الائتلاف
يردّ خلال يومين على مطالبة الكردستانية والعراقية
والتوافق بالعدول عن ترشيح الجعفري
بغداد- انقرة / المدى
على خلفية الازمة السياسية التي فجرتها زيارة رئيس الوزراء
المنتهية ولايته الدكتور ابراهيم الجعفري الى تركيا، اشتدت
التفاعلات السياسية بين مختلف الاطراف، خصوصا بعد تسرب
انباء من الجانب التركي حول الامور التي جرت مناقشتها في
هذه الزيارة التي قوبلت باعتراضات كان ابرزها البيان الذي
اصدره مكتب رئيس الجمهورية، كما اثارت الزيارة ردود افعال
اخرى معترضة داخل الجانب التركي، وكان من اشد الانتقادات
الصحفية التي تعرض لها رئيس الوزراء التركي ما نشرته صحيفة
( بو جون) التركية التي رأت في هذه الزيارة وزيارة وفد
حماس الى تركيا ابتعادا عن مساعي الدولة التركية للارتباط
بالمحيط الاوربي، داعية تركيا الى " ان لا تحرق مستقبلها
السياسي في المنطقة من خلال الحسابات الخاطئة".
وفي
بغداد كانت تصريحات السياسيين العراقيين يومي امس وامس
الاول تتركز على التاكيد على توضيح وجهات نظرهم حول مبررات
الاعتراض والسعي للوصول الى مخرج يضمن للعملية السياسية ان
تتوافق على حكومة وحدة وطنية تأخذ بنظر الاعتبار الاستحقاق
الانتخابي دون اهمال الاستحقاق الوطني.
فقد طالب رؤساء قوائم التحالف الكردستاني والعراقية
الوطنية وجبهة التوافق في رسائل موجهة الى رئيس قائمة
الائتلاف العراقي الموحد باعادة النظر في مرشح القائمة
لمنصب رئيس الوزراء كونه لا يحظى باغلبية برلمانية وان
القوائم الثلاث ترى ان قيادة البلاد بنفس الشخصيات التي
مارست المسؤولية في السابق قد تقود العراق الى تعقيدات
تؤثر على استقرار البلاد حسب الرسائل.
ووجه السيد جلال طالباني بصفته رئيس قائمة التحالف
الكردستاني رسالة الى سماحة السيد عبد العزيز الحكيم دعاه
فيها الى اعادة النظر في اختيار القائمة لمرشح منصب رئاسة
الوزراء موضحا ان الحاجة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحتم
اختيار شخصية وطنية تستند الى غالبية برلمانية مؤكدا حرص
القائمة على العلاقة النضالية بين القائمتين.
ومن جهته عبر رئيس القائمة العراقية الوطنية الدكتور اياد
علاوي في رسالة وجهها الى سماحة السيد الحكيم عن قناعة
القائمة العراقية بضرورة ان يكون المرشح لمنصب رئاسة
الوزراء (متمتعا بالوطنية والمهنية العالية اضافة الى
الرؤية السياسية الواضحة وهو امر يحتاج من الائتلاف ان
تعيد النظر بمرشحها كي يحظى بموافقة الاغلبية) .
كما وجهت قائمة التوافق العراقية رسالة مماثلة الى سماحة
السيد عبد العزيز الحكيم معبرة عن (احترامها لاختيار
الائتلاف لشخصية رئيس الوزراء كون ذلك من الاستحقاقات
الانتخابية الا انها تحتفظ لنفسها بحق ابداء الرأي في
الشخصية المختارة وهي بدورها لاتستطيع تأييد اعادة ترشيح
السيد الجعفري لمنصب رئيس الوزراء وتتمنى على الاخوة في
الائتلاف اعادة النظر في مرشحها كي يحصل على القبول في
البرلمان).
(نصوص الرسائل
الموجهة الى الائتلاف من القوائم الثلاثة ص3).
ازاء ذلك اكد عضو قائمة الائتلاف رضا جواد تقي ان
المشاورات مازالت مستمرة داخل القائمة لدراسة الطلبات
المقدمة من القوائم الاخرى.
وقال تقي في اتصال هاتفي مع (المدى) ان الائتلاف سيرد بشكل
رسمي على الطلبات خلال اليومين المقبلين.
وكان المتحدث باسم جبهة التوافق العراقية ظافر العاني قد
دعا الائتلاف العراقي الموحد الى التخلي عن ترشيح رئيس
الوزراء المنتهية ولايته ابراهيم الجعفري لتجنب حصول ازمة
سياسية في البلاد.
وقال العاني: "نأمل ان يتمعن الاخوة في الائتلاف في قرارهم
ترشيح الجعفري (...) ونعتقد انهم في النهاية سيفهمون وجهات
نظرنا وسيتعاطون بايجابية لانه بغير ذلك سوف تكون فرص
الجعفري في مجلس النواب ضعيفة للغاية".
واضاف "يجب ان يراعوا اننا في العملية السياسية شركاء فليس
من مصلحتنا جميعا ان نصل الى حدود ازمة سياسية او نختلق
ازمة سياسية لقضايا حزبية او شخصية".
وعبر عن ثقته بأن "الاخوة في الائتلاف سيغلبون العامل
الوطني على اي عامل اخر خصوصا ان في الائتلاف شخصيات مؤهلة
وقديرة بان تقوم بدور اكثر بكثير بما قام به الجعفري".
الا ان جواد المالكي عضو قائمة الائتلاف العراقي الموحد
والرجل الثاني في حزب الدعوة الذي يتزعمه الجعفري قال "لا
مانع ان نناقش كل المسائل في ظل اجواء صريحة على قاعدة
المصلحة الوطنية لكن الاساليب تبقى لها درجة كبيرة من
الاشكال".
لكنه اضاف "نتمنى منهم مراجعة هذا الموقف لان البقاء على
هذا الموقف يعني ان اجواء الحوار واجواء التفاهم ربما تصاب
بنوع من النكسة في هذا الزمن الحساس".
ورأى ان "التمسك بمثل هذا الموقف قد يؤثر على عملية تشكيل
الحكومة لان الاجراءات المعتمدة في الدستور لتشكيل الحكومة
سوف لن تعطي لاحد من الفرقاء والشركاء السياسيين القدرة
على تشكيل (حكومة)".
وحذر من ان ذلك سيسبب "تأخيرا (...) له ضريبة كبيرة في ظل
التحدي الارهابي والامني".
كما اعتبر سلام المالكي عضو الائتلاف العراقي الموحد ان
"هذا الامر داخلي ويخص الائتلاف ولا يسمح لاي كتلة كانت
بالتدخل في هذا القرار والطلب بتغيير اسم مرشحنا".
واضاف ان "الائتلاف اتخذ هذا القرار وهو عائد له"، معتبرا
ان "هذا الموضوع لايستحق النقاش في حال تم عرضه علينا".
وقال رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي في اتصال هاتفي مع
(المدى) ان جبهة التوافق لا تؤيد ترشيح الجعفري معللا ذلك
بفشل الحكومة الحالية في ادارة الدولة وتحقيق الامن
ومعالجة المشاكل التي مرت بالبلاد وعجزها عن معالجة البنى
التحتية.
واشار الدليمي الى انه يطمح وقائمته برئيس وزراء قادر على
ادارة البلاد ويقدم برنامجاً لصالح العراق وليس لغيره.
من جانبه قال سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
العراقي وعضو القائمة العراقية حميد مجيد موسى ان ازمة
رئاسة الجعفري للحكومة ليست جديدة وانما كانت هناك ملاحظات
انتقادية جدية على اداء حكومته وعدم قدرتها على التنسيق مع
اركان الحكم كمجلس الرئاسة والجمعية الوطنية.
ودعا موسى الى حكومة جديدة بمنهجية جديدة برئاسة شخص يتمتع
بالقدرة على العمل مع الاطراف الاخرى.
وشدد على ان من حق كل القوائم الفائزة في الانتخابات وفئات
الشعب كافة ان تبدي رأيها بأي مرشح وسياسته ونهجه ولها ان
تقترح ما تراه نافعاً للبلد.
واضاف في اتصال هاتفي مع (المدى) ان العملية السياسية تمر
بظروف عصيبة وتعقيدات كثيرة افرزت حساسيات جديدة ومنها
ازمة الثقة وتعطيل الحوار المباشر حول تشكيل الحكومة
المقبلة.
وفي تطور لاحق زار وفد من لائحة الائتلاف العراقي الموحد
أمس السبت المرجع الديني اية الله علي السيستاني في منزله
بالنجف.
وقال علي الاديب عضو الائتلاف ان "سماحته يهمه ان يكون
الائتلاف قوياً ومتراصاً ومتماسكاً لكي يؤدي الهدف الذي
شكل من اجله خصوصا في الظروف الحالية".
واضاف "عرضنا كل الامور عليه ولكنه كما هو معروف لا يتدخل
في تفاصيل ومسائل انما اوصى بضرورة الالتزام بوحدة وقرارات
الائتلاف".
وتابع الاديب "لا اعتقد ان هناك من يهدد الائتلاف من
الداخل ولا اعتقد ان التهديدات من الخارج يمكنها ان تضعف
تماسك الائتلاف".
وقال "نحن نريد حوارا ايجابيا مع كل الكتل والشخصيات
المختلفة من اجل الوصول الى كل ما يتمناه الجميع".
|