استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

كيف تقضي المرأة يومها؟

فيان الربيعي
إيناس الشريفي

هل يعتبر خروج المرأة من البيت في هذا الظرف الصعب تحدياً ومغامرة للبرهان على نفسها، كونها تمثل نصف المجتمع أم إنه واجب عليها أن تؤديه مهما كانت المعوقات.
انطلاقاً من هذا قمنا بإجراء هذا التحقيق الذي التقينا من خلاله بعدد من النساء فتباينت الأجوبة وعبرت عن حقيقة وضعهن الحالي.
لينا محمد علي خريجة معهد إدارة تعمل في مكتبة استنساخ تقول: (أعمل في هذا المكان لأنه قريب من مسكني ولو كانت المكتبة أو أي عمل آخر أبعد من هذا المكان لما عملت، وأضافت: إن دوامي ينتهي الساعة 3 مساءً وأهلي يقومون بتوصيلي لأي مكان اريد بسبب الوضع الأمني ولا أخرج للسوق أو أي مكان إلا مع أهلي وإن زياراتي لصديقاتي لم تتأثر بالوضع الراهن فما زلنا نتبادل الزيارات أو نلتقي في مكان قريب لكن ذهابي لصالونات الحلاقة قليل لأني محجبة وتقتصر فقط على الأعراس والمناسبات وفي ذكر المناسبات فإن زياراتي للأعراس والمناسبات اقتصرت على المقربين فقط وضمن أوقات محددة. واستكمالاً لنفس الموضوع تقول (اعتدال عباس) وهي طالبة في كلية الصيدلة (26سنة) إني أتحدى الوضع فهو لم يؤثر في سلوكياتي وخروجي من المنزل فأنا أخرج لأي مكان أريد سواء للتبضع أو شراء الضروريات بمفردي ولا أخشى تردي الوضع الأمني لأن الموت يأتي بلا موعد وفي أي مكان وأضافت: إني أذهب لجميع الأعراس والمناسبات التي أدعى إليها، وزياراتي للصالون مستمرة ولم تتأثر بالتهديدات التي وجهت للصالونات التي أتردد عليها والله الحافظ.
المواطنة (فلافي جوزيف) 50 سنة موظفة وطالبة في المرحلة الرابعة (مسائي) قالت: مكان عملي بعيد عن الكلية والمسكن لكن الالتزام بموعد المحاضرة يجبرني في بعض الأحيان على التغيب عن العمل وإني أحاول تنظيم وقتي بينهما، ولم يؤثر الوضع الأمني على دوامي وإنما ترك أثاراً سلبية على زياراتي للأصدقاء التي أصبحت مقتصرة على المقربين وسكان المنطقة التي أعيش فيها اما البعيدون فاتصل بهم هاتفياً فقط. واستكملت الموضوع موضحة أنها لا تذهب للسوق إلا لشراء الأغراض الضرورية وحرمت من التنزه بسبب الانفجارات.
والتقينا مع الطالبة (طيبة علاء) 20 سنة كانت لها وجهة نظر مغايرة قالت: لا أخرج من المنزل سوى إلى الكلية وهناك سيارة (خط) تأخذني من المنزل للجامعة حتى التبضع لا أستطيع بسبب كثرة حالات الاختطاف والانفجارات التي تضطرني للسفر إلى سوريا لشراء الملابس والضروريات.
التقينا مع إحدى ربات البيوت (صبيحة هاشم) 49 سنة التي قالت: أخرج من البيت فقط لشراء الحاجات الضرورية والتسوق ويرافقني ولدي الصغير ولا أرغب بالذهاب وحدي وهذه حالة تعودت عليها بعد إحالتي إلى التقاعد، أما بالنسبة لزيارة الصديقات فهي ليست كما في السابق لأن الظروف الحالية تحول دون مواصلة العلاقات وبسبب انشغالي بواجباتي المنزلية.
وأضافت : أما كوني امرأة تواصل حياتها فإن اهتماماتي بشعري وبشرتي ليست كما في السابق لأن للعمر مقامه والصالونات في هذه الظروف خطرة أما بالنسبة لواجباتي الاجتماعية في الأفراح والأحزان فهي قليلة وأغلب الأحيان لا أذهب لأداء أي واجب اجتماعي.


أنقاض وأحزان..

مها عادل العزي

صحيح أن الحرب انتهت، هذا ما أعلن عنه رسمياً، لكن الكثير من مظاهرها يهيمن على واقعنا.. تحاصرنا في كل يوم، الهمرات المدرعة وهي تجوب شوارعنا.. الانفجارات.. سيارات الشرطة والإسعاف وهي تنطلق مسرعة إلى هدف مجهول.. نشرات الأخبار، كل ذلك مما لا يمكن التغاضي عنه أو التآلف معه.
صور السيارات المحترقة ليس غريباً أن نشاهد منظرها البائس فهي تطاردنا في الشارع أو تحت الجسر أو في أي منعطف قريب، شبح غريب تبقى من ضمن ما تبقى من أيام الحرب، كثيراً ما يطالعنا هذا المشهد في المناطق التي تتعرض لحوادث التفجير.. ولا نعلم لماذا لا ترفع هذه السيارات المحترقة أو أنقاضها عقب الحوادث مباشرة، وإذا ما رفعت فإنها توضع في مناطق ليست ببعيدة، فمن يذهب إلى الجسر المؤدي إلى بغداد الجديدة عبر تقاطع معسكر الرشيد سيفاجأ بالعديد من السيارات المحترقة التي وضعت جزافاً على الطريق، وليس غريباً أن تجدها في الساحات العامة أو في مداخل الشوارع. ما يزيد الصورة بؤساً أن هناك أطفالاً يعبثون بهذه الأنقاض المحترقة وبغياب الوعي الصحي من الممكن أن تكون نتيجة هذا الأمر إصابتهم بالكثير من الأمراض.. هذا فضلاً عن أن هناك من يعمد إلى تفكيك هذه المحروقات وأخذ الحديد الذي فيها على أنه خردة بائسة قد تنفع لسد رمق العوز والحاجة وما تنقله هذه الصورة من بؤس لقاع المجتمع.
السؤال الذي يطرح: لماذا لا تعمد أمانة بغداد إلى رفع هذه الأنقاض إلى مناطق بعيدة عن العاصمة.. هل يصعب عليها ذلك؟ أم إن الأمر ليس بالأهمية التي يجب أن تأخذها على عاتقها؟!


العامية الانترنتية أصبحت لغة واسعة الانتشار

العواصم/ وكالات

الإنترنتيّة مصطلح يوشك أن يكون شائع الانتشار في الثقافة الحاسوبية الغربية التي نشأ فيها، إذ يحظى بحضور واضح على مستوى الممارسة والاستخدام الفعلي، وكذلك على مستوى التنظير. وهو مصطلح يعبّر عن الاستعمال (الخاطئ) أو غير الملائم للغة الإنجليزية، ويكثر استخدامه عادة في برامج المرسال المباشر (IM Programs)، أو (Instant Messenger Program)، والتي تُعدّ غرف الدردشة والمحادثة من أشهر مظاهرها.
ويمكن أن يُعرَّف مصطلح (الإنترنتية-
Internetism) بأنه: اختصارُ الكلمات الكثيرة في كلمة واحدة، مثل: (lol) التي تعني: (laugh out loud)، و(brb)، التي تعني: (be right back)، و(tyt)، التي تعني: (take your time). كما من الممكن أن تعني الإنترنتيّة اختصار الكلمة الواحدة بكتابة جزء من حروفها فقط، مثل: (cuz)، أي (because)، و(b4) أي (before)، وغيرهما.
ومن مظاهر (الإنترنتيّة) أيضًا، كتابةُ الحروف الكبيرة -في المواضع التي يجب أن تُكتَب فيها كذلك- صغيرةً، كضمير المتكلم (
I) الذي قد يظهر على شاشة إنترنتيّة هكذا (i)، أو بدايات السطور، أو أسماء الأعلام، أو البلدان، وغير ذلك.
ويُطلق على هذا المفهوم عدد من المصطلحات، مثل:
AOL Talk, AOL Slang, Internet Talk, Internet Slang.
وتُعرَّف الأخيرة (العامية الإنترنتيّة- Internet Slang) بأنها: اللغة التي طوّرت واستُخدمت عن طريق مستعملي الإنترنت. وقد صيغت كثير من ألفاظها وكلماتها على نحو يساعد على الاقتصاد في النقر على لوحة المفاتيح. أي أن الهدف الأساسي منها كان لتوفير الوقت أثناء الكتابة، من خلال تقليص عدد نقرات الأصابع على لوحة المفاتيح، وأيضًا لتوفير الجهد العضلي المبذول أثناء عملية الكتابة ذاتها.
ومن الواضح أن الهدف لم يكن العبث باللغة، ولا التلاعب بها، إلا أنه يصعب التوفيق بين اختصار اللفظة أو الجملة لتوفير الوقت، والمحافظة على هيبة اللغة واحترامها بعد انتهاكها واغتصاب جزء منها دون وجه حق، ودون سبب مقنع.
النقد والنقد المضادّ
قد تعاني العين غير المعتادة على هذا النمط من الكتابة صعوبة في تأويل (العامية الإنترنتيّة) وفهمها، ولكنّ أحدًا لا يعبأ بهذه المعاناة، فما عليك إلا أن تخضع عينيك لتدريب مكثّف، ولساعات طويلة يوميًا، كي تعتادا على القراءة والفهم السريعين، دون أن تضطرّ لسؤال أحد عن معنى كلمة أو دلالتها، أو الاستفسار عما إذا كانت هذه الحروف المكتوبة على الشاشة اختصارًا لكلمة أو جملة، لأن مثل هذا التصرف يكشف بسهولة عن أميّتك الإنترنتيّة، ويشي بعدم إلمامك الكافي بتفاصيل الفضاء السيبيري؛ فعدم معرفة شخص ما بهذه الاختصارات العجيبة يُعدّ سببًا كافيًا لجعله موضع تندُّرٍٍ من قِبَل بقية المستخدمين المتمرسين، وأصحاب الخبرة التامة في فضاء العالم الافتراضي. وكذلك حال الشخص الذي يحيط علمًا بهذه (العامية الإنترنتية) ولكنه يفضّل استخدام اللغة سليمة، وكتابة الكلمات كاملة، بحروف كاملة، دون اختصار شيء، إذ يصبح في موضع السخرية ذاته.
ويطلق المستخدمون أصحاب الخبرة في فضاء العالم الافتراضي على هذا النوع الجاهل
أو الملتزم- من المستخدمين لفظة معينة هي (Newbie)، وتعني الشخص المبتدئ في استخدام الحاسوب. ولهذه الكلمة دلالة سلبية معروفة في أوساط الإنترنتيين الأقحاح، وتضع الشخص الذي أطلِقَت عليه موضع تندر بقية المستخدمين وتهكمهم، وكأن الإلمام بهذه الاختصارات التي تبدو أقرب إلى العبث هو علامة كفاءة المستخدِم ودليل عمق خبرته في عالم الإنترنت.
وفي المقابل يتعرض مستخدمو (العامية الإنترنتيّة) إلى النقد في العالم الواقعي بسبب عبثهم باللغة من خلال ما يمارسونه من أخطاء إملائية ونحوية عن سابق إصرار وترصّد. كما أنهم يُنتقدون لأن هذه الآلية التي ابتكروها بروح شيطانية لتوفير الوقت وتقليل النقر على لوحة المفاتيح تجعل القراءة أكثر صعوبة من القراءة في حال كتابة الكلمات والجمل سليمة وإن كانت طويلة، لأن الوقت الذي اختُصِرَت الكلمات لتوفيره أساسًا يضيع في محاولة القارئ فهم هذه الاختصارات وتأويلها وفك رموزها.
ويبدو لي هذا النقد والنقد المضادّ وكأنهما سجالٌ بين جيلين لم يستطع أحدهما تقبل الآخر، أو التأقلم معه، أو فهم اختلافه عنه ومسببات هذا الاختلاف.
وفي محاولة الحد من زحف هذا المستوى اللغوي من عالم الدردشة والتسلية إلى عوالم وفضاءات أخرى تُفترَض فيها الجدية وتوفُّر حدٍّ أدنى من الالتزام بأساسيات مهارة الكتابة، وُضعت ضوابط (بسيطة) للمواضع التي تُستَعمَل فيها (العامية الإنترنتية) والتي لا يجب استعمالها فيها ألبتة؛ فمن الممكن استخدامها في الوسط الذي نشأت فيه أساسًا، أي غرف المحادثة والدردشة، وكذلك في كتابة بريد إلكتروني لصديق مقرب. ولكن من غير اللائق إطلاقًا استخدامها في كتابة الأبحاث والتقارير الجامعية، أو الرسائل الرسمية، أو الرسائل الموجهة إلى الوالدين.
وإلى الآن لا يزال الكلام دائرًا حول (العامية الإنترنتية) المعروفة في اللغة الإنجليزية، والتي تمارس فعليًا منذ سنوات يكاد عمرها يعادل عمر شبكة الإنترنت نفسها، أو عمر انتشار غرف الدردشة والمحادثة فيها. كما تجد (العامية الإنترنتيّة) الخاصة باللغة الإنجليزية قليلاً من محاولات التنظير لها، من خلال الإحاطة بالمفهوم، ومعرفة الأشكال التي قد يظهر من خلالها، ثم إيجاد المصطلح المناسب المعبر عنه بجميع أشكاله وأنماطه، وبعد ذلك بيان مراحله وتتبع تسلسل ظهوره.
أما عربيًا، فلم أجد أي إشارة لهذا المصطلح حتى ترجمةً عن المصطلح الأجنبي، كما لم أجد من تحدث عن الممارسة الفعلية الموجودة-بغض النظر عن المصطلح- وعن تأثيرها على سلامة اللغة العربية، وعلى علاقة أجيالنا الناشئة في عصر الإنترنت والعالم الافتراضي بلغتهم بعد عدد من السنين قد يطول وقد يقصر.
خطر العامية الإنترنتيّة على اللغة العربية
بدأت الإنترنتيّة في الزحف نحو العربية بالظهور في غرف الدردشة والمحادثة التي أخذت حمّاها في التفشي في عدد من دول الوطن العربي مع نهايات الألفية السابقة، وذلك من خلال برامج خاصة، اكتسبت شهرة تفوق غيرها من برامج المحادثة التي يفوق عددها الحصر، مثل: (مكتوب-
Maktoob)، و(MSN Messenger)، و(Yahoo Messenger)، و(Paltalk)، و(ICQ)، وغيرها.
ويمكن أن نجد شيئًا من هذه العامية في الكثير من المنتديات العربية، كما أصبحت تتخذ حيزًا كبيرًا في الرسائل النصية المرسلة عبر الهواتف النقالة (
SMS). وقد وصلت هذه الحمى في السنوات الأخيرة إلى التلفزيون، ويمكننا أن نراها بوضوح في أي قناة فضائية عربية تترك في قاعها هامشًا لاستقبال رسائل المشاهدين النصية، التي تزخر بما يمكن أن يمثل مادة لغوية غنية لأي دراسة تتوخى معرفة أسباب الانحدار اللغوي الذي نعيشه، وتاريخه، ومصير اللغة العربية في ظل وجوده، وكيفية حمايتها منه، ومن الاستمرار في الانحدار.
ولعلّ هذا هو الخطر الأول المحدق بنا وبلغتنا من حيث لا نشعر. إننا نعيش في زمن يسعى الكل فيه إلى الاختصار، والحجة أننا في عصر السرعة، وأن كل شيء يجب أن يمشي وفق إيقاع سريع، وإلا كان متأخرًا (أو متخلفًا!!) عن ركب الحضارة والتطور.
والخطر الثاني هو استخدام الاختصارات الأجنبية
بحروف عربية- في المحادثات العربية، ولا أعرف هل أفسر هذا بأنه صَوْنٌ للعربية عن العبث بها؟! أو استحسان لكل ما هو أجنبي ووافد وعدم الاقتناع بصلاحية اللغة العربية للتعبير عن روح العصر كما ينبغي؟؟!! ونتيجة لهذا أصبحت لغة شريحة كبيرة من أفراد هذا الجيل (الإنترنتي) مزيجًا هجينًا من كلمات وأحرف عربية وأخرى إنجليزية، لو صُفَّت كلُّها على سطر واحد وعُرِضَت على أحد علماء اللغة العربية الذين غادروا عالمنا قبل عشر سنوات فقط مثلاً لما تمكنوا من فهمه أو التقاط المعنى المتضمن فيه.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة