ثقافة كوردية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

(فقيه طيران) شاعر التصوف والفلسفة والغزل
 

رشيد فندي*
يعد الشاعر الكوردي المعروف (فقيه طيران) واحداً من أشهر الشعراء الكورد القدامى، ممن يحتلون مكانة مرموقة في (ديوان) الشعر الكوردي، ومن الذين تلهج الألسنة بذكرهم منذ قرون وحتى الآن، إنه محمد المكسي الهكاري الملقب (بفقيه طيران). وقد ذكرته الكتب التي تؤرخ للأدب الكوردي في تواريخ ميلاد مختلفة ومتباعدة عن بعضها البعض، إسوة بغيره من الشعراء الكورد الذين إختلفت التواريخ في ذكر سنوات حياتهم.
فعن سنة ميلاده إختلف المؤرخون القدامى إختلافاً شاسعاً، فقد أشارمثلاً الدكتور (بلج شيركو) في كتابه (القصة الكوردية) الذي الـّفه في القاهرة سنة 1930م، الى حياة الشاعر (طيران) وقال بالنص:((إسمه محمود من أهالي مدينة مكس، ولد سنة 1302م وله منظومتان كبيرتان باسم(الشيخ سناني) وحكايات (برسيسا)، وله منظومة شهيرة باسم كلمات(الحصان الأسود) وله كتاب منظوم أيضاً بإسم(م.هـ) في التصوف ووحدة الوجود، توفي سنة 1376م ببلدة مكس ودفن فيها((. ولأجل تصحيح المعلومات الواردة في الكتاب المذكور نقول أن إسم الشاعر هو (محمد) وليس (محمود)، ولابد من أنه يقصد الشيخ الصنعاني بالمنظومة (شيخ سنان).
أما المؤرخ الكوردي المرحوم (محمد أمين زكي) فيقول في كتابه (خلاصة تاريخ الكورد وكوردستان) عن فقيه طيران أيضاً :((من أهالي ماكو، عاش بها بين سنتي (1307-1375)م وكان يتلقب بلقب مستعار(م.هـ) واسمه الحقيقي (محمد) وله أشعار غير كثيرة، علاوة على مؤلفيه المشهورين(حكاية الشيخ سنان) وقول(الحصان الأسود) وله إسلوب منطبع بطابعه المحلي الخاص.))
ويبدو أن المعلومتين الواردتين في المصدرين المذكورين مقاربتان لبعضهما، إن لم تكن احداهما مأخوذة عن الأخرى. وليس من (ماكو) بلدة في كوردستان إيران، بينما (مكس) في كوردستان تركيا. وقبلهما أشار اليه الباحث والدبلوماسي (الكسندر زابا) القنصل الروسي في ارضروم في القرن التاسع عشر، والذي حصل على معلومات قيمة عن الأدب الكوردي بمختلف صنوفه، من العالم الكوردي المعروف (محمود البايزيدي)، الذي يعد واحداً من أشهر العلماء الكورد في القرن التاسع عشر، وقام ذلك القنصل الروسي بجمع المعلومات تلك في كتاب أسماه (جامع الرسائل والحكايات الكوردية)، الذي طبعه في بلاده عام 1860م، وأشار اليه بعد ذلك (الميجر سون) المستشرق الإنكليزي المعروف في كتابه (قواعد اللغة الكوردية)، الذي طبعه في لندن في العام 1913م. ونريد أن نقول أن معظم المعلومات الواردة في تلك المصادر حول الشاعر(طيران) صحيحة، ولكن تواريخ ميلاده ووفاته كانت خاطئة بلا شك، فإن (طيران) لم يعش في القرن الرابع عشرالميلادي بل بعد ذلك بكثير، إذ ان الباحث الكوردي (عبدالرقيب يوسف) أسدى للأدب الكوردي الكلاسيكي خدمة لا تضاهى، عندما حصل من مكتبة متحف الموصل على مخطوطة ثمينة تتضمن مجموعة من القصائد الكوردية لشعراء كورد معروفين كـ(الجزيري) و(خاني) و(طيران) و(برتو الهكاري) وآخرين. وفي تلك المخطوطة محاورة شعرية جميلة بين (الجزيري) و(فقيه طيران)، وقد أرخ تلك المحاورة بالعام1031هـ وهو يقابل 1621م.
إذن ولد (طيران) في العام 1563أو1564م، وناظر الشاعر (ملايي جزيري) في العام 1621، وكان حياً في العام 1640م، وتوفي قبل أن ينظم الشاعر (أحمدي خاني) رائعته( مم و زين).
أما عن القابه الشعرية ، فيسمى بالـ (مكسي) نسبة الى قصبة (مكس) في منطقة (هكاري)، ويسمى بـ (م.ح) أي (محمد). أما عن لقبه الرئيسي (طيران) فقد وردت آراء شتى حوله، فمن قائل أنه كان يفهم لغة الطيور، يستمع الى محاوراتها وزقزقتها فينقل ذلك الى اصحابه وخلانه، وقد نسجت عنه بعض الأساطير حول ذلك ودونت في الكتب؛ وأعتقد ان تسميته بهذا اللقب أي (طيران) نابعة من إكثاره من ذكر الطيور والبلابل في أشعاره وسمي (بفقيه طيران) الذي يترجم الى (فقيه الطيور) باللغة العربية .
وعن آثاره الأدبية فأبرز نتاجاته يتضمن ما يلي:
1- مجموعة من القصائد والاشعار الجميلة، تكفي لتكون ديواناً كاملاً.
2- (الشيخ الصنعاني): وهي قصة شعرية جميلة تتكون من (313-314) رباعية شعرية، أوصلتها الباحثة السوفييتية (م.رودينكو) الى الطبع في موسكو 1965. والقصة إختصاراً هي قصة شيخ كبير متصوف وطاعن في السن(ثمانون عاماً)، وأغلب الظن أنه كان من صنعاء اليمن، له مريدوه وطلاب تصوف عديدون، وقد أدى فريضة الحج خمسين مرة، ولكن ما أن يبصر فتاة مسيحية جميلة، حتى يخفق قلبه لها ويعشقها من النظرة الأولى، وحسب نظرية التصوف، يرى أن جمالها هو من جمال الله، لذا يغادر زاوية التصوف ويترك طلابه ومريديه ويسير في طلبها الى أرمنستان حيث موطنها، ويرتد عن الديانة الإسلامية الحنفية، شوقاً اليها، فيبعثه أبوها الأرمني راعياً للخنازير وذلك كشرط من لدنه لنيل يد إبنته، وبعد ذلك يتراءى له أحد أصدقائه من شيوخ التصوف فيثوب الى رشده ويرجع الى ديانته الإسلامية، ويسلم الروح بعدها الى بارئه.
3-(ملحمة دمدم): تروي هذه الملحمة القصة البطولية لاعتصام الأمير الكوردي(خان ذو الكف الذهبي) في قلعة دمدم، وهجوم الشاه الفارسي عباس عليه، وعلى قلعة دمدم بجيش لجب في العام 1608م، وهي ملحمة واقعية ومدونة في كتب التاريخ الكوردي والفارسي، وقد قام الشاعر(فقيه طيران) بنظمها شعراً.
4-(زمبيل فروش): اي بائع السلال، وهي بإختصار قصة غرامية بين أمير كوردي يترك قصور ابيه ويرتضي بحياة الفقر والتزهد ويتخذ من بيع السلال مهنة له، لكن إمرأة كوردية فائقة الجمال إسمها(خاتون) تقع في حبه، وتطلب منه مبادلتها الحب ولكن ذلك لا يلقى جواباً من بائع السلال إلا انها لاتستسلم ، وتطول القصة الى ان تنتهي بموت بائع السلال.
إن شعر (فقيه طيران) ينتمي بمجمله الى الشعر الصوفي والمدرسة الصوفية في الشعر الكوردي، يقود مسيرتها ويوطد أركانها شاعر الكورد الكبير(ملايي جزيري)، وهي تتلخص في غزل صوفي رقيق تذوب من رقته القلوب. إن خصوصية (فقيه طيران) تتجلى في عدة مناح، فهو من جهة يعتمد على القصص الإسلامية وخاصة الصوفية منها، فيفرغها في قالب الشعر الكوردي ويجعلها تحفة شعرية رائعة، ومن جهة أخرى يعتمد على إسلوب الحوار، كمحاورته الشعرية الجميلة مع البلبل، أو محاورته للنهر في قصائده المؤثرة. كما كان يعرّج على الفلسفة القديمة، ومنها هذه الأبيات:
أظهرَ الله لنا أربعَ بواكر
الهواءَ والماءَ والترابَ والنار
خلق الله فيها الحيوانَ
ثم كساها بالنباتِ والشجر
نحنُ أربعُ طبائعَ متضادة
فنحنُ نيرانٌ ونحن برودة
ونحن واردون في بحر الهيولى
وأصبحنا أغياراً بهذا الشكل
يتبين لنا من كل ذلك أن(طيران) لم يكن شاعراً مغموراً في المجتمع، هيّـناً على ساحة الأدب، بل كان من شعراء الدرجة الأولى بين شعبه، وقد قام هو بالإضافة الى أشعاره الرصينة بتوظيف جزء كبيرمن التراث الإسلامي والإنساني وملاحمه ونظمها شعراً بلغة بني قومه.
ـــــــــــ
* من كتابه (من ينابيع الشعر الكلاسيكي الكوردي
الجزء الأول) 2004م


في سوسيولوجية الفن: الرقص الكوردي بين سلطة التقاليد والرغبة في حرية التعبير
 

نجات حميد أحمد

ترجمة بتصرف: نارين صديق مام كاك
إن الإنسان الكوردي، وبحكم تاريخه الاجتماعي والجغرافي، كانت رغبته متوجهة دائماً نحو حرية فكره وجسده، وأثناء التعبير عنهما - عن الحرية والجسد- في الدبكة والرقص الكوردي، يتبادر الى الذهن سؤال، وهو: لماذا نتراصف نحن الكورد الواحد تلو الآخر في أحيان كثيرة، في الفرح والحزن، ونتوجه نحو مصير مجهول؟ لماذا في أكثر حالات الغبطة والسرور نمسك بأيدي بعضنا البعض، ونـُحرك أرجلنا، ونضرب بها الأرض بإيقاع منتظم؟
من بين عشرات أنواع الرقص، وبعد مئات السنين من التطور وظهور الرقصات الكوردية المختلفة، التي تصب جميعها تقريباُ في القالب الفني السائد نفسه، إلا إننا نلاحظ أن جميعها تتميز بنفس الصيغة والشكل، وهو تشابك الإيدي الواحد تلو الآخر، والإصطفاف في سلسلة واحدة، فيتكون جدار من الأجساد، وثم البدء في الدوران بحلقات كبيرة وصغيرة، معتمدين على حركات الأرجل المنتظمة والمتعاقبة، ضمن صيغة متفق عليها مسبقاً.
إن تكرارهذا الإسلوب في كل أنواع الرقص الكوردي يعود لسببين: أولهما، إن الرقص الكوردي لايتميز بصفة ذاتية أو فردية، إذ لا يتمكن الفرد من التعبير عن فرحه وسروره بمفرده خارج هذه المناسبات الخاصة، فالدبكة الكوردية هي الطريقة الوحيدة للرقص، والذي يكون تجّمع مجموعة من الأشخاص شرطاً أساسياً فيها، ذلك لأن الموسيقا المرافقة لها من الطبل والزورنا أو الألحان والإيقاعات التي تـُعزف من الآلات الحديثة الآن، لا تسمح بالرقص الفردي ولا تتلاءم معها. فالرقص الكوردي أساساً هو رقص ذو طابع جماعي.
ومن هنا يتضح أن الشرط الأساسي للرقص الكوردي، هو وجود عامل مبهج ومفرح للفرد، إلا إنه يضطر لتقييد تعبيراته عن هذه الفرحة، لأنه يكون ملزماً بمشاركة الآخرين، مثل إلتزامه بالإيقاعات والحركات المرسومة والمعدة له سلفاً، دون أن تكون له الإرادة في الإختيار والتعبير بحرية عن جسده كفرد، والسبب هو أن أسس التجمع الجماعي وتنظيم الدبكة لا تسمح بذلك، فضلاً عن أن الثقافة المفروضة لا تسمح هي الأخرى لفردانيته باختيار حركاته الخاصة بشكل طبيعي، وهذا يعكس فكرة جبروت الأعراف الإجتماعية.
ومن جهة أخرى، فإن طبيعة الدبكة الكوردية، التي هي عبارة عن تشابك بالإيدي، هي طبيعة سلطوية منتظمة، تفرض على الفرد ثقافة النهي، والشخص الوحيد الذي يتحرر من هذه السلسلة المتلاحمة بالأيدي هو من يتمكن من أن يحرر يديه وبذلك يحرر جسده أيضاً، فتشابك الأيدي هو سلوك غير حركي، إلا أنه في الوقت نفسه تطمين غير مباشر للأفراد الذين يتخوفون من الخروج عن العادات والتقاليد والقوانين السائدة.
إن تشابك أيدي الراقصين في الدبكة الكوردية بمثابة القفل والمفتاح، فهي متداخلة والإنفصال بينها ليس سلساً أثناء الرقص، كما أن إيقاعات الرقص يزيد من قوة الترابط بين يد الشخص والآخر، فلا يمكنها أن تتحرر، وتلك إشارة قوية الى الاذعان غير المباشر نحو ثقافة النهي وسجن اليد، وبالتالي تسوير وإحاطة الجسد. هذا الجسد الذي من غير المستطاع أن يقرر قراراً داخلياً بتحرير الذات، بل يتحول الى جسد بدون يد أو ساق، لا يملك نفسه، جسد لا يمكنه أن يحرر تفكيره وأحلامه ورغباته المليئة بالحرارة من أسر الأيدي والتجمع الذي يحيط به. فمحتوم على جسده أن يتحرك بنفس الصيغة والإيقاع للأفراد المشابهين له والملاصقين به، بحيث أن أي خرق للقانون الإيقاعي المعمول به يصبح خرقاً وتجاوزاً على مسيرة الرقص، لأنه سيؤثر على الإيقاع العام للدبكة. وهذا يعد بحد ذاته سلطة إضافية من الجماعة على الفرد، فعدم مشاركته في أي حركة من حركات الآخرين لا يُمَكِنهُ من المشاركة في الرقص الجماعي. إن الرضوخ الجماعي للراقصين بشكل لا شعوري، لهو إنعكاس للرضوخ العام والإحترام لحكمة المحافظين على الثقافة عبر التاريخ، وموافقة صريحة على تلك السلطة الماهوية والجوهرية في العودة الى مواعظ الآباء والأجداد. وأمام إختفاء حرية حركات الايدي والجسد نلاحظ بعض الظواهر والحركات من قبل الراقصين، كالصراخ وإطلاق أصوات ذات إيقاعات خاصة، أو الهلاهل، أو الفاظ تزيد من قوة إيقاع الرقص لدى الراقصين وتزيدهم حماساً، وذلك في محاولة للتعبير عن النشوة والتحرر الداخلي.
إن كل رقصات شعوب تمتلك إيقاعات وحركات خاصة بها، وفي معظم الأحيان تمنح أفرادها فرصة ولو قليلة للرقص بمفرده والتعبير بحرية عن نفسه ، وعن سروره من خلال يديه وساقيه وجسمه، وهو ما لا يوجد في الرقص الكوردي.
كما إن الرقص الكوردي بأنواعه، ليس فيه رقص خاص بالرجل والمرأة بمفردهما، كرقصات العُـشاق أو المخطوبين، التي يجب أن تكون خاصة فلا يشاركهم بها أحد، وهذا أيضاً يدل على ثقافة النهي والمنع التي لا تجيز للمرأة والرجل أن يندمجا بصورة منفردة في رقصة مشتركة بهما.
إضافة الى كل ذلك، فإنه في الدبكة الكوردية، من غير المستحب أن تمسك المرأة بيد رجل غريب عنها في الوقت الذي يُسمح بذلك للأب والإبن وإبن العم وإبن الخال والرجل الكبير في السن، إلا أن هذا الأمر قد طرأ عليه بعض التغيير في السنوات القليلة الماضية، وخاصة في المدن.
و في الرقص، عندما يـُسلب الرجل والمراة حق التمتع المشترك برقصة ثنائية، والتعبير عن حريتهما وأحلامهما، والسرور الذي يشعران به بشكل حي، فأن ذلك يعد نظاماً ثقافياً مغلقاً، لأنه تمكن عبر سنوات طويلة من أن يفرض شكلاً إشتراطياً وإجبارياً من العلاقات الإجتماعية على حياة المجتمع الكوردي.
في هذا نصل الى حقيقة مهمة وهي أن جوهر فكرة حرية الفرد في مجتمع ما، يعتمد على الحرية التي يحققها المجتمع برمته، وهذه الحرية مرتبطة بدورها بالتطور الشامل الذي تحققه كل النشاطات الثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية لقومية أو مجتمع ما. فحريٌّ بنا أن نقول أن المجتمع الكوردي لم يتمكن بعد من الوصول الى ذلك النمو والتطور في التعبير عن سروره بحرية وبفردانية، لأن العادات والتقاليد لا تزال تمثل سلطة ثابتة، وناهية، وصارمة مستحوذة على الفرد.


متابعات: تكريماً للمرأة الكوردية .. سامية عزيز محمد . .تنال جائزة الحرية العالمية
 

عبد الستار نورعلي
مُنحت السيدة (سامية عزيز محمد) عضو الجمعية الوطنية العراقية ضمن قائمة التحالف الكردستاني جائزة الحرية العالمية السنوية للعام 2005،التي تمنح للنشطاء العاملين في العالم ضمن مجال الدفاع عن الحرية الفردية والجماعية ونشر الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان في العالم وتأمين حقوق المرأة.
وقد تسلمت الجائزة في احتفال رسمي أقيم لها في العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن) حيث تقيم منذ أكثر من خمسة عشر عاماً أمام حشد كبير من الضيوف يقدر بألفين من الشخصيات العالمية السياسية والثقافية ورؤساء البعثات الدبلوماسية وبحضور كافة أعضاء الحكومة الدنماركية وأعضاء البرلمان اضافة الى رئيس الوزراء (أندرس فوغ راسموسن) الذي سلمها الجائزة بنفسه وسط تصفيق حار متواصل. وقد سبق تسليمها الجائزة أن القى رئيس اللجنة المانحة كلمة أطرى فيها السيدة عزيز ودورها وعملها رغم المخاطر وانعدام الأمن وتعرض حياتها للخطر، وعرج على حياتها ومعاناة عائلتها من تهجير الى ايران وكيف هاجرت هي الى سوريا ثم كيف وصلت الى الدنمارك مشيداً بشجاعتها وعملها السياسي.
بعد تسلمها الجائزة ألقت السيدة (سامية عزيز محمد) كلمة شكر وتقدير للجنة التي منحتها الجائزة وللدنمارك التي احتضنتها، وقد ذكرت فيها معاناة الشعب العراقي أثناء الحكم الدكتاتوري وما تعرض له الكورد الفيليون، وذكرت أنها ستظل تعمل من أجل نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان. وبذلك تكون المرأة الكوردية (الفيلية) الأولى التي تنال هذه الجائزة العالمية.
عادت السيدة عزيز الى العراق في أعقاب سقوط النظام الدكتاتوري، ضمن وفد المجلس العام للكورد الفيليين. وقد عملت بدأب ونشاط للدفاع عن حقوق المهجرين والمهاجرين والمرحلين من الكرد الفيليين والعراقيين عموماً من اجل استعادة حقوقهم التي صادرها النظام السابق من أموال واملاك ووثائق رسمية وحقوق المواطنة العراقية واختفاء حوالي خمسة آلاف من شباب الفيليين منذ حملة التهجير الكبرى قبل وأثناء الحرب العراقية الايرانية في العام 1980 والذين لم يعثر على أثر لهم حتى الآن الا بعضهم في المقابر الجماعية أو في سجلات دوائر الأمن والمخابرات ضمن قوائم المعدومين. وكذلك عملت وتعمل في مجال رعاية الأيتام والأرامل وعوائل الشهداء وضحايا العنف دعماً ورعاية وتثبيتاً للحقوق التي يستحقونها، الى جانب العمل على ترسيخ الديمقراطية وحقوق المرأة في العراق.
أختيرت السيدة عزيز رئيسة للجنة المهجرين والمهاجرين في الجمعية الوطنية العراقية المنتخبة في الثلاثين من يناير 2005. وهي عضوة تنفيذية في المعهد العراقي للسلام، ورئيسة لجنة المرأة والديمقراطية والدين فيه، إذ يعمل هذا المعهد على نشر الديمقراطية وحوار الأديان وتقاربها وحل النزاعات وتأمين حقوق الشباب. ومن جملة ما قامت به من أنشطة كعضوة في الجمعية الوطنية، العمل على تغيير قانون الجنسية العراقية بما يضمن حقوق جميع العراقيين بالتساوي دون تمييز في المواطنة. اضافة الى نشاطها في تثبيت حقوق المهجرين والمهاجرين والمرحلين الذين صودرت أموالهم وممتلكاتهم.
تخرجت من قسم الادارة والاقتصاد في الجامعة المستنصرية في بغداد. عملت في الخطوط الجوية العراقية في سبعينيات القرن العشرين، ورشحت مديرة حسابات مطار بغداد الدولي بشرط انتمائها لحزب البعث فرفضت، وعلى أثرها نقلت موظفة صغيرة إلى احد فروع الخطوط الجوية ، وبسبب من الضغط الذي تعرضت له اضطرت الى الهجرة الى سوريا حيث أقامت مع زوجها حتى هجرتها الى الدنمارك حيث تقيم.
أبوها هو المرحوم (عزيز بن محمد خسرو بن موسى بن ملا نظر)، كان من كبار رجال الأعمال في بغداد في حينه ومن أشد المعادين للنظام السابق. خالها لأبيها وامها المحامي العراقي المعروف المرحوم (عبد الهادي محمد باقر) الذي كان أيضاً من كبار رجال الأعمال في بغداد، وهوً من أوائل من تخرجوا من كلية الحقوق العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين، وأحد أوائل الضباط الاحتياط العراقيين في الثلاثينيات، وساهم في تأسيس جمعية الأكراد الفيليين في بغداد 1946 التي قامت بفتح مدرسة الفيلية الابتدائية ثم بعد سنوات ثانوية الفيلية المسائية لأبناء الكورد الفيليين الذين كانت المدارس الرسمية الحكومية ترفض قبولهم. وقد هُجر هو وعائلته أثناء عملية التهجير في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي ليتوفي في إيران عن عمر جاوز الثمانين.
إن السيدة سامية عزيز محمد من عائلة معروفة بمكانتها وبعراقتها ومواقف ابنائها في النضال الوطني العراقي في مختلف العهود التي مرت بالعراق، فبيت جدها الكبير (الملا نظر) كان بيت علم ودين وثقافة وسياسة، عُرف رجاله بالنشاط السياسي الوطني فلاقوا الكثير من السجن والتشريد والاغتيال.
إن ما قامت وتقوم به السيدة عزيز من خلال ترؤسها لجنة المهجرين والمهاجرين في الجمعية الوطنية، عمل يخدم الكثيرين ممن ظلموا في العهد الدكتاتوري السابق وسلبت حقوقهم وأموالهم وبيوتهم، من أجل انصافهم واستعادة تلك الحقوق، وقد شهد الكثيرون ممن يعرفونها وعلى اتصال بها أنها تؤدي عملها بإخلاص واتقان دون كلل او ملل أو تقاعس، وبذلك لاغرابة في أن عملها ونشاطها قد اخترقا المحلية ليصلا الى ساحة النشاط الانساني العالمي لتحوز جائزة الحرية العالمية في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية لخدمة الانسان الذي يعاني في الدول والمجتمعات التي ترزح تحت نير الدكتاتورية والظلم والاضطهاد والتمييز.


إصدارات كوردية

رووناكي


صدرعن (دار ئاراس) وباللغة الكوردية، كتاب (رووناكي)، من إعداد وتقديم : د. (كوردستان موكرياني). ويتناول الكتاب أعداد جريدة رووناكي ، التي كانت أول جريدة كوردية في مدينة أربيل.
 

الأمير الصغير


صدر عن (دار ئاراس) الترجمة الكوردية للرواية العالمية (الأمير الصغير) لمؤلفها: (انطوان سانت إكزوبري). وقد ترجمها الى اللغة الكوردية : آسو عبدالله حسن زادة.

النظام في الاناضول الشرقية


صدر عن (دار ئاراس) وباللغة العربية كتاب (النظام في الاناضول الشرقية). تأليف: (اسماعيل بيشكجي)، ترجمة: (شكور مصطفى)، يتناول الكتاب الاسس الاجتماعية والاقتصادية والبنى القومية لمنطقة الاناضول الشرقية .

قدري جان


صدر عن (دار ئاراس) كتاب باللغة العربية عن الكاتب الكوردي الكبير (قدري جان)، من جمع وإعداد: (دلاور زنكي)، وترجمة: (هورامي يزدي) و(دلاور زنكي). يتناول الكتاب سيرة حياة الكاتب، وعرضاً لنتاجاته من قصص ومقالات وشعر وترجمة.


نشاطات ثقافية

حفلة موسيقية


من منطلق أن لغة الموسيقى هي الأسهل للتفاهم بين جميع القوميات، أقامت فرقة أوركسترا كوردستان في السليمانية، بالتعاون مع الفرقة السمفونية العراقية، امسية موسيقية، قدمت خلالها مقطوعات موسيقية كلاسيكية وعصرية، تخللها مقطوعات موسيقية كوردية تراثية بتوزيع حديث، وقد قابل الجمهورتلك الأمسية بترحاب وإعجاب شديدين. ويأمل منظمو الأمسية في أن تشكل الموسيقا قوة جذب بين العراقيين، ذلك بخلق مجال جديد للتبادل الثقافي يسهم في بناء العراق الجديد.

مسرحية


قدّم قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة في أربيل عرضاً لمسرحية (حشاركة)، من تأليف: (هايروتانيال نينو)، و ترجمها الى الكوردية: (محمود زامدار)، وإخراج: (بشكو علي)، وبإشراف (مي كريم) رئيسة قسم المسرح. المسرحية من تمثيل: (أيوب كمال)، (فرات أحمد)، موسيقا: (بهجت نجاة)، (نهاد محمد).

ندوة:


عقد إتحاد الكتاب الكورد/ فرع أربيل، ندوة للدكتور(فاضل جاف)، تحت عنوان (الأدب في تجربتي الفنية)، على قاعة الشهيد مهدي خوشناو.
 

مهرجان


أقامت مؤسسة (سما) للثقافة والفنون/فرع كوردستان، وبحضور عدد من الفنانين والمطربين الكورد، مهرجاناً خطابياً وحفلاً فنياً في أربيل بمناسبة توحيد إدارتي كوردستان، والذكرى الـ (60 ) لتاسيس جمهورية مهاباد، والذكرى الـ (101) لولادة الشاعر والمناضل الكوردي عثمان صبري.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة