مواقف

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

عندما تكون الهزيمة نصراً والموت حياة

بقلم: روبرت فيسك
ترجمة: مروة وضاء

عن: الاندبيندت

كل شخص في الشرق الاوسط يغير في التاريخ على هواه لكن لم يسبق لنا ان شهدنا الادارة الامريكية تقوم عن قصد وبكل قسوة وقلة نزاهة بتصوير المأساة على انها نجاح والهزيمة نصر والموت حياة ويجب ان اضيف ان هذا كله يحصل بمساعدة الصحافة الامريكية المطيعة. وهنا لا نذكر بفيتنام بقدر ما نذكر بقادة بريطانيا وفرنسا في الحرب العالمية الاولى الذين كذبوا مرارا وتكرارا حول النصر على القيصر دافعين مئات الالاف من رجالهم الى مذابح سووم ووفيدرن وغالنوبولي. الفرق الوحيد اليوم هو اننا ندفع بمئات الآلاف من العرب الى المذابح من غير حتى ان نكترث بأمرهم.
ان زيارة وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس احد اكثر اتباع بوش تأييدا له الاسبوع الماضي الى بيروت كان اشارة واضحة على مدى الوحشية التي تتخلل البيت الابيض حيث تحدثت بوقاحة حول النمو السريع "للديمقراطيات" في الشرق الاوسط في حين تجاهلت الحديث عن حمامات الدم في العراق وازدياد التوترات الطائفية في كل من لبنان ومصر والسعودية. وربما نستشف البرهان على عدم مبالاتها من خلال الدليل الذي قدمته الى لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية حيث قامت باعلان ايران على انها "التحدي الاستراتيجي الاعظم" الذي يواجه الولايات المتحدة في المنطقة متذرعة بأنها تستخدم سياسة " تتعارض مع طبيعة الشرق الاوسط الذي تريده الولايات المتحدة"
صرحت بثينة شعبان الشخصية اللامعة في فريق وزراء الحكومة السورية الذين قلما يتمتعون بالذكاء "ماهي طبيعة الشرق الاوسط الذي تريده الولايات الامريكية؟ هل يجب على دول الشرق الاوسط ان تكيف نفسها مع سياسة صممت عبر المحيطات؟" واشارت مورين دوود المعلقة الصحفية الجيدة الوحيدة في النيويورك تايمز المملة هذا الشهر " بوش يؤمن بحق تقرير المصير ...فقط اذا كان هو من يقرره...ان انصار بوش مهووسون بالتطفل على الاميريكين اكثر من اهتمامهم بفهم تصرفات و تفكير الحضارات الاخرى" وكان يمكن لدوود ان تضييف - بمساعدة الانظمة المستبدة.
خذ دونالد رامسفيلد الرجل الذي يستحق التعنيف والذي ساعد على بدء فوضى "الصدمة والرهبة" التي اوقعت في شراكها أكثر من مائة ألف جندي أمريكي في العراق. كان قد اخذ رحلة ترفيهية الى شمال افريقيا لاستشارة بعض اكثر دكتاتوريي أفريقيا شرا من بينهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي صاحب اكبر جهاز امني في المنطقة العربية والذي قام رجال شرطته بأتقان الطريقة الافضل لاستخراج المعلومات من "الارهابيين" المشتبه بهم وذلك بتعليقهم وحشو افواههم بقطع القماش المنقوعة بالمادة القاصرة حتى يكادوا يغرقون.
لقد تعلم التونسيون هذا من حكومة جارتهم الجزائر التي تشتهر باستخدام اقسى وسائل التعذيب حيث ان مخافر الموت هناك قتلت مايقارب 150.000 ضحية في الحرب الاخيرة ضد الإسلاميين. لقد قابلت بعض الجزائريين من الذين عذبتهم كوابيسهم فطلبوا الحماية من لندن لقد كانوا يجرون ضحاياهم عراة الى السلالم وان لم تكن طريقة التعذيب ب"الحبل البلاستيكي" كافية يقومون بدفع انبوب داخل حناجرهم ويفتحون الماء فيه حتى ينتفخ السجين كالبالون. وفي حالة اراد دونالد رامسفيليد ان يعلم المزيد كان هناك في مخفر "شاتونوف" قسم خاص بتعذيب النساء حيث يتم اغتصابهن حتما قبل نقلهن الى مخفر الاعدام.
لقد ذكرت هذا كله لان رامسفيلد كان يتصرف بألفة مع الجزائريين في زيارته الشهر الماضي واعلن " ان بين الجزائريين والامريكان علاقة متعددة الاوجه تتضمن السياسة والاقتصاد والتعاون العسكري ونحن نقدر التعاون الثمين في مكافحة الارهاب" نعم اتصور ان تقنية التعذيب ب"حبل البلاستيك" سهلة التعلم كما هو حال اهانة السجناء في ابو غريب القضية التي صورت على انها خطأ الصحافة وليس خطأ المجرمين الأمريكيين.
يتضمن تعليق رامسفيلد الاخير دفاعا عن نظام البنتاغون الذي قام بنشر القصص المستحبة في العراق بالرشاوى. وهذه لا تعتبر" طريقة تقليدية للتزود بالمعلومات الدقيقة " هل كان وصف تصوراته في محاولتة الاخيرة لتشويش حقيقة انهيار النظام الامريكي في العراق ومهاجمة تقارير اعتداءات ابو غريب ." فكر للحظة باعداد العواميد في الصحف وساعات التلفاز المخصصة لعرض الاعتداءات على المتهمين في ابو غريب مقارنة بحجم التغطية الاعلامية عند اكتشاف القبور الجماعية لصدام حسين الممتلئة بجثث آلاف العراقيين الابرياء"
دعنا نستعرض هذه الكذبة الكبيرة. كنا نظهر نظام صدام على انه نظام قمعي وخاصة استخدامه للغاز في 1983.لقد رفضت تأشيرة دخول للعراق لعرض تعذيبهم القمعي في ابو غريب - وماذا كان دونالد رامسفيلد يعمل؟ يزور بغداد متوسلا بصدام ان يعيد فتح السفارة الامريكية في العراق من غير ان يذكر له القتلى والقبور الجماعية التي كان يعلم بأمرها.
مع وجود هذه الصحافة المدفوعة لايمتلك رامسفيلد اية مشكلة. فلقد قال جورج مالون بعد مقابلته الاخيرة مع وحش واشنطن " لقد قام بتوفير الوقت لي بسخاء للحديث عن استراتيجية الدفاع ووجهه يشع نورا وانا اجلس امامه على مكتبه العالي فوق السحاب و اتساءل ما اذا كانت مقدرة هذا الرجل التقليدي "المعاصر" بتجاوز الحدود القانونية والاخلاقية سترافق مهماتة القادمة"
وهكذا تسير صناعة الاسطورة والمأساة يدا بيد. لقد اصبحت الكارثة العراقية روتينا يشير الى بوادر "حرب اهلية" لاحظ كيف ان الامريكان يصورون الكارثة في العراق اليوم على انها حرب عراقية
عراقية وكأن جيش الاحتلال الامريكي الهائل في العراق ليس بيده اية حيلة ليمنع هذا العنف الكبير. انهم يفجرون مساجد بعضهم البعض! ولا يبدو انهم راغبون بتلافي هذا الوضع. لقد رفضوا ان يختاروا حكومة غير طائفية كما اشرنا عليهم. وانني اشك في ان هذا سيكون عذر التملص الامريكي عندما تداهمهم الاخفاقات التالية في العراق.
عندما بدأ العراقيون بالتمرد على الحكم البريطاني في 1920 قال ونستون تشيرشل واصفا العراق ب"البركان الجاحد"، ولكن دعنا نجلس ونستمتع بالمنظر الان فالديمقراطية قادمة الى الشرق الاوسط والناس يتمتعون بحرية اكبر والتاريخ غير مهم، المهم هو المستقبل لكن مستقبل الناس في الشرق الاوسط يزداد اسودادا ودموية يوما بعد يوم. انا اعتقد انها تعتمد ما اذا كان "دونالد رامسفيلد" جديراً بوظيفته وكل تلك الاضواء تتجه اليه والنور يشع من وجهه!


كيف ابرم بوش اتفاقا نوويا مع الهند؟
 

بقلم: ماثيو كوبر
ترجمة: فاروق السعد

عن: التايم

منذ ان اتفق جورج بوش ورئيس وزراء الهند مانموهان سنغ في تموز الماضي على ابرام صفقة نووية تاريخية، كان المفاوضون يعملون على وضع اللمسات الختامية على الاتفاقية. كانت الصفقة الكبيرة في ان توافق الهند، التي كانت منبوذة من المجتمع الدولي منذ إعلانها عن برنامجها المتناقض" الانفجار النووي للأغراض السلمية" عام 1974، على وضع منشآتها النووية السلمية تحت إشراف دولي مقابل تمكنها من شراء التكنولوجيا النووية من الولايات المتحدة. وافقت الادارة لان الصفقة قد تجلب الهند الى نوع من الالتزام الدولي، بالرغم من رفضها التوقيع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.
يقول النقاد ان الهند قد كوفئت على سلوكها السيئ وبان دولا اخرى ستتشجع لإبرام صفقاتها الثنائية الخاصة للحصول على الطاقة النووية. وخلال الأشهر الثمانية اللاحقة، عمل المفاوضون الامريكان والهنود بدون توقف لإعطاء خطة بوش-سنغ تفاصيل محددة. لقد قام نائب وزير الخارجية نيكولاس بورنز، وهو الدبلوماسي الذي شغل مناصب كبيرة في إدارتي كلنتون وبوش، بالجزء الاكبر من المهمة، بسفره الى الهند خمس مرات. ولكن إبرام الاتفاق برهن على أنه مهمة صعبة. فمن بين 22 مفاعلاً نووياً هندياً، لم تكن الهند راغبة في تصنيف سوى أربعة منها على انها مدنية وان تخضع للإشراف الدولي، طبقا لمسؤول امريكي رفيع. واخيرا ارتفع ذلك الرقم الى 14. أما البقية الباقية فقد اعتبرت عسكرية وهي ليست عرضة لأي نوع من أنواع التفتيش. وفي الاسبوع الماضي، قطع برونز المفاوضات وعاد الى الولايات المتحدة للنظر في مسالة ان كانت جميع المفاعلات السلمية الهندية في المستقبل ستوضع تحت إشراف دولي. كانت المسالة حرجة. ففي الوقت الراهن لا تحصل الهند إلا على 3% من طاقتها من محطات الطاقة النووية كما ان البلاد تشهد احتياجات كبيرة ومتنامية للطاقة. وهي تهدف الى الحصول على 25% من طاقتها من الذرة بحلول 2050 وتخطط لإجراء توسعات استثنائية في الطاقة النووية. فان لم تكن تلك المحطات الجيدة تحت إشراف دولي، فان الصفقة قد تنهار. وخلال ليلة الأربعاء الماضي، بعد وصول وفد بوش الى نيودلهي، التقى بورنز ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي في مكتب رئيس الوزراء سينغ وواصلا مباحثاتهما مع المسؤولين الهنود. انفصل بورنز وهادلي منتصف الليل للحصول على قسط من النوم في الوقت الذي واصل فيه مسؤولون اقل شانا المفاوضات طوال الليل. التحق هادلي وبورنز مرة اخرى في السابعة صباحا في قصر حيدراباد، حيث كان بوش وسنغ مجتمعان. وبعد ان قام بوش وسنغ نفساهما بدفع المفاوضات لإبرام الصفقة، عرقل الاتفاق النهائي في الساعة 10.30 صباحا، ساعتين قبل الوقت المقرر لإجراء مؤتمر صحفي من قبل بوش وسنغ وكان العالم يتوقع ان يعلم ان كانت الصفقة ستتم. وفي النهاية، وافق الهنود على وضع جميع المفاعلات النووية السلمية القادمة تحت إشراف دولي وجعل عملية التدقيق دائمة بدلا من مؤقتة، كما قال مسؤول رفيع في الادارة. ومن جانبها، وافقت الولايات المتحدة على ان تبذل جهدها لكي تحصل الهند على الوقود النووي من مجموعة تتكون من 35 بلداً مجهزاً للمواد النووية، كانت ممنوعة من البيع للهند. سيبذل المسؤولون الامريكان قصارى جهدهم لتمشية الصفقة في الكابيتول هيل، حيث كان هنالك بعض الشكوك من أولئك الذين يعتقدون بانها تؤدي الى تقويض معاهدات منع انتشار الأسلحة النووية. سيتوجب على الكونجرس تعديل قانونين بضمنهما قانون عمره 52 عاماً يحظر بيع التجهيزات النووية الى بلدان لا توافق على المعايير الدولية. ويجب على سنغ ان يقوم بمهام شرائية مشابهة في الهند، حيث يكون البرنامج النووي موضع فخر وطني كبير وسينظر الى أية عملية تفتيش دولية بنوع من الحذر. يقال بان الرهان البارع هو ان الصفقة تسير حتى لو كان الكونجرس متشككا بهذا الانحراف الراديكالي عن الأعراف الدولية وبانه سيكون هنالك جدال حولها. وبعد كل هذا، فان الولايات المتحدة ترمي جانبا موقفاً واظبت على التمسك به لعقود من الزمن يقول للدول بأنك في حالة عدم التزامك باتفاقيات منع انتشار الأسلحة النووية او اختبارها- كما فعلت الهند مرة اخرى عام 1998- فانك ستتعرضين للعزلة." كان على الكونجرس ان يفهم بانه من مصلحتنا الاقتصادية ان تمتلك الهند صناعة لإنتاج الطاقة النووية السلمية لتخفيف ضغط الطلب الدولي على الطاقة... ولهذا فاني أحاول التفكير بشكل مختلف، في ان لا نبقى متمسكين في الماضي" كما قال بوش. إن الهند بأمس الحاجة إلى الطاقة. فهي في طريقها لان تصبح اكبر بلد من حيث السكان في العالم وهي بحاجة الى الطاقة لتشغيل اقتصادها المتنامي. والأكثر من هذا، فان فحم البلاد غير نظيف على وجه الخصوص ومسبب للتلوث ولا يوجد من هو مهتم بارتفاع درجة حرارة العالم
يرغب في رؤية الهند تبقى معتمدة على الوقود الحجري. ان الولايات المتحدة حريصة على تمتين علاقاتها مع الهند اضافة الى جني المنافع الاقتصادية نتيجة بيعها معدات نووية قيمتها مليارات الدولارات الى الهند في وقت لم تقم فيه صناعة الطاقة في الولايات المتحدة ببناء محطة جديدة منذ اكثر من 30 عاماً. والاكثر أهمية، فان العلاقات الامريكية-الهندية، طبقا لكلمات بورنز، في" مستوى متدن" منذ عام 1947. ان الصفقة النووية وقلة الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون العسكري والاستخباراتي قد دفعت كلا البلدين سوية، لانهما يخشيان المجموعات الارهابية. وكانت الاتفاقية النووية العائق الاكبر الذي يمنع قيام علاقات طبيعية بين البلدين. والان، فان ذلك العائق في طريقه للزوال.


على منظمة الأمم المتحدة ابتكار برنامج جديد للدفاع عن حقوق الإنسان
 

بقلم: الوزير السويسري للشؤون الخارجية
ترجمة: عدوية الهلالي

عن: لوفيغارو

دعيت منظمة الأمم المتحدة لإعلان موقفها حول قيام مجلس عالمي لحقوق الإنسان ليحل محل لجنة حقوق الإنسان التي رفضت دول عديدة سلطتها ومواقفها..
جاء ذلك بعد أشهر من المفاوضات العنيفة التي سبقت القمة العالمية المنعقدة في أيلول الماضي في نيويورك. حيث طالبت تلك الدول بإعادة التأكيد على أن حقوق الإنسان تشغل حيزاً أساسياً بين مهام منظمة الأمم المتحدة ورأى جميع قادة تلك الدول المشاركة في الحوار إن على المجلس الجديد أن يكون مؤسسة راسخة وقوية عسى أن يحقق هذا المشروع المعروض على هيئة الأمم المتحدة أمنيات تلك الدول بامتلاكه القدرة على التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في كل مكان من العالم بطريقة أكثر موضوعية وفيها الكثير من المصداقية، وسيكون على المجلس الجديد أن يضع قوانين جديدة ويفرض على الدول الأعضاء فيه الالتزام بها صراحة بالدفاع عن حقوق الإنسان والمطالبة بمحاسبة المتجاوزين وكل من وراء خروقات واضحة وإبادات شاملة.
ومن نقاط الاختلاف الأخرى بين المجلس الجديد ولجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأمم المتحدة ضرورة قيام المجلس بمهمة عمل موازنة دورية ومتابعة ما تؤول إليه حقوق الإنسان في جميع الدول بدءاً بأعضائه، ولن يستثنى أي بلد من هذا الاختبار الدقيق، حتى تلك الدول المنتمية أصلاً إلى اللجنة الرئيسة للدفاع عن حقوق الإنسان، كما سيكون على المجلس أن يعقد عدة دورات طويلة جداً وموسعة خلال العام لضمان التدخل السريع كلما تعرضت حقوق الإنسان إلى تهديدات وانتهاكات.
وتستمر اللجنة العالمية لحقوق الإنسان بالاجتماع دورياً لتثبت قدرتها على حماية الحريات الأساسية برغم ما أثاره المعارضون من نقاشات عديدة حول الخروقات الكثيرة لحقوق الإنسان. وكانت اللجنة قد سمحت لمنظمات المجتمع المدني بتقديم اعتراضات المواطنين وشكاواهم حول المشهد العالمي وهو ما كشف العديد من التجاوزات وحالات التعسف وفضح الواقفين خلفها..
وبهذه الطريقة فقد فقدت اللجنة تقريباً كل مصداقيتها إضافة إلى خطواتها البطيئة في ما يخص ردود الفعل حول وضع نهايات رادعة لحالات العنف الخطرة في مناسبات ودول مختلفة.
ومن المؤكد أن غياب المصداقية سيقوض تلك القوانين الموضوعة من قبل منظمة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان.. وهو ما سيحاول المجلس الجديد تعويضه من خلال إزالة الأسباب التي تؤدي إلى غياب تلك المصداقية مع ذلك، فإن البرنامج الذي وضعه المجلس وجاء كثمرة لاتفاق بين الدول الأعضاء فيه، لايُعُّد حلاً نموذجياً، فلا شيء يضمن الوصول إلى حل وسط ونتائج جيدة إلا من خلال متابعة المفاوضات، وهذا يعني إن مؤسسة كاملة كالمجلس المدافع عن حقوق الإنسان لا يمكنها النجاح ما لم تساعدها منظمة الأمم المتحدة على إعادة صياغة برنامج الدفاع عن حقوق الإنسان.. فالمجلس الجديد بحاجة إلى إفساح المجال له لإجراء التغيير المطلوب والقفز على قواعد النظام العالمي لحقوق الإنسان بعد أن أصاب الركود والعجز بل الشلل برنامج اللجنة العالمية للدفاع عن حقوق الإنسان، ، فما جرى وللأسف في رواندا هو مثال ودليل واضح بهذا الصدد، فقد باشرت اللجنة إجراءات التحقيق في القضية لكن النتائج التي وردت على لسان المحققين بقيت معلقة ولم تقابلها العواقب المطلوبة، وإذن فلن يكون المجلس الجديد ذا فاعلية وتأثير إلا إذا اعتمد على الإرادة السياسية للدول وعلى عزم الجمعية العالمية لحقوق الإنسان على إصلاح حالات الخلل في هيكلها الأساس، آنذاك فقط سيتمكن المجلس من إنجاز برنامجه بالاشتراك مع المفوضية العليا لحقوق الإنسان بهدف تسهيل مهمته وممارسة الضغط على المخالفين.

 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة