الاخيرة

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

لتأجيج الفتنة والتفرقة الطائفية يد الإرهاب تستهدف المقدسات في سامراء

مرة أخرى يقوم الإرهابيون، بضرب موقع مقدس، له حظوته عند المسلمين في العراق والعالم، ألا وهو ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، في غاية واضحة وضوح الشمس، هي خلق فتنة وإشعال لنار التفرقة والطائفية بين ابناء الشعب العراقي، بعد ان باءت كل محاولاتهم بالفشل، وجربوا حظهم العاثر في كل مكان وموقع، ولم يحصدوا غير الخذلان.
متابعة المدى
(المدى) استطلعت آراء المواطنين حول العمل الإجرامي الذي طال مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام). في البداية تحدث إلينا المواطن عبد الزهرة محسن أحد رجال الشرطة قائلاً:
صورة الإجرام مكشوفة
البلد يمر بظرف سياسي صعب ومرحلة مخاض عسيرة من أجل إتمام عملية تشكيل الحكومة القادمة، وليس غريباً أن يستغل هذا الوضع من قبل الجهات الإرهابية التي تريد شق الصف العراقي من خلال أعمال إجرامية رخيصة، هدفها الأول إشعال الفتنة الطائفية داخل مجتمع معروف بنسيجه الاجتماعي المتماسك والمتشابك منذ آلاف السنين، لذا باتت كل أشكال وصور الإجرام مكشوفة من قبلنا ولنا تجد لها طريقاً بيننا وهذا مؤكد.
أما المواطنة نضال فاضل سرحان التي أبدت شجبها لهذا العمل الإجرامي فقد تحدثت قائلة: في البداية أود أن أذكر أن مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري (عليهما السلام) هما لعامة المسلمين شيعة وسنة عرباً وأكراداً. وهو ارث ديني إسلامي وإنساني قبل كل شيء، ونحن نعلم يقيناً أن من قام بمثل هذا العمل الجبان هدفه النيل من كل فئات هذا الشعب المبتلي بالإرهابيين والتكفيريين وأذنابهم، لكن الشعب العراقي وفي كل محنة يصر على أن يكون بتلاحمه ووحدة صفه نوراً وهاجاً يعمي به بصائر الحاقدين، وان رجالات العراق سيتكفلون بقمع الإرهاب والإرهابيين وقبرهم إلى الأبد.
أعمال رخيصة ودنيئة
وتحدثت المواطنة قسمة محمد التي لم تتمالك من أن تذرف دموعها حزناً على التطاول على المرقد الشريف وقالت: حسبنا الله هو الذي يقتص ممن فعل هذا ومن يريد أن ينال منا نحن العراقيين بسوء. وأكدت إننا نؤكد على التلاحم والتكاتف ونبذ الفتنة الطائفية ومن يسعى لتأجيج نارها من خلال أعمال رخيصة ودنيئة ولن نسمح أن نكون أبداً. فمنذ أن خلق الله هذه الأرض حتى هذه اللحظة كنا أسرة واحدة نتصاهر ونتعايش بسلام وأمان لذا لن تكون هناك بأذن الله أية فتنة أو تفرقة بهذا العمل اِلإجرامي أو غيره لأننا واعون بكل أهدافهم القذرة والسيئة.
النوايا السيئة
أما المواطن جمال محمد، فقد تحدث عن هذه الجريمة النكراء بالقول: لم يعد خافياً على أحد أن الإقدام على هذه الجريمة في التوقيت والنوايا السيئة إنما يستهدف وحدة الشعب العراقي وتمزيق نسيجه الاجتماعي المتين، كما إن وجه الإرهاب القبيح بات مكشوفاً للجميع، لذلك أنا كمواطن عراقي أدعو القادة السياسيين ورجال الدين الحكماء وأخوتي من أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية أن يفوتوا الفرصة على أهداف الإرهابيين من التكفيريين والظلاميين الذين يستهدفون قتل الحياة في الوطن.


جريمة استهداف الاماكن الدينية
 

شاكر الأنباري

ما يبعث على الألم في النفوس، هذا الاصرار الغريب على استهداف الارث العراقي، الذي كان دائما مبعث احترام واجلال لكل فرد، سواء كان من هذا الدين او ذاك، هذا المذهب أو غيره.
ولعل استهداف ضريح الامام علي الهادي في سامراء جزء من هذا المسلسل العبثي والظلامي.
مسلسل لا يمكن ان يقال عنه الا انه غريب وشاذ تماما على روح الانسان العراقي الذي تعايش لمئات السنين مع تلك الرموز والأضرحة والأسماء المبجلة.
ومن يعتقد ان مثل هذه الأعمال الاجرامية ستشعل حربا طائفية في المجتمع فهو واهم، ويجهل نسيج الوطن الذي تشابك على مر الزمن. لأن القصد من وراء هكذا افعال شائنة مكشوف، ولا يمكن تبريره لا اخلاقيا ولا دينيا ولا انسانيا.
ونحن نتذكر قبل هذا افعالا شائنة اخرى، حدثت لرموز عراقية منها اغتيالات لعشرات العلماء والمبدعين، وتخريب المكتبات والمتاحف، وتشويه الفن الجاد ومن ذلك تفجير رأس الشاعر المتنبي، وتفجير تمثال( ابو جعفر المنصور)، وكل ذلك لا ينفصل عما جرى في المناطق الغربية من تفجيرات لأضرحة رجال دين، وزهاد، ومتصوفة، قدسهم الناس مئات السنين. يفجرون ويذبحون ويستبيحون لا لشيء الا لتأكيد تكفير وهيمنة وتسلط عبر القوة والاستزلام والوقيعة.
ان الاعتداء على مقدسات البشر يعتبر اهانة للبشر ذاتهم، ولهذا فتفجير ضريح الامام علي الهادي اهانة لكل العراقيين. ولا يمكن فصل هكذا اعمال عن استهداف العمال في الفجر، والمتسوقين في الأسواق، والركاب في الحافلات، والأطفال الذاهبين الى مدارسهم.

اليد واحدة

اليد التي تحاول اعاقة البناء والاستقرار والتطور.
بل هي اليد ذاتها التي لا تريد للقوات الأجنبية مغادرة العراق. وصار من البديهي انه كلما شاع الاستقرار، وبنيت مؤسسات الدولة، وعم النظام، صار وجود القوات الأجنبية غير ذي فائدة، وليس مرغوبا فيه. هذه الحقائق لا يريد مكفرو الجميع، ومفجرو المقدسات والانسان رؤيتها، ببساطة لأن خير الانسان العراقي ليس واردا في قاموسهم، وتطور البلد لا يعنيهم شروى نقير.
ان ما يريدونه هو الخراب والدمار والانفجارات والحروب المذهبية والتشنجات العرقية، لكي تتحول أرض الرافدين الى ساحة حرب، يصفّي كل من هب ودب حساباته فيها.
لنقل ان الرد على هكذا جرائم وانتهاكات ينبغي ان يكون هدفا للجميع، خاصة القوى السياسية.
فلسان حال المواطن يقول: اختصروا قليلا من ذواتكم المتضخمة، وكونوا اكثر وضوحا في مشروعكم الوطني... ولو دامت السلطة لغيركم لما وصلت اليكم.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة