رسالة
ميسان الثقافية:
بدعم من المجلس العراقي
للسلم والتضامن وبعض المنظمات الثقافية ..
الملتقى
الثقافي الفصلي الاول يعقد في العمارة
ميسان/ محمد الحمراني
عقد في مدينة العمارة
الملتقى الثقافي الفصلي بدعم من المجلس العراقي للسلم
والتضامن فرع ميسان وبعض المنظمات الثقافية منها :اتحاد
ادباء ميسان، رابطة حوار الثقافية ومؤسسة الهدى للدراسات
ابتداء من يوم 20 واستغرق ثلاثة ايام. الشاعر جمال الهاشمي
رئيس اتحاد ادباء ميسان قال: ان اقامة هذا الملتقى يأتي
فرصة لفتح حوار موسع حول الثقافة في البلد والمحافظة بصورة
خاصة.. والسعي الى تكاتف الجهود في القضاء على السلبيات
التي تعيق تقدم الثقافة.
الباحث حسين جلوب الساعدي المشرف على مؤسسة الهدى للدراسات
قال:
ياتي هذا الملتقى من اجل ايجاد فرصة للحوار الثقافي ومعرفة
سبل النهوض بالعملية الثقافية في المحافظة.الناقد صادق
ناصر الصكر رئيس رابطة حوار الثقافية اوجز كلامه عن اهداف
الملتقى قائلا: نحن نعتقد بان المشهد الثقافي في ميسان
يعاني من ركود مروع..وهذا الملتقى محاولة اخرى لن تكون
الاخيرة لتهشيم ذلك الركود.
اليوم الاول
أبتدات فعاليات
الملتقى بكلمة رئيس فرع المجلس العراقي للسلم والتضامن فرع
ميسان الاستاذ (نصير جاسم الخفي) و جاء فيها: ( ينعقد هذا
الملتقى لضرورات يستشعرها المثقفون وغيرهم من النخب
السياسية والعلوم والاجتماع.مخاطر حقيقية ومخيفة في أن
واحد .تتطلب من المعنيين وقفة جادة وصريحة للدخول في حوار
مع الجميع حول ضرورة الخروج من هذه المخاطر. ونسعى جميعا
لاشاعة لغة الحوار لنخلق لها اكثر من منبر. واضاف: هذا
الملتقى سيكون بمثابة حفل للالتقاء والتناظر وتصحيح نظرتنا
الى القيم الثقافية.
وبعد هذه الكلمة قدم الباحث علي حسن هذيلي قراءة في تجربة
رابطة حوار الثقافية حملت عنوان (ولكنها لاتدور) جاء فيها:
( اذا كانت الثقافة هي كل مايصدر عن المجتمع فاننا مضطرون
للاخذ بالمفهوم الغرامشي لها ..اعني (ان كل الناس
مثقفون)ولاداعي لافتراض البعد التاريخي باعتباره عنصرا
ضروريا ومكونا اساسيا في الثقافة لان مايصدر عن الانسان
سواء كان راهنا ام تاريخيا هو ثقافة اذا اخذنا بالتعريف
اعلاه.
كل ما هنالك ان غرامشي يقسم المثقفين الى تقليدي
ولاتقليدي.التقليدي هو الذي يجتر حكمة القدماء..انه مثقف (يسقط
الماضي على المستقبل ويتذكر المستقبل) واللاتقليدي هو الذي
سيعيد النظر بالمقولة التي تؤكد ان الانسان عاجز عن
استعمال ذهنه دون الاستعانة بالاخرين). وكذلك اكد علي حسن
هذيلي في ورقته على عجز المثقف أمام سلطتي الدين والعشيرة
التي تعتمدا الاقصاء وعدم احترام الرأي الآخر وتعلقها
بالاساطير وكذلك تطرق الباحث الى دور رابطة حوار الثقافية
في ميسان ونظرتها للثقافة ومشروعها بين الروابط الثقافية
التي انبثقت بعد مرحلة مابعد الدكتاتورية. وبعد ذلك جاء
دور الباحث حسين جلوب الساعدي والذي حمل عنوان (النهوض
بالواقع الثقافي) وتطرق الباحث في محاضرته الى العمل
الثقافي خلال السنوات الثلاث الماضية فقال ان اغلب
الاطروحات الثقافية كان يغلب عليها الطابع الحزبي والاحادي
التفكيروبعض المشاريع الثقافية حملت شعارات ارتجالية
وفوضوية وبعضها استخدم الدين غطاءً لتمرير افكاره وكسب
البسطاء من الناس وكذلك تحدث الباحث عن الاهمال الذي تتعرض
له الثقافة العراقية لانها وضعت في الخانة الاخيرة من
اهتمامات الساسة العراقيين وعدد بعض النقاط التي اعتبرها
اداة لخلق صورة جديدة للثقافة العراقية ومنها: احترام
التعددية الثقافية وانتاج بحوث وكتب تعرف بالحضارات التي
وجدت على أرض بلاد مابين النهرين، التخطيط لمستقبل الثقافة
العراقية وفق رؤى علمية حديثة ونبذ انماط التفكير القديمة
التي كانت تسيطر على الشارع الثقافي في العراق.وبعد هذه
المحاضرة اعلن رئيس الجلسة الاستاذ امجد كاظم فتح باب
الحوارات ...وتمت الاجابة على العديد من الاسئلة التي كانت
تدور في خلد بعض الحاضرين.
اليوم الثاني
ابتدت جلسة اليوم
الثاني للملتقى ببحث الدكتور حسين جبر المالكي والذي حمل
عنوان: (مستقبل الجامعات في ظل المتغيرات الدولية) وتحدث
البحث عن دور الجامعات وضروة ان تتفهم المتغيرات الحاصلة
في الثورات الثقافية الجديدة واكد في بداية بحثه على ضرورة
ان يخرج الاساتذة الجامعيين من عزلتهم ويؤدوا دورهم
الثقافي ازاء مجتمعاتهم وقال الباحث ان المؤلم في واقعنا
العربي يظهر في الاستفتاء الذي اقيم مؤخرا عن افضل
الجامعات في العالم وكانت نتائج البحث ترجح كفة 500جامعة
لم تكن من ضمنها أي جامعة عربية، وعدد الباحث بعض النقاط
التي يعتقد بأنها ستسهم في دعم الجوانب الثقافية في
الجامعات ومنها:
1- ان تسعى الجامعات الى خلق كوادر ذات اختصاصات فاعلة في
المجتمع وتنتج خريجين لا يصبحون عاطلين عن العمل.
2- المساهمة في حل مشكلات المجتمع من خلال البحوث
والدراسات ذات المعطيات الثقافية.
3-تناغم الجامعات مع القطاع الخاص والتفاعل معه في تعزيز
دورها.
3- القضاء على مشكلة ضعف التمويل.
وعن مشكلة التمويل تحدث الدكتور المالكي عن بعض الاحصائيات
فقال: ان عدد الجامعات في الوطن العربي هو(3400) وهو يقترب
من عدد الجامعات في امريكا، فامريكا وحدها توجد فيها
(3500) جامعة وكلية، كما يوجد فيها (2500) مركز بحثي وتنفق
امريكا (25) مليار دينار سنويا على التعليم. وقارن بين
الجامعات الامريكية والعربية فقال: ان الجامعات العربية
تنفق سنويا مبلغ واحد بالمئة على التعليم .واضاف: ان
الجامعات العربية بحاجة الى (9) مليارات للنهوض بواقعها
ولتصبح بمصاف الجامعات العالمية. وبعد انتهاء ورقة
الدكتورحسين جبر المالكي اوعز الشاعر حامد حسن الياسري
الذي ادار الجلسة الى الناقد محمد قاسم الياسري لقراءة
ورقته التي حملت عنوان : (العنكبوت الثقافي) وكانت الورقة
ذات منحى حكائي نقدي تحدثت عن اختفاء بعض الاشخاص من اهالي
محافظة ميسان داخل مغارة ومضت على نومهم سنوات طويلة وحين
استيقظوا ارادوا البحث عن مدينتهم فلم يجدوها ولم يجدوا
اهلها وجدوا كل شي كأنه قادم من المستقبل المعولم.
( لم نهدر وقتا ثمينا في التجوال بحثا عن الغرائب
والايثارات وبنظرة بكر غير مشوشة عرفنا ان الشوارع واسعة
والسيارات فارهة وتعمل بوقود نظيف ،والناس موفوري الصحة ،أقوياء
رجالا ونساء ،أطفالا وكهولا يتكلمون لغات حية عدة الا
اللغة العربية ) بهذا السرد انتقد الياسري محيطه متناصا مع
قصة اصحاب الكهف المذكورة في القران الكريم وكذلك مع
الحكايات القديمة التي تعتمد الوعظ او الانتقاد بطريقة
رمزية.
اليوم الثالث
تركزت فعاليات
اليوم الثالث وهو آخر ايام الملتقى على ورقة الاستاذ جميل
جبار التميمي نقيب فناني ميسان والمعنونة : (تفسير الواقع
من خلال تفسير الحقائق) وجاء في هذه الورقة ان المثقف
المستقل الان هو ضحية واقع مخجل ورجعي ومرير وعلى الساسة
العراقيين الجدد ان يلتفتوا الى هذه النخبة الواعية
ويمنحوها شيئا من اهتمامهم. ثم القى الناقد صادق ناصر
الصكر بحثة المعنون (نقد الجهل المحض_ مقال عن الجرائم
الثقافية في ميشا) وميشا هي رمز لميسان. وجاء في المحاضرة
: ( ان الثقافة المكتوبة والمرئية في ميشا ،ومع تعاطفي مع
مخاتلات منتجيها ،هي ثقافة الخوف من التكفير والنبذ
والاقصاء لأنها لا تدون سطرا واحدا قبل ان تفكر بالكثير من
العواقب ولهذا ترى ان الكاتب والشاعر والمسرحي والقاص
والاعلامي والمورخ والباحث لايكتب شيئا عن عيوب الراسمال
الترميزي الطافح في انماط المخيال والسلوك الجمعي في ميشا
ولذا فان الاشتغالات تتمحور حول نصوص الحياد او الغموض او
اذا استلزم الامر الاستغراق ربما دون وعي في محاولات تجميل
القبيح).
في الختام قرأ الاستاذ علي الطرفي مسؤول اللجنة الثقافية
في المجلس العراقي للسلم والتضامن فرع ميسان البيان
الختامي والذي ركز على بعض التوصيات منها: تكليف لجنة
لمتابعة المشهد الثقافي في ميسان ،اقامة جسور مشتركة بين
الروابط الثقافية والجامعات في ميسان،التاكيد على طبع
البحوث المشاركة في الملتقى،أصدار مطبوع خاص بثقافة محافظة
ميسان،بناء نصب تذكاري للمبدع في احدى الساحات الكبرى في
مدينة العمارة،الاهتمام الفاعل بالثقافة النسوية.
|