اداب اجنبية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مختارات من الشعر الأستوني


ترجمة / حامد خضير الشمري


تستأنف صفحة آداب أجنبية صدورها، بالانفتاح على آداب عدد من الشعوب لمد جسور التواصل مع القارئ.. ونختار في هذه الصفحة التجربة الشعرية في استونيا من خلال اختيار عدد من شعرائها ومن أجيال مختلفة.
 

                                                                                             المدى الثقافي

*الشاعر جوهانز سمبر:
شاعر الشعب في استونيا. منح جائزة الجمهورية وهو مؤلف النشيد الوطني. له عدة دواوين شعر منها: ليس بوسعي ان أبقى صامتاً، كيف بوسعك ان تحيا، وله كذلك مسرحيات عدة ورواية بعنوان (أزهار القرنفل الحمر) رحل عام 1970. :

- وعندما أفاق الناس -

في الربيع، وعندما يرغم ماء النهر الطافح
ركام الثلج ان يحطم
اغلال الشتاء الحديدية بصوت كالرعد
فلا قوة على الارض ستكبح جماحه
*********
وجاء شهر شباط، وكان جلياً ان تدرك
ان نصف النصر معركة خاسرة
********
وقاتلوا بشجاعة عبر الظلام والدم والموت
وغنوا لفرط السعادة لكل شخص
راسخاً كان ايمانهم، وكانوا يبحثون
عن الارض والسلام والحرية وربحوا في النهاية
**********
وانجرف العدو في مدّ التاريخ بعنف
ولم تبقَ له إلاّ الاكاذيب
وابحرت سفينة الحرية في بحر الزمن المتلاطم
وهي تمخر فوق الامواج بعيداً عن ساحل الخيانة
*********
وعندما افاق الناس في الصباح نفسه
رأيت انت الامل بعيون مفتوحة تواً
واحسست اخيراً بأن الحقيقة الجديدة قد أشرقت
وقد رتلتها الجبال واشجار الغابة
الشاعرة: ديبورا فاراندي
كاتبة الشعب في استونيا، كوفئت بجائزة الجمهورية مرتين من دواوينها: تحت السماوات المتضرمة، حالم عند الشباك، حبة من السهول الساحلية، الناس تنظر للبحر.
- طيار هيروشيما -
رأيت تحتي مدينة تتدحرج مثل سحابة متقدة
سحابة ترتفع كالفطر بشكل مشؤوم نحو الشمس
فطوقت السماء وطوقتني
وحولتني كلباً يعوي
تنين أنا لكني أتذكر أحياناً
بأني كنت ذات مرة نسراً
سخر من الجبل الراسي فوق الأرض
واستهزأ بالحصان
والفارس الذي يمتطي صهوته
وضحك على العلم
وهو يحاول عبثاً ان يرفرف فوق البرج
كنت شيئاً مجنحاً قوياً
ودوامة تكتسح الأعالي
وكنت السرعة ونشوة السرعة
***********
أقطعوا راسي فأنا لم اعد أنا
بل بؤرة للموت وتنين يلد الموت
وهاتان ليستا يديّ فاقطعوهما!
دعوا صوتي يمزق كل الاغلال
وليسمعني الجميع أصرخ: هيروشيما.


الشاعر جان كا بلنسكي
ولد عام 1941 وتخرج في جامعة (تادتو) عام 1965 وفي نفس العام أصدر ديوانه الاول. من دواوينه الشعرية (آثار في جدول) و(من الغبار والالوان).

- دفء الضوء -

أعرف منذ أمد بعيد
أن ليس بوسع الطفل وهو رجل
أن يحيا بالخبز وحده
وان جسده يحتاج الدفء
وان عينيه تحتاجان الضوء
*********
ألق المدن المتضرمة
يلون أحلامي الطفولية
وعندما أزف الوقت لأذهب الى المدرسة
تدلى الفطر الناري فوق السماوات النائية
وهو يسمم دم الاجيال
***********
بعد ذلك رأيت البيوت تباعاً
تنهض من الرماد والغبار
ورايت دخان
محطة " نارفا"
يصعد الى السماء ببحر حديث الولادة
وحدقت الى الاسفل في حطام
أبراج القرون الوسطى
**********
واليوم نسقي بعناية
حدائق المستقبل
ونقتلع الأشواك
غير آبهين بالايادي الممزقة النازفة
ونحن ندرك بأن علينا
أن نقتلع المزيد غداً.
***********
انت يا من تقرأ عن هذا
في حقبة أحفادنا
حيِّ الزهرة والمريخ
وحيِّ الارض الزرقاء الزاهرة
التي تتوجها الهالة الدافئة المشرقة
للسنين العجولة.

 

الشاعرة: ألن نت
تخرجت في جامعة (تادتو) أصدرت دواوين عدة وكتباً للأطفال نالت جائزة أدبية عن ديوانها (نحات الطير) ومجموعتها المكرسة للأطفال (يوم الأبواب المفتوحة).
ساحل سرنوماي

- جبل الموت -

بوسعي أن اسمع وانا اتكئ على هذه الصخرة جنب الشاطئ وحدي
كيف تتنهد قمم الأشجار
وتترقرق الأمواج فوق القواقع والحصى والحجر
كل موجة هي لحظة من الزمن الذي ولى
وحول سرنوماي يسقط الظلام
**********
بوسع القلب ان يتحمل دون قلق
زورقك الرمادي في الليل ومعطفك الحجري الخشن
الشمس تبحث عن النصف الضائع
أينبغي لامرأة فاتنة فتية
أن تدفن في جسدك البارد
أيتها الأرض العجوز الهرمة؟
**********

الشاعر مارت رود
أحد مبدعي استونيا الذين حققوا شهرة واسعة منح جائزة الجمهورية مرتين له دواوين عدة أبرزها (القوة والضوء) (الخريف الذهبي) (ألاغاني لا تنتهي) ومن رواياته (الفأس والقمر) و (السوق).

ـ ورقة ـ

في أمطار فيتنام ورياحها
لن يطلب العون
فمٌ شنجه الموت
وظل أحد الرجال
في السجن المنعزل
وذراعاه مقيدتان خلف ظهره
والسياط تأكل من لحمه الخدر المنتفخ
عاجزاً عن تحرير نفسه
وينبغي على شخص آخر ان يحرره
شخص آخر
….. شخص آخر
من؟
إن لم تكن أنت
وآنت
وأنت
************

الشاعرة: بتي ألفر
من ابدع الشاعرات في استونيا لها دواوين عدة منها (تراب ولهب) و(ساعة متألقة) و(تويجات الحياة).

- أغنية اللهب -

صوتك لا يتغير أيتها الريح
وطرقك الباكرة
فأرهفي السمع
ألاعيبك من الذرات المدومة
تتفوه بالكلمات التي نشأت في أثدائها الحجرية
**********
نحن نتضرم
وهي تصرخ
وتثور عميقاً في داخلنا نار مسعورة
لا يمكن كبح السنتها المنطلقة السرمدية
**********
صوتك لا يتغير أيتها الريح
وطرقك الباكرة
فأرهفي السمع عندما يناديك الناس مجتمعين
" أيتها الريح هدئي هديرك واسمعينا "!
**********
متضرمون نحن
نحن متضرمون
….
وقلوبنا ذرات متقدة وامضة
تناسب العالم
لكل ما هو فان،
وترعاها الإنسانية.
**********

الشاعر: بول أرك رومو
ولد عام 1942 وتخرج في جامعة (تارتو). بدأ ينشر نتاجه عام 1957 وسجل حضوراً كشاعر وكاتب مسرحي ومترجم طبع دواوين عدة منها (شارك بمباهجي) و (البياض الثلجي.. الظلام الثلجي).

ـ اللعبة ـ

أصاب صبيّ وهو يلعب صبياً آخر
ببندقيته المزيفة
وتشبث ذلك الصبي الآخر
بجرحه المزعوم
وسقط كما يسقط الموتى
وسقط كما يسقط الرجال في الأفلام
أوَ لم يكن هو ابن جندي؟
وهرعت اليه فتاة صغيرة
وكانت أمه المزعومة
وبكت         وبكت
وبكت         وبكت
بدموع كانت هي أصدق ما تكون
وانهمرت تلك الدموع الصادقة
على خديها الدافئين الحقيقيين
وفي كل قطرة متألقة
تراءت بجلاء
كل البنادق الحقيقية الفولاذية
وكأنها في كرة بلورية
وكل الآباء الحقيقيين القتلى
في كل حروبنا الحقيقية
ايها الموت البشع يا اكثر البهائم ضراوة
انك تركض مسعوراً في سوح الحرب
رجالنا موتى ولا حفلات اعراس
تبهج القلوب على ساحل بلادنا
الدموع تتدحرج قطرات لاذعة
وتتدلى الكروم بلا دعامات
وبكت الفتاة
حتى اضنت قلبها من النشيج
ووقف الاولاد جانباً وهم يراقبونها
ولم يعرف أي منهم
ما الحياة
وما اللعبة.
**********

الشاعر: فلادمير بيكمان
منح جائزة الجمهورية للمبدعين، بدأ النشر وهو في سن السادسة عشرة، له دواوين عدة منها (العشب ينمو تحت الثلج، الخزامى الزرقاء، ساعة الاندفاع، الشجرة التي لا وجود لها) وله مؤلفات نثرية للأطفال منها (الرحلة المزعجة، الربيع القاسي، مدينة الأحجار الحزينة) ورواية بعنوان (مسافر الترانزيت).

- خيول -

الأعشاب الظليلة معتمة تحت أقدامها
ورؤوسها الآن تستدير صوب وجه الشمس البراق
لقد رحل ريف البرسيم والأقحوان الخرافي
وهو يرسل تحديه لسباق الخيل
**********
حيث تبدو الأشجار كالشبح من الضباب المتلاطم
وتهب عذوبة الماء من النهر
والمباهج التي نادت الفجر ذات مرة
باحت بها الحشائش المترنمة المترنحة عند الغروب بصوت رقيق
**********
وتنحدر الايام وتغوص في ظلام المساء
وتدور الاهتمامات تبحث عن مراع مضيئة
وتنطلق الخيول فوق المروج الظليلة
وهي تحمل شباب العالم بعيداً نحو المدى.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة