا في الطريق لمتابعة عمليات الفرز التي امتدت حتى ساعات الليل فوجئنا باطلاق النار على سيارتنا من مفارز الشرطة ومن اربع جهات وحين حاولنا الترجل وتعريفهم بهوياتنا اشتدت كثافة النيران بالرغم من مناداتنا لهم باعلى اصواتنا وتعريفنا بانفسنا لكن دون جدوى. وبعد اكثر من نصف ساعة من الرمي المتواصل طلبوا منا الانبطاح على الارض مستخدمين مكبرات الصوت وحين امتثلنا لاوامرهم تقرب عدد منهم بحذر ولما تعرفوا على هوياتنا والباج الذي تحمله السيارة ضحكوا واكتفوا بالاعتذار وغادروا المكان وكان شيئا لم يكن 0 وتابع عدنان ليروي قصة اخرى قائلا :
لقد تعرضت في وقت لاحق للتجاوز من قبل مدير مستشقى الناصرية الاسبق (ك 0 ض) الذي سلك سلوكا لا يتلاءم مع موقعه الوظيفي و تصرف تصرف الشقاوات إذ اخذ يتهدد ويتوعد ويتفلت من بين يدي زملائه ليحاول ضربي وذلك اثناء تصويري بعض المشاهد في مكتب رئيس صحة ذي قار الذي استاء من تصرفه ذاك وعدم احترامه وقد اتخذ قرارا بعزله بعد فترة قصيرة 0 واقترح عدنان تشكيل هيئة للدفاع عن حقوق الصحفيين قائلا :
للحد من الظواهر السلبية والعنف ضد الصحفيين لابد من تشكيل هيئة للدفاع عن حقوق الاعلاميين تتبنى قضاياهم والدفاع عنهم امام المحاكم وتفضح السلوكيات المنحرفة وتفعيل الوسائل السلمية للمطالبة بحقوق الصحفيين من اعتصام واضراب وتظاهر وغير ذلك من الوسائل التي يكفلها الدستور.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة