رياضة عالمية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ضمن تصفيات آسيا: العراق يفوز على الصين ويؤكد اشعال المنافسة في المجموعة الخامسة

بغداد/ اكرام زين العابدين
لم يكن اكثر المتفائلين من الذين توقعوا فوز منتخبنا بهدف يتيم مع صعوبات سيواجهها من لاعبي الصين الاقوياء بكل شيء.
ولكن الكرة لا تعرف صديقاً لها وتعطي لمن يبذل داخل المستطيل الاخضر ويستغل الفرص السانحة له في التسعين دقيقة من زمن المباراة ويلعب من اجل الفوز ولا شيء غيره.
ورغم الظروف غير الاعتيادية التي مر بها منتخبنا الوطني قبل مباراة الصين ومنها خسارته غير المتوقعة مع سنغافورة البلد المغمور بكرة القدم والذي لا يملك أي انجاز او بطولة في قارة اسيا على مدار تاريخه. ولكن لاعبي العراق مسحوا اثار الهزيمة وصمموا ان يعطوا درساً في اللعب الرجولي لمن تكاسل في المباراة السابقة واكدوا لكادرهم التدريبي انهم لم يكونوا لاعبي العراق في مباراة سنغافورة وان الخسارة كانت كبوة حصان اصيل وصححوا الخطأ بالفوز على الصين 2-1.
ماذا حصل بين المباراتين؟
كل المراقبين والمتابعين لكرة القدم الاسيوية، رشحوا الفريق العراقي للفوز على سنغافورة في المباراة الاولى رغم ان المباراة ستقام في سنغافورة واكدوا ان على البطاقتين في المجموعة الخامسة ستذهب الى الصين والعراق بلا ادنى شك. ولكن الجولة الاولى غيرت بعض المفاهيم واجلت التوقع لمن سيخطف البطاقتين بعد الخسارة غير المنطقية للعراق مع سنغافورة 2- صفر بعد اداء خالٍ من المتعة مع اضاعة فرص كثيرة للتهديف وفوضى في خط دفاع العراق وفقدان شهية المهاجمين عندما يكونون في منطقة جزاء الخصم ونظرة تعال بالنسبة للخصم وعدم اعطاء كل ذي حق حقه كلها اسباب ادت الى الخسارة وجعلت الموقف صعباً في كل شيء وبدأت الاقلام تتحرك بالنيل من المدرب سلمان وتصفه بانه غير قادر على قيادة سفينة المنتخب لبر الامان رغم انه ساهم بشكل جيد في اعادة روح الاصرار لدى اللاعبين بعد الفوز في غرب آسيا في قطر.
وقام باجراء تأديبي بحق ثلاثة من المحترفين وابعدهم عن صفوف المنتخب وهو يمر بظرف صعب ليؤكد بذلك ان المنتخب لا يتوقف على احد مهما كانت نجوميته.

الاستعداد لمباراة الصين الصعبة!
بدأ المدير الفني للمنتخب اكرم سلمان يحاول تجاوز محنة خسارة سنغافورة والتركيز بشكل جيد على مباراة الصين وتصحيح ما يمكن من الاخطاء الدفاعية الكثيرة التي يعاني منها المنتخب.
وفعلا استطاع سلمان ان يزج بورقة رابحة من خط الدفاع وهو جاسم محمد حاجي ليعوض غياب الشاب سامال سعيد الذي ظهر بشكل متميز في غرب آسيا.
وكانت خطة سلمان في مباراة الصين بان يلعب بخمسة مدافعين. اثنان في اليمين (جاسم محمد حاجي وحيدر عبد الامير) وآخران في اليسار (ياسررعد وباسم عباس) وعلي حسين ارحيمة في الوسط كمتأخر.
ونجح هؤلاء في منع لاعبي الصين في التحرك بحرية وتشكيل خطورة على مرمى نور صبري واعتمدوا بشكل كبير على اللعب الضاغط على حامل الكرة وكذلك عدم اعطاء الحرية للآخرين بالتحرك في ساحة منتخبنا وتشديد الرقابة الفردية عليهم.
وكان دورا قصي منير وهيثم كاظم في الاسناد الدفاعي جيدين وساهما بشكل كبير في شل حركة لاعبي الصين الاقوياء الذين يملكون بناء جسمانياً سليماً وقوياً وظهر ذلك جليا بالمقارنة مع لاعبينا.

دور الاجنحة ورأس الحربة
عندما اختار مدربنا سلمان خطة 5-4-1 كان يركز فيها على اهمية الجانب الدفاعي الذي عانى منه المنتخب وكذلك شدد على ان لاعبي الوسط ستكون لهم كلمتهم في تحقيق الفوز.
ولعب هداف الفريق وحامل شارة الكابتن يونس محمود دورا كبيرا في خلخلة دفاعات الصين وفسح المجال لبقية زملائه في الدخول وتشكيل خطورة اضافية عليهم.
وتسبب محمود في حصول ثلاثة لاعبين من المنتخب الصيني على بطاقات صفر وكان احدهم يستحق الحمراء مما يعني انه كان قريبا من الوصول الى هدفه وتسجيل هدف ويجب ان لاننسى عقلية المحترفين الذين منعوا العراقيين من الدخول الى جزائهم.
ولعب هوار ملا محمد ومهدي كريم دورا كبيرا في تعزيز قدرات الفريق العراقي وكانا نجمي المباراة بعد ان سجل كريم الهدف الاول من بين مدافعي الفريق الصيني واضاف الاخر هدف الفوز بالطريقة البرازيلية في الشوط الثاني ونجحا في اعداد وتهيئة اكثر من كرة في شوطي المباراة. وحاول المدرب الصيني ان يوقف هوار في الشوط الثاني لكن هوار محمد استمر بالمحاولات رغم الخشونة الزائدة . وضاعت فرصتان من مهدي كريم كان من الممكن ان تضيفا اهدافاً اخرى للعراق.

نقاط قوة وضعف الفريق الصيني
حاول المدرب الصيني ان يستغل البناء الجسماني القوي وطول لاعبي فريقه واعتمد على الكرات العالية مستغلا قصر قامة العراقيين وساهم المحترفون في انجاح مهمة الفريق الصيني، في بعض اوقات المباراة. ولكن الشيء الذي لفت انظار المشاهدين الخشونة الزائدة والقوية التي حاول لاعبو الصين ايقاف لاعبي العراق من خلالها مما ادى الى حصولهم على ثلاث بطاقات صفر وكان بعضهم حذرا لانه في حالة استمرار الخشونة فان الحكم سوف لا يتردد في اشهار الكارت الاحمر ضدهم.
وحاول بعض لاعبي العراق استفزاز لاعبي الصين بشكل قانوني واثارتهم وكان بعضهم قريبا من نيل بطاقات اخرى وهذا شيء يحسب للاعبينا.
واصبح واضحا للجميع ان الكرات الارضية القصيرة افضل سلاح من اقوى الفرق وساهمت هذه الكرات في تسجيل الهدف الاول والحصول على فرصة الهدف الثاني.
في المقابل لم يكن الهدف الصيني ملعوبا بشكل جميل بل انه جاء من خطأ ارتكب ضد الحارس نور صبري الذي لم يكن موفقا في الخروج والعودة الى المرمى مما سهل مهمة لاعب الصين في ادخال الكرة داخل المرمى وهنا يعاب على دفاعنا في عدم قدرته على ابعاد الكرة بشكل كبير خارج منطقة الخطر.

دروس الفوز والخسارة
الفوز على الفريق الصيني اعطانا دفعة قوية للامام وسجل في رصيدنا ثلاث نقاط غالية في مجموعتنا الخامسة وقال للمشككين في قدرات منتخبنا انه منتخب جيد لو توفرت له طرق اعداد صحيحة وابتعد بعض لاعبيه عن الانانية والنظرة الضيقة والتعالي على بعض الفرق الاسيوية. وكذلك على مدربينا ان ينموا التفكير السليم عند اللاعبين. وان يعلموهم كيف يفكر المحترفون في العالم لكي يطبقوا ما مطلوب منهم في المباراة القادمة.
ان فرحة الفوز تلغي بعض نقاط الضعف وتغطي على عيوب الفريق وتؤكد على احتياجات الفريق الى مباريات قوية على مدار السنة للتعود على اللعب في مختلف الظروف والاوقات والفوز فيها.
وكذلك على المدرب ان يعد لاعبين محليين ويعطيهم الفرصة للاحتكاك والحصول على الخبرة الدولية ليكونوا بدلاء جيدين للمحترفين الذين يضعون مصلحة انديتهم فوق مصلحة منتخبهم الوطني مثلما حصل مع نجم خط الوسط نشأة اكرم الذي لعب مباراة قوية مع ناديه الشباب السعودي في الشوط الثاني وساهم في فوزه على بطل اندية اسيا الاتحاد السعودي ولم يقدم ما مطلوب منه في مباراة منتخبنا الاولى مع سنغافورة وادعى انه مصاب وابلغ المدرب بذلك.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة