فضيحة بدهشة (كذبة نيسان) تهز الملعب البلدي
بلبنان!
الجيش السوري يقحم
اشباح الزوراء في خندق خانق ويثقب بالون سرمد رشيد بالخمسة!
-
سقوط
الهجوم الزورائي تطابق مع فلسفة مينوتي
-
هاتريك
(الثعلب) زينو (خلبص) حسابات قاسم
-
عبد السادة
هاجم دون هوادة وخذلته المساندة!
-
علاء ستار وعلي جواد فرشا اردأ
البضائع المهارية!
كتب
/ اياد الصالحي
بصرف النظر
عن نتيجة الفضيحة الزورائية امام الجيش السوري التي هزت
الملعب البلدي في مدينة طرابلس اللبنانية الثلاثاء الماضي
بعد خروجه مهزوماً بخمسة اهداف مقابل هدف يتيم من علامة
الجزاء، فان الدهشة علت وجه كل من تابع تفاصيل اللقاء الغريب
والاداء الاغرب لاشباح بيض لا يمتون لاسم وتاريخ وعراقة قلعة
الكرة الزورائية التي لم تشهد مثيلاً لهم طيلة زمن وجودها في
الساحة العراقية والعربية والآسيوية منذ عام 1969!
قلت بصرف النظر عن النتيجة باعتبار ان متعة كرة القدم باهدافها ولا يمكن ان
تتحقق إلا بارتكاب الاخطاء، وقد ارتكب فريق الزوراء من
الاخطاء بما فيه الكفاية وزيادة ودفع الثمن باهضاً!
اغماءة حارس دولي!
فحارس المرمى سرمد رشيد لم يكن
حريصاً على الفرصة التي قدمت له على طبق من ذهب مع المنتخب
في مباراته الاخيرة امام استراليا، وذهب إلى طرابلس على سطح
بالون فارغ إلا من الغرور وتعامل مع الكرات الخجولة بتهاون
وبرود وارتباك ولم يفق من اغماءة (النشوة الدولية) إلا على
صراخ المهاجم السوري البديل يوسف حسن الذي اطلق صيحات الفرح
بتسجيله الهدف الخامس من بين ساقي رشيد! ولا نعلم إن كان
مدرب المنتخب اكرم سلمان ما زال مؤمناً بقدرات هذا الحارس في
تحمل أمانة الشباك العراقية بعد مشاهدته المباراة؟!
حرية ثعلب!
الطرف الآخر الذي عشق الاخطاء بصورة
عجيبة هو خط الدفاع الممثل بالثلاثي ياسر وحيدر محمود وحيدر
عبد الامير وهم ليسوا غرباء عن ساحة المنافسة الآسيوية لكنهم
بدوا هكذا بعد ان اخفقوا في اصطياد (الثعلب) محمد زينو والحد
من تحركاته التي لم تكن بتلك الدرجة من الخطورة وهو يقف على
اطراف الصندوق ويتأمل زوايا المرمى ويسدد اليها كراته دون ان
يضايقه أحد أو ملازمة تحرمه من التصرف بحرية!
تسلل لا غبار عليه
نعم ان هدفه الاول الذي جاء في
الدقيقة 18 كان من حالة تسلل لا غبار عليها ويتحمل مسؤولية
اغفالها الحكم المساعد الذي لم يقف بموازاة لحظة تسديد زينو
لكرته الرأسية، ولكن ماذا يقول المدافعون عن الهدف الثاني في
الدقيقة 30 وهدف الثالث في الدقيقة 48 بعد ان قهر ياسر رعد
وحسين عبد الواحد وانتزع الكرة منهما وارسلها إلى شباك سرمد
المندفع خارج مرماه بلا حذر؟!
إختلال المحور الافقي!
ثم ليقل لنا المدرب باسم قاسم أي دور
انيط برباعي المحور الافقي مهند ناصر وهيثم كاظم وحسين عبد
الواحد ووسام زكي؟
وكيف اختل توازن واجب كل واحد منهم؟
فمهند ناصر لم نجده صانع العاب مثلما رأيناه سابقاً بل تفرغ
لملاحقة مهاجمي الجيش في ساحة الزوراء ولم يبد أي رغبة
بالاندفاع من الشبه اليمين او الوسط وممارسة التسديد من بعيد
في وقت كان مشهد تمركز سبعة من لاعبي الجيش على محيط مرماهم
يشجع على التوغل وخلق الفراغات من قبله أو من هيثم كاظم وحتى
حسين عبد الواحد الذي لم يكن جريئاً هذه المرة في عبور خط
الوسط والتعبير عن مكنونات موهبته، والامر نفسه ينطبق على
وسام زكي الذي كان تحت مجهر المدرب الروماني كوستيكا واوعز
بتحييد دوره على الاجناب وتكفل بمراقبته رغدان شحادة في حالة
الهجوم المعاكس وبدلاً من ان يتحرر زكي من انعزاليته وركوده
تحت المراقبة مثلما فعل امام باختاكور (عندما تناوب مع احمد
عبد الجبار بشن الغزوات من اليمين واليسار) اكتفى بمحاولات
ضعيفة واضاع ثلاث فرص محققة كادت تقلص فارق الاهداف لاسيما
عند الدقيقتين 67 و 70!
مينوتي وكتاب الزوراء
ولم يبرأ المهاجمان علاء ستار وعلي
جواد من تهمة التعاون في استثمار الفرص التي اتيحت لهما
وكانا عنوان سقوط الزوراء في وحل الفضيحة.! ويحضرني هنا قول
مأثور لمدرب الارجنتين سيزار مينوتي (حامل كاس العالم 1978)
في فلسفته التدريبية: ان كتاب أي فريق يقرأ من عنوان
مهاجميه! فكيف بستار وجواد اللذان فرشا اردء بضائع مهارية
قرب منطقة الحارس رضوان الزهار؟!
فوزي.... فاز برضا الجمهور
ووحده المبدع فوزي عبد السادة فاز
برضا الجمهور لتفانيه في الاداء وهجومه من دون هوادة وتلوينه
بفرشاة خبرته اجمل اللوحات الهجومية التي كانت بحاجة إلى
لمسات اخيرة من مهاجم مبدع مثله ليكمل انجازها، لكن ضعف
المساندة خذلت محاولاته واكتفى بتوقيع هدف الزوراء الوحيد من
ركلة الجزاء في الدقيقة 57 للتذكير ببصمته في هذه المباراة
التي شن الزوراء بقيادته تسعاً وعشرين هجمة فاعلة سدد خلالها
ثماني عشرة كرة تفاوتت في خطورتها وتأثيرها على مرمى الجيش
الذي قام باحدى عشرة محاولة هجومية وسدد خلالها سبع كرات
دخلت خمس منها شباك سرمد رشيد بنسبة نجاح 80%!
حلول عقيمة
إن من اهم دروس هذه المباراة عدم
الافراط المسبق في التفاؤل امام خصم فقد الامل على وفق
الحسابات التقليدية (النقاط والاهداف) إلا انه يملك روح
المفاجأة وادوات الصدمة مثل محمد زينو صاحب الهاتريك الذي
(خلبص) معالجات باسم قاسم وحساباته وادخله بشرنقة الاحباط
والمزاج المتوتر مطلع الشوط الثاني بيد انه راح يبحث عن
التعويض بحلول عقيمة وتبديلات زادت الطين بلة وشتت الفريق
وفتحت ساحة الزوراء على مصراعيها لاستقبال الهدفين الرابع
بواسطة زياد شعبو في الدقيقة 65 والخامس بحرفنة الصغير يوسف
حسن عند الدقيقة 91.
لقاء الثأر قادم!
ومع ان مهمة الزوراء قد تعقدت بعد ان
اقحم امله في خندق خانق في مجموعته إلا ان مرحلة الاياب ربما
تمنحه فرصة للنجاة منه شرط ان يتخلص من ترهل اسلوب لعبه في
هذه المباراة ويحاول الثأر لسمعته خاصة انه سيلاقي الجيش
السوري في اولى جولات الاياب في العشرين من نيسان الجاري
بدمشق وهي فرصة ليكون الزوراء بقدر المنافسة في دوري ابطال
آسيا الذي يفتح صراعه السنوي للابطال الحقيقيين وليس سواهم!
|