روافد المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

(الزموم) الكوردية في المصادر الاسلامية

د.جـواد مطـر الموسـوي - جامعة بغداد
ذكر المؤرخ الكوردي المعروف (محمد أمين زكي) 1948م، في الجزء الاول من كتابه (خلاصة تاريخ الكرد وكردستان): ((ينبغي البحث عن أصل الشعب الكوردي
بواسطة دراسة الآثار والمؤلفات الشهيرة للعلماء الاختصاصيين)).
وانطلاقاً من ذلك ولأن الشعب الكوردي جزء مهم من الشعب العراقي، لذلك أرتأيت ان أشير الى موضوع مهم أنبه إليه طلبة الدراسات العليا في قسم التاريخ، هو البحث عن التاريخ الكوردي في المصادر التراثية الاسلامية بأنواعها: التاريخية والبلدانية والأدبية وغيرها.
والهدف من وراء ذلك سد الثغرات التاريخية، أو وضع أساس جديد لحوادث مهمة في التاريخ الكوردي، وبيان العلاقة المهمة بين الكورد والعرب، حتى إننا نجد بعض النسابة يربط الكورد بالأعمدة النَسََبية العربية، وهذا يؤدي إلى إجراء التصويبات على المصادر التراثية الاسلامية في الطبعات المستقبلية، بسبب التصحيف الذي جرى على أسماء المواقع والقبائل والفرق الكوردية والمصطلحات المستعملة، لعدم معرفة الكتاب والوراقين العرب المسلمين بهذه الاسماء والمصطلحات.
وأُحاولُ في هذا المقال أن أتناول لفظة كوردية وردت في النصوص والكتابات الاسلامية، وبالذات كتب البلدانيين، وهي لفظة (زم = زوم). ففي نص طويل قدمه (الإصطخري) 346هـ صاحب كتاب (المسالك والممالك)،(ص67
-145) لبلاد فارس وما لها من الكور والمـدن والزمـوم، يمكــن لنـا إستعراض أجزاء ضئيلة منه وهي: ((وأما زموموها فهي خمسة أكبرها زم جيلوية ويُعرف بـ (زم الزميجان) ثم الذي هذا الزم في الكبر زم احمد بن الليث ويعرف بـ (اللوالجان)... واما أحياء الاكراد فانها تكثر عن الاحصاء، غير أنهم بجميع فارس، يقال انهم يزيدون على خمسمئة الف بيت شعر ينتجعون المراعي في المشتى والمصيف على مذاهب العرب فان لكل زم منها مدناً وقرى مجتمعة، وقد ضمن خراج ناحية منها رئيس من الاكراد، والزم صلاح أحوال ناحيته وتنفيذ القوافل وحفظ الطرق والقيام باحوال السلطان إذا عرضت بناحيته وتنفيذ اوامره، وهي كالممالك ويخرج من الحي الواحد الف فارس الى مائة فارس ... ويقال يزيدون على مائة حي ... وأما ملوك الزموم الذين على أبوابهم الجيوش الدائمة من الف رجل الى ثلاثة الاف.. وأما زم الديوان فكان رئيسهم أزادمر بن كوشهاذ من الاكراد فملكه دهراً ثم عصى وصار الامر بعده الى حسين بن صالح من الاكراد، فصار الزم بيده ويد اولاده (...)
من هذا نستشف أن لفظة (زم) التي جرى عليها تصحيف في معظم المصادر التراثية الاسلامية وجاءت بصيغ متعددة، حرك جذرها الاصلي (ياقوت الحموي) ت 626هـ، بضم الاول وسكون الثاني، وأشار الى ملاحظة مهمة في قوله: ((ولعل الجبن الزومي اليه يُنسب)، والمعروف عند العراقيين ان أفضل انواع الاجبان والالبان تأتي من القرى الشمالية، واشتهرت من بينها (اجبان السليمانية) التي تمتاز بنوعية جيدة لا سيما عند إضافة نوع من العشب يعطيها نكهة خاصة.
ومن نص (الاصطخري) يتبين أن لفظة (زم) بتصريفاتها كانت ملازمة للمواطن والمساكن الكوردية وقبائلها، سواء في كوردستان أو إيران أو العراق أو تركيا أو سوريا.
وبقيت آثار لفظة (زم) إلى الآن، فنجد الكورد يطلقون لفظة (زومة) على مجموعة من البطون القبائلية المتجمعة في مكان واحد، ويلحق بهم إسم رئيسهم أو شيخهم، ويعتقد الكتاب المسلمون أن الكورد ينتسبون الى (كرد بن مرد)، وقيل من بني حميد بن فارق الراجع الى حميد بن زهير، كما ذكر (المقريزي) 845هـ، في كتابه (السلوك، ج1، ص402).
كما سجّـل الكتاب المسلمون قوائم متعددة لقبائل متنوعة ذكرت أسماؤها، وأنهوا قوائمهم بـ (وأحياء الأكراد تكثر عن الاحصاء). وقد فصّل (عباس العزاوي) عن العشائر الكوردية في كتابه (العشائر العراقية) وخصص جزءاً كاملاً عنهم.
وأشار (لسترانج) في كتابه (بلدان الخلافة الشرقية، ص302)، إلى أن معنى (زم) بالكوردية يعني (قبيلة)، وأصح وجه لكتابتها (زومة). وهذا يعني أن نص إبن حوقل في كتابه (صورة الارض، ص236) تعرض للتصحيف (زم شهريار، ويعرف بـ (زم المازنجان) قيل (والاصح: قبيلة) من الأكراد).
ويفهم من النص أن (الزم) قد يكون واسعاً يصل الى مستوى (كورة) فيضم مدناً وقرى وأحياء، وقد يكون متوسطاً، أقل من (الكورة)، هذا يعني إنه تقسيم إداري، كما إنه يطلق على مجموعة من بطون قبائلية في مكان واحد، لكنه في كل الأحوال مرتبط بالشعب الكوردي. وكانت الزموم منتشرة وكثيرة، ففي (فارس) خمسة منها، أما (الأحياء) التابعة لهذه (الزوم) فهي متعددة، و لم يستطع البلدانيون المسلمون إحصاءها، ففي (فارس) يزيدون على (500) الف بيت شعر، وهؤلاء فقط الرعاة، ويزيد على (100) حي وكل حي فيه (100- 1000) فارس.
ويبدو ان (الزوم) يتمتع بالحكم الذاتي ومرتبط بالدولة فدرالياً، فكان لكل زوم (ملك) من بينهم، سواء كان من الكورد أو العرب أو الفرس، وهذا يدل على شفافية شعب (الزوم)، وإبتعادهم عن التعنصر القومي، ويتداولون السلطة وراثياً كما هو الحال مع (حسين بن صالح) الذي كان رئيساً على (زم الديوان) واستمر بيد أولاده من بعده، لكن إذا عصى على الدولة، يبعد عن رئاسة (الزوم) بأمر من الدولة. كما كان لـ (الزوم) جيش خاص به يلبي إحتياجات (الزوم) والدولة الفدرالية عند الحاجة، وفي العادة يتولى حماية صاحب أو ملك الزوم، ويقدر عدده بين الف رجل الى ثلاثة الاف، ومن مسؤوليات صاحب (الزوم) الحفاظ على أمن القرى والمدن التابعة له، ويتولى مسؤولية جمع الخراج وتقديمه للدولة الفدرالية، والاهتمـام باصـلاح أحوال (الزوم)، والسماح بمرور القوافل والحفاظ عليها، وتوفير الحماية وتقديم الخدمات لها، لا سيما أن معظم (الزوم) يقع على الطريق التجاري البري المهم آنذاك والذي يربط شرق آسيا بوسطها وغربها مع الجهات الشرقية والجنوبية من قارة أوربا، وهو الذي يطلق عليه طريق (الحرير)، لكون أهم سلعة تصدر عن طريقه هي الحرير الصيني.
كما نفهم من النص أن الملك أو صاحب (الزوم) عليه أن ينفذ أوامر السلطان وهي أوامر (الدولة الفدرالية).
ويبدو لي أن (الزوم) حافظ، نوعاً ما، على تنظيمه الإداري وحكمه الذاتي منذ العهد الساساني (226
-636م)، وفي الاقل بعد ذلك خلال القرون الستة الاولى الاسلامية، كما لا يستبعد أن تغيرت أسماء هذه (الزموم) أو استحدثت (زموم) جديدة.


في حوار مع مدير دار (ئاراس) للطباعة والنشر: بعنا (22) ألف كتاب كوردي في ثمانية ايام فقط

نارين صديق مام كاك - اربيل

إسم (ئاراس) من الأسماء المحببة عند الكورد لعدة أسباب: فمثلاً يرد هذا الإسم في القصائد الكوردية الكلاسيكية، كما في شعر(حاجي قادري كويي)، ويرد أيضاً في الكتب التأريخية القديمة للكورد مثل كتاب (الشرفنامة) للمؤرخ الكوردي الأمير (شرفخان البدليسي) في نهاية القرن السادس عشر، والذي يذكر فيه أن نهر (ئاراس) يعد الحد الشمالي لدولة كوردستان الكبرى، الواقع على حدود (أرمينيا،آذربيجان،تركيا). أما تأريخياً، فحين قامت (جمهورية كوردستان الديموقراطية) وعاصمتها مهاباد، برئاسة (القاضي محمد) في العام 1945 في كوردستان إيران، توجه اليها(ملا مصطفى بارزاني) وساهم في تأسيسها، وعند سقوط الجمهورية في نهاية العام 1946 قرر بارزاني وفي مسيرة تأريخية التوجه نحو الإتحاد السوفيتي، فسار ورفاقه البالغ عددهم (530) مقاتلاً، قاطعين جبال كوردستان سيراً على الأقدام، وأنهوا رحلتهم الطويلة والشاقة بعد ثلاثة أشهر مضنية بعبورهم نهر (ئاراس).لذا فإن إسم (ئاراس) يعد رمزاً لنضال الكورد وخلاصهم من ظلم الطغاة والدكتاتورية. هذا ما حدّثنا به الأستاذ (بدران أحمد حبيب) مدير دار (ئاراس) للطباعة والنشر الكوردية، معللاً سبب اطلاق هذا الاسم عليها.
لقد حققت هذه المؤسسة الثقافية انتشاراً واسعاً وسريعاً منذ تأسيسها في (28) تشرين الثاني 1998 في أربيل، رافدة المكتبة الكوردية والعربية على حد سواء بنخبة منتقاة من نفائس الكتب والمطبوعات في شتى أنواع المعرفة الكوردية. ولتسليط الضوء على آلية عمل هذه المؤسسة الواعدة، وظروف تأسيسها، وأهدافها، ونتاجاتها، ومشاريعها، تابعنا هذا الحوار مع الأستاذ (بدران):
* كيف كانت بدايات تأسيس الدار؟
- لكوني المستشار الثقافي للسيد رئيس وزراء الاقليم، فقد إقترحت عليه فكرة إنشاء دار للطبع والنشر، تلبية لطلبات النشر الكثيرة التي كانت ترد الى مكتبه، وكان أحد هذه الكتب كتاب (قاموس كوردستان)، من تأليف الأستاذ المرحوم (كيو موكرياني)، والذي اقترحت (د. كوردستان موكرياني) طبعه، فاستجبنا لطلبها، وقمت بتحضير كافة مستلزمات الطبع من موظفين متخصصين وكومبيوترات وآلات طبع وتصوير، وهكذا تكونت دار صغيرة للطبع. وأثناء طبعنا هذا القاموس جهزنا الى جانبه كتباً أخرى، فكان لابد من اختيار إسم للدار، فوقع الإختيار على (ئاراس).
*ما هو التوجه الثقافي العام لدار ئاراس بالتحديد؟
- دار (ئاراس) تهتم بالهوية القومية الكوردية، فالجيل الجديد بحاجة الى ذلك. وقد تبنينا هذا الإتجاه نظراً للظلم الذي وقع على الكورد منذ عقود، ولما تعرضوا له من قمع وحشي، وطمس وتشويه للغة والثقافة الكورديتين. لذا نحن نهتم بكل ما منعه أعداء الكورد عن الكورد، مثل جمع الثروة اللغوية، وجغرافية كوردستان واقتصادها، وتأريخ الكورد، وأدبهم الكلاسيكي والحديث.
* هذا يعني إن عمل الدار ليس متخصصاً بمجال محدد؟
+ لا، ليس هناك في كوردستان لحد الآن، تخصص في دور النشر. فلا توجد لدينا مثلاً دار نشر متخصصة بثقافة الأطفال، أو بالتراث الكوردي، بل إن دور النشر المنتشرة في كوردستان تطبع كل الإختصاصات، وهذا أمر يفضل أن يعالج عبر المباشرة بتأسيس دور متخصصة.
* كم بلغ عدد مطبوعاتكم الى الآن؟
- خلال السنوات السبع الماضية طبعنا أكثر من(430) عنواناً لكتب متنوعة، من بينها حوالي (80) عنواناً باللغة العربية، وأستطيع أن أقول إن (300) كتاب منها يعد مرجعاً مهماً بالنسبة للأمة الكوردية التي تعرضت للقمع الثقافي واللغوي والقومي بامتداد التأريخ. وهناك (400) كتاب آخر تحت الطبع.
* ماهي المشكلات التي تعاني منها الدار؟
+ مشكلتنا الأساسية في كوردستان هي قلة المطابع الحديثة، فمعظم المطابع الموجودة هي مطابع حكومية تختص بتسيير أعمال الدولة. ونحن نطبع كتبنا في مطبعة وزارة التربية، وهي مطبعة عملاقة، إلا أن عليها إنجاز طبع الكتب المدرسية، لذا فإن كتب (دار ئاراس) تشكل ضغطاً إضافياً عليها، فنضطر إلى أن نعمل حتى وقت متأخر من الليل.
والمشكلة الثانية هي قلة الخبرة بصناعة الكتاب في كوردستان، التي تعد صناعة حديثة فيها نسبياً، فقبل الإنتفاضة (1991) لم تكن توجد دور نشر في كوردستان العراق، صحيح كانت هناك مطبعتان أو ثلاث قبل منتصف القرن الماضي، إلا أن الكتاب الكورد كانوا يلجأون الى دور النشر في بغداد لغرض طبع نتاجاتهم. لذا نحن نفتقر الى كادر عمل كوردي متخصص في مجال صناعة الكتب بجوانبها الفنية والطباعية واللغوية. ورغم محاولاتنا الجادة خلال السنوات الماضية في هذا المجال إلا أن هذا العمل لا يزال ضعيفاً وليس بالمستوى المطلوب.
* وماذا تقترحون لحل هذه المشكلة؟
- أقترح إنشاء معهد أو أكاديمية أو مدرسة متخصصة لتعليم الشباب فن طبع وصناعة الكتب، بكل تفصيلاته الدقيقة والمهمة، ونصنع منهم متخصصين بهذا الفن الضروري والمهم لتطور الثقافة الكوردية.
* كيف يتم توزيع الكتب الصادرة عن الدار؟ وهل هناك مكاتب أو جهات متخصصة تحمل على عاتقها هذه المهمة؟
- لا ليس لدينا مكاتب متخصصة للتوزيع، وهذه مشكلة أخرى، فالكتب لا يمكنها أن تصل الى كل مكان في كوردستان، لذا فالأحياء الشعبية والمناطق السكنية والشوارع الفرعية فضلاً عن الاقضية والنواحي والقرى الكوردية تفتقر الى المكتبات، والتي هي منتشرة في الغالب في مراكز المدن فقط، وبالتالي لا يتمكن الجميع من الحصول على الكتب المطبوعة في كوردستان عامة.
* هل هذا هو السبب الوحيد الذي يحد من إنتشار الكتاب في كوردستان؟
- لا بالتأكيد، فهناك عوامل عديدة أخرى، منها إرتفاع نسبة الأمية سواء في كوردستان أو في العراق ككل، فضلاً عن الجانب الإقتصادي، فدخل الفرد الكوردي لا يزال محدوداً ولا يسمح له بشراء الكتب أو جعل الكتاب ضمن قائمة إحتياجاته الملحة.
* ألا يشكل الوعي الثقافي للفرد الكوردي جانباً من هذه المشكلة؟
+ بلا شك، ففي السنوات الأخيرة أصبح الكتاب في العراق عامة من الكماليات، وما عاد يعد من حاجات الإنسان الضرورية.
* هل تنشر (دار ئاراس) إصدارات دورية؟
- نعم، تصدر دار(ئاراس) مجلة أدبية شهرية بعنوان(شين)، و تعد أول مجلة أدبية صرفة خلال كل تاريخ الصحافة الكوردية، وهي مجلة نخبوية، صدرمنها الى الآن(15) عدداً.
* هل لديكم فروع أخر في مدن كوردستان؟
- لدينا فرع في راوندوز(قضاء سوران)، بإسم مؤسسة (زاري كرمانجي)، وفرعنا الآخر في كركوك بإسم مؤسسة(شفق)، كما لدينا مركز في بعشيقة، ومركزنا الآخر في أربيل اسمه(مركز شباب ميديا). وجميع هذه الفروع لها نشاطاتها الثابتة والدورية، من إذاعات محلية، ومجلات، ومكتبات، وفرق موسيقية وراقصة ورياضية، ومراكز انترنيت، وعقد ندوات وسيمينارات.
* دار (ئاراس) نشيطة للغاية، ماهي أبرز نشاطاتها خلال العام الفائت 2005؟
-أولها مشاركتنا في معرض الكتاب الدولي الثامن عشر في طهران، إذ شاركنا بـ (200) عنوان، وكان الإقبال شديداً على إصداراتنا، فكنا الدار الوحيدة التي باعت جميع إصداراتها دون إستثناء، فقد بعنا (22)الف كتاب خلال ثمانية أيام فقط، إذ اتى الشباب الكورد في إيران من كافة المدن للإطلاع وشراء الكتب.
والنشاط الثاني هو اقامتنا مهرجاناً في الذكرى المائتين لولادة (مستورة أردلاني) وهي شاعرة كوردية ولدت في(سنندج) بكوردستان إيران، وتعد أول إمرأة في تاريخ الإسلام تضع كتاباً في الفقه وبالتحديد في الفقه الشافعي. وإفتتحنا فيه تمثالاً ضخماً ورائع الجمال لـ(مستورة خانم) في بارك أربيل، كما عرضنا مطبوعاتنا عن هذه الشخصية المتميزة، وهي (10) كتب بأرقى المواصفات الطباعية تشمل مؤلفاتها من شعر وفقه وتاريخ. وضيفنا (100) شخصية كوردية من إيران، و(100) شخصية كوردية من أوربا وسوريا وتركيا وكوردستان العراق لحضور المهرجان.
* هل للدار نشاطات سنوية؟
+ نعم هناك مهرجان يقام سنوياً،في شهر ديسمبر، تحت عنوان (الجائزة السنوية للكتاب)، التي تُمنح الى خمسة كتـّاب كورد في كافة الإختصاصات. وكان الفائزون هذه السنة هم: (د. قطب الدين صادقي) كاتب ومخرج ومسرحي كوردي من إيران, و(عطا نهائي) كاتب وروائي من كوردستان إيران، و(جمال رشيد) مؤرخ كوردي معروف وصاحب كتاب ظهور الكورد في التاريخ، و(نجيبة أحمد) شاعرة وكاتبة قصصية من كركوك، و(توسيني رشيد) صاحب الرواية الرائعة عن حياة (مستوره أردلاني) وهو كوردي من أرمينيا.
* ماهي مشاريعكم القادمة؟
- ضمن مشاريعنا القادمة شراء مطبعة عملاقة خاصة بالدار، لحل مشكلة الطبع لدينا ولدى دور الطبع الأخرى. وكما نفخر بأن دار (ئاراس) قد أسهمت بتطوير وتجميل الكتاب الكوردي فنياً وإخراجياً، فإننا نطمح أيضاً إلى أن يكون الكتاب الكوردي بمستوى الكتاب الأوربي شكلاًُ ومضموناً.


نشاطات الجالية الكوردية في الإمارات العربية: عقد الملتقى الثقافي الكوردي العربي وقرب افتتاح فضائية (سما)

عبد الرحمن الباشا

من المعروف ان الجاليات الكوردية في خارج كوردستان تتركز في اوروبا وامريكا وكندا واستراليا، ولكن قلة منّ القراء يعرفون ان هناك جالية كوردية (فعّالة) في دول الخليج، وفي دولة الامارت العربية تحديداً.
فاذا كان عدد المواطنين الكورد القاطنين في الكويت وقطر وعُمان، ويمارسون التدريس في المدارس والجامعات هناك يعدّ قليلاً، فإن اكثر من (1300) كوردي يعيشون في دولة الامارات العربية المتحدة، ويمارسون مهناً شتى؛ فمنهم من يعمل في التدريس في المدارس الاعدادية والثانوية، ومنهم اكاديميون يعملون في الجامعات، والطريف ان بعض هؤلاء المدرسين الكورد يدرّسّون اللغة العربية هناك!
في الامارات ايضاً, هناك فئة التجار الكورد, إذ يوجد حوالي (35) شركة برأسمال كوردي 100%، الى جانب اكثر من (50) شركة حرفية صغيرة، كالمطاعم (فالمطاعم في الامارات تعد شركات)، ومحلات الميكانيكا (الفيتر)، وخياطة الملابس، ومجالات الصحة والبيطرة والديكور والطباعة والاعلان (4 شركات طباعة).
واكثر من نصف الجالية الكوردية في الامارات العربية هم من سوريا، ويعملون غالباً في مجالات الهندسة والتعليم، بينما يشكل كورد العراق نسبة (25%) من هذه الجالية، واغلبهم تجار وحرفيون. ويشكل الكورد الايرانيون نسبة (15%)، وهم تجار واصحاب رؤوس اموال شركات: فيما الـ(10%) الباقية هي من تركيا، متخصصة بالتجارة والمطاعم.
ولاشك في ان وجود هذا العدد الكبير من الكورد في الامارات
قياساً الى الدول العربية الاخرىهو دليل واضح على ان دولة الامارات لاتميز بين كوردي او عربي او أي جنس آخر، إذ أصبحت (دبي) ملتقى حضارات العالم, ففيها مواطنون بجنسيات مختلفة تصل الى اكثر من (300) جنسية.

انشطه ثقافية كوردية
توجد في دبي اكثر من (200) فضائية عالمية، فضلاً عن إنها مدينة المعارض العالمية والمهرجانات المتواصلة، ومن هذا المنطلق كانت فكرة تأسيس مؤسسة ثقافية كوردية في دبي باسم (سما SEMA)، بمبادرة من رجل الاعمال الكوردي السوري (عارف رمضان)، بهدف جمع شمل المثقفين والادباء والاكاديميين الكورد في الخليج والمهجر، وتمتين اواصر الاخوة والصداقة بين الشعبين العربي والكوردي.
وكلمة (سما) موجودة في اللغتين العربية والكوردية، ومعناها بالعربي واضح, اما في الكوردية فكلمة
SEMA تعني الرقص، والتسمية هذه جاءت تعبيراً عن الفرح الكوردي الغامر الذي عمّ كوردستان بعد سقوط الدكتاتورية في بغداد, والانجازات الكبيرة التي تحققت للكورد حتى الان.
انطلقت (ســما) في سماء دبي في 13/9/2004 وانجزت منذ ذلك الحين العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، منها (الملتقى الثقافي الكوردي العربي) الذي اقيم في مدينة الشارقة في 2/12/2005 وحضره اكثر من (250) من الادباء والمثقفين والاعلاميين والاكاديميين العرب و الكورد من اكثر من (12) دولة.
احتفالات نوروز في دبي
كما نظمت (سما) احتفالات نوروز للعام (2005) للجالية الكوردية، بحضور حوالي ألف من الضيوف والاعلاميين من غير الكورد، وبتغطيةٍ من بعض الفضائيات العربية. وقد غنى في الحفل العديد من المطربين الكورد المعروفين، منهم (ناصر رزازي) و(مرزية) و(جودي فقه) من السويد.
كما نظمت (سما) احتفالاً خاصاً للجالية الكوردية بمناسبة انتخاب (مام جلال) رئيساً للعراق الفيدرالي، ونظمت احتفالاً آخر لانتخاب السيد (مسعود بارزاني) رئيساً لاقليم كوردستان، اقيم في فندق (ميترو بوليتان دبي) حضره عدد من السفراء الأجانب الذين استهوتهم الدبكات الكوردية الرائعة، فلم يتوانوا عن المساهمة فيها تعبيراً عن مشاركتهم في الافراح الكوردية.
انشطة وفعاليات اخرى انجزتها (سما) رغم عمرها القصير، فقد نظمت ندوة للدكتور (توسني رشيد) حاضر فيها عن الادبيات الكوردية في دول الاتحاد السوفياتي السابق، كما اقامت مجلساً تأبينياً بمناسبة اغتيال السيد (معشوق الخزنوي).

فضائية (سما) الكوردية
اما الانجاز الاخير الذي اضافته (سما) الى مجمل فعالياتها خلال العام المنصرم فهو تفعيل الموقع الالكتروني للمؤسسة وعنوانه هو: www.semakurd.net.
وفي نيّة سما افتتاح قناة فضائية تجارية فنية ثقافية بنفس الاسم مختلفة عن القنوات التقليدية، مهمتها الاعلان عن كوردستان الآمنة، واظهار جمالها، وجلب الاستثمارات اليها وتطويرها بشكل معاصر ومناسب، فضلاً عن نقل الثقافة والفكر الكوردي الى العرب، وسيكون البث باللغتين العربية والكوردية.
بقّي ان نقول ان لـ(سما) مركزاً خاصاً بها في اربيل يضمّ مجموعة من الكوادر الاعلامية والاكاديمية والاجهزة الالكترونية وكل مستلزمات الاعلام، وهم بانتظار الحصول على الاجازة الرسمية لبدء النشاط الفعلي.


إصدارات كوردية

(مجتمع الشعب الكوردي)


صدر عن (دار ئاراس) وباللغة الكوردية كتاب (مجتمع الشعب الكوردي)، وهو من تأليف: (مارتن فان برويين سن)، وترجمه الى الفارسية: (ابراهيم يونسي)، ومنه الى الكوردية: (شكور مصطفى). يعالج الكتاب الطبيعة الاجتماعية والسياسية في كوردستان، والتي يكون الآغا والشيخ والدولة من أسس تكوينها.

(مذكرات عبدالرزاق بدرخان)


وصدرعن (دار ئاراس) ايضا في أربيل، كتاب باللغة الكوردية يحمل عنوان (مذكرات عبدالرزاق بدرخان)، وقد أعد الكتاب وترجمه: (جليلي جليل)، وترجمه الى اللهجة الكوردية الجنوبية: (شكور مصطفى).

(الطريق)


وعن الدار نفسها صدرت رواية للقاص والروائي الكوردي محمد مولود(مم)، تحت عنوان (الطريق).


نشاطات فنية

ندوة


إمتداداً لنشاطاتها الثقافية، عقدت مؤسسة (كاوه) للثقافة الكوردية ندوة بعنوان (محاكمة صدام واستعداد الكورد للمحاكمة)، بمشاركة (فالا فريد، وعبد الباسط فرهادي).

مسرحية

قدمت فرقة (حلبجة الشهيدة) عرضاً مسرحياً بعنوان (قلاع بارام بيك)، من تأليف (وزير حه مه سلمه)، وإخراج: (جليل سعيد)، ومن تمثيل: (ئاشتي عبدالله)، و (ريبوار فرج)، و (تلار نوري)، وفنانين آخرين، على قاعة (أحمد مختار جاف) في حلبجة.

سينما

شارك الفيلم الكوردي (وأينع النرجس) في إحدى امسيات مهرجان برلين السينمائي، بحضور مخرجي الفيلم (حسين حسن) و(مسعود محمد)، الى جانب مصور الفيلم (محمد جانو).
(محمد علي اتروشي) وهو أحدى الشخصيات التي مثلت في الفيلم صرح ان مشاركة الفيلم في مهرجانٍ بهذا المستوى العالي، يعد إنجازا كبيراً للسينما الكوردية، خاصة أن الفيلم من تمثيل وإنتاج كوادر محلية كوردية. كتب قصة الفيلم (محمد محسن ئاميدي).

مؤتمر

تحت عنوان (حقوق المرأة في دستور كوردستان)، عقد مركز(خاتوزين) المهتم بشؤون المرأة الكوردية، وبالتعاون مع منظمة (icsp)، مؤتمراً في محاولة لتثبيت حقوق المرأة الكوردية في دستور كوردستان، في نادي (ئاويزة) بأربيل.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة