المدى الثقافي

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مقبرة الفنانة نهى الراضي الأفتراضية

 

علي النجار *

* فنان وناقد تشكيلي مقيم في السويد
من خلال تنقلاتها المستمرة بين بغداد- وعواصم عربية وعالمية عديدة، بستان عائلتها ومحترفها -، كانت خلال كل ذلك تتزود بمعرفة تقنية آنا وآنا آخر تتفرغ لتنفيذ اعمالها. خلال كل تلك الحقب، استطاعت ان تنمي معارفها بشكل عمودي - حرفة الخزف - وبشكل افقي - ثقافة محيطية - بالوقت الذي كانت فيه تتمتع بهيئة رقيقة ومسلك متزن.
اعمالها الخزفية بشكل عام تحيلنا لمنطقة - الفن التشكيلي النسوي -، بما يحيط هذا المصطلح من التباس، لكنه يحتفقظ بجدارته في التشكيل العراقي. هذا المصطلح المقارب بعض الشئ لمصطلح - الأدب النسوي - مع فروقات في العدة والمنطلقات والأهداف. ما يشير اليه في اعمال - نهى - هو نسيج سطوح اعمالها وزخارفه او تجلياته، كذلك اطياف ملونتها البهيجة المتجانسة، بمصادرها الفولكلورية المدنية، بالوقت نفسه تبدو فيه اشكال أعمالها قريبة بعض الشئ من نمطية اعمال الأنتيك ومحتويات دكاكينه. الا انها لا تمت لابتذالها بشيء، بل مجرد مواصفات او تشبيهات عامة، مع ذلك تبقى تحمل تفردها بما تكتنزه من مقدرة واضحة على تفسير الموروث المحلي، ولا تفقد شروط تقييمها كأعمال فنية تأخذ حيزها ضمن انجاز الخزف العراقي.
كانت الفنانة - نهى الراضي - تتقن حرفتها وتتلاعب بتلاوين نتاجها، وما انتجته من اعمال خزفية يتقاطع ومنتج خزفية عراقية اخرى، هي - سهام السعودي -.بالوقت الذي كانت اعمال - نهى - تزهو بخفتها وتعدد تلاوين زجاجها. كانت اعمال - سهام - تنوء بثقل كتلها وتقولب مفرداتها الموظفة اصلا لجدران الإنشاءات المعمارية التي لم تستطع في معظم محاولاتها كسر رتابتها المحدودة، كذلك اقتصار مصادرها على الموروث الأثري الديني - تزجيج القباب - وسيادة التركواز. وهو حال درج عليه معظم خزافينا.
من خلال رصدي لتجربة - نهى الراضي - وبما تيسر لي من مشاهدات متفرقة لأعمالها، وعلى مدى زمن ليس بالقصير، وحتى حرب الخليج. لم اتوقع خلاله ان يحدث شيء يعكر سلاسة وصفاء نتاجها، ولم اتوقع ايضا ان تتصدع في يوم من الأيام دواخلها المتطامنة، وان تفاجئنا بتحول غير متوقع في نتاجها. حرب الخليج وحدها بصدمتها الرهيبة من حقق ذلك. لقد بحثت بعد هذا الزمن عن معادل تعبيري لهذا الرعب والدمار الشامل. كانت حصيلة ايام القصف الأربعين خرابا وتلوثا عاما. وبدا العراق لحظة انتهاء العمليات العسكرية مقبرة للاحياء، اضافة لدمار البنية التحتية وما صاحبها من احالة الى عصور ما قبل الحضارة. ولم تسلم حتى الصحراء، لقد افترشتها اشلاء ادمية توسدت مقابر الاسلحة الخفيفة والثقيلة، المثقبة والمهترئة، والسماء سحابة سموم خلفتها اسلحة دمار الحلفاء، لم يكن الزمن زمنا، ولا المكان مكانا، كان خرابا رقميا لم تعهده البشرية من قبل. الة صماء تدحرجت من جنوب العراق حتى شماله. كان الوقت يمر دخانا اسود وصواعق من حديد ترج الأبدان. وكانت النفوس اللائبة تحتمي بما تبقى من شظايا ذواتها... في هذا الجو المشحون رعبا، بدأت- نهى- تدون ايامها، او لحظاتها المعيشة. مدونات تؤرخ للانهيار الكبيرالزاحف بعناد وتتنبأ بما سيكون لاحقا.
ايام الرعب التقطتها من عاديات الحياة التي استطاعت الأمساك ببعضها عبر حطام وتفتت المألوف، وعبر صدمة الدمار المتساقط على بغداد والعراق من سماء رصاصية او نحاسية. لم تكن هذه المذكرات الا تمهيدا لعمل ابداعي.
ان كان النحت العراقي المعاصر - والمعاصرة مجازا - مكتفياً ومنكفئاً على ذاته بحدود الجسد - الرجل - المرأة - الثور - الحصان - وما يسبغ على هيئاتها من صياغات هي الاخرى محسوبة ومكررة ولا تخلو من استاذية وشطارة. فانه بالوقت نفسه بقي غافلا عما يصيب هذه الهيئات التشخيصية من تصدع وازاحة، او احالة لمفهومية جديدة. سواء بتوظيف مواد جديدة، او بصياغات مبتكرة. والأنتباه لما حدث من انفراط لعقد الأسلوبية تحت ضغط وسائل الأعلام - الميديا - العابرة للقارات، وهيمنة الثقافة العالمية، او المعولمة، بما اتاحته من وسائل الإتصال الخارقة ومن سيولة المعلومة وشموليتها، عالم اليوم تشكل جزئياته برامجيات خارقة تغطي مساحة الأقتصاد والعلم والثقافة، وكل شئ يخطر على البال. وتدلنا احيانا على عوالم فانتازية اغرب من الخيال.. ازاء هكذا عالم صغير ومدهش، ماذا تفعل - نهى - لتحيل صدمة حرب الخليح الى عمل يوازيها، وكل المخلوقات النحتية العراقية لا تفي حقه، بل لا تستطيع ان تدل عليه بأي شكل من الأشكال. اذا.. عليها ان تجد مخرجا ان كانت الكتابة غطت عالم الوقائع وتداعيات المحيط - 1 -. من يدل على بئر الألم.. ما دامت الحرب مقبرة الحياة والحضارة، فلتبحث عن مقبرة مجازية، او افتراضية. ووجدت ضالتها في مقبرة حطام الالات و السيارات - السكراب-.
دارة الفنون في عمان، بناية اثرية تتكون من عدة طبقات متدرجة. تصلح كفضاء عرض تشكيلي تقليدي، كما تصلح لعرض الخراب وسط فضائها المنحوت المتدرج. في هذا الفضاء نثرت - نهى - اجزاء عملها، كأحشاء للموت. او كأخطبوط مهشم موصولة اجزاؤه بأنابيب صدئة. او كقنابر متفجرات، او جماجم معدنية خاوية، او نثار من عث الحرب المعدني.
عمل كهذا بوسع حجمه وتعدد وحداته، وغرابتها، ان يصلح كعرض لأكثر من فضاء، سواء داخلي او خارجي. ولا يخفي في نفس الوقت دلالاته. بالوقت نفسه يؤرخ لكشف جديد في مجال النحت او التشكيل العراقي. ويبقىالاقرب الى معاصرتنا من كم البرونز القابع في عروض ومشاغل ومساحات مدن العراق، تماثيل وشواخص. النادر منها صنع مجده البيئي والزمني, وعلى التشكيل العراقي ان يبحث لما يصلح لأوقاتنا الجديدة، بما يوازي لوعتنا، او بما يشير الى تجاوزها.
ان كان عمل - نهىالراضي - تعبيرا عن زمن الوجع العراقي الفاجعي المهدور ابان حرب الخليج. امامنا الان اكداس من حطام حقيقي معفر بدماء اناسنا، يفترش مساحة العراق اطنانا من حطام السيارات المفجرة والعبوات الملغومة والأطلاقات الغادرة.
وان كانت - مخلوقات الدمار الشامل - 2 - اشارة او حدسا تنبؤيا لما تخبئه السنوات القادمة من دمار اعظم، فقد صدقت النبوءه.
يبقى ان نتفحص بروية هذا العمل، من اجل ان نستدل على فاعليته الأدائية والتعبيرية..
1- في هدا العمل تم الأعلاء من شأن الهامش، وقراءته قراءة جديدة منطلقة من تفعيل خباياه المكتظة اعتراضا وصخبا دفينا. بينما كان سابقا نقيضا للمتعارف/ او المعلى من شأنه. ان لم يبق نفاية اعمالنا القصية.
2- لم تكن طريقة عرضه نسقا متعارفاً عليه. بل كان عبثا وسط مكان مهيأ له.
3- كان ايضا قراءة تفكيكية لدلالة الحرب التدميرية.
4- المادة الأولية المستعملة في العمل، هي التي اشتغلته، وليس العكس كما هي الأعمال التشكيلية التقليدية.
5- اخيرا، فالعمل بهيئته العامة, ابتكر الخيالي والخارق والمدهش.
---------
* توفيت الفنانة - نهى الراضي - في 31 / 8 / 2004.
1- كتبت مذكراتها عن ايام حرب الخليج , واشتهرت بها عالميا تحت عنوان - يوميات بغدادية-.
2- مخلوق الدمار الشامل , هو عنوان عملها الذي عرضته في دارة الفنون - عمان - في عام 1997.
نهى الراضي:
مواليد بغداد 1941.
1961 1963 تدربت في مدرسة بايماشف للرسم، لندن.
1971 1975 درست في الجامعة الأميركية في بيروت.
قامت بأعمال جدارية لمبانٍ حكومية ولقطاع خاص.
أقامت معارض عدة فردية في بغداد وخارجها.
شاركت في معارض جماعية.
مارست التعليم في الجامعة اللبنانية الأميركية.
وضعت كتاب "يوميات بغدادية" بين عامي 1991 و2000 بالإنكليزية،
وترجم إلى لغات عدة إضافة إلى العربية.
وضعت سينوغرافيا لأعمال مسرحية عدة منها "3 نسوان طوال" للمخرجة نضال الأشقر


رسالة الى شاعر  :خاض في مجال الرواية

 

محمد مزيد
انا افترض، انك حتى لو كنت شاعرا، وقد تكون لديك دواوين من الشعر، ومقابلات صحفية اجريت معك على اساس انك شاعر، وربما معجبات بشعرك (بكسر الراء) او بشعرك ( بفتح الراء)، لا يعني هذا ان يجوز لك خوض غمار الرواية، ذلك لانها ليست ملعبك، ليست مساحة اشتغالك، كما نعرف ذلك، ولان الرواية تختلف عن الشعر، فانها تحتاج من صاحبها الى معرفة واسعة بقواعد واصول وفروع اللعبة، اعني لعبتها السردية، والى معرفة بفن ادارة الحوار بين الشخصيات المتنوعة، ومعرفة بسيطة ومعمقة سواء الامر، بعلوم النفس والفلسفة والدين وغيرها. ذلك لان عدة الروائي لا تكتمل الا بالمعرفة الكلية بالاشياء، وقد يكون الشاعر ملما ببعض من هذا او اكثر من ذاك، لكنه لا يكون دائما ملما بالمعارف الكلية، الشاعر يعتمد، غالبا، على قاموسه اللغوي الخاص به، بل يتحدد به، بل يسوقه سوق الراعي للقطيع، أي ان الشعر هو الراعي، والشاعر قد يكون هو القطيع، اما في الرواية، فالروائي هو الذي يقود المصائر والازمنة والتاريخ، يقودها الى حتفها ما قبل الاخير، هو الخالق لها، المتبصر بتاريخها، القارئ لحاضرها، الرسام لمستقبلها، الروائي يهندس المكان ويضع منافذ الظل والضوء في زواياه بالشكل الذي يلائمه، انه الصانع للتاريخ، سواء المزيف او الاصيل، ومن ثم اعادة صياغته، وفقا لجنونه وفلسفته وهلوسته ومعرفته، لذلك فهو لا يسوق قطيع شخصياته واماكنه حسب، بل حتى التاريخ، بمقدوره ان يجعل العاهرة قديسة، واللص فاضلا،والشريف حريفا، وانه قادر على جعل المتقي المؤمن زنديقا وبالعكس!!
شخصيات الروائي متحركة، في افعال افقية وعمودية، ومتموجة، صعودا او نزولا، لا احد يحاسبه على ما يفعل، لانه يدرك قواعد اللعبة، ويفهم معناها، افترض كلامي يتجه الى الروائي القدير، ماركيز مثلا، الروائي الذي احب قراءته دائما، لم يحاسبه احد حين جعل بطلته تصعد الى السماء حين كانت تنشر غسيلها! انه وحده يفعل ذلك، لم تحدده اليات الشعر ولا قوانينه برسم المشاهد النابته في فضاء الزمن.. شخصيات تمنح نفسها للقارئ، لتجري معه حوارا في غاية الروعة والشفافية بل ان بمقدورها الدخول الى منزله، تفتش معه عن سعادة مفقودة، او امراة يحلم بالوصول اليها، او رجل يود سماع صوته، القارئ هنا مسكين، منقاد الى عصا الروائي السحرية التي يحركها انى شاء.
اقول حتى لو كنت شاعرا فانك لن تستطيع ان تخوض في لعبة الزمن الروائي كما فعل مارسيل بروست، هل تعرف كيف لعب بروست في الذاكرة الماضوية لتخطي حدود الزمن ؟ وجعله يدخل ويخرج من الاطارات التقليدية ليعوم في فضاء ذكريات ابطاله فينتزعهم من الموت او الجمود او الحضور السلبي ليجعلهم يتحركون بارادته وفقا لمشيئته، انه يمعن في تفتيت الزمن، لم يجد مالكا وحاضنا لهم سواه، وهو بذلك يكرس لعبته الذكية من اجل اغناء القارئ بالابعاد الحقيقية للمهزلة الانسانية.
الروائي لا يستطيع ان يقف امام السلطات ليحدثها بجمال الشعر، لتستبقيه كي يزوق حاضرا لعينا، انه ابعد من ذلك، ابعد بكثير، ذلك لان الروائي لا ينشد فتات الحاضر الزائل.
حتى لو كنت شاعرا فانك لن تستطيع ان تكون مثل السياب او ادونيس او سان جون بيرس، لانك بكل بساطة لم تذهب بالشعر الى ما يجمل الحياة بل ذهبت به الى حتفه.
اما الروائي فشأنه شأن اخر ربما لا تستطيع هذه الكلمات ايفاء حقه.


اصدارات عراقية
 

الشيخ عبد الكريم الماشطة وحركة التنوير في العراق

 محمد شفيق

عن الدار العربية للطباعة والنشر، صدر للباحث احمد الناجي، كتاب جديد يحمل عنوان(الشيخ عبد الكريم الماشطة، احد رواد التنوير في العراق) سلط فيه الضوء على حياة الشيخ عبد الكريم الماشطة، ودوره في التجديد الفكري والبحث عن منافذ فكرية، يفتت من خلالها مكبلات العقل الانساني، وتخلصه من رواسب التقاليد والعادات التي تعيق تطور الفرد والمجتمع معاً.
كتب الباحث والمؤرخ رشيد الخيون مقدمة للكتاب جاء فيها "كم كان وعي شيخنا متقدماً مقاربة مع اوضاع العراق انذاك، الاربعينيات، ان ياخذ عالم ديني عراقي على عاتقه مسؤولية النضال من اجل السلم، وسط محرمات لاعد ولا حصرلها وقد تحرمه من الاتباع ومن المريدين، وربما جعلته قائماً وحيداً في محراب الصلاة".
اما عن مؤلف الكتاب الاستاذ احمد الناجي فقد قال رشيد الخيون(احمد الناجي مثقف حلي، بلغ الخمسين من العمر، وهو يعيش ذكريات ليس فيها ما يفرح غير صدى مشاكسة القسوة، وجد في بلدته الحلة ما يفخر ويسر به، وما يستحق الكتابة والتأرخة".
ضم الكتاب تسعة فصول. ففي الفصل الاول الذي يحمل عنوان "سيرة ذاتية" يتناول الكاتب حياة الماشطة، واهم المحطات فيها. فهو مواليد 1881 / الحلة من عائلة متنورة تتخذ لها المنحى الذي اختاره اذ كان لوالده الحاج عبد الرضا مجلس تحضره نخبة من رجالات المدينة من المهتمين بالعلم والدين والادب.
اما الفصل الثاني "في الفكر والسياسة" فانه يتناول تأثير المفكرين على اراء الماشطة مثل رفاعة الطهطاوي، والافغاني، ومحمد عبده وتسخير ذلك في افكاره ومواقفه التي اتخذها فيما بعد، منطلقاً من اهمية الدور الذي لعبه هؤلاء في الحياة العربية بشكل عام.
وفي الفصل الثالث "النشاط السياسي والاجتماعي" يؤكد الباحث على ان الماشطة ظهرت مواقفه الوطنية الراسخة المقرونة بالنشاط السياسي والاجتماعي ومقاومة احتلال البريطاني في المجتمع الحلي.
وانتصر كذلك لقضية التعليم ووقف ضد الفتاوى التي كانت تحد من العملية التعليمية، برغم احترامه للمراجع الدينية.
فيما تناول الفصل الرابع(مجلة العدل ومقالاتها) كيفية اصداره مجلة العدل بعدد واحد، ومصادرة السلطات لها، وعدم فسح المجال لاصدار العدد الثاني. فقد كانت هذه المجلة تعبر عن روح وطنية متعالية، اذ قام بتقريظها د/ علي جواد الطاهر.
اما الفصل الخامس "الشيخ الماشطة والصوفية" تناول فيه المقالات التي كتبها الماشطة عن الصوفية في اعداد مجلة الحكمة، اذ كانت دراسات مستفيضة وهو يتطرق إلى عناصرها وافكارها ومفاهيمها وموروثها.
فيما كان الفصل السادس(حركة انصار السلام) ينصب على دعم الشيخ الماشطة، للحركات السلمية في العالم والتي تنبذ العنف والحروب، ودوره في تأسيس حركة انصار السلم وسعيه لتأسيس قاعدة شعبية لها في الحلة، مما ادى إلى انتخابه عضواً في المجلس الوطني لانصار السلم في العراق في العام 1959.
وفي الفصل السابع "الاتهام بالشيوعية" لم يخرج المؤلف عن منحاه الذي اتخذه في تفاصيل الكتاب الاخرى، وهو دعوته للسلم ونشر الافكار التنويرية، والاقتراب من كل القيم التي من شأنها دعم موقفه الوطني والاخلاقي في اشاعة روح التطور والتقدم.
واختص الفصل الثامن بآثار الشيخ الماشطة ومنها كتابه "الاحكام الجعفرية في الاموال الشخصية" واصداره العدد الاول من مجلة العدل. وكذلك البحوث والدراسات التي نشرها هنا وهناك.
واختتم المؤلف احمد الناجي كتابه في الفصل التاسع بالحديث عن وفاة الشيخ الماشطة نتيجة اصابته بعجز في القلب في 3 / ايلول / 1959 .
جاء كتاب الاستاذ احمد الناجي، في وقت نحن احوج فيه إلى رجال من نمط "الشيخ عبد الكريم الماشطة" في ترسيح مفاهيم تنويرية، بامكانها خدمة العراق، والسير به نحو شواطئ الامان. لقد اصاب المؤلف مرتين مرة في توثيق حياة الماشطة، ومرة في الاشارة والتركيز على افكار تحمل قيم الوطنية والانسانية بعيداً عن روح التعصب والطائفية!



موفق محمد في:
بالتربان ولا بالعربان


جديد الشاعر الكبير موفق محمد ديوانه(بالتربان ولا بالعربان) الذي صدر عن المركز الثقافي العربي السويسري ليجمع قصائده الحديثة التي حمل فيها خشبة الشعر بالعرض ليتحدى الزائف والمألوف فينشد في(النهر والمقصلة):
لا تبتئس يا صاح ان دما سيغلي في
جذور الارض
في الاشجار في قمم الجبال
وستغمر الارض السما فالحب
جمرتنا الاثيرة
وليحتج نازفاً في (سبع عيون):
في براد الموتى
وبعين مرعوبة
ميز وجه اخيه
حدق في جبهته المثقوبة
فرأى اما معطوبة
وغرابا ينقر في عين ابيه
والديوان بعد هذا اضافة جديدة لسجل موفق محمد الشعري والنضالي.


المستنقع


شعر: يحيى صاحب
اصدر الشاعر يحيى صاحب مسرحيته الشعرية الجديدة(المستنقع) بعد اربعة وعشرين عملاً مسرحياً شعرياً بدءاً بمسرحية(ضد الموت) عام 1967، ومسرحية(المستنقع) بانوراما شعرية مستوحاة من مطولات السياب الثلاث: المومس العمياء، حفار القبور، الاسلحة والاطفال حيث وازن الشاعر بين لغة الشعر وامكانات المسرح فطوع لغته لكي يقدم الصور الذهنية مجسدة على المسرح في اطاره الشعري مبتكراً شخصيات اضافية لشخوص السياب في مطولاته الثلاث هدفها اضاءة النص الجديد في تحولاته.


الدمية الروسية


قصص: هنرييت عبودي
بعد روايتها "خماسية الاحياء والاموات" التي اصدرتها لها دار(المدى) تصدر للاديبة هنرييت عبودي مجموعتها القصصية الجديدة (الدمية الروسية) عن دار (المدى) ايضاً تحوي اربع عشرة قصة قصيرة تهتم بالتجربة الانسانية التي تعاني من الآخر وتخشاه حيناً (الدوامة) وتالفه حيناً لتصطدم بكابوسية جوه وتفج به.
في (الدعوة) تعيش حالة من الرهاب اثر دعوة مجهولة (الواحة) فيما سجلت في قصتها الاولى (الدمية الروسية) نوعاً من الشد إلى عالم تتكرر صوره وشخوصه وتجاربه عبر صياغة جسدتها الكاتبة في (علياء مازني) التي تتكرر شخصيتها وتسميتها عبر اهابات جنسانية ترسمها الكاتبة بلغة مشوقة تصنعها عبودي بشكل ناجح في مجموعة قصصها الاخرى.


فكرة قديمة

هذه الذكرى لا فائدة منها
لكنني اتذكرها..
نحن الذين صدقنا هذه البسالة
ابي ذهب بعيداً وتمزقت جثته
وهو يتحرك بمدية فاشلة
وانا قال احد ما اتبعني
صرت مقيماً في هذه الانحاء
اجرجر نهاراً مريراً
ولم توقظني حرب تنبح..
خرجت باسمالٍ بالية
وجسم يقول اتبعني، حتى
كبرت إلى هذه الدرجة ولم يعرفني احد
ابصرت خوفي على حائط فهززته
بحثت عن جثة ابي في هذه الانحاء
دون جدوى
بحثت عن احدٍ يعرفني
عن ذلك الباسل المزيف
الذي اضاع حياتي وقادني
لكن لا احد
لقد مر وقت طويل على هذه الفكرة
التي اتذكرها الآن...

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة