المطران
الدكتور افاك اسادوريان رئيس طائفة الأرمن الأرثوذكس لـ
(المدى):
أنا متفائل وأرى أن العراق سينهض من جديد
- يفتخر الأرمن
العراقيون بشخصيات أرمنية بارزة خدمت العراق العزيز
علي الاشتر
تصوير: نهاد العزاوي
يعود وجود الارمن في
العراق الى الالفين الثاني والاول قبل الميلاد، وهم مكون
اساسي من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية، ويعتز
الارمن العراقيون بانتمائهم الى بلاد الرافدين، وقد ترجموا
هذا الاعتزاز بما قدموه من انجازات ثقافية وعلمية. وقد
التقت (المدى) المطران الدكتور افاك اسادوريان رئيس طائفة
الارمن الارثوذكس في العراق ليجيب عن بعض الاسئلة المتعلقة
بتاريخ الارمن الثقافي واوضاعهم الراهنة.
تاريخ الارمن
سؤالنا الاول لنيافة المطران يتلخص بتزويدنا بنبذة تعريفية
بالقومية الارمنية في العراق وتاريخ استيطانهم وكنائسهم،
وتاريخهم الثقافي فقال:
ينتمي الارمن الى العراق الاري (الهند اوربي)، وظهر في
التاريخ في الالف الثالث ق.م، حسب الدراسات اللغوية
والاثارية الحديثة. وعرفت ارمينيا في مدونات الملك سرجون
الاكدي وحفيده نرام سين (الالف الثالث ق.م) باسم (ارماني
او ارمانم). وقد دخلت الامبراطورية الاشورية مع الجارة
الشمالية مملكة اورارتو، او (ارارات) في ارمينيا في علاقات
تحالف تارة وحروب تارة اخرى. وبحكم هذا التجاور الجغرافي
بين العراق وارمينيا، كان من الطبيعي ان يوجد الارمن في
العراق منذ اقدم الازمنة. فقد كتب المؤرخ الارمني موقسيس
الخوريني (القرن الخامس الميلادي)، استناداً الى المصادر
التي اطلع عليها، عن وجود الارمن في العراق خلالالالفين
الثاني والاول قبل الميلاد. كما ذكر المؤرخ اليوناني (هيرودوتس)
(القرن الخامس ق.م) عن علاقات ارمينيا والعراق القديمة، ان
الارمن كانوا ينقلون بالمراكب عبر نهر الفرات البضائع الى
بابل، حيث كانوا يبيعونها. واستقر الكثير من هؤلاء التجار
وغيرهم من الارمن في بابل وكونوا جالية ارمنية كبيرة فيها.
وتشير المصادر التاريخية الى وجود ابرشية ارمنية في شمال
العراق في آواخر القرن العاشر الميلادي، وفي البصرة عام
1222م. وتشير هذه المصادر ايضاً الى وجود طائفة ارمنية في
بغداد لها رئيس روحي عام 1354م. كما كتبت مخطوطة ارمنية في
مدينة الموصل عام 1352م، وهذا يدل على وجود الارمن في
المدينة في تلك الفترة، وفي القرن الرابع عشر الميلادي،
كانت هنالك جاليات ارمنية في اربيل وكرمليس، وحدثت هجرات
للارمن من ايران الى العراق في القرن السابع عشر الميلادي
خلال حكم الشاه عباس الصفوي. وبعد احتلال بغداد من قبل
السلطان العثماني مراد الرابع في 25 كانون الاول 1638م،
انشئت كنيسة القديسة مريم العذراء للارمن الارثوذكس عام
1640 في محلة الميدان ببغداد.
وحدثت اكبر الهجرات الارمنية الى العراق بعد تعرض الارمن
في الدولة العثمانية الى مجازر الابادة عام 1915.
كنائس ومدارس
كما عرج نيافته على الكنائس والمدارس الارمنية فقال: "وتوجد
الان اربع كنائس ارمنية ارثوذكسية في بغداد، وكنيسة واحدة
ي كل من كركوك وزاخو والبصرة، وكنيسة في قرية (افزروك) في
محافظة دهوك وكنيستان في الموصل، تعرضت احداهما لعمل
ارهابي عام 2004 وهي قيد الافتتاح.
وانشئت اول مدرسة ارمنية في بغداد عام 1852 باسم (تاركما
نجاتس) وتعني (المترجمون). وهي اول مدرسة للبنات في بغداد
تأسست عام 1901، وفي عام 1921، افتتحت مدرسة للارمن في
منطقة كمب الكيلاني ببغداد سميت لاحقاً (مدرسة سفاجيان).
وقد دمجت مدرستا (تاركما نجاتس) و(سفاجيان) عام 1948
لتتكون منهما (مدرسة ارمن المتحدة الاهلية)، وفي عام 1974،
جرى تأميم جميع المدارس الاهلية في العراق واعيد افتتاح (مدرسة
الارمن الابتدائية الاهلية المختلطة) في 15 تشرين الاول
2004".
الجمعيات الثقافية
والرياضية
وتحدث المطران عن الجمعيات الثقافية والنوادي الرياضية
فقال: "جرى تأسيس الجمعية الخيرية الارمنية العمومية في
العراق عام 1911 ، واعيد افتتاحها عام 1959، وتأسست جمعية
الشبيبة الارمنية عام 1926، وتضم فرقة (كوميداس) الكورالي
للغناء الشعبي الارمني التي تأسست عام 1954 واصبح الهاجيت
يذكر في الاوساط الثقافية والفنية. وتأسس النادي الرياضي
الارمني (الهومنتمن) عام 1949، والجمعية الثقافية لنساء
الارمن عام 1961، ونادي الشهيد (اوهان) الرياضي عام 2000.
ولهذه الجمعيات والنوادي مطلق الحرية لاقامة الامسيات
الثقافية والاجتماعية، والمهرجانات الرياضية، وحقق بعضها
انجازات مهمة".
الصحافة الارمنية
وتوقف نيافة المطران عند الصحافة الارمنية، وتحدث عنها
فقال: "صدرت في بغداد عدة صحف ارمنية، ففي عام 1890 صدرت
صحيفة مدرسية مطبوعة باسم بونج (الباقة) استمرت سنتين
وصدرت صحيفة ديكريس (دجلة) عام 1924 التي توقفت بعد بضعة
اصدارات. كما صدرت صحيفة كويامارد (صراع الوجود) الاسبوعية
من 1948-1954، ومن 1957-1958. وكانت مدرسة الارمن المتحدة
الاهلية تصدر صحيفة كايدز (الشرارة) المدرسية والكتاب
السنوي باسم (ماشدوتس). واود هنا ان اتوقف قليلا عند كتاب
(ماشدوتس) السنوي، فقد وثق هذا الكتاب منذ ستينيات القرن
الماضي وحتى تأميم المدارس الاهلية في العراق عام 1974،
الحياة المدرسية بجميع نشاطاتها وفعالياتها. وقد رفد هذا
الجيل طائفتنا لسنوات طوال وحتى الان، بالمثقفين الذين
نظموا احياءها الثقافية والاجتماعية ، لاتوجد صحف ارمنية
في العراق حالياً، بل هنالك نشرة تصدرها مطرانية الارمن
الارثوذكس في العراق باسم كانتيغ (القنديل)، الى جانب
نشرات تصدرها الجمعيات والنوادي الرياضية.
شخصيات تاريخية
واستعرض المطران عدداً من الشخصيات الارمنية التاريخية
قائلاً: "ويفتخر الارمن العراقيون بشخصيات ارمنية بارزة
خدمت العراق العزيز وبانجازات حققوها في الماضي ويستمرون
في تحقيقها في الحاضر. وقد ورد في تاريخ العراق اسم ملكين
اتفقت المصادر التاريخية على اصلهما الارمني. اولهما هو
الملك اراخا بن خلديتا (نبوخذ نصر الرابع) الذي قاد ثورة
بابل عام 521 ق.م ضد الملك الاخميني دارا (داريوس) الاول،
كما وردت على صخرة بيهستون في ايران واشار اليها الاستاذ
الدكتور طه باقر في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات
القديمة –
الوجيز في تاريخ حضارة
وادي الرافدين). اما الثاني ، فهو بدر الدين لؤلؤ حاكم
الموصل، وعرف من القادة العرب في التاريخ العربي الاسلامي
علي بن يحيى الارمني، وهو من مواليد ارمينيا واحد الابطال
المعروفين في مسيرة التاريخ العربي. ومن الشخصيات الارمنية
البارزة ايضاً يعقوب اميرجان، وكان بغدادي الموالد، والذي
تولى عند حصار بغداد، قيادة الرجال من مسيحيي البصرة
وبغداد للمحافظة على المدينة والقتال دفاعاً عنها اذا
اقتضى الامر مع اخوانهم مسلمي المدينة، كما كان يوسف
كيفورك صراف باشي الارمني من كركوك رئيساً للصيافة لدى
الحكومة العثمانية، وكان ستراك بوغوصيان المفتش العام
للبنك العثماني. اما التاجر الارمني المعروف نعوم سركيس
فكان اول من سكن الشطرة وشجع الناس للسكن فيها.
الارمن والطب
اما بالنسبة للمجال الطبي فقد ذكر المطران الفاضل "في مجال
الطب، كان اول من ادخل تلقيح الجدري الى بغداد او هانيس
مراديان الذي قدم الى بغداد عام 1786. وكان اول طالب عراقي
يوفد الى الخارج للدراسة على نفقة الدولة عام 1921 ارمنياً،
واسمه ارستاركيس، وقد اوفد الى مدرسة البنغال البيطرية في
الهند لدراسة الطب البيطري. وكانت اول طبيبة عراقية عينتها
وزارة الصحة، ارمنية، هي الدكتورة انة ستيان، واول فتاة
عراقية دخلت مدرسة الطب في بغدا وتخرجت فيها سنة 1939. ومن
الاطباء المعروفين الدكتور كريكور استارجيان وله مؤلفات
بالعربية عن التاريخ والثقافة الارمنية. والدكتور هاكوب
جوبانيان وهو من مؤسسي كلية الطب في العراق وحاصل على وسام
ملكي عراقي (وسام الرافدين من الدرجة الثانية عام 1954)
تقديراً لخدماته في مجال الطب. ومن الشخصيات الارمنية
العامة فوسكان مارديكيان (اوسكان افندي) الذي كان وزيراً
للبريد والبرق في الدولة العثمانية..
الفن والتصوير
كما تحدث عن الشخصيات الارمنية في مجال الفن والتصوير فقال:
"اما في مجال التصوير فقد عرف المصور السينمائي خاجيك
ميساك كيفوركيان، وهو من اوائل الرواد في مجال التصوير
السينمائي ومن الرواد القلائل في تقنية التصوير في العراق
والوطن العربي. والمصور الصحفي الرائد امري سليم لوسينيان
شيخ المصورين الصحفيين العراقيين الذي صور ملوك وزعماء
العراق وارشف جزءاً كبيرا من تاريخ العراقة والمصورين
الفوتوغرافيين المعروفين ارشاك (صاحب ستوديو ارشاك) وجان (صاحب
ستوديو بابل) ومصور الاثار كوفاديس ماركاريان وغيرهم، وفي
مجال الفنون، برز الفنان الرائد بهة عبوش الذي انجز صورة
عماد يسوع المسيح في سقف كنيسة الارمن الارثودكس في بغداد،
وممثلة المسرح القديرة ازادوهي صموئيل، والمخرج والممثل
القدير كارلو هاريتون، والمخرج السينمائي العالمي اشخان
افيديس (حكمت لبيب)، وهو من مدينة بعقوبة، والفنانة
سيتاهاكوبيان، وفي الموسيقى كريكور بارسوميان وارام
بابوخيان وارام تاجريان ونوبار بشنيكيان وعازفة البيانو
الشهيرة بياتريس اوهانيسيان وفي مجال المقام العراقي يبرز
اسم الاب نرسيس صائغيان الذي امتاز بوفرة معلوماته عن
المقام وجميع قراء المقام العراقيين يرجعون اليه.
وللاب صائغيان ايضاً مؤلفاته في التاريخ واللغة ودراسة
اصول ونسب العائلات المسيحية. وكان سيساك زاربها نيليان
موسيقاراً واحد فلاسفة الموسيقى الشرقية وعازفاً بارعا في
العود والكمان والف قطعاً موسيقية مستخدماً فيها مقامات
صعبة لم يجرؤ موسيقار غيره على التقرب منها.
الادب والكتابة
ثم انتقل نيافة المطران ليؤشر بعض الاسماء الارمنية التي
اسهمت بشكل بارز في الثقافة العراقية، فيقول "في مجال
الادب برز الكاتب والباحث يعقوب سركيس الذي الف (مباحث
عراقية)، والكاتب يوسف عبد المسيح ثورت والكاتب ليفون
كارمين، وعبد المسيح وزير الذي جاء الى العراق مع الملك
فيصل الاول وكان من رجال الفكر والمعرفة ووضع القاموس
العسكري ومؤلفات اخرى اما في مجال التربية قبرز الاستاذ
والمربي الفاضل مهران افندي سفاجيان الذي كان يحاضر في
اللغة الفرنسية عام 1908 في مدرسة الجعفرية (ابرز مدارس
بغداد انذاك) واعترف بفضله وخدماته الجليلة تلامذته ومنهم
سعيد صادق البصام الذي اصبح في العهد الملكي وزيراً
للتربية والعدالة وغيرهم.
وفي مجال الهندسة كان المهندس المعمار ي مارديروس
كافوكجيان من المهندسين المعماريين البارزين في الموصل من
1941-1946، وقد وضع المخططات الهندسية لضواحي الموصل
واربيل والعمارية.
ومما تجدر الاشارة اليه في هذا السياق ان الفضيلة المطران
والعمادية بحث هو عبارة عن رسالة دكتوراه في الفلسفة تناول
فيها الامام الغزالي.
نساء ورياضة
ولم يغفل المطران افاك اسادوريان اسماء بارزة من النساء
والرجال الارمن ممن حققوا ما يستحق التدوين، وقال (ومن
الشخصيات النسائية الارمنية العامة سارة تايتوسيان التي
عرفت من قبل اهل بغداد باسم (سارة خاتون) او (سارة
الزنكينة)، وسمي حي كمب سارة في بغداد باسمها، وريجينة
خاتون التي اوقفت عدداً من الاراضي شيد على احداها دار
للمسنين، وهو الاول من نوعه كمؤسسة اهلية تابعة للطائفة
وشيد على الثانية مدرسة (متوسطة واعدادية) ولكنها استملكت
قسراً من قبل النظام السابق عام 1974، وفي هذه الايام نعمل
حثيثاً لاسترجاع هذه الاراضي لانها قد اوقفت لوجه البرو
الاحسان وكما هو معلوم شرعا وقانونا الوقف لايباع
ولايستملك)
وفي الرياضة حصل جبرايل كايايان على اول بطولة لكمال
الاجسام في العراق عام 1949، ومثل جورج تاجريان العراق في
(3) بطولات اولمبية في رياضة الدراجات وحصل على بطولات
عالمية في سباق الدراجات للمسافات الطويلة.
حكاية ملعب الشعب
وقد يجهل الكثيرون وخاصة الشباب ان الشخص الذي شيد ملعب
الشعب الدولي وقدمه هدية لشعبنا العراقي كان شخصاً ارمنياً
يدعى كولبنكيان وقد انشأت مؤسسة كولبنكيان، ملعب الشعب
الدولي وقاعة الشعب في بغداد، كما منحت الزمالات الدراسية
للطبلة في العراق واقطار العالم كافة ، بغض النظر عن
ديانتهم او قوميتهم او طائفيتهم وقد استفاد عدد كبير من
الطلبة العراقيين من هذه الزمالات. كما اسهمت مؤسسة
كولبنكيان في بناء القسم الجديد لمدرسة الارمن المتحدة
الاهلية في بغداد، وانشأت مدرسة في زاخو عام 1969 وملعباً
في كركوك كما ساهمت المؤسسة في بناء كنيسة الارمن
الارثوذكس في ساحة الطيران ببغداد من 1954
– 1957 ومدرسة
ثانوية للارمن في حي الرياض ببغداد الى جانب اهداء اعداد
كبيرة من الكتب والمناهج الدراسية للجامعات والكليات
والمعاهد ودور العلم العراقية.
المصير المشترك
وسألنا فضيلته: كيف تنظرون لأوضاع الشعب الأرمني وهو جزء
أساس من مكونات الشعب العراقي، الان من حيث أوضاعه عامة؟
فأجاب:الأرمن مكون أساس من الشعب العراقي يصيبهم ما يصيب
عموم الشعب العراقي، وهم عضو فاعل في جسد العراق، وما يصيب
الجسد يصيب العضو، والعكس صحيح. وأرى أنه بجهود الخيرين من
ابناء العراق ذوي النيات الحسنة من جميع الأطياف سوف يزدهر
هذا الوطن المعطاء ويأخذ مكانته اللائقة بين الأمم الأخرى.
200 عائلة هاجرت
وسألنا عن عدد الأرمن العراقيين الذين هاجروا بفعل تردي
ظروف البلد فأجابنا: يبلغ عددهم (200) عائلة (نحو 1000 شخص).
وأنني أؤمن بأن هؤلاء سيعودون إلى العراق، حينما يعم الأمن
والاستقرار في البلد. فالأرمني العراقي، كسائر أخوانه من
العراقيين مرتبط بكل كيانه ووجدانه بهذه الأرض المعطاء،
أرض دجلة والفرات والحضارات الإنسانية الخالدة، الأرض التي
استقبلته وحضنته في أيام محنته بعد مجازر الإبادة عام 1915
ونحن ممتنون للشعب العراقي على التفاتته الإنسانية السامية
هذه والتي لن ننساها أبداً.
دعم الكنائس محدود
وهل تجد الكنائس الأرمنية دعماً من الدولة؟
- في الوقت الحاضر (ديوان أوقاف المسيحيين والديانات
الأخرى)، هو المعني بهذا وفي الواقع، إن هذا الديوان يمثل
حلقة وصل بين الطوائف المسيحية والطوائف الأخرى من جهة
والدولة. وحالياً الدعم المقدم إلى الكنائس محدود جداً،
ولكن الجهود التي بذلناها مع الدكتور جلال الطالباني رئيس
الجمهورية والدكتور إبراهيم الجعفري رئيس الوزراء بمعية
الأستاذ يونادم كنا أمين عام الحركة الديمقراطية الأشورية
أسفرت عن الموافقة بتولي الدولة إعمار كنيسة الأرمن
الارثوذكس في الموصل التي تعرضت لعمل تخريبي عام 2004 وهي
على وشك الافتتاح.
الوطن.. المزهرية
هل من كلمة توجهونها لمكونات الشعب العراقي الدينية
والقومية؟
- هناك لوحة زيتية في الدار المخصصة لي هي عبارة عن صورة
مزهرية تحوي أنواعاً كثيرة من الزهور زاهية الألوان. فلكل
زهرة لون ورونق خاص بها، وهي تملك في الطبيعة عطراً يميزها.
وتشغل كل زهرة حيزاً في المزهرية. وهذه الزهور معا تخلق
شيئاً جديداً وتضفي على المزهرية جمالاً أخاذاً. وأنا
أتخيل العراق على هذا النحو فمكوناته من القوميات المتآخية
والديانات التي تؤمن بالله القدير، والأطياف المتعددة هي
الزهور التي بانسجامها معاً تعطي للعراق جماله وزهوه وقوته.
أنا شخص مؤمن بطبيعتي متفائل وأرى أن العراق سينهض من جديد
ليداوي جروحه ويكمل مسيرة وادي الرافدين الخلاقة خدمة
للإنسانية ولأبناء شعبه الغيارى.
|