الاولى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

جميع الأطراف تدعو إلى التماسك الوطني ورد مخططات القتلة: الإرهاب يستهدف مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (ع) .. اجتماع للمرجعيات.. وآية الله السيستاني يحرّم الاعتداء على مساجد السنة
 

بغداد / سامراء / المحافظات
مندوبو ومراسلو المدى

أعلن مصدر في الشرطة أمس الأربعاء ان مسلحين مجهولين قاموا بتفجير قبة مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري وسط سامراء مما أسفر عن هدم جزء كبير منها.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "مسلحين مجهولين اقتحموا صباح أمس (الاربعاء) مركز شرطة حماية المرقد وقيدوا عناصر الشرطة الخمسة الموجودين فيه ثم زرعوا عبوتين ناسفتين تحت القبة وقاموا بتفجيرها".
ونقل مراسل (المدى) في سامراء ان جزءا من القبة المطلاة بالذهب انهار بعد تفجير العبوتين بفارق ثلاث دقائق بينهما.
وفي اثر ذلك عقدت المرجعيات الدينية في النجف الأشرف اجتماعاً طارئاً في مكتب سماحة السيد السيستاني لدراسة الاعتداءات الآثمة على مراقد أئمة أهل البيت (ع) في سامراء.
وقد أغلقت الأسواق التجارية في مناطق واسعة من العراق أبوابها استجابة للحداد الذي أعلنه السيد السيستاني.
وعلى صعيد متصل شهدت مدن العراق مسيرات ضخمة تستنكر الجريمة الجبانة على مرقدي الإمامين العسكريين (ع).
وأعلن مكتب المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني عن تحريم أي اعتداء على مساجد السنة ولاسيما مقامي أبو حنيفة والكيلاني وحذر السيد السيستاني من استغلال بعض المندسين للإساءة لأخواننا أهل السنة.
وفي الوقت الذي دعا فيه السيد آية الله علي السيستاني إلى التهدئة وعدم مهاجمة المساجد السنية.
واعلن مصدر في الحزب الاسلامي العراقي عن وقوع اعتداءات ضد ثلاثة مساجد سنية في بغداد.
واتهم الرئيس جلال طالباني "التكفيريين" بالوقوف وراء الاعتداء على مرقد الامامين الشيعيين علي الهادي والحسن العسكري(ع) في سامراء من اجل "اثارة الفتنة الطائفية".
وافاد مصدر رسمي لبناني ان السيد مقتدى الصدر الذي وصل الثلاثاء الى بيروت وكان من المقرر ان يلتقي الرئيس اللبناني اميل لحود الغى الزيارة وكل اللقاءات المقررة وعاد اليوم الاربعاء الى بغداد بسبب "اضطرابات" في بلاده.
وقال مصدر في المرجعية ان "اية الله علي السيستاني يدعو الى التهدئة وعدم التعرض الى المساجد والمقامات السنية (...) وحرم الاعتداء على المساجد السنية وخاصة مسجدي ابو حنيفة و"الكيلاني"، اكبر مسجدين سنيين في بغداد.
واوضح المسؤول ان "السيستاني يطالب الناس بالاجماع بادانة هذه الجريمة بالطرق السلمية وضبط النفس".
وكان المسؤول نفسه قد قال في وقت سابق ان "اية الله السيستاني اعلن حالة الحداد سبعة ايام وطالب العراقيين بالتظاهر لادانة هذا العمل كل في محافظته".
وتظاهر آلاف من اهالي مدينة سامراء تعبيرا عن احتجاجهم بعد الهجوم الذي ادى الى تدمير جزء كبير من قبة ضريح الامام علي الهادي عاشر الائمة المعصومين لدى الشيعة.
وتجمع الآلاف من اهالي مدينة سامراء في الساحة المحيطة بالمرقد وحوله بعد وقت قصير من الانفجار للاحتجاج على الاعتداء.وقد رفعوا عمامة الامام علي الهادي وسيفه ودرعه التي كانت محفوظة في احد سراديب المرقد وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك يا امام".
وقال الشيخ احمد ضايع امام وخطيب مسجد الرسالة في سامراء وعضو هيئة علماء المسلمين (السنة) ان "هذا العمل الارهابي الذي استهدف مرقد مقدس للمسلمين يهدف الى زرع الفتنة الطائفية بين العراقيين".
ورفع المئات من المتظاهرين اعلاما عراقية ورايات اسلامية وسط حطام المرقد.
وقال الشيخ احمد عبد الغفور السامرائي رئيس ديوان الوقف السني لوكالة فرانس برس ان "الاعتداء على مرقد الامام علي الهادي عمل اجرامي وجبان".
ورأى رئيس الوزراء ان "هذا عمل شائن غادر لا يطول منطقة معينة او مرقدا معينا بل يطول المسلمين كلهم والانسانية كلها كذلك".
ودعا الشعب العراقي الى "غلق الطريق امام المخربين الذين يستهدفون وحدة الشعب العراقي".
واعلن الجعفري الذي توجه الى سامراء الحداد العام في العراق لمدة ثلاثة ايام "مواساة لهذا الحادث الاليم".
من جانبه، اكد موفق الربيعي مستشار الامن القومي ان "مجموعة من المسلحين ترتدي زي مغاوير الشرطة قامت صباح (الاربعاء) بدخول المرقد وتكبيل الحراس وتفجير المرقد بمادة تي أن تي شديدة الانفجار.
واتهم الربيعي "الارهابيين والصداميين والتكفيريين بالوقوف وراء الحادث بهدف خلق فتنة طائفية وحرب اهلية في العراق"، مشيرا الى ان "هناك بصمات القاعدة في الحادث".
وقال "اوجه نداء الى شعبي بسنتهم وشيعتهم ان لا يكون هذا الحادث سبباً لفرقتهم بل سببا لزيادة الوحدة الوطنية من اجل اسقاط كافة المؤامرات التكفيرية وافشالها".
وفي مدينة النجف دان آية الله علي بشير النجفي الهجوم. وقال نجله ان "والدي تأثر تأثرا كبيرا بالاعتداء الآثم على صميم الاسلام والعراق ومحاولة لخلق الطائفية".
وشهد عدد من أحياء بغداد ومناطق أِخرى في العراق تظاهرات غاضبة دانت الجريمة واتهمت التكفيريين والصداميين بالوقوف وراءها.


مقدسات الجميع  والاعداء اعداء الجميع
 

المدى

بالاقدام على الجريمة البشعة في سامراء، يكون الارهاب قد ولج اتعس خياراته في الاستهتار، ليس بالقيم والمرتكزات الروحية المقدسة حسب، وانما ايضا باستقرار الامن والسلم الاجتماعيين. لقد اثبت المجتمع العراقي خلال الاعوام الثلاثة الاخيرة قدراً مدهشاً من الحرص على الاحتفاظ بأمنه وتعايشه وتماسكه، مفوتاً بهذا الكثير من الفرص القذرة التي اراد من خلالها الارهابيون اشعال نار الفتنة وتأجيج صراع طالما حلم به القتلة لتمرير مشروعهم الظلامي واسقاط تجربة التحول نحو الديمقراطية.
وتأتي جريمة تفجير مرقد الامامين علي الهادي و الحسن العسكري (عليهما السلام) تعبيراً عن ازمة الارهاب وفشله في تحقيق مشروعه، ولعل النتائج المعاكسة التي نجمت عن الجريمة تثبت قوة ارادة الشعب في دحر نزعة القتل و التدمير الكامنة في نفوس المجرمين.ان رجاحة عقل المرجعيات والجهات الدينية والاجتماعية والسياسية ووقوف الشعب بمختلف اطيافة صفا غاضبا واحدا ضد الجريمة اكد انتصار الارادة الشعبية وخذلان احلام الارهابيين.
ليس مهما الكلام الآن عن بشاعة وانحطاط الجريمة والمجرمين.لكن المهم الآن التاكيد على تفعيل الدور الشعبي في محاصرة الارهاب وتأشيره واجتثاثه. ليس مهما التعبير عن الادانات والاستنكار وتوزيع التهم بما يشتت الانتباه على المجرمين انفسهم. المهم هو تسمية الاشياء باسمائها، والوقوف بوضوح وقوة ضد هذه الارادات التي تسعى الى النيل من وحدة المجتمع وسلامه.
إن المطلوب من جميع الجهات اتخاذ موقف واضح من الجهات التكفيرية والإجرامية من خلال إدانتها بشكل مباشر وصريح وعزلها اجتماعياً وسياسياً وإعلامياً ومنعها من تنفيذ مخططاتها الإجرامية. مثلما نرى أن ما قام به البعض من ردود أفعال في غير محلها، حين طالت الاعتداءات عدداً من المساجد في بغداد والمحافظات هو عمل غير مسؤول وغير متفهم للجريمة ولطبيعة تفكير القائمين بها الذين يريدون إشعال نار فتنة طائفية تطول الجميع وهو عمل يتنافى والقيم السامية التي قامت عليها حياة ودعوة الإمامين الشهيدين اللذين استهدف مرقدهما المجرمون.. وهذا ما نبه عليه المرجع الديني الكبير سماحة السيد السيستاني والمراجع الآخرون الذين حرموا مثل هذه الأفعال.
ندرك تماما ان الغضب الشعبي مبرر ومطلوب. ولكن نعتقد ان مهمات المجتمع بمستوياته وتمثيلاته المختلفة ان يوجه هذا الغضب الوجهة الصحيحة التي تفهم ان المقدسات هي مقدسات الجميع بمختلف طوائفهم، وان الاعداء هم اعداء الجميع بمختلف طوائفهم. وحين يدرك الجميع مثل هذه البديهية، نكون قد وضعنا الخطوة الاهم في الطريق نحو اجتثاث الأرهاب والأرهابيين الذين يريدون تدمير أمن الجميع وسلامهم ومستقبلهم.


(سنتي في العراق).. تنشره المدى في حلقات يومية
 

كتاب بريمر الصادر حديثاً حول تجربة عمله في العراق (سنتي في العراق) .. الحلقة الثانية عشرة ص8

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة