الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 

 

صناعاتنا الشعبية ما زالت قائمة   الفخار .. اقدم ما صنعته يد الانسان 

تحقيق وتصوير: آمنه عبد العزيز
كانت العوائل البغدادية القديمة تعتمد في حياتها اليومية، على صناعات شعبية بسيطة، تديم حياتها، وتجعلها في منأى عن احتياج الكثير من المتطلبات منها (الحِب) كان توفر الماء البارد و (البستوكه) كانت تصنع من اجل حفظ المخللات، وكذلك (التنكة) التي كانت توضع فوق السطوح في اماسي الصيف، وتمنح ماءاً بارداً. وصناعات شعبية اخرى كانت مادتها الاساسية الطين. ولكن وبسبب تطور الحياة ودخول الاجهزة الكهربائية الى حياتنا، بدأت هذه الصناعات تخسر شيئاً فشيئاً.
في سوق الصدرية كانت لنا هذه الوقفة مع احد احفاد الحاج صالح مهدي الكواز، الذي تواصل مع هذه المهنة الشعبية.
* ما احوال صناعة الفخار الآن؟
- في السابق كان لها زبائن كثيرون يعتمدون على صناعاتنا التي تسهل عليهم حياتهم اليومية. اما الآن فإن الزبائن انحسروا لوجود صناعات متطورة تعّوض عن منتجاتنا الشعبية هذه كيف تتم صناعة الفخار وما المراحل التي تمر فيها؟
- ان عملنا يعتمد على العمل اليدوي اولاً نختار نوعاً من الطين النقي الخالي من الشوائب ثم يخلط مع (الزميج) ومن ثم نضيف اليه (النفاش) وهو يوجد في راس اغصان البردي لكي يتماسك وبعد ذلك نتركه ليومين من اجل ان يختمر وتتم بعد ذلك عملية (العجن) بالاقدام ثم يُقطع حسب الحاجة لصنع القطعة المراد انجازها، وبعد ذلك ولغرض صناعة (الحِّبْ) مثلاً نبدأ القاعدة (القحف) ثم تندرج صعوداً حتى يكتمل ثم نضعه في الشمس لمدة يومين واخيراً نضعه داخل الكَوره (الضرت) وكل وجبه تكون بمعدل 250 قطعة تتركها لمدة يومين ثم تعرض للبيع.
* يأتي (حب الماء) بالدرجة الاولى وكذلك تنور الخبز ومشربة الماء (التُنكَه) وانواع البستوكات لحفظ المخللات والدبس والدهن، وانواع الطبل (الدنبكَ) واواني الزرع ورؤوس الاراكَيل التي يوضع فيها الجمر والاواني الفخارية المختلفة المزججة.
* ما مواسم ازدهار بيع منتوجاتكم؟
- تنتعش مبيعاتنا في مناسبة عيد زكريا والاعياد الاخرى وعندما يتكرر انقطاع الكهرباء بشكل مستمر يلجأ الكثيرون لشراء المشرية والحب وخاصة في وقت الصيف.
* هل مازال هنالك زبائن يترددون على شراء مصوغاتكم؟
- بسبب عدم الاستقرار وتوفر الاجهزة الكهربائية قل عدد الزبائن.
لكن هذا لا يمنع من ان العديد من العوائل يستعملون منتجاتنا وحباً بالتراث ولأنها تعطيهم ماءاً بارداً وطبيعياً منقى بشكل جيد وكذلك فإن العديد من هذه العوائل عادت لإستعمال (التنانير الطينية) بدلاً من الافران الكهربائية لأنها تمنح الخبز طعماً مميزاً.
* هل تتوقعون عودة الازدهار لهذه المهنة وعدم اندثارها؟
- نعم اتوقع ان يعود الطلب على هذه النوعيات التراثية لكونها تمثل امتداداً لحضاراتنا والتي تعكس اصالتنا ولكي لا ننقطع عن الماضي توارثنا هذه المهنة وبرغم كوني احمل شهادة من كلية الفنون الجميلة احاول ان اطورها واحافظ على ديمومتها لذلك اضفت الى هذه الصناعة الشعبية التراثية لمسات بسيطة طلاؤها بمادة مزحجة وهو طحن الزجاج وخلطه وتحويله الى مادة سائلة وندخله الفرن فيتحول الى اللون اللماع وهذه (البستوكات) تستعمل في خزن الخل والطرشي والدهن واللحم المقدد واللبن والجبن دون ان يلحق بها العفن او يكون هناك تسرب من مساماتها قديماً استعملت لخزن الذهب والمصوغات والاشياء المهمة ايضاً.
&* ما اغرب الاستعمالات لمنتوجاتكم؟ ذكر الحفيد علي الكواز ان هناك بعض العوائل التي يصاب احد افرادها بنوع من مرض السرطان يجلبون (السرطان) وهو حيوان مائي تطلق عليه بالعامية (ابو الجنيب) ويضعونه في (تنكَه) صغيرة مشربه ويغلقون راسها بالطين ثم يضعونها في التنور حين تجف ثم يطمنون ابو الجنيب ويصفون تناوله على شكل مسحوق بالملعقة والشفاء من الله لأنهم يؤمنون بذلك غادرت المحل وانا ظمآنه مع انني وسط اعداد كبيرة من اكواز الماء ولكنها فارغة من الماء.


إفتتاح معرض الفن العراقي المعاصر بدبي


افتتح بصالة “هنر جاليري” معرض الفن العراقي المعاصر، الذي يتضمن مجموعة متنوعة ومتميزة من التجارب التشكيلية التي تمثل مراحل زمنية وفنية عديدة في سياق الحركة التشكيلية المعاصرة.تأتي اهمية هذا المعرض الذي يستمر لغاية العاشر من الشهر المقبل من كونه يقدم فرصة قد تكون نادرة للتقاطع مع أعمال فنية لمجموعة من رواد ومؤسسي الحركة التشكيلية العراقية الى جانب اسماء معروفة من اجيال لاحقة.
هذه المساحة البانورامية من التجارب المتنوعة تضعنا بصورة أو بأخرى امام اجواء التجربة التشكيلية العراقية التي حققت حضورا ليس على المستوى العربي فقط بل على المستوى العالمي، وكانت في غالبية الاحوال شاهدة على التقلبات السياسية الحادة. والتطورات الاجتماعية والاقتصادية ازدهارا وهبوطا.
ولعل المتابع لمسار الحركة التشكيلية العراقية ومحترفاتها في دول المهجر لابد ان يلمس السمة الخاصة التي حافظت عليها رغم التحولات والانقلابات التي شهدتها هذه التجربة، عبر سلسلة من الاجيال والمدارس والجماعات العديدة غير ان هذه الانقلابات والتحولات ساهمت ايضا بترسيخ حداثة بصرية من نوع خاص، حداثة معاصرة بصيغ وملامح وأساليب محلية الطابع تنهل من المدى التاريخي والحضاري الكبير.
ان التميز الذي تحمله الحركة التشكيلية العراقية يعود الى جملة من الاسباب وخاصة ذلك الترابط والتفاعل المتبادل بين تبلور الاساليب الفنية التي اتبعها الرسام العراقي الحديث والتي كان للرواد فضل تكريسها، ونشوء ما يمكن ان يعرف بالجماعات الفنية كتقليد فتح لهذه التجربة آفاقها الموضوعية وفضاءاتها الارحب والأوسع.
ان معرض الفن العراقي المعاصر بأعماله والأسماء المشاركة به فسحة جمالية حقيقية فأسماء مثل اسماعيل الشيخلي، واسماعيل الترك وهما من اعمدة الفن التشكيلي العراقي. المعاصر، نوري الراوي المبهر في ابعاده البصرية العميقة، ليلى العطار التشكيلية التي غدرها صاروخ اميركي في منزلها ببغداد عام 1993، فائق حسن.
وحافظ الدروبي، احد ابرز الانطباعيين العراقيين بعد جواد سليم، جميل حمودي المؤسس الحقيقي لمدرسة الحروفية العربية، محمد مهر الدين فنان الاغتراب الانساني وتحولاته الوجودية، نزيهة سليم التي عالجت قضايا المرأة والعمل والطفولة، بأسلوبها الخصب، راجحة القدسي التي اكدت على المرأة العراقية ومزجها بالعمارة والزي والرموز، عشتار حمودي الى جانب عدد آخر من الاسماء الكبيرة في هذا المعرض المتميز.
ومن الاسماء الاخرى المساهمة في هذا المعرض ابراهيم العبدلي، سلمى العلاق، عبد الامير علوان، عزام البزاز، خضر جرجيس، شداد عبد القهار، شاكر الالوسي ، بهيجة الحكيم، محمد النوري، جانيت مراد، فاخر محمد، صديق احمد، عماد الظاهر، ايمان الكريمي، فاروق حسن.


 



 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة