الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

كتاب يحدث ضجة كبرى في الولايات المتحدة
“ خطة الهجوم” على العراق

يفيد كتاب جديد اصدره الامريكي بوب وود وارد، العامل في صحيفة واشنطن بوست ان جورج تينيت مدير المخابرات المركزية طمأن الرئيس الامريكي بوش قبل ان يقرر غزو العراق بإسبوعين بأن قضية اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها الدكتاتور السابق صد\ام حسين امر سهل الاثبات، وذلك استناداً الى تقرير نشرته وكالة سي أن أن الامريكية في 9 نيسان الجاري واحدث ضجة واسعة هناك.
ويضيف الكتاب الذي يحمل عنوان “خطة الهجوم” والذي بدأ نشره بحلقات مسلسلة منذ هذا الاسبوع في صحيفة الواشنطن بوست ان اعلان تينيت ذلك كان “مهماً جداً” في المصادقة على قرار الحرب.
ويقول الكتاب إن بوش إتخذ قراره بدخول الحرب دون استشاره نائب الرئيس ديك تشيني او وزير الدفاع دونالد رامسفيلد او وزير الخارجية كولن باول.
ويؤكد وودوارد ان باول لم يتم إخباره حتى بعد أن سمح للسفير السعودي أن يستعرض خطط الحرب ذات “السرية القصوى” في مجهود ولإستحصال دعم بلاده للغزو.
وقال تشيني للسفير السعودي الامير بندر بن سلطان أنه حالما تبدأ الحرب فسوف “تحّمص” صدام حسين وذلك استناداً الى ما ذكره وودوارد الذي كتب او شارك في كتابة عدد من الكتاب التي احتلت المرتبه الاولى في المبيعات، عن السياسة في واشنطن بما في ذلك كتاب “كل رجال رئيس الجمهورية” الذي كتبه بالمشاركة مع كارل برنشتاني.
ويكشف الكتاب ايضاً ان مبلغ 700 مليون دولار كان الكونغرس قد خصصها للحرب في افغانستان قد تم تحويلها في صيف عام 2002 لتطوير خطة حرب في العراق.
ويلمح وودوارد الى ان تحويل الموارد هذا ربما كان غير شرعي وان الامر قد اخفي عمداً عن الكونغرس.
وكان كتاب وودوارد ايضاً عنوان مقابلة الاسبوع الماضي على شبكة سي بي أس “60 دقيقة”. ويستند الكتاب الى مقابلات مع 75 شخصية مشاركين في الاعداد للحرب والذين يشكلون المصدر الوحيد الذي تنسب اليه المعلومات بما في ذلك بوش.
وينقل وودوارد عن بوش بأنه قال بأنه لم يشعر بالحاجة لسؤال مستشاريه الرئيسين مثل تشيني ورامسفيلد وباول فيما اذا كانوا يعتقدون أن عليه الذهاب الى الحرب “لأنني استطيع أن اقرأ افكارهم”. ولكنه يقول أنه تناقش مع كوندوليزا رايس مستشارته للامن القومي.
ويزعم المؤلف ان بوش قال “لم اشعر بالحاجة لسؤالهم عن رأيهم بصدام حسين. ولو كنت جالساً حيث اجلس أنا لرأيت أن الامور واضحة تماماً. اعتقد ان لدينا جواً يشعر فيه الناس احراراً أن يعبروا عن انفسهم”.
ويصف وودوارد تشيني بأنه “ القوة الحادلة” الدافعة وراء اتخاذ قرار شن الحرب ويدعمه رامسفيلد.
أما باول فقد كان معارضاً. ويقول وودارد أن باول وتشيني كانا يحملان مواقف عدائية لأحدهما الآخر لدرجة انهما يتبادلان الحديث.
رايس تكذب التقرير
وقد كذبت ذلك كوند ليزا رايس في مقابلة مع فوكس نيوز وقالت: لقد تناولت طعام الغداء في عدد من المناسبات مع نائب الرئيس تشيني ومع كولن باول وأنهما على علاقات ودية طبيعية.
في 21 تشرين الثاني 2001 اي بعد هجمات الحادي عشر من ايلول بثلاثة اشهر وبعد انهيار حكم طالبان في افغانستان، انتحى بوش برامسفيلد جانباً وامره أن يعد خطة حرب على العراق وان يبقى الامر سراً.
وبعد ذلك بثمانية اشهر، اي في اواخرتموز 2002، صادق الرئيس على انفاق مبلغ 700 مليون دولار للتحضير للحرب على العراق اخذ المبلغ من التخصيصات الاضافية للحرب في افغانستان.
وقال المؤلف لوكالة سي بي أس ان تحويل المبالغ المخصصة من قبل الكونغرس لغرض معين الى غرض آخر أمر يعرض للمساءلة القانونية.
وقالت رايس أنها لم تقرأ كتاب وودوارد وأنها لا تستطيع التعليق على التقرير المحدد. وقالت في برنامج سي بي أس واجهوا الامة “انه من الممكن أن تكون الاموال قد خضعت الى مناقلة داخل وزارة الدفاع او داخل القيادة المركزية المسؤولة عن الحرب في كل من افغانستان والعراق على حد سواء.
وقالت ايضاً أن أي مناقلة في الموارد لم تؤثر على المجهود الامريكي في افغانستان.
افضل ما نملك
ومع تقدم التخطيط للحرب، في 21 كانون الاول 2002 ذهبت تينيت وساعده الايمن جون ماكلا فلن الى البيت الابيض ليقدما ايجازاً الى بوش وتشيني حول اسلحة الدمار الشامل العراقية. ويضيف وودوارد أن الرئيس لم يكن منبهراً بعرض صور الاقمار الصناعية ومداخلاتها ولذلك ضغط على تينيت وماكلا فلن قائلاً لهما أن معلوماتهما لن تقنع الرأي العام سائلاً تينيت “أهذا افضل ما نملك؟” واستناداً الى وودوارد فإن تينت اكد للرئيس بأن تلبيس تهمة امتلاك اسلحة الدمار الشامل بصدام حسين كانت امراً هيناً جداً.
وقال وودوارد في مقابلته مع سي بي أس أنه سأل الرئيس عن هذا الامر بأنه من الضروري اللجوء الى مدير المخابرات المركزية وانه يعتقد ان التعبير الذي استعمله يعني أنه امر مؤكد ومضمون.
واستناداً الى وودوارد فإنه بعد ذلك بنحو اسبوعين أي بعد عيد رأس السنة لسنة 2003 بقليل ضاق بوش ذرعاً بالجولات غير المثمره للامم المتحدة للتفتيش عن الاسلحة، وازمع امره بخوض الحر ب بعد استشارة رايس.
ويكشف وودوارد أنها حثته على الالتزام بتهديداته باللجوء الى العمل العسكري اذا لم يقدم صدام حسين كشفاً كاملاً لأسلحة الدمار الشامل.
ونسب وودوارد الى رايس انها قالت :“اذا كنت مصمماً على اللجوء الى دبلوماسية القوة فعليك أن تلتزم بذلك القرار”.
اما رايس في برنامج “واجه الامة” فقد اصرت على ان حديث بوش معها في كانون الثاني لم يتمخض عن قرار لخوض الحرب التي قالت أنه لم يتخذ الا في آذار حين صدرت الاوامر بتسديد الضربات العسكرية.
وقالت: “إن جزءاً من العلاقة بين مستشارة الامن القومي ورئيس الجمهورية هي أن الرئيس نوعاً ما يفكر بصوت عال اذا كان بالامكان وصف الامر بهذه الصورة”. وكان الرئيس نوعاً ما قد ضاق ذرعاً من الطريقة التي تسير بها حملات التفتيش.
صدام المحمص
ويقول وودوارد ايضاً أن المسؤولين الامريكان كانوا متشككين من جدوي حملات تفتيش الاسلحة لأنهم كانوا يتلقون معلومات استخباراتية تفيد بأن كبير مفتشي الاسلحة للامم المتحدة هانز بليكس لم ينقل كل شيء كان يكتشفه ولم يكن يفعل كل شيء كان يقول أنه يفعله.
واستناداً الى الكتاب فإن بعض مستشاري الرئيس في القمة كانوا يعتقدون أن بليكس كذاب.
ويضيف الكتاب انه بعد اللقاء مع رايس بوقت قصير قال بوش لرامسفيلد:” انظر هنا اخشى اننا سنفعل هذا”.
وفي اعقاب ذلك، في الحادي عشر من كانون الثاني على وجه التحديد، اجتمع رامسفيلد وتشيني ورئيس هيئة الاركان المشتركة ريتشارد مايرز في مكتب تشيني مع الامير بندر سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة. وفي ذلك الاجتماع ابرز الجنرال مايرز للامير بندر خارطة معنونة “اقصى درجات السرية، لا يطلع عليها اجانب” وذلك يعني أنه لا ينبغي أن يطلع عليها أي مواطن اجنبي، كما قال وودوارد الى وكالة سي بي أس. واستناداً لما أفاد الكتاب فإن الخارطة حددت خطط المعركة الاميركية الخاصة بالعراق والتي كان مقدراً لها ان تبدأ بهجوم جوي تعقبه غزوات برية تتحرك شمالاً من الكويت وجنوباً من تركيا.
وقال مايرز في لقاء “النسخة المتأخرة” لنشرة سي أن أن يوم الاحد أنه على الرغم من أنه لم يقرأ كتاب وودوارد الا أنه مطلع على تقرير ما جرى في الاجتماع وانه “صحيح بصورة اساسية”.
وقال لقد كنا في ذلك الوقت نتطلع الى دعم حلفائنا وشركائنا في المنطقة. وقد كانت السعودية شريكاً ستراتيجياً في المنطقة لفترة طويلة. وأن جزءاً من طريق تحقيق ذلك هو أن نطلب منهم ونريهم لماذا وكيف نحتاج دعمهم في مناطق معينة.
”وشعرت بالارتياح في حينها عندما فعلنا ما فعلناه مع السفير السعودي” .
واستناداً الى رواية وودوارد حول ما دار في ذلك الاجتماع فإن بندر ضغط على تشيني ورامسفيلد ومايرز للحصول على تطمينات بأن صدام سوف يزاح في هذه الحرب وليس كما حصل في حرب الخليج الاولى عام 1991 ونسب القول الى تشيني بإنه اكد لبندر “حالما نبدأ يكون صدام محمصاً” ، وهي ملاحظة اربكت حتى رامسفيلد الذي هو في العادة طليق اللسان.
شكوك باول
وبعد الاجتماع مع بندر بيومين، أي في 13 كانون الثاني، اجتمع بوش مع باول في المكتب البيضي ليخبر كبير دبلوماسيية أنه قرر الدخول في الحرب.
ويذكر أن باول قال لبوش “انت تعلم أنك سوف تمتلك هذا المكان؟” محذراً اياه بأن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن وضع ما بعد الحرب هناك. وقال وودوارد بأن بوش رد على باول بأنه يفهم العقبات المترتبه عليها.
وبالرغم من تحفظات باول حول تلك العقبات المترتبه عليها كما يقول ووروارد، فإنه اكد لبوش بأنه سيكون “عملاً خيانياً” لا يمكن التفكير به تجاه بوش والولايات المتحدة اذا ما تخلى عنهما في تلك اللحظة. وفي شباط ظهر باول امام مجلس الامن الدولي ليدافع عن موقف الولايات المتحدة بأن الحرب ضرورية لتنفيذ قرارات الامم المتحدة ونزع السلاح عن نظام صدام.
المدى/قسم الترجمة
 

 

 

 

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة