مجتمع مدني

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مؤسسة الحوار الانساني تقيم مؤتمر الفتوى والتسامح الديني والتآخي العراقي .. يداً بيد من اجل اسلام واحد وعراق موحد
 

  • تكريس منهجية نشر ثقافة التعايش والتسامح المذهبي والقومي والديني بين جميع اطياف المجتمع
  • توحيد الجهود من اجل ترسيخ روح المواطنة لدى الانسان العراقي
  • بناء شخصية المواطن عن طريق تقوية قواه الذاتية واعادة الثقة للتحرك من اجل احياء الضمير الانساني
  • (اصدار فتاوى بتحريم سفك دم الانسان العراقي وتحريم هتك حرمة المراقد المقدسة ودور العبادة وتحريم التعامل مع الجماعات الارهابية التكفيرية ودرء الفتنة الطائفية)
     

بغداد:طارق الجبوري/جلال حسن
تصوير :نهاد العزاوي

اقامت مؤسسة الحوار الانساني مؤتمراً للفتوى والتسامح والتآخي العراقي تحت شعار "يداً بيد من اجل اسلام واحد وعراق موحد" في جامع الهاشمي في الكاظمية يوم الاربعاء 15 / 3 / 2006 برعاية واشراف سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر وذلك من اجل اصدار فتاوى عدة ابرزها تحريم سفك دم الانسان العراقي مهما كان انتماؤه الديني او المذهبي او العرقي، كذلك تحريم هتك حرمة المراقد ودور العبادة وتحريم التعامل مع الجماعات الارهابية التكفيرية ودرء الفتنة الطائفية وتوحيد الجهود من اجل ترسيخ روح المواطنة لدى الانسان العراقي وتكريس منهجية نشر ثقافة التعايش والتسامح المذهبي والقومي والديني بين جميع اطياف المجتمع وبناء شخصية المواطن عن طريق تقوية قواه الذاتية وإعادة الثقة للتحرك واحياء الضمير الانساني، وتقريب الرؤى عن طريق ايجاد وترسيخ المشتركات الفكرية والثقافية والانسانية والتأكيد على انها العامل الاهم في خلق وحدة وطنية شاملة مبنية على حوار بناء. وتأسيس مشروع وطني اساسه وحدة الشعب والمعيار له الانسانية.
رفض العنف والتعصب الاعمى
حضر المؤتمر جميع اطياف المجتمع العراقي من رجال الدين والعلماء والمراجع الدينية من مختلف الطوائف وائمة وخطباء المساجد الذين عبروا عن وجهات نظرهم ورفضوا بشدة العمليات الارهابية والتطاول الذي امتد إلى الشعب العراقي ورفض العنف والتعصب الاعمى ومحاربة الارهاب والتصدي لكل انواعه واشكاله ومن يقف خلفه في الداخل والخارج.
وتطرق المؤتمرون إلى الشأن السياسي الذين لم يكن غائباً على اجندة المتابعين الذين دعوا جميع دول الجوار إلى احترام وحدة العراق وسلامة ارضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، كذلك مناشدة الكتل السياسية كافة إلى ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على التصدي لكل التحديات والاخطار التي تواجه العراقيين.
ودعا عدد ممن حضروا مؤتمر افتتاح الافتاء العراقي من علماء الدين إلى صلاة موحدة بامامة سماحة آية الله السيد حسين اسماعيل الصدر تعبيراً عن الوحدة الوطنية بين ابناء الشعب العراقي بكل اطيافه ومؤكدين ضرورة رص الصفوف وزيادة الجهود بين اطياف المجتمع للخروج من الازمات التي يمر بها البلد.
وبدأت اولى جلسات المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم القى سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر كلمة الافتتاح بعد ان طلب من الاعضاء الوقوف دقيقة حداداً على ارواح شهداء العراق.
وقال: ان للعراق تاريخاً يمتد إلى آلاف السنين ويجمع كل الاطياف والالوان وكل المذاهب والديانات ويحتضن كل المدارس الفقهية والكلامية.
واشار السيد الصدر إلى ان العراق هو الموحد والجامع لكل الطوائف واضاف: هناك من يحاول ان يأخذ من المسألة المذهبية قضية طائفية من اجل الاقتتال والاحتراب لكن الحقيقة تشير عكس ذلك. وقال: ان لجميع المذاهب الاسلامية طرق للوصول إلى الله سبحانه وتعالى وان التعدد المذهبي يزيد من جمال الصورة، لان الصورة المتكونة من عدة الوان ستكون الاجمل وتعطي روعتها ان بنيناها على واقعها.
واكد السيد الصدر: ان التعدد المذهبي من اسباب انماء الفكر ونضوجه وانه مسألة لا بد منها ونحن امة مؤمنة ومسلمة، وتابع قوله: علينا معرفة كيف نتعايش مع هذا التعدد، وان نعرف تربية الاسلام الحنيف وتربية الرسول وتربية آل البيت عليهم السلام ومدرسة الصحابة رضوان الله عليهم.
وقال السيد الصدر: ان وجود المذاهب وتعدد الطوائف يزيد من روعة وجمال العراق، واشار الصدر بقوله ليس المطلوب من أي شيعي ان يكون سنياً، وليس المطلوب من أي سني ان يكون شيعياً واضاف السيد الصدر: ان المطلوب من كل شيعي ان يحترم السني ومن كل سني ان يحترم الشيعي وان لا يكون الاختلاف بالرأي سبباً للعداء والتناحر وايجاد ثغرات بين الامة الواحدة مما يسمح لاعداء الله واعداء العراق زرع الفتنة الطائفية بين ابناء شعبنا، وبهذا تقع المسؤولية على قادة وعلماء المسلمين بضرورة الترفع عن كل المسميات المذهبية والطائفية والقومية التي تمزق جسد الامة.
واتخذ سماحته من السيد الشهيد الاول محمد باقر الصدر رضوان الله عليه مثالاً لذلك حين كان ينادي ابناء الشعب العراقي بقوله (يا ابناء عمر ويا ابناء علي اني نذرت وجودي لكل عراقي لكل شيعي وسني لكل كردي وعربي).
وقال: هذا هو الاسلام ايها الاخوة وهذه تربية الاسلام الحنيف وهذا فكر ومنهج الاسلام وخاطب السيد الصدر جميع رجال الدين وائمة المساجد بقوله: ان العراق يناديكم ويستنجد بكم وعليكم ان تقولوا الحق من اجل حقن الدماء البريئة وحرمة المقدسات واحترام وحدة العراق وتلك مسؤولية ملقاة علينا جميعاً خصوصاً الفقهاء والقادة المرشدين وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم لانهم اطول الناس وقوفاً يوم القيامة.
وفي ختام كلمته اعرب سماحته عن سعادته بهذا المؤتمر الذي يجمع كل المسلمين في البلاد خدمة للاسلام وسلامة العراق وحقناً لدماء العراقيين.
ورقة عمل
ثم القى الشيخ عبد الوهاب الاعظمي كلمته منوهاً إلى كلمة سماحة اية الله السيد حسين اسماعيل الصدر باعتبارها ورقة عمل في المؤتمر وان نستخلص من تفكيره وننهل من علمه الشرعي وقال: ان كلامه موضوعي وصادق ونابع عن قلب مؤمن واضاف: ان الفتن التي تعرض لها العراقيون جميعاً ومن كلا المذهبين سنة وشيعة لهو امر عظيم جلل ان بقينا على وتيرة فعلنا هذه فلن يبقى في الارض نفس لمسلم بشري لان الاخضر واليابس سوف يحترق وقال: نحن العقلاء ها هنا نؤشر على جهة واحدة هي القوى الظلامية والصهيونية، ولكن هيهات ان ينجحوا ويحققوا مآربهم الدنيئة.
واكد الاعظمي: ان المسلمين ربهم واحد ونبيهم واحد وقرآنهم واحد وقبلتهم واحدة يحجون اليها كل عام وقال: الم يصفنا رب العالمين ان المؤمنين اخوة، فلو فهمنا هذا وافهمنا الناس من حولنا وحذرناهم من اراقة الدماء لما استشرى القتل بين ابناء شعبنا وبلدنا واتخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم مثالاً لذلك بقوله: "لهدم الكعبة حجراً حجراً اهون عند الله تعالى من اراقة دم المسلم".
واضاف الاعظمي: لو قلنا هذا الكلام لشعوبنا ولمصلينا ورواد مساجدنا وحسينياتنا ما استطاع احد ان ينبري بقتل اخيه من امه وابيه.
واكد الاعظمي: ان العراقيين اخوة ابوهم واحد، وليس هناك فرق بيننا وارضنا مقدسة وفيها مقام الامام علي بن ابي طالب "عليه السلام" ومرقد سيد الشهداء الحسين عليه السلام وفيها مرقد موسى بن جعفر عليه السلام فلا يمكن ان يذل شعبها او تهان ارضها.
وخلص للقول: علينا ان نجعل من خطاب آية الله السيد حسين اسماعيل الصدر توجيهاً وورقة عمل لنا جميعاً سنة وشيعة فان كلامه كان شفاء لكل داء.
دور العلماء
ثم تلتها كلمة الشيخ ماجد الحفيد من اتحاد علماء الدين في كوردستان الذي قال: لا يمكن التوصل إلى سلام دائم الا بقلب واسع وعمل صادق، وان للعلماء دوراً فاعلاً في توجيه الناس وارشادهم نحو الخير والمحبة وتوحيد الصف في المحن والازمات.
واضاف الحفيد: من خلال هذا المؤتمر نرجو ان يكون لنا صوت مؤثر وتوجيهات صادقة لكل الاطراف والاطياف من اجل القضاء على النعرات الطائفية والاعمال الخبيثة التي سعت وتسعى إلى اضعاف المسلمين وتمزيق صفوفهم واشار الحفيد إلى النتيجة الخاسرة اذا كانت هناك جهة تقتل معتقدة انها تدافع عن طائفتها لانها بالنتيجة ستضعف بلدها وتابع: ان افضل سبيل لحل الخلافات هو الحوار والابتعاد عن مبدأ القوة والانتقام.
واكد الحفيد: ان العراق بلد الجميع وليس في نية الاكراد تركه والتخلي عنه ما دمنا جميعاً متفقين على التمسك به وان هذا النزيف الدموي يضعفنا كثيراً مستقبلاً وسوف يصيبنا الندم كما اصاب البلدان الاخرى التي مرت بتجربة الحروب الطائفية المريرة، وشدد الحفيد على وحدة البلد من خلال التماسك الاخوي والتكاتف والتعانق ودعا جميع العراقيين بجميع الوانهم واطيافهم إلى رص الصفوف وتفويت الفرصة على من يريد ان يرانا ضعفاء.
دحض الفتنة وقبرها
بعدها تطرق الشيخ القاضي عبد القادر ابراهيم إلى ان الخلافات بين السنة والشيعة ليست بالمشكلة الرئيسة لان اجتماعهم واتفاقهم اكثر من اختلافاتهم وهناك امثلة عديدة على التشابه بين كل المذاهب خصوصاً في المعاملات والعبادات وقال الشيخ ابراهيم: ان المذاهب تأخذ من الاجتهادات ما ينفع الناس في حياتهم اليومية. وان احتكاك الاراء في الاجتهاد يؤدي إلى احترام حقوق الآخرين واكد الشيخ ابراهيم على المصاهرة الكثيرة بين المذاهب الاسلامية وشدد الشيخ ابراهيم على دحض الفتنة وقبرها والانتباه إلى تأثيراتها على بنية الشعب العراقي لان المستفيد الوحيد منها هم الاعداء، ولتكن امتنا داعية إلى الخير والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل بالمساهمة الفعالة.
ثم تلا الشيخ ثائر العاني ممثل الامانة العامة للافتاء كلمته التي قال فيها: ان دماءنا ومقدساتنا اعز علينا من ان تنتهك وان ليست كعين مسلم العين التي لم تبك يوم ان سمعت بتفجير قبه الامامين على الهادي والحسن العسكري عليهما السلام واضاف العاني: حين نرجع إلى سجلات الطب العدلي لن نجد يوماً انفجاراً كان ضحيته شيعة فقط او سنة فقط بل لا بد وان يقع من الطرفين شهداء واكد العاني: ان من قتل مظلوماً فقد جعل لوليه سلطاناً وقال: ان المظالم كثيرة ومن اعان عليها كثير، ولا نريد لهذا الشعب ان يقتتل ومن الحماقة ان ينجر المسلم إلى هذه الحرب وعلينا ان نقف بكل مسؤولية امام كلمتنا.
الغاء مصطلحات الطائفية
ثم تحدث الشيخ اياد الجبوري ممثل الحزب الاسلامي بقوله ان اهل العراق لم يعرفوا الطائفية لان جميع سند الاجازة العلمية يرجع إلى الامام علي "عليه السلام" وما من مصحف يتلى في ربوع العراق الا وينتهي سند الرواية إلى ابن مسعود "رضى الله عنه" واكد الشيخ الجبوري ان دين الاسلام ما عرف فرقة ولا نزاعاً بين اصحاب رسول الله وبين آل بيته الاطهار.
وتابع قوله: ان ما نشهده الان من نعرات طائفية ترجع إلى اسباب سياسية وليست مذهبية وان من يسعى إلى بث الطائفية وتحقيق المصالح السياسية اولئك لم ينطلقوا من مصالح الوطن ولا من مصالح ابناء العراق.
ودعا الشيخ الجبوري إلى الغاء مصطلحات الطائفية من قاموس العراق وان تمحى بعض المسميات حتى نصل إلى الاهداف المرجوة.
وقال الشيخ خالد ابو بلال الزبيدي رئيس قسم العلوم الاسلامية في جامعة الامام الصادق في ميسان: نبارك هذا المؤتمر الذي ضم تحت جناحيه كوكبه من علماء الدين والذي اخذ على عاتقه توحيد الصف والقضاء على التفرقة الطائفية واخماد نار الفتنة المروعة التي بدأت تعصف في البلد وان شاء الله بجهود المخلصين من العلماء والفضلاء تقبر هذه الفتنة في مهدها المريض.
واضاف الزبيدي: ان هذا المؤتمر يعالج مشاكل المسلمين الاساسية ويبتعد عن الاصطفافات الطائفية ويدعو إلى الوحدة الاسلامية ورص الصفوف بين ابناء الشعب العراقي الذي يعاني من اسوأ الظروف.
تحركات عربية
وافاد الزبيدي: ان هناك آلية عمل بالذهاب إلى الدول العربية والاسلامية لمعالجة الموقف في العراق بأخذ اراء العلماء والمراجع الدينية وكل القوى السياسية في العالم الاسلامي.
واكد الزبيدي: على اصدار فتوى ملزمة تصدر من المؤتمر تدعو إلى تحريم الاعتداء على المساجد والحسينيات وكل مراكز القيادة في عموم البلاد بعدم الاعتداء على المساجد والحسينيات وكل مراكز العبادة في عموم البلاد بعدم الاعتداء والقتل والارهاب وتحريم كل حالة مؤذية للشعب العراقي، وناشد الزبيدي جميع القوى السياسية في البرلمان إلى الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية تساهم بشكل فاعل في ارساء العدل والامن والاستقرار.
واضاف الزبيدي: ان مؤسسة الحوار الانساني تدعو إلى ترسيخ الاخوة والحوار بين جميع اطياف الشعب العراقي وتأسيس مشروع وطني اساسه وحدة الشعب والمعيار هو انسانية المواطن ويهتم معهد التنمية الانسانية بتربية جيل فكري جديد على اساس التعايش الانساني السليم وذلك من اجل الانطلاق اجتماعياً بنخبة لديهم الفهم الكامل والثقافة الكامنة في اطار ترسيخ مفهوم الحوار البناء والتفاؤل بالحياة وتنمية انسانية الانسان واعادة الثقة بالنفس لدى المواطن من اجل بناء مجتمع متماسك وتقوية شخصية الانسان العراقي والاهتمام بالجانب التربوي عن طريق عقد ندوات عامة تهتم بتقوية مفهوم العمل الانساني والاجتماعي.
مسؤولية العلماء
اما الشيخ يحيى حمود فقد اكد ان المؤمن يجتمع مع اخيه على كتاب الله وسنة رسوله (ص) وما من امة يسري فيها النزاع. والاختلاف الا وضعفت وسيطر عليها الاعداء وقال انا من حي في البياع لم تحصل فيه فتنة لاننا سعينا منذ البداية على لم الشمل لا فرق بين سني وشيعي والتقينا مرة في المسجد وتارة في الحسينية لتعزيز مفاهيم الاخوة بيننا ونحذر من الاعداء الذين يحاولون زرع الفتنة بيننا فحبذا ان يعمل الجميع في كل المناطق على صفاء القلوب وان لا اختلاف بين مذهب وآخر وهذه مسؤولية العلماء ووجهاء القوم والساسة ومع الأسف فنحن اليوم نرى سيارة تقتل عراقياً شيعياً ونفس السيارة تقتل في شارع آخر عراقياً سنياً لبث روح الفرقة والفتنة التي سيكون وقودها هذا الشعب الذي صبر وقدم التضحيات فالابرياء الذين يقتلون بدون جريرة اقترفوها نتحملها نحن العلماء لانها مسؤوليتنا ولاننا قصرنا في واجبنا.
في الجلسة الثانية
بعدها توجه المشاركون في المؤتمر إلى اداء صلاة الظهر جماعة موحدة ليواصل بعدها المؤتمر جلسته الثانية حيث تحدث فيها السيد حازم الاعرجي خطيب الجمعة في مسجد المرقد الكاظمي المقدس ممثل التيار الصدري حيا فيها المشاركين في المؤتمر واجتماعهم لتوحيد كلمة الامة في خضم المخاطر التي يتعرض فيها المواطن الى شتى انواع واساليب القتل حيث المساجد والحسينيات يعتدى عليها مذكراً في كلمته بعمق العلاقات التي كانت بين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام والصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
وقال السيد الاعرجي علينا جميعاً في المساجد والحسينيات ان نتحرك فالرسول الكريم (ص) وامير المؤمنين (ع) وكل الصحابة ينظرون الينا وإلى العراق والخطر الذي يتهدده فبودار الفتنة ما زالت موجودة ولا بد من ان يكون لنا كلمة ولنبذ الطائفية وندع إلى توحيد صفوفنا ولا بد ان تكون رسالتنا رسالة الرسول محمد وعلي وآل البيت والصحابة ونتكاتف ونترجم قولنا إلى عمل فهذه الفتنة بدأت مقدماتها والثالوث المشؤوم الصهيونية واميركا والارهابيون يعملون على تأجيجها.. فالعراق في ذمتنا والاسلام في ذمتنا والمساجد والحسينيات في ذمتنا.
كما القى علماء الدين الافاضل من محافظات البصرة وواسط وصلاح الدين ونينوى وبابل وكربلاء وديالى والنجف والمثنى وميسان والناصرية والديوانية كلمات اكدوا فيها على اهمية توحيد الصفوف ولم الشمل ونبذ الطائفية البغيضة والوقوف صفاً واحداً وطي صفحات الماضي والتطلع إلى غدٍ مشرق جديد لبناء عراق حر ديمقراطي مزدهر ينعم باللامن والرخاء والازدهار من خلال التعاون بين اطيافه ومكوناته.. وشددوا على ضرورة الالتقاء والحوار والتشاور بين جميع ابناء هذا الوطن الجريح والابتعاد عن كل ما يثير الضغائن ويولد الاحقاد ومحاربة الارهاب والارهابيين والتكفيريين الذين يسعون إلى النيل من وحدة شعبنا وتمزيق صفوفنا ونشر الفوضى والفساد في الارض، فتارة يستهدفون المراقد والجوامع والحسينيات الشيعية وتارة اخرى يستهدفون الجوامع والمؤسسات السنية لخلق الفتنة وتأجيج نار الطائفية.
وفي ختام المؤتمر توصل المشاركون إلى التوصيات التالية:

كما اتفقوا على اصدار الفتوى الشرعية التي حرموا بموجبها سفك دم الانسان تحريماً مطلقاً مهما كان انتماؤه الديني او المذهبي او العرقي دون وجهة حق ويكفر كل من استباح دماء المسلمين واعراضهم.. كما يحرم هتك حرمة المراقد المقدسة والجوامع والحسينيات ودور العبادة والتعرض لدوائر الدولة ومؤسساتها وجميع مرافقها الخدمية وغير الخدمية وتحريم التعامل مع التكفيريين والارهابيين اياً كان مصدرهم او انتماؤهم وتحريم التلاعب باموال الدولة والشعب العراقي وكل ما يصدق عليه عنوان الفساد الاداري.

التوصيات


1-اعتبار كلمة سماحة آية الله الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر (دام ظله) وثيقة للحوار والتعايش بين ابناء الشعب الواحد.
2-اشاعة روح التسامح والمساواة والتضامن بين كل اطياف ومكونات عراقنا الحبيب.
3-التأكيد على اهمية القيم الدينية والروحية والاخلاقية والانسانية في تحقيق كرامة الانسان واقامة العدل.
4-محاربة كل اشكال التطرف والتعصب الاعمى واشاعة ثقافة الحوار وتقريب وجهات النظر بين المذاهب والطوائف.
5-محاربة الارهاب والتصدي لكل انواعه واشكاله ومنها العنف الطائفي ومن يقف خلفه في الداخل والخارج.
6-التأكيد على اقامة المؤتمرات النوعية ومعارض الكتب ومنتديات الفكر والثقافة بصورة مشتركة من خلال التنسيق والتشاور.
7-التركيز على المبادئ المشتركة بين كل المذاهب والطوائف الاسلامية واوجه التقارب بينها ونبذ ثقافة العنف والتفريق.
8-التأكيد على قواعد المشتركات التي وحدنا الاسلام على اساسها وهي شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله فمن قالها حقن دمه وعصم ماله وصار له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين.
9-احياء مبدأ وحدة المسلمين من ابناء الشعب العراقي مهما اختلفت مواقعهم على الواقع والخارطة السياسية.
10-ازاحة الحواجز النفسية المتراكمة فينا تجاه بعضنا البعض التي لا ترتكز على دليل من علم ولا حجة من عقل ولا اساس من دين.
11-توجيه النقد العلمي الهادئ لاسباب النزاع الطائفي ومصادره ان وجد.
12-دعوة جميع الكتل والاحزاب السياسية إلى ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية قوية قادرة على التصدي لكل التحديات والاخطار التي تواجه شعبنا وعراقنا.
13-حث الجهات المختصة بشكل ملح وفوري للقضاء على الفساد الاداري المستشري بين جميع دوائر ومؤسسات الدولة ومحاسبة المقصرين بأقصى العقوبات.
14-ضرورة ان تلتفت الجهات المسؤولة إلى حجم معاناة شعبنا نتيجة التقصير في توفير الخدمات الاساسية والضرورية لابناء شعبنا التي اثقلت كاهلهم وزادت من جحم معاناتهم اليومية.
15-دعوة جميع ابناء شعبنا للحفاظ على حرمة جميع المقدسات الاسلامية واماكن ودور العبادة وحرمة الاعتداء عليها.
16-دعوة جميع دول الجوار لاحترام وحدة العراق وسلامة ارضه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
17-تشكيل لجنة متابعة من المشاركين في المؤتمر لتفعيل قراراته ومتابعة تنفيذ توصياته وضرورة الاجتماع بشكل دوري.

 
 
 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة