تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

بعد هطول الأمطار الأخيرة .. مستنقعـــــــات..ياديوانيـــــــة!
 

الديوانية/ باسم الشرقي
كثيرة هي الأموال التي يعلن عن رصدها لتطوير الخدمات البلدية وتنفيذ مشاريعها المختلفة لكن هذه الخدمات وباعتراف كبار المسؤولين في محافظة الديوانية لم تصل الى المستوى المطلوب الذي يتناسب والحد الأدنى مع تطلعات اهالي المدينة. مداخل المدينة من شمالها وجنوبها تستقبل الزائرين بالحفر والمطبات اغلب شوارع المدينة الرئيسة تحولت الى مستنقعات وبرك أسنة. تلال النفايات في هذه الشوارع ازدادت بعد سقوط الامطار الغزيرة على المدينة مؤخراً .. إما احياء الديوانية وأسواقها فتعاني من نقص حاد في الخدمات البلدية إضافة إلى الفوضى في تنفيذ المشاريع بسبب انعدام التنسيق بين مختلف دوائر المحافظة مما جعل الأرصفة مكسرة وتملؤها الحفر بعدما استخدمت لمد شبكات الماء أو الكهرباء أو الهاتف. يقول احد المهندسين المختصين : هناك مقاطع تصميمية ثابتة للأرصفة والشوارع يعرفها المختصون لكن عندنا لايتم العمل بها بصورة صحيحة، أعطيك مثلاً شارع عرضه عشرة أمتار يكون عرض الرصيف فيه 2,5 متر و يفترض إن يقسم الرصيف إلى ثلاثة مقاطع تمد خلالها الخدمات وعلى النحو الاتي :المقطع الأول والقريب من الدور السكنية و المحال التجارية يكون لمد خدمات الهاتف والاتصالات إما المقطع الوسطي من الرصيف فهو مخصص لخدمات الكهرباء والقسم الأخير مخصص لمد شبكات الماء. ويضيف موضحا لو إن كل جهة من هذه الجهات استغلت الجزء المخصص لها لما كان هناك قطع للكيبلات أو كسورات في شبكات الماء، إما العمل الان فهو فوضى حقيقية إذ تعمل كل جهة على حدة ودون تنسيق مما يؤدي إلى تخريب الأرصفة وجعلها كما تبدو الان كل ينجز عمله ويترك الأنقاض والرصيف دون إعادة رصفه فيصبح مكاناً لتجمع الأتربة والنفايات إضافة إلى أنقاض العمل التي لاترفع الا بعد مدة طويلة. المواطن الديواني والزائر إلى المدينة يعانيان من المطبات والحفر في الشوارع وخاصة أصحاب المركبات وسواق النقل العام ويطالبون بلدية الديوانية والدوائر الاخرى بإنجاز اعمالها وفق المواصفات وبسرعة مناسبة. (شارع التحدي) الذي يعد احد الشوارع الرئيسة اغلق منذ اكثر من ثلاثة اشهر بسبب عمل البلدية ومديرية المجاري .. (المدى) استطلعت اراء بعض المواطنين في هذا الشأن، المواطن (محمد سلمان) قال: في الحقيقة كنا نتمنى ان يتم الارتقاء بواقع مدينتنا الخدمي بعد سقوط النظام البائد ولكن الواقع الخدمي اخذ بالانحدار وانا اعتبر ذلك إهمالاً من قبل مسؤولي الحكومة والبلدية. المواطن ( جبار حمزة ) سائق سيارة اجرة يقول كنت في زمن النظام البائد امتلك سيارة فولكا ولا أتاثر ( بالحفر) التي تملأ شوارع المدينة ولكن بفضل الله انا اليوم امتلك سيارة اوبل وصدقني قلبي يحترق عندما ( تطس ) سيارتي في إحدى الحفر وشغلي الشاغل هو (الحفر) ولو تسألني كم حفرة اقع فيها يوميا" لقلت لك المئات تصور أن بلدية الديوانية قامت مؤخرا" بردم الحفر ولكنها زادت ( الطين بلة ) لكون عملية الردم تحولت الى اشبه بالتلال الصغيرة التي تؤثر على سير السيارات. السيد( نبيل سالم ) موظف يقول نادرا ما أرى سيارات أو عمال البلدية في الحي الذي اسكن فيه وعندما ترى العمال في بدلاتهم البرتقالية فإنهم كثيرا ما يضيعون الوقت ولا يتم تنظيف الشوارع، وهي أساسا غير مبلطة وتصبح مستنقعات في فصل الشتاء، وتساءل لماذا لا يتم التبليط في الأحياء غير المبلطة بدل مشروع المياه المطرية غير المفيد حسب رأيه. السيد ة (علياء حميد) ربة بيت تقول أن الامطار التي هطلت خلال ايام العيد اغرقت شوارع الديوانية واصبحت في حال يرثى لها بعدما كانت تعاني من انتشار النفايات وأضافت: يجب على المسؤولين الاهتمام بنظافة المدينة وتخصيص كوادر تعمل بجدية وتقوم بواجبها على اكمل وجه . المواطن ( عماد حسون بقال) .يرى أن عمال البلدية لايقومون بواجباتهم بصورة صحيحة ولاسيما في شوارع المدينة التي يكثر فيها الباعة الجوالون واصحاب ( الجنابر ) الذين لاتهمهم نظافة مدينتهم، فهم يقومون برمي نفاياتهم في وسط الشوارع دون ان يضعوها في اكياس خاصة، انا اقوم بوضع كافة النفايات الخاصة بعملي في كيس وارسلها الى اقرب حاوية ولكن كل انسان عليه بنفسه، انا في الحقيقة اتألم لواقع شوارع المدينة خصوصاً بعد ( التعزيلة ) منظر السوق يبدو شبيهاً (بحاويات النفايات). الحاجة (ام نبيل) تمتهن بيع الدجاج في سوق الديوانية الذي يقع في شارع العلاوي تقول .البلدية تتحمل مايجري في هذا الشارع فقد قامت بنقل حاوية النفايات من هذا المكان وها انت تشاهد هذا المستنقع الكبير الذي يتوسط واحدا" من اكبر شوراع المدينة التجارية، فالكل هنا يقوم برمي نفاياته في هذا المكان (البقال وذباح الدجاج والقصاب وصاحب العلوة).


فقراء (الخانات)

علي الاشتر

حسناً تفعل الفضائيات في نقل المشهد المؤلم لفقراء (الخانات) في واحد من اغنى بلدان العالم. تقريران عن اولئك البائسين اضطر العراقيون فيهما لذرف الدمع، اذ شاهد العراقيون أنفسهم في تلك الصورة المزرية، شيوخ كبار في السن ونساء بلا ازواج واطفال بلا حليب او لعب، كل من ظهر في تقريري الفضائيتين شكا الى الله وطالب المعنيين (الناس والحكومة والمنظمات غير الحكومية) ان يلتفتوا لحالهم، ولم يقل ولا واحد من فقراء (الخانات) ان احداً قد سأل عنهم وعن احوالهم، ماعدا ثناء احدهم على صاحب الخان الذي يقبض في نهاية الشهر (ايجارات) الغرف المتداعية التي تؤوي مواطنين عراقيين قذف بهم الزمان الى هذا القاع (فقراء الخانات).
ويبدو ان فقراء (الخانات) في العراق لا وجود لهم بالنسبة للجهات التي تزعم فعل الخير والاحسان للبشر (وزارة العمل والرعاية الاجتماعية، وزارة حقوق الانسان.... المنظمات الانسانية والجمعيات الخيرية) ولو شعرت تلك الجهات بوجودهم لقالوا ان فلاناً او تلك الجهة قد زارتنا وقدمت لنا كذا... ولكن يبدو ان اخوتنا العراقيين فقراء الخانات يقطنون خارج الكرة الارضية.
نقد جارح يوجهه مشهد فقراء الخانات للمسؤولين في الدولة والاحزاب والعشائر وبقية الناس في هذا البلد الغني، نقد وعتاب مصحوب بنشيج الكرامة المجروحة يوجهه فقراء الخانات لكل عراقي تنبض في ضميره مشاعر الاخوة الانسانية، من اجل ان تتحرك همم المنابر الانسانية لتنتشل اولئك الرافدين في قاع فقراء الخانات.
المهجرون و المهاجرون أحوالهم اهون بكثير من فقراء الخانات فثمة اهل وسكن ووزارة ترعاهم والمشمولون بشبكة الرعاية الاجتماعية تشيع في نفوسهم هذه الايام طمأنينة الراتب (الهزيل) والمفصولون السياسيون والمتضررون عادوا الى وظائفهم، وستتحسن احوال عوائل الشهداء بعد ان سنت الجمعية الوطنية قانوناً ينصفهم الا فقراء الخانات لم يلتفت لهم احد ولا هم يعرفون الى اين يتوجهون، ولكن المؤكد ان عينهم تنظر الى السماء بانتظار رحمة من خلقهم، وطن يبحث عن فعل الخير نقول ان فقراء الخانات يهجعون على فاقتهم وجوعهم على مقربة من الامام موسى الكاظم (ع) ينتظرون ايادي الخير لتبني لهم اكواخاً ينامون فيها وتمنحهم مايسد رمقهم من الدنانير، ولايريدون ستلايت ولاسيارة ولاموبايل... يريدون حقهم الشرعي في ملكية النفط... ويقولون وعد الدكتور أحمد الجلبي ابناء الشعب العراقي بتوزيع 400 مليون دولار على البطاقة التموينية، ويذكرون ما قاله الدكتور ابراهيم بحر العلوم وزير النفط السابق بتوزيع بعض مردودات النفط الناجمة عن الزيادة في الاسعار على العوائل الفقيرة وكذلك السيد رئيس الوزراء الدكتور الجعفري.. ان فقراء الخانات يسألون ببساطة المواطن العراقي (وينها الوعود؟).
نتمنى على وزارة العمل والرعاية الاجتماعية ان تشكل لجنة لفقراء الخانات والفنادق والشوارع لجنة خارج المكاتب تمضي بحثاً عن اولئك العراقيين لتضمهم الى شبكة الرعاية الاجتماعية كما نحمل وزارة حقوق الانسان مسؤولية متابعة قضية فقراء الخانات اذ لايعقل ان يحيا هكذا فقراء الخانات في بلد غني كالعراق.
واخيراً نطالب المنظمات الانسانية والخيرية ان تسعى لاولئك البشر في اماكن بؤسهم لتقدم لهم ماتستطيعه.


مهنة بلا رأسمال تحتاج إلى صحة جيدة فقط!

  • حمال كسر ظهر... حمال (بعربانة).. وحمال الاسية!
  • طلبة جامعيون وموظفون يعملون حمالين
     

بغداد/ مفيد الصافي
تصوير/نهاد العزاوي

" دير بالك دير بالك يمعود " عبارة تتردد وسط السوق ، فيعيد الحمال الشاب إطلاقها ثانية بين كل لحظة وأخرى توسيعاً لطريق بين الزحام الخانق في الشورجة .كان العرق يتصبب من وجهه بغزارة وهو يسحب العربة الحديدية بعجلاتها المطاطية الكبيرة وبحمولتها الثقيلة متوقفا احيانا كثيرة محاولا اتخاذ الوجهة الصحيحة بين المارة الذين يتضايقون منه، خوفا من الاصطدام بالعربة مبتعدين عن جوانبها الحادة. العربة امتلأت إلى أعلى مستوى لها بصناديق من الكارتون تظهر أغلفتها انواعا من الاجهزة الكهربائية ، أمامه عربات كثيرة تحاول جاهدة اختراق الطرق الفرعية التي اختلطت بالزبائن والبضائع المختلفة، أما إلى الخلف فكان التاجر يسرع محاولا اللحاق به.
باب الله
قرب ساحة الوثبة، كان يقف الى جانب عربته الخشبية، ينتظر أن ينادى عليه احد . ياسر(ابو مريم) 33 عاما ، أب لثلاثة أولاد، من سكنة منطقة الحسينية ، تحدث عن عمله بعد سقوط النظام وعن طريقة حمله للبضائع التي يطلب منه التجار او الزبائن ان يحملها .وهو مثل اغلب العاملين في هذه المهنة لا يفضل أن يصرح باسمه الكامل. حرك اليشماغ الأحمر الذي كان يلفه على رقبته قائلا" نحن على باب الله. نحمل البضائع الثقيلة من المواطنين الذين يشترونها من الأسواق . او حينما تأتي سيارات التجار لتفرغ بضاعتها في المحال". وهو يفضل ان يكون له زبائن دائمين من أصحاب المحال. وذكر ان سعر العربة الخشبية القديمة يصل إلى أكثر من خمسين الف دينار " هنالك نوعان من العربات التي يستعملها الحمالون، الحديدية و تستعمل في ألاماكن الضيقة ، اما الخشبية فستعمل في ألاماكن المفتوحة".
الحمال العجوز
على جانب الشارع القريب من سوق الغزل ، كان علي ظاهر حيدر 68 عاما- أب لسبعة أفراد- رجلاً عجوزاً غطت التجاعيد وجهه . ورغم انه بهذا العمر لكنه يعمل منذ الصباح ليعود بعربته الى الخان قرب سوق الغزل وعند المساء يعود برزق عياله.كان يدفع عربته الخشبية الجديدة بمهل - سرقت العربة القديمة قبل فترة- وهو يعمل في الشورجة منذ عشرين عاما. وصف العمل بانه جيد وان اغلب الأعمال التي يقوم بها هي نقل أكياس الرز أو السكر إلى المحال ويتقاضى عن كل حمولة ألف دينار او ألفين وأضاف قائلا " الاجرة حسب مروءة الزبون . أحيانا بعض الزبائن يقول لا نملك مالا فأقول له اذهب الله وياك" واثناء كلامه كان يردد كلمة على باب الله أكثر من مرة. وأضاف ان الحمال يجب أن يكون لسانه حلوا مع الزبائن وأخلاقه جيدة..
التلميذ الصغير
كان ينظر الى السيارات العديدة بعيون مفتوحة صغيرة " في أوقات الدوام انا لا اعمل " هذا ما قال رامي- وربما كان اسمه غير حقيقي
عائلته فقيرة الحال تسكن في أطراف الكرادة ،يبلغ عدد أفرادها ستة . يعمل أبوه اجيرا في محل لبيع المواد الغذائية .وهو طالب في الصف السادس الابتدائي. ياتي ليعمل هنا. يعرفه صاحب الخان الذي يؤجر منه عربته بالف دينار يوميا. و يعمل في نقل الحاجيات الكهربائية . وصف التجار الذين يعمل معهم بأنهم كرماء ويعطونه (بخشيشا) جيداً وهؤلاء لا يشغلون الا من يعرفونه . ابتسم وهو يقول " انا اعمل في اوقات العطلة ، إن العمل ليس عيبا " ولكنه مع ذلك رفض التقاط صورة له!
صاحب خان

خلف سوق الغزل وعبر زقاق ضيق إلى اليمين ينفتح الخان بساحته الواسعة .اصطفت فيه العديد من العربات بلون ازرق وضع على كل واحدة رقم خاص بها. في احد جوانب الخان رجل في الستينيات من العمر جلس وحيدا على مقعد صغير قرب نار أشعلها ليتدفأ بها . قال (ابو كريم) متحدثا عن عمله " لدي هنا بحدود سبعين عربة خشبية وانا اؤجرها الى الحمالين بسعر الف دينار في اليوم" . وأضاف ان اغلب الحمالين هم من أبناء المحافظات مثل الناصرية والسماوة والديوانية وديالى ومناطق قريبة من بغداد . تحدث عن احوال الشورجة في الماضي وعن محدودية المواد التي كانت تباع فيها مثل الحنطة والشعير والرز والتفاح الذي تاتي به سيارات قادمة من سوريا والأردن في الخمسينيات والستينيات ثم تحولت الشورجة إلى ما هو عليه الوضع الآن. وكيف كان الحمالون يحملون البضائع على ظهورهم ولم تكن هنالك عربات. وذكر ان احد الحمالين سكن شارع الكفاح استطاع ان يبني بيتا له من عمله في الحمالة، العربة التي كان يعمل بها والجندة التي كان يستعملها- وهو حزام يشد على الظهر من الجلد المبطن بالصوف ويلبس على شكل كتافيات على الظهر، قام بتعليقها على سطح منزله الذي اشتراه مما جمعه من عمله كي لا ينسى انه كان حمالا في يوم ما وبقيت العربة فترة طويلة إلى أن جاء يوم انزلها أعضاء في الجيش الشعبي أيام النظام السابق.
(أبو فراس) الحمال الذي اصبح تاجرا كبيرا والذي "مشت اموره " وكان يعمل من شروق الشمس حتى مغيبها بدون كلل، وصف مهنة الحمال بانها غير مكلفة وتحتاج الى صحة بدنية فقط. وتذكر عمله في حمل الأقمشة في شارع النهر وبكميات تصل الى نصف طن ، منذ الصباح إلى المساء ليحصل على نحو 30 إلى 50 الف دينار في اليوم. وعن أهمية الأمانة والثقة قال " الأمانة اهم شيء في عملنا لان البعض من الحمالين يسرق من البضاعة التي يحملها والسارق مهما طال الزمن سيفتضح أمره".
حوادث العمل
كان نبيل ابراهيم 23 عاما اب لطفل واحد يعمل في نقل اكياس البهارات والمواد الغذائية . اكتست عربته بلون اصفر يحاكي لون وجهه حتى بدا كأنه مصاب بمرض خطير. لم يكمل دراسته، يحصل على 10-15 الف دينار في اليوم، ويفضل تجار جميلة على غيرهم في (البخشيش) الذي يمنحونه. تحدث عن تعرضه لحادثة ادت الى ابتعاده عن العمل مدة طويلة قائلا " دخلت مرة في مخزن مظلم وكنت احمل بضاعة على ظهري يصل وزنها الى 60 كيلو غراما ولم اكن مسيطرا على وضعي فحصل التواء في قدمي وتعرضت الى الكسر".
ابو كاظم ، 54 عاما، يعيل عائلة كبيرة متكونة من عشرين شخصاً، يعمل منذ خمسة عشر عاما قال: " لا يستطيع أي رجل أن يعمل في هذه المهنة فهي تورث الكثير من الامراض "وذكر متاعب المهنة وكيف أن اغلب العمال القدماء رحلوا سريعا عن هذا العالم .وعن الامراض التي يعاني منها الحمال بسبب الاعمال الشاقة التي يقوم بها، قال" في إحدى المرات تعرضت الى تشنج في ظهري ولم اعد الى سابق عهدي الا بعد عام" وعن مضايقات تحدث احيانا مع المارة في الازقة حينما يصطدمون بعرباتهم ، او حينما تحدث مشاكل بين الزبائن والحمالين .وقال أخيرا" لعنة الله على الطاغية صدام ، اننا من دون مستقبل بسببه "
(ابو ياسر) 38 عاما ، من محافظة السماوة لم يرجع الى اهله منذ ستة اشهر وأخوه ياتيه كل شهر ليعود بما يحصل عليه إلى أسرته الفقيرة. قال " إن البعض يخاف من التطوع في الشرطة او الجيش لان الارهابيين يستهدفونهم " وتحدث عن الصعوبات التي يواجهها ابناء المحافظات وعن مقدار ما يعانونه في الفنادق، إذ تصل اجرة المبيت في الليلة الواحدة من 1500 الى 3000 دينار للسرير الواحد.وهم يفضلون الفنادق الرخيصة في الباب الشرقي . ويصرف (ابو ياسر) يوميا نحو ستة الاف دينارعلى نفسه ،وعليه ان يحصل على 15- الى 20 الف دينار حتى يستطيع ان يدخر المال الى عائلته . وذكر ان الحمالين الذين يسكنون بغداد أمورهم أفضل لأنهم لا يضطرون الى دفع أيجار المسكن. وقال ان التجار الذين يتعاملون معهم كثيرا ما يستغلون الحمال في إدخال وإخراج البضائع من دون مقابل على امل انهم يحصلون على آجورهم من الزبائن، وقال " اكثر ما نكره في التاجر هو بخله ".
النجار الطيب
تحدث فؤاد خضير ، 33 عاما ، عن بدايات عمله وكيف تسرح من الجيش ليعمل في مهنة الحمالة اول الامر . اما الان فهو صاحب خان يبلغ إيجاره 200 الف دينار في الشهر . وهو ياخذ بطاقة الغذائية او الجنسية من الحمال الجديد الذي لا يعرفه .وكل حمال يثبت على عربته التي يعمل بها. وفي سجل الأسماء وضع جدولا بالأسماء الأولى للعمال وجدولا بأرقام العربات ، وحينما تخرج العربة يضع خطا مقابل الاسم واذا دفع المبلغ يضع خطين وحينما يعود بالعربة يضع شكل دائرة على الخطين . وهو يملك خمسين عربة، " في الماضي كانت العربة تكلف 30 ألفا أما اليوم فتصل كلفتها الى 90 الف دينار. اطار العربة كان بسعر 3 آلاف دينار أصبح ألان بعشرة آلاف دينار، وكان ايجار العربة ب250 ديناراً اصبح الف دينار "
وتحدث عن سرقة العربات وهو امر شائع بين الحمالين اذ يحدث ان يستغفل احدهم الحمال فيقول له هل لك ان تجلب لي وصل المواد فقد نسيته في محل التاجر فلان او يدعي بانه نسي مفتاح السيارة وربما يقوم بعملية الاحتيال هذه رجل يرتدي (قاط ورباط) ولكنه يسرق قوت الحمال. لدى فؤاد خبرة في النجارة وهو يقوم بصنع العربات بنفسه والعربة التي تكلف 90 الف يقوم بتصنيعها ب70 الف دينار.
وذكر ان عمله في الشتاء يصاب بالكساد بعض الشيء وان العمل افضل في الصيف، لان كثيرا من التلاميذ ياتون للعمل فيها . يعمل عنده الان بعض من طلبة الكليات وبعض الموظفين " لدي حمال يدرس في كلية التمريض ولدي معلم وموظف في وزارة الصحة يقول ان راتبه يصل الى مئة الف دينار وانه لا يكفيه" مرة سرقت له 3 عربات في يوم واحد " نحن نحاول ان نفهم الحمالين الجدد بهذه الامور لئلا يتعرضوا الى السرقات"
التجار والحمالون
اعترف ابو سعد العبيدي 43 عاما ، من سكنة الموصل،وهو تاجر يبيع السمسم والجريش ، بانه يفضل الحمال الذي يعرفه على الحمال الذي لا يعرفه حتى يتم إيصال البضاعة إلى المكان المطلوب دون ان يلحق بها الضرر ولا يهم سواء اكان شيخا ام شابا " نعم ان بعض التجار لايعطون الحمال حقه الذي يستحقه . وهنالك من لا يعطيه حقه ناهيك عن إعطائه البخشيش ".
قرب المكان كان هنالك حمالون يفرغون شاحنة مليئة باكياس الطحين، ويحملون الأكياس الثقيلة على ظهورهم ، وثمة عامل كبير ذو شوارب كثة يردد أهازيج لهم وهم يعيدونها خلفه ، كان هنالك اثنان منهم يجهزون الكيس ويرفعونه للحمال بطريقة خاصة على ظهره وكأنه يحمل حملا خفيفا! قال صاحب الخان " تبقى الحمالة متميزة كونها لا تتطلب راس مال وتحتاج الى صحة جيدة .وكل ما عليك هو ان تؤجر عربة تدفع ثمنها في نهاية اليوم".

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة