تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

المطران الدكتور افاك اسادوريان رئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس لـ (المدى): أنا متفائل وأرى أن العراق سينهض من جديد

  • يفتخر الأرمن العراقيون بشخصيات أرمنية بارزة خدمت العراق العزيز
     
 علي الاشتر
تصوير: نهاد العزاوي

يعود وجود الارمن في العراق الى الالفين الثاني والاول قبل الميلاد، وهم مكون اساسي من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية، ويعتز الارمن العراقيون بانتمائهم الى بلاد الرافدين، وقد ترجموا هذا الاعتزاز بما قدموه من انجازات ثقافية وعلمية. وقد التقت (المدى) المطران الدكتور افاك اسادوريان رئيس طائفة الارمن الارثوذكس في العراق ليجيب عن بعض الاسئلة المتعلقة بتاريخ الارمن الثقافي واوضاعهم الراهنة.
تاريخ الارمن
سؤالنا الاول لنيافة المطران يتلخص بتزويدنا بنبذة تعريفية بالقومية الارمنية في العراق وتاريخ استيطانهم وكنائسهم، وتاريخهم الثقافي فقال:
ينتمي الارمن الى العراق الاري (الهند اوربي)، وظهر في التاريخ في الالف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية والاثارية الحديثة. وعرفت ارمينيا في مدونات الملك سرجون الاكدي وحفيده نرام سين (الالف الثالث ق.م) باسم (ارماني او ارمانم). وقد دخلت الامبراطورية الاشورية مع الجارة الشمالية مملكة اورارتو، او (ارارات) في ارمينيا في علاقات تحالف تارة وحروب تارة اخرى. وبحكم هذا التجاور الجغرافي بين العراق وارمينيا، كان من الطبيعي ان يوجد الارمن في العراق منذ اقدم الازمنة. فقد كتب المؤرخ الارمني موقسيس الخوريني (القرن الخامس الميلادي)، استناداً الى المصادر التي اطلع عليها، عن وجود الارمن في العراق خلالالالفين الثاني والاول قبل الميلاد. كما ذكر المؤرخ اليوناني (هيرودوتس) (القرن الخامس ق.م) عن علاقات ارمينيا والعراق القديمة، ان الارمن كانوا ينقلون بالمراكب عبر نهر الفرات البضائع الى بابل، حيث كانوا يبيعونها. واستقر الكثير من هؤلاء التجار وغيرهم من الارمن في بابل وكونوا جالية ارمنية كبيرة فيها.
وتشير المصادر التاريخية الى وجود ابرشية ارمنية في شمال العراق في آواخر القرن العاشر الميلادي، وفي البصرة عام 1222م. وتشير هذه المصادر ايضاً الى وجود طائفة ارمنية في بغداد لها رئيس روحي عام 1354م. كما كتبت مخطوطة ارمنية في مدينة الموصل عام 1352م، وهذا يدل على وجود الارمن في المدينة في تلك الفترة، وفي القرن الرابع عشر الميلادي، كانت هنالك جاليات ارمنية في اربيل وكرمليس، وحدثت هجرات للارمن من ايران الى العراق في القرن السابع عشر الميلادي خلال حكم الشاه عباس الصفوي. وبعد احتلال بغداد من قبل السلطان العثماني مراد الرابع في 25 كانون الاول 1638م، انشئت كنيسة القديسة مريم العذراء للارمن الارثوذكس عام 1640 في محلة الميدان ببغداد.
وحدثت اكبر الهجرات الارمنية الى العراق بعد تعرض الارمن في الدولة العثمانية الى مجازر الابادة عام 1915.

كنائس ومدارس

كما عرج نيافته على الكنائس والمدارس الارمنية فقال: "وتوجد الان اربع كنائس ارمنية ارثوذكسية في بغداد، وكنيسة واحدة ي كل من كركوك وزاخو والبصرة، وكنيسة في قرية (افزروك) في محافظة دهوك وكنيستان في الموصل، تعرضت احداهما لعمل ارهابي عام 2004 وهي قيد الافتتاح.
وانشئت اول مدرسة ارمنية في بغداد عام 1852 باسم (تاركما نجاتس) وتعني (المترجمون). وهي اول مدرسة للبنات في بغداد تأسست عام 1901، وفي عام 1921، افتتحت مدرسة للارمن في منطقة كمب الكيلاني ببغداد سميت لاحقاً (مدرسة سفاجيان). وقد دمجت مدرستا (تاركما نجاتس) و(سفاجيان) عام 1948 لتتكون منهما (مدرسة ارمن المتحدة الاهلية)، وفي عام 1974، جرى تأميم جميع المدارس الاهلية في العراق واعيد افتتاح (مدرسة الارمن الابتدائية الاهلية المختلطة) في 15 تشرين الاول 2004".
الجمعيات الثقافية والرياضية
وتحدث المطران عن الجمعيات الثقافية والنوادي الرياضية فقال: "جرى تأسيس الجمعية الخيرية الارمنية العمومية في العراق عام 1911 ، واعيد افتتاحها عام 1959، وتأسست جمعية الشبيبة الارمنية عام 1926، وتضم فرقة (كوميداس) الكورالي للغناء الشعبي الارمني التي تأسست عام 1954 واصبح الهاجيت يذكر في الاوساط الثقافية والفنية. وتأسس النادي الرياضي الارمني (الهومنتمن) عام 1949، والجمعية الثقافية لنساء الارمن عام 1961، ونادي الشهيد (اوهان) الرياضي عام 2000. ولهذه الجمعيات والنوادي مطلق الحرية لاقامة الامسيات الثقافية والاجتماعية، والمهرجانات الرياضية، وحقق بعضها انجازات مهمة".
الصحافة الارمنية
وتوقف نيافة المطران عند الصحافة الارمنية، وتحدث عنها فقال: "صدرت في بغداد عدة صحف ارمنية، ففي عام 1890 صدرت صحيفة مدرسية مطبوعة باسم بونج (الباقة) استمرت سنتين وصدرت صحيفة ديكريس (دجلة) عام 1924 التي توقفت بعد بضعة اصدارات. كما صدرت صحيفة كويامارد (صراع الوجود) الاسبوعية من 1948-1954، ومن 1957-1958. وكانت مدرسة الارمن المتحدة الاهلية تصدر صحيفة كايدز (الشرارة) المدرسية والكتاب السنوي باسم (ماشدوتس). واود هنا ان اتوقف قليلا عند كتاب (ماشدوتس) السنوي، فقد وثق هذا الكتاب منذ ستينيات القرن الماضي وحتى تأميم المدارس الاهلية في العراق عام 1974، الحياة المدرسية بجميع نشاطاتها وفعالياتها. وقد رفد هذا الجيل طائفتنا لسنوات طوال وحتى الان، بالمثقفين الذين نظموا احياءها الثقافية والاجتماعية ، لاتوجد صحف ارمنية في العراق حالياً، بل هنالك نشرة تصدرها مطرانية الارمن الارثوذكس في العراق باسم كانتيغ (القنديل)، الى جانب نشرات تصدرها الجمعيات والنوادي الرياضية.
شخصيات تاريخية
واستعرض المطران عدداً من الشخصيات الارمنية التاريخية قائلاً: "ويفتخر الارمن العراقيون بشخصيات ارمنية بارزة خدمت العراق العزيز وبانجازات حققوها في الماضي ويستمرون في تحقيقها في الحاضر. وقد ورد في تاريخ العراق اسم ملكين اتفقت المصادر التاريخية على اصلهما الارمني. اولهما هو الملك اراخا بن خلديتا (نبوخذ نصر الرابع) الذي قاد ثورة بابل عام 521 ق.م ضد الملك الاخميني دارا (داريوس) الاول، كما وردت على صخرة بيهستون في ايران واشار اليها الاستاذ الدكتور طه باقر في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة
الوجيز في تاريخ حضارة وادي الرافدين). اما الثاني ، فهو بدر الدين لؤلؤ حاكم الموصل، وعرف من القادة العرب في التاريخ العربي الاسلامي علي بن يحيى الارمني، وهو من مواليد ارمينيا واحد الابطال المعروفين في مسيرة التاريخ العربي. ومن الشخصيات الارمنية البارزة ايضاً يعقوب اميرجان، وكان بغدادي الموالد، والذي تولى عند حصار بغداد، قيادة الرجال من مسيحيي البصرة وبغداد للمحافظة على المدينة والقتال دفاعاً عنها اذا اقتضى الامر مع اخوانهم مسلمي المدينة، كما كان يوسف كيفورك صراف باشي الارمني من كركوك رئيساً للصيافة لدى الحكومة العثمانية، وكان ستراك بوغوصيان المفتش العام للبنك العثماني. اما التاجر الارمني المعروف نعوم سركيس فكان اول من سكن الشطرة وشجع الناس للسكن فيها.
الارمن والطب
اما بالنسبة للمجال الطبي فقد ذكر المطران الفاضل "في مجال الطب، كان اول من ادخل تلقيح الجدري الى بغداد او هانيس مراديان الذي قدم الى بغداد عام 1786. وكان اول طالب عراقي يوفد الى الخارج للدراسة على نفقة الدولة عام 1921 ارمنياً، واسمه ارستاركيس، وقد اوفد الى مدرسة البنغال البيطرية في الهند لدراسة الطب البيطري. وكانت اول طبيبة عراقية عينتها وزارة الصحة، ارمنية، هي الدكتورة انة ستيان، واول فتاة عراقية دخلت مدرسة الطب في بغدا وتخرجت فيها سنة 1939. ومن الاطباء المعروفين الدكتور كريكور استارجيان وله مؤلفات بالعربية عن التاريخ والثقافة الارمنية. والدكتور هاكوب جوبانيان وهو من مؤسسي كلية الطب في العراق وحاصل على وسام ملكي عراقي (وسام الرافدين من الدرجة الثانية عام 1954) تقديراً لخدماته في مجال الطب. ومن الشخصيات الارمنية العامة فوسكان مارديكيان (اوسكان افندي) الذي كان وزيراً للبريد والبرق في الدولة العثمانية..
الفن والتصوير
كما تحدث عن الشخصيات الارمنية في مجال الفن والتصوير فقال: "اما في مجال التصوير فقد عرف المصور السينمائي خاجيك ميساك كيفوركيان، وهو من اوائل الرواد في مجال التصوير السينمائي ومن الرواد القلائل في تقنية التصوير في العراق والوطن العربي. والمصور الصحفي الرائد امري سليم لوسينيان شيخ المصورين الصحفيين العراقيين الذي صور ملوك وزعماء العراق وارشف جزءاً كبيرا من تاريخ العراقة والمصورين الفوتوغرافيين المعروفين ارشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب ستوديو بابل) ومصور الاثار كوفاديس ماركاريان وغيرهم، وفي مجال الفنون، برز الفنان الرائد بهة عبوش الذي انجز صورة عماد يسوع المسيح في سقف كنيسة الارمن الارثودكس في بغداد، وممثلة المسرح القديرة ازادوهي صموئيل، والمخرج والممثل القدير كارلو هاريتون، والمخرج السينمائي العالمي اشخان افيديس (حكمت لبيب)، وهو من مدينة بعقوبة، والفنانة سيتاهاكوبيان، وفي الموسيقى كريكور بارسوميان وارام بابوخيان وارام تاجريان ونوبار بشنيكيان وعازفة البيانو الشهيرة بياتريس اوهانيسيان وفي مجال المقام العراقي يبرز اسم الاب نرسيس صائغيان الذي امتاز بوفرة معلوماته عن المقام وجميع قراء المقام العراقيين يرجعون اليه.
وللاب صائغيان ايضاً مؤلفاته في التاريخ واللغة ودراسة اصول ونسب العائلات المسيحية. وكان سيساك زاربها نيليان موسيقاراً واحد فلاسفة الموسيقى الشرقية وعازفاً بارعا في العود والكمان والف قطعاً موسيقية مستخدماً فيها مقامات صعبة لم يجرؤ موسيقار غيره على التقرب منها.
الادب والكتابة
ثم انتقل نيافة المطران ليؤشر بعض الاسماء الارمنية التي اسهمت بشكل بارز في الثقافة العراقية، فيقول "في مجال الادب برز الكاتب والباحث يعقوب سركيس الذي الف (مباحث عراقية)، والكاتب يوسف عبد المسيح ثورت والكاتب ليفون كارمين، وعبد المسيح وزير الذي جاء الى العراق مع الملك فيصل الاول وكان من رجال الفكر والمعرفة ووضع القاموس العسكري ومؤلفات اخرى اما في مجال التربية قبرز الاستاذ والمربي الفاضل مهران افندي سفاجيان الذي كان يحاضر في اللغة الفرنسية عام 1908 في مدرسة الجعفرية (ابرز مدارس بغداد انذاك) واعترف بفضله وخدماته الجليلة تلامذته ومنهم سعيد صادق البصام الذي اصبح في العهد الملكي وزيراً للتربية والعدالة وغيرهم.
وفي مجال الهندسة كان المهندس المعمار ي مارديروس كافوكجيان من المهندسين المعماريين البارزين في الموصل من 1941-1946، وقد وضع المخططات الهندسية لضواحي الموصل واربيل والعمارية.
ومما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق ان الفضيلة المطران والعمادية بحث هو عبارة عن رسالة دكتوراه في الفلسفة تناول فيها الامام الغزالي.
نساء ورياضة
ولم يغفل المطران افاك اسادوريان اسماء بارزة من النساء والرجال الارمن ممن حققوا ما يستحق التدوين، وقال (ومن الشخصيات النسائية الارمنية العامة سارة تايتوسيان التي عرفت من قبل اهل بغداد باسم (سارة خاتون) او (سارة الزنكينة)، وسمي حي كمب سارة في بغداد باسمها، وريجينة خاتون التي اوقفت عدداً من الاراضي شيد على احداها دار للمسنين، وهو الاول من نوعه كمؤسسة اهلية تابعة للطائفة وشيد على الثانية مدرسة (متوسطة واعدادية) ولكنها استملكت قسراً من قبل النظام السابق عام 1974، وفي هذه الايام نعمل حثيثاً لاسترجاع هذه الاراضي لانها قد اوقفت لوجه البرو الاحسان وكما هو معلوم شرعا وقانونا الوقف لايباع ولايستملك)
وفي الرياضة حصل جبرايل كايايان على اول بطولة لكمال الاجسام في العراق عام 1949، ومثل جورج تاجريان العراق في (3) بطولات اولمبية في رياضة الدراجات وحصل على بطولات عالمية في سباق الدراجات للمسافات الطويلة.
حكاية ملعب الشعب
وقد يجهل الكثيرون وخاصة الشباب ان الشخص الذي شيد ملعب الشعب الدولي وقدمه هدية لشعبنا العراقي كان شخصاً ارمنياً يدعى كولبنكيان وقد انشأت مؤسسة كولبنكيان، ملعب الشعب الدولي وقاعة الشعب في بغداد، كما منحت الزمالات الدراسية للطبلة في العراق واقطار العالم كافة ، بغض النظر عن ديانتهم او قوميتهم او طائفيتهم وقد استفاد عدد كبير من الطلبة العراقيين من هذه الزمالات. كما اسهمت مؤسسة كولبنكيان في بناء القسم الجديد لمدرسة الارمن المتحدة الاهلية في بغداد، وانشأت مدرسة في زاخو عام 1969 وملعباً في كركوك كما ساهمت المؤسسة في بناء كنيسة الارمن الارثوذكس في ساحة الطيران ببغداد من 1954
– 1957 ومدرسة ثانوية للارمن في حي الرياض ببغداد الى جانب اهداء اعداد كبيرة من الكتب والمناهج الدراسية للجامعات والكليات والمعاهد ودور العلم العراقية.
المصير المشترك
وسألنا فضيلته: كيف تنظرون لأوضاع الشعب الأرمني وهو جزء أساس من مكونات الشعب العراقي، الان من حيث أوضاعه عامة؟ فأجاب:الأرمن مكون أساس من الشعب العراقي يصيبهم ما يصيب عموم الشعب العراقي، وهم عضو فاعل في جسد العراق، وما يصيب الجسد يصيب العضو، والعكس صحيح. وأرى أنه بجهود الخيرين من ابناء العراق ذوي النيات الحسنة من جميع الأطياف سوف يزدهر هذا الوطن المعطاء ويأخذ مكانته اللائقة بين الأمم الأخرى.
200 عائلة هاجرت
وسألنا عن عدد الأرمن العراقيين الذين هاجروا بفعل تردي ظروف البلد فأجابنا: يبلغ عددهم (200) عائلة (نحو 1000 شخص). وأنني أؤمن بأن هؤلاء سيعودون إلى العراق، حينما يعم الأمن والاستقرار في البلد. فالأرمني العراقي، كسائر أخوانه من العراقيين مرتبط بكل كيانه ووجدانه بهذه الأرض المعطاء، أرض دجلة والفرات والحضارات الإنسانية الخالدة، الأرض التي استقبلته وحضنته في أيام محنته بعد مجازر الإبادة عام 1915 ونحن ممتنون للشعب العراقي على التفاتته الإنسانية السامية هذه والتي لن ننساها أبداً.
دعم الكنائس محدود
وهل تجد الكنائس الأرمنية دعماً من الدولة؟
- في الوقت الحاضر (ديوان أوقاف المسيحيين والديانات الأخرى)، هو المعني بهذا وفي الواقع، إن هذا الديوان يمثل حلقة وصل بين الطوائف المسيحية والطوائف الأخرى من جهة والدولة. وحالياً الدعم المقدم إلى الكنائس محدود جداً، ولكن الجهود التي بذلناها مع الدكتور جلال الطالباني رئيس الجمهورية والدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء بمعية الأستاذ يونادم كنا أمين عام الحركة الديمقراطية الأشورية أسفرت عن الموافقة بتولي الدولة إعمار كنيسة الأرمن الارثوذكس في الموصل التي تعرضت لعمل تخريبي عام 2004 وهي على وشك الافتتاح.
الوطن.. المزهرية
هل من كلمة توجهونها لمكونات الشعب العراقي الدينية والقومية؟
- هناك لوحة زيتية في الدار المخصصة لي هي عبارة عن صورة مزهرية تحوي أنواعاً كثيرة من الزهور زاهية الألوان. فلكل زهرة لون ورونق خاص بها، وهي تملك في الطبيعة عطراً يميزها. وتشغل كل زهرة حيزاً في المزهرية. وهذه الزهور معا تخلق شيئاً جديداً وتضفي على المزهرية جمالاً أخاذاً. وأنا أتخيل العراق على هذا النحو فمكوناته من القوميات المتآخية والديانات التي تؤمن بالله القدير، والأطياف المتعددة هي الزهور التي بانسجامها معاً تعطي للعراق جماله وزهوه وقوته. أنا شخص مؤمن بطبيعتي متفائل وأرى أن العراق سينهض من جديد ليداوي جروحه ويكمل مسيرة وادي الرافدين الخلاقة خدمة للإنسانية ولأبناء شعبه الغيارى.


كيف تحصل على السمنت في كربلاء؟ 

  • بين إلغاء الوكالات وحسابات المواطن ضاعت الحلول
     

كربلاء المدى

مادة السمنت باتت شحيحة، وغالية الثمن اما الحصول عليها فيحتاج الى مراجعة ومواعيد وتسويق هذا ما نعرفه عن كربلاء على اية حال.
بعد حصول المواطن على إجازة البناء عليه أن يذهب إلى المحافظة.لان عملية الحصول على كمية من السمنت لا تكتمل إلا من خلال مبنى المحافظة ولجنة توزيع السمنت التي امتلأت مناضدها بمعاملات المواطنين بانتظار التوقيع الأخير أو بانتظار التدقيق الذي لا بد منه.. وأمام شباكها الصغير يتجمع المواطنون ليقرأوا إن كانت هناك عملية توزيع السمنت أم لا من خلال الإعلان الذي يعلق على جدار الغرفة من الخارج..ومن هذه النقطة تبدأ الرحلة الثانية للمواطن وهي الخطوة الأولى لنا في مبنى المحافظة وتحديدا في الغرفة الصغيرة التي يقال عنها أنها لجنة توزيع السمنت لنلتقي بالسيد خليل هادي الكاظمي سكرتير اللجنة الفرعية لتوزيع السمنت في مركز مدينة كربلاء الذي قال لنا :- إن سبب تأخير حصول المواطن على موعد للتجهيز بحصته من السمنت لا يعود إلى العاملين في اللجنة..ويضيف..إن المواطن عليه أن يجلب جنسيته المصورة مع إجازة البناء الأصلية وسند العقار المصور مع طلب الحصول على السمنت..مؤكدا إن أهمية هذه اللجنة هي للتنظيم ومعرفة من يقوم بعملية تزوير الإجازات وتواقيعها وأختامها لان هناك من تسول له نفسه التلاعب، مبينا إن هناك ما بين 50-60 إجازة مزورة شهريا تصل إلى اللجنة.إضافة إلى إن هناك قسما من الطلبات لم تكتمل شروطها فتكون غير أصولية كان تكون ناقصة الكشف أو منتهية المدة والاستحقاق.
ويشير الكاظمي..إلى إن حصة المحافظة من السمنت لا تقررها اللجنة بل الجهات ذات العلاقة والمحصورة ما بين معمل السمنت والوزارة وهي على العموم لا يكفي توزيعها على طالبي السمنت من المواطنين وهذه معاناة أخرى تضاف إلى المواطن لان عدد المتقدمين شهريا يبلغ ما بين 5-6 آلاف طلب في حين إن الكمية المقررة تتراوح ما بين 2-3 آلاف طن شهريا ما عدا حصة الاقضية والنواحي..ويضيف الكاظمي إن هناك معاناة أخرى يتحملها المواطن فالمدة المقررة هي أسبوعان من تاريخ تسلمه الموعد ثم يسقط حقه بالمطالبة، وهذه آلية متعبة للمواطن خاصة في هذه الظروف التي يصعب معها تحقيق مبدأ الالتزام بالمواعيد ثم نحن وسطاء ومع ذلك نتحمل الكلام الكثير من قبل المواطن الذي لا يعرف غير حاجته دون أن يدرك حجم معاناتنا لان المواطن لا يلوم المسؤول الأعلى الذي يتأخر في التوقيع حين نرفع له معاملات المواطنين والمسؤول أيضا مرتبط بعمل إداري آخر في هذه الظروف التي تعصف بالبلد.
واشار الكاظمي إلى إن آلية تحديد الكمية تعتمد على مساحة البناء. في حين يتصور المواطن إن أي بناء له نفس الحصة ..فمثلا إن مساحة البناء إذا كانت 100م2 فحصته 13 طنا و150م2 20 طنا و200م2 26 طنا و250م2 33 طنا و300م2 وأكثر 40 طنا يتسلمها على شكل دفعات مع تصاعد البناء وكل دفعة هي 5 أطنان يتسلم الدفعة الثانية بعد شهر..ويوضح إن هذه الآلية متعبة خاصة إذا ما تأخر التجهيز من قبل المعمل فمثلا تم تبليغنا في 22/12/2005 بوجوب قطع حصة المحافظة البالغة 1960 طناً وفي يوم 25/12 اخبرنا المعمل بإسقاط الحصة وهذا معوق آخر خاصة ان الحصة كانت قد تأخرت لعدة أسباب منها انه جرت انتخابات في ذلك الشهر إضافة إلى إن المعمل كانت لديه كما نسميها نهاية سنة مالية والمواطن يريدنا نحن أن نجهزه ويرمي اللوم كله علينا.
معاناة المواطن
قد يكون المواطن لا يعرف ما هي ظروف الدوائر وما تعانيه من عدة نواحي كأن يكون قلة الكادر قياسا إلى عدد المراجعين أو عدم توفر المواد أو معوقات أخرى، لكن المواطن ليس مسؤولا عن اية حال ويعتبر تأخير معاملته معوقات تسهم في عملية تأخير بناء بيت جديد له ولعائلته. المواطن يقول انه وقبل إلغاء الوكالات والوكلاء كانت تصاحبهم معاناة كنا نعتقد إن الوكيل كان يصنعها لأنه يريد الحصول على ربح آخر من جراء تعطيل التجهيز ليتسنى له الحصول عليها بسعر اقل لان المواطن هنا مضطر لان يشتري من السوق المحلية لإكمال البناء. ويضيف المواطنون إنه وبعد أن تم إلغاء الوكالات واجهتنا صعوبات أخرى وهي مثلا إن علينا أن ننقل الحصة من معمل السمنت الذي يبعد أكثر من 100كم عن مركز المدينة بعد أن نقطع الحصة ونودع المبلغ في احد المصارف ثم الذهاب إلى غرفة القطع في معمل النورة الذي يقع هو الآخر خارج المدينة وهذه العملية مكلفة، فهي تستدعي تأجير مركبة لنقل السمنت إلى مكان البناء بينما في السابق كان التسلم من مخزن الوكيل.. ويضيف المواطنون إننا في حيرة من أمرنا فما بين معاناتنا مع الوكلاء سابقا وما بين الآلية الجديدة اصبحنا نواجه الصعوبات المستمرة دون أن يجد المسؤولون حلا مناسبا لنا وللآخرين .
أما الوكلاء الذين توقفت إجازاتهم فان معاناتهم أصبحت أكثر حدة وهم الآن ينتمون إلى قائمة العاطلين عن العمل إن لم يكن احدهم يملك محلا لبيع السمنت التجاري..فهؤلاء قد تعرضوا إلى الخسارات المتتالية مع توقف إجازاتهم يضاف لهم متعهدو النقل الذين حصلوا على مناقصة لنقل السمنت من المعمل الى الوكلاء فهم أيضا تعرضوا إلى الخسارات لان سياراتهم متوقفة عن العمل .
شكوى الوكلاء
تقول الوكيلة غفران عباس حمزة وهي زوجة احد معوقي الانتفاضة الشعبانية إن المواطن في السابق إذا ما قطع كميته من لجنة السمنت في المحافظة فانه يتسلم الحصة عن طريقنا حتى لو كان بعد ثلاثة أشهر لأنها موجودة في مخازننا.. ولكن المواطن إذا ما وجد عرقلة في عملية التجهيز فانه يرمي ثقله وشكواه على الوكيل وكأنه هو السبب في كل ما يعانيه.. وأضافت غفران، هناك الكثير من المشاكل التي تصادف عملنا منها قلة التجهيز وعدم الالتزام بالمواعيد المقررة للقطع إضافة إلى مشاكل أخرى تصادف المعمل في حالات كثيرة كان تكون هناك حالات أمنية كقطع الطرق أو مشاكل في الطاقة الكهربائية.. وأكدت إن هذه الشكاوى لم يتحقق منها مجلس المحافظة وقام المجلس بإيقاف التجهيز قبل أكثر من خمسة أشهر وتحديدا في الشهر العاشر من العام الماضي، واد هذا التوقف إلى قطع أرزاقنا وتعرضنا إلى خسائر كبيرة جراء غلق مخازننا ودفع إيجاراتها. وهناك مكاتب لبعض الوكلاء في داخل المدينة يدفعون لها إيجارات عالية. ومن المعروف إن كربلاء تشكو ارتفاع إيجار محالها ..وأشارت إلى إن الاسباب التي دعت المجلس إلى إيقاف الوكالات هي أسباب واهية وغير حقيقية لذلك فنحن ومن خلال جريدتكم نتمنى أن يصل صوتنا وتعود الوكالات إلى ممارسة عملها تسهيلا للمواطن وتمكيننا من العيش لان هناك 133 وكيلا منهم من المعوقين والأرامل بسبب الحروب.
أما الوكيل عادل مهدي عباس فقال..لقد راجعنا عدة مرات مجلس المحافظة لإعادة الوكالات إلينا وان نمارس عملنا من جديد لأننا الأقدر على مساعدة المواطن ولدينا الإمكانيات الكبيرة لذلك منها تعاوننا مع متعهدي النقل ولدينا مخازن إضافة إلى إن المواطن لن يذهب إلى المعمل البعيد لقطع كميته بل يتسلمها من مخازننا القريبة وما على المواطن إلا جلب مستمسك التسلم لنقوم نحن بتسلم الكمية وبيعها عليه أي إننا نسهل له حتى تسليم المبلغ إلى المعمل في لجنة القطع.

أسباب إلغاء الوكالات

وعن أسباب إلغاء الوكالات تقول الوكيلة حياة حسين شرهان..إن مجلس المحافظة في قراره بين عدة أسباب منها إننا لا نقوم بتسليم حصة المواطن وهذا ادعاء ليس له أساس من الصحة وطالبنا بمواجهة حقيقية مع المواطن الذي يقدم شكوى لديهم لنكون على بينة إلا أن مثل الأمر لم يحصل.وكذلك ادعى المجلس بوجود أكثر من وكيل في عائلة واحدة وهذا ادعاء غير مقبول لان هناك عوائل تمتهن حرفة واحدة كما هو الحال مع صاغة الذهب أو البناء أو وجود أكثر من شقيق في الوظيفة الواحدة أو وجود أكثر من شقيقين في الأجهزة الأمنية أو التعليمية فهل يعني هذا طرد الآخرين والإبقاء على واحد منهم؟وادعى المجلس إن هناك وكالات وهمية لأشخاص وهميين وهذا غير صحيح لأنه بعد سقوط النظام تم استدعاء جميع الوكلاء واخذوا منهم إقرارا بممارسة العمل مع صورة شخصية ومن هذا الإقرار تم اجتثاث وكالات البعثيين الذين كانوا حقا يمتلكون وكالات وهمية لأسباب نعرفها ونعرف ماذا كان يجري في زمن النظام السابق.ثم إذا كانت هناك وكالات وهمية فهل يعاقب الجميع؟
ثم ادعى انه توجد وكالات منحت عن طريق العلاقات الشخصية وهذا كلام مردود على نفس الجهات لأنهم أصحاب القرار وهم وان كانت أعدادهم قليلة فهم من أقارب شخصيات معروفة وهنا تكمن العلة في إيقاف وكالاتنا .
ويشير الوكيل عادل الى إن المجلس ادعى في قراره إن الوكالات بيد أشخاص معنيين أو يعملون بالنيابة وهذا راجع إلى وجود تعاون ما بين الوكلاء كما يحصل في أية مهنة أخرى لان هناك من المعوقين والأرامل نساعدهم ونقدم لهم الخدمة من حيث النقل والخزن، إما الأمور الأخرى التي تعرقل مهمة تسلم المواطن حصته فهي غير موجودة في مثل هذا التعاون. ثم هناك فقرة تقول إن الوكيل يبتز المواطن أو يجبره على بيع حصته للوكيل فهذا ادعاء آخر غير صحيح وقد طالبنا بالمواجهة وتقديم الدليل إلا انه لم يحدث مثل هذا الأمر أيضا.. ولكن الحقيقة إن معاناتنا هي أن بعض المواطنين لا يتسلمون كيسا تمزق في عملية النقل من المعمل إلى المخزن وهذه عملية تحصل في أي عملية نقل وخزن وبالتالي فان المواطن يرفض التسلم ويبقى الوكيل في حيرة من أمره وهناك بعض المواطنين يبيعون حصتهم إلى الوكيل خاصة للذين أكملوا بناءهم قبل أن تقرر حصتهم وهذا أمر وارد أيضا.
ويضيف الوكيل عباس أن هناك سببا آخر في قرار الإيقاف وهو الادعاء بعدم وجود مخازن لدى بعض وكلاء السمنت وإذا ما كان هذا صحيحا فهل يعاقب الجميع ؟ ثم إن ايجارات المخازن عالية جدا لا تتناسب مع ربحية الوكالة أمام حصة المحافظة القليلة من السمنت أصلا..ويوضح. إن ربح الوكيل هو 7 آلاف دينار عن كل طن ولان حصته الشهرية هي 40 طنا فهذا يعني إن ربح الوكيل الشهري هو 280 ألف دينار، ومن المعروف أن اقل إيجار لمخزن نظامي لا يقل عن 150 ألف دينار لأنه يقع خارج المدينة فهل يتناسب هذا الربح مع الطلبات التعجيزية التي لا تهم المواطن؟ لذلك فان أكثر من وكيل يتشاركون في إيجار المخزن لتقليل الخسائر المادية وهذا معمول به في اغلب المحافظات قبل سقوط النظام وبعده بل إن الأوامر السابقة في الزمن البائد كانت تجيز مثل هذا الأمر وهو ما نتمنى حصوله الآن.
متعهدو النقل وعذاب المواطن
بين عملية الحصول على إجازة بناء والحصول على الكمية المقررة من لجنة السمنت وعملية القطع هناك معاناة أخرى تكبدها متعهد النقل الذي حصل على مناقصة لنقل السمنت من قبل مجلس المحافظة قبل إيقاف عمل الوكالات..ولان المواطن كان يشتكي من ارتفاع أجور النقل خاصة ان السعر ارتفع في تلك المناقصة من أربعة آلاف إلى سبعة آلاف المواطن بات عليه أن يؤجر سيارة خاصة من المعمل إلى مكان البناء..ويقول المواطنون إن هناك من يتلاعب بالسعر المقرر للطن الواحد خاصة ان حصتنا لا تستلم دفعة واحدة بل على دفعات شهرية فان معنى هذا إن عملية النقل متعبة جدا ومكلفة في الوقت نفسه.
يجيب عبد العظيم عباس الشريفي صاحب مكتب السقاء لنقل السمت..إننا نسمع كثير مثل هذا الكلام وهو غير صحيح وغير منطقي تماما..لأنه لا يمكن التلاعب بالسعر لأنه رسمي ومعروف وهو مثبت لدى الجهات الرسمية..وأضاف الشريفي..إن متعهد النقل يأخذ وحسب المناقصة 7 آلاف دينار عن كل طن يقوم بنقله من المعمل الذي يبعد أكثر من 100كم أما الى الاقضية والنواحي فان المبلغ هو 7 آلاف و500 دينار عن كل طن..يضاف إلى ذلك سبعة آلاف دينار ربح الوكيل مع ألف دينار أجور مخزنية وإدارية وتشمل أيضا عمولة الصك الذي يصرفه الوكيل أو متعهد النقل ولان سعر الطن الرسمي من المعمل هو 111 ألف دينار فان المواطن يتسلمه من المخزن بسعر 126 ألف دينار..إلا إن المواطن لا يعرف إن هناك أجورا أخرى يتحملها متعهد النقل وهي لا تدخل في الباب الرسمي بل من باب الإكراميات للعاملين الناقلين أو المفرغين من المعمل والمخازن وهذه المشكلة لم نتخلص منها. وأضاف الشريفي إن عملية إيقاف الوكالات أصابت متعهدي النقل أيضا على الرغم من إن مكاتبهم تقع في وسط المدينة وهذه إيجاراتها غالية. وأوضح إن المواطن الآن يتحمل أجور نقل أعلى من السابق لان المتعهد سابقا كان ينقل كميات كبيرة في سيارته الكبيرة (التريلة) مما يعني حصوله على ربح أعلى أما الآن فان المواطن عليه أما أن يتفق مع المتعهد ليكون عدد المواطنين مساوياً لكمية التجهيز أو يقوم بنقل كميته وهي خمسة أطنان على حسابه الخاص وهذه العملية تكلف أجورا أعلى تصل إلى أكثر من 10 آلاف دينار عن كل طن..فأيهما أفضل للمواطن، عملية القطع المباشر أم طريق الوكلاء الذين ألغيت وكالاتهم مثلما ألغيت مناقصتنا وتعرضنا إلى المتاعب؟
مقترحات لحل الأزمات
هل وصل الجميع إلى حل مرضٍ؟ فما بين الدعوات السابقة التي انطلقت بوجوب إلغاء الوكالات وما بين الدعوات الحالية بضرورة عودة الوكالات وما بين استغاثة الوكلاء أنفسهم بالعودة عن قرار مجلس المحافظة لأنه قرار أصابهم بخسارة كبيرة فان مقترحات الوصول إلى حل عادل يرضي الجميع حسب اجماع الاراء هي:
أولا: عودة الوكالات وجعلها تعمل وليكون المواطن حرا إذا ما أراد حصته من السمنت عن طريق البيع المباشر من العمل أو عن طريق الوكلاء .
ثانيا: تجهيز الوكيل بحصة أسبوعية أو شهرية جيدة يتسلمها من المعمل لغرض بيعها في السوق المحلية لمن ليس لديهم إجازات بناء ويرومون إعادة تأهيل دورهم واعمارها..ليكون سعرها مقبولا على أن يراقب الوكيل إذا ما باع السمنت بأسعار السوق السوداء أو السعر التجاري العالي. ثالثا:فحص أماكن الخزن ومراقبة المخزون حتى لا يحصل تلاعب أو غش في كميات السمنت والعمل الجدي من قبل لجان تابعة إلى مجلس المحافظة تحدد الوكلاء الذين يمارسون عملهم وغربلة الوكلاء الوهميين.
رابعا:هناك حلقات زائدة يراجع من خلالها المواطن فترهقه وتتعبه من مثل لجان المتابعة والتدقيق للجان عديدة تراقب البناء وتحدد المكان وهي لجان فيها عدد كبير من الأشخاص التي بسببها تكون هناك عمليات فساد إداري ومالي ورشوة لترضية من يقوم بالتوقيع ..

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة