حضارة
اندثرت بفعل ثورة بركانية ..
بومبي
جديدة في اندونيسيا
بقلم: جوستين هاجلر
ترجمة: بشرى الهلالي
عن/
الاندبندت
يقول
العلماء إنهم اكتشفوا بومبي جديدة في احدى الجزر
الأستوائية في اندونيسيا، مدينة ظلت مختفية تحت رماد من
اكبرالحمم البركانية في العصر الحديث.. ويعتقد الباحثون
بان مااكتشفوه هو آخر ماتبقى من حضارة اندثرت بسبب الثورة
الكارثية لبركان جبل تامبوره في العام 1815 في جزيرة
سامبوا .
حتى الآن،عثر فريق من
اندونيسيا يرافقه فريق اخر من الولايات المتحدة على بقايا
بيت مسقف ، مع اجسام متفحمة لشخصين في داخله . ويعتقد
الأكاديميون بان هذا يشكل احدى زوايا مدينة كاملة كانت تضم
10,000 شخص وتقع كليا تحت الأرض.
"تشير الأحتمالات الى ان تامبورا ربما كانت بومبي الشرق
وربما كانت ذات اهمية ثقافية عظيمة،" قال البروفيسور
هاردلر سجاردسون في جامعة رود ايسلند، الذي قاد
التنقيب."كل الناس، وبكل ماكان لدبهم من قوة وثقافة
مازالوا مغلفين هناك كما كانوا في العام 1815."
وحسب السجلات التاريخية تعتبر ثورة جبل تامبورا- في العاشر
من نيسان 1815 -الأكبر من نوعها. وتعادل قوتها اربعة امثال
قوة هيجان كاركاتوا في العام 1883. الذي بلغت قوته درجة
عظيمة بحيث سمع صوت الأنفجار على مسافة 1,700 ميل ، وشعر
الناس بهزات الأنفجار من مسافة 1،000 ميل حول المنطقة. كما
ارسل الأنفجار عموداً من الدخان على ارتفاع 28 ميلاً.
وتناثر الرماد بعيدا الى مسافة 800 ميل، وعلى مدى 40 ميلا
غطى الرماد سطوح المنازل التي تجوفت تحت ثقل وزنه.. اكثر
من 10،000 شخص قتلوا في لحظة الأنفجار،نتيجة الحمم، الصخور
والرماد الحار. وفي الأسابيع التي تلت ذلك ، اكثر من
117,000 ماتوا بسبب تلوث المحاصيل بالحمم البركانية
واختلاطها بالرماد ، وايضا نتيجة الأمراض. حضارة تامبورا
ماتت ايضا" الأنفجار طمر اللغة . وامكانية انتشارها," قال
البروفيسور سجاردسون."لكننا نحاول إن نجعل هؤلاء الناس
يتحدثون ثانية، من خلال الحفر." العالم الغربي صادف حضارة
تامبورا فقط عندما كانت مطفأة..فقد اكتشفت بريطانيا
وهولندا وصول سامبوا في بداية 1800 وتحدثوا حول العثور على
حضارة تتكلم لغة لاتشبه اية لغة اخرى في اندونيسيا.
المكتشفات الجديدة اظهرت للوجود آراء جديدة حول كون حضارة
تامبورا لم تكن مجرد مجتمع بدائي وانما حضارة.. فقد وجدوا
البرونز ، الفخاريات وايضا الزجاج. كما وجدوا في البيت
بقايا متفحمة لسيدة في مكان يبدو انه مطبخ، مع بقايا ذائبة
لقنينة زجاجية و منجل معدني على مقربة منها ..اما بقايا
الشخص الثاني فقد وجدت خارج مايبدو على انه بابا اماميا
للدار.. " اذا كانوا حقا وجدوا مثل هذه البقايا , فانها
ستكشف عن حضارة ذلك الزمن", قال اتجي بارباويناتا المتخصص
بالبحوث البركانية في اندونيسيا. وتقول البحوث بان
الفخاريات التي وجدوها تحمل شبها مذهلاً بالفخاريات من
حضارة مون خمر في فيتنام وكمبوديا في ذلك الوقت... بينما
رفض اكاديميون آخرون تخمينات تقول بان حضارة تامبورا ربما
تكون هاجرت من اندونيسيا، ظنا منهم بانها تشبه كثيرا
الفخاريات التي وصلت من خلال التجارة. المدينة الضائعة
اكتشفت من قبل البروفيسور سجاردسون وزملائه في 2004 بعد
اتباعهم الدليل الذي قادهم اليه اهالي المنطقة المحليون
بعد إن وجدوا المصنوعات اليدوية في المنطقة.. لكنهم واجهوا
اتهامات من معهد اندونيسيا للعلوم لأنهم لم يحصلوا على اذن
قبل حفر المنطقة . انفجار جبل تامبورا حظي باهتمام وسط
القلق الحديث حول التغيرات المناخية. لقد تقيأ البركان
الكثير من الرماد في الجو بحيث سبب " تبريداً عالمياً" حتى
إن سنة 1816 كانت تعرف ب" سنة بدون صيف" ، او " القرن
الثامن عشر قرن التجمد حتى الموت". في ولاية ماين المتحدة،
قتل الصقيع المحاصيل في حزيران، تموز وآب.و سقط الثلج
البني في هنغاريا، وعالميا، وصلت درجة الحرارة الى 1 درجة
مئوية.
|