هموم
المواطن في التعامل مع مولدات الكهرباء
بغداد/ دلير الجاف
بعد
ان اعتاد المواطن على حياة بلا كهرباء ولاننا لا نريد ان
نتعب القارئ بالحديث عن الطاقة الكهربائية والتحديات التي
تواجهها وزارتها العتيدة وبعد الفشل الذريع الذي لحق بهذه
الوزارة الغنية بمواردها الفقيرة بانجازاتها هذا الفشل
الذي لازمها لثلاث حكومات متوالية ،
نجد
ان كل وزارة كهربائية تلعن سابقتها ملصقة بها سبب اخفاقها
ناهيك عن ملفات الفساد الاداري التي اصبح عددها اكثر من
عدد الفولتات التي تنتجها شركات الوزارة. يكاد لا يخلو
زقاق او حي من احياء بغداد من مولدة ضخمة تغذي اهالي
المنطقة بالكهرباء التي عجزت الوزارة عن ايصالها اليهم فمن
المناظر الجديدة والتي اصبحت مألوفة تفرعات اسلاك الكهرباء
بصورة مفزعة والتي تتخذ أشكالاً تشبه الى حد بعيد بيوت
العنكبوت اضافة الى الاصوات الهادرة لتلك المولدات التي
ملأ دخانها الاسود فضاء الاحياء السكنية حيث وكما يبدو لا
يدخل هذا الموضوع ضمن اهتمامات امانة بغداد او وزارة
البيئة. وتوفر هذه المولدات التيار الكهربائي لمن يدفع.
ويتحدد السعر تبعاً للمنطقة ومزاج صاحب المولدة ولمزيد من
التفصيل التقينا بـ(ابو احمد) وهو صاحب مولدة في احد احياء
بغداد افاد بأن سعر الامبير ارتفع من 6 الى 9 الاف دينار
شهرياً وذلك لارتفاع سعر الوقود وصعوبة الحصول عليه كذلك
فان ساعات التشغيل للمولدة الكهربائية اصبحت اقل مما كانت
عليه وحين سألنا فيما اذا قمتم بزيادة سعر الامبير فلماذا
التقليل في ساعات التشغيل؟ أي اما ان تقللوا من ساعات
التشغيل او زيادة سعر الامبير. فاجاب ببساطة هذا ما
يناسبنا وهذا بالتاكيد لا يناسب المواطن. وفي طريق تجوالنا
بين مولدات احياء عاصمتنا الحبيبة استوقفتنا قطعة موضوعة
على احدى المولدات مخطوط عليها نعتذر لزيادة سعر الامبير
الى 9 الاف دينار وحين سالنا عن صاحب المولدة الذي تبين ان
اسمه السيد مصطفى او (ابو كرار) قال لنا عامل المولدة انه
غير موجود لانشغاله باعمال اخرى وبعد نقاش قليل لم يكن
هادئا اضطررنا نحن وعامل المولدة للصياح كي يسمع بعضنا
الاخر اذ كان صوت المولدة يطغي على كل شيء قبلنا دعوة
العامل للدخول داخل غرفته التي تم بناؤها قرب المولدة
وافادنا العامل فراس هادي وهو طالب في كلية الهندسة قبل
بهذا العمل المتعب لمساعدة والده المتقاعد في نفقات البيت
وحين سألنا عن رأي اصحاب الدور المجاورة للمولدة عن هذا
الصوت المفزع اجاب فراس بانه ليس لديهم الخيار فهم مضطرون
للقبول بالواقع حيث ان صاحب المولدة لم ياخذ رايهم بشأن
مولدته وعلى العموم فتحمل الصوت المزعج خير من تحمل الظلمة.
واضاف إن (ابو كرار) يملك ثلاث مولدات اضافة الى مولدته
هذه موزعة في مناطق مختلفة. ومن خلال البحث تبين لنا ان
سياسة اصحاب المولدات في تعاملهم مع المواطنين متشابهة
وكأنهم ينتمون الى رابطة او جمعية لها اهداف واحدة. اما
المواطن المسكين فقد وجد نفسه مضطرا للاشتراك بالمولدة
القريبة من داره ودفع المبلغ الذي يفرضه عليه صاحبها حيث
يقول المواطن احمد عدنان ان مولدة البيت الصغيرة (التايكر)
اكثر الوقت في التصليح اضافة الى البنزين وصعوبة الحصول
عليه لهذا فان الاشتراك في مولدة المنطقة هو الحل الوحيد
اما المواطن هاني جاسم ورغم تذمره ومقته لاصحاب المولدات
عموما لانهم برأيه اناس استغلاليون لانهم في الكثير من
الاحيان لا يقومون بتشغيل مولداتهم متذرعين بمختلف الحجج
ورغم كل هذا لا يجد المواطن حلا غير ان يشترك بخط من خطوط
المولدة القريبة من منزله لكي لايضطر ابناؤه الطلبة
للقراءة على ضوء الفانوس. اما محمد عبد الله وهو عامل بناء
فقد تساءل عن امكانية ايجاد حل لمشكلة الكهرباء التي صارت
جزءا من حياة المواطن وقال ان الـ(52) الف دينار يدفعها كل
شهر مقابل الـ(6) امبيرات قد اثقلت كاهله اضافة الى اجرة
البيت ونفقات الاطفال ناهيك عن اسعار الغاز والنفط فقد وصف
والكلام ما زال لمحمد، حياته بالتعيسة، اما ابو كرار صاحب
مولدات الكهرباء فقد اطلقنا عليه لقب (سيد الكهرباء) حيث
بدأ ظريفاً بقوله انه يشكر الحكومة وعلى رأسهم السادة
المسؤولون في وزارة الكهرباء لزيادة ساعات القطع وذلك
لتشغيل الايدي العاملة والقضاء على مشكلة البطالة وتشجيع
تجارة الكهرباء. وفي الختام من يدري ربما تكون هناك خطة
غير معلنة من قبل الحكومة لتشجيع دور القطاع الخاص لتجارة
الكهرباء... من يدري..؟! |