رياضة عالمية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

إيطاليا تحرز لقب 1934
 

الحلقة الثانية
فارس يواكيم: دويتشه فيله خاص بالمدى
أقيمت بطولة العالم في كرة القدم في دورتها الثانية في إيطاليا عام 1934. بعد الدورة الأولى التي أقيمت في أوروغواي عام 1930. وبالرغم من مشاركة اثنين وثلاثين منتخبا، لوحظ هزال تمثيل قارة أمريكا الجنوبية، التي تأسفت لغياب معظم الفرق الأوروبية عن الدورة الأولى. بل إن أوروغواى بطلة الدورة الأولى لم ترسل فريقها. وشاركت البرازيل والأرجنتين بمنتخبين من الصف الثاني.
بدأت البطولة يوم السابع والعشرين من أيار وانتهت يوم العاشر من حزيران. وكانت المسابقة تتم على طريقة خروج المغلوب. وكان المنتخب المصري مشتركا في هذه البطولة مدشنا وجود الكرة العربية على المستوى العالمي. وأوقعته القرعة أمام منتخب قوي، منتخب هنغاريا. وقدم الفريق المصري عرضا مشرفا غير أنه خسر بنتيجة هدفين (سجلهما عبد الرحمن فوزي) مقابل أربعة للمنتخب الهنغاري. ولم يكن حظ منتخبي البرازيل والأرجنتين أفضل إذ خرجا من الدور الأول، وعاد كل منهما إلى بلاده قاطعا مسافة تزيد على العشرة آلاف كيلومتر.
وإلى الدور ربع النهائي وصلت منتخبات أوروبية فقط. وكان الفريق الألماني شارك في هذه البطولة، وكرة القدم كانت أصبحت الرياضة الأولى المحببة لدى الألمان. ولم يكن التلفزيون منتشرا بعد، لذلك كان الألمان الذين لم يتمكنوا من السفر إلى إيطاليا، يتابعون وقائع المباريات عن طريق البث الإذاعي المباشر.
في الدور الأول هزم المنتخب الألماني نظيره البلجيكي بخمسة أهداف مقابل هدفين. ثم أخرج المنتخب السويدي. وسقط المنتخب الألماني في الدور نصف النهائي أمام منتخب تشيكيوسلوفاكيا. وتقابل مع منتخب النمسا في المباراة على المركز الثالث. وبعدما تقدم المنتخب الألماني بثلاثة أهداف مقابل هدف. وقبيل نهاية المباراة احتسب الحكم ضربة حرة لصالح المنتخب النمسوي. هانز ياكوب، كان حارس المرمى الاحتياطي الألماني. لكنه لعب هذه المباراة. وتذكر تلك الضربة الحرة:
"شكل اللاعبون حائطا دفاعيا أمامي. وما كنت أرغب في ذلك. كنت أريد أن أرى كيف يسدد اللاعب الخصم. المهم أنه سدد كرة منخفضة في الوقت الذي قفز فيه لاعبو الحائط. مرت الكرة بين ساقي واستقرت في المرمى. ولكم أن تتصوروا مشاعر الإحباط التي انتابتني. مرت الدقائق المتبقية ثقيلة الوقع. لكن النتيجة النهائية كانت لصالحنا. ثلاثة أهداف مقابل هدفين. وهكذا فزنا بالمركز الثالث. كانت فرحة غامرة لا تنسى".
وكان المنتخب الإيطالي يلعب على أرضه وأمام جمهوره. تقابل في الدور ربع النهائي مع منتخب اسبانيا. مباراة حامية انتهت في فلورنسا بتعادل الفريقين بهدف لكل منهما. وكان نظام المسابقة آنذاك يقضي بإعادة المباراة في اليوم التالي. وبسبب الإرهاق بدل المنتخب الإيطالي خمسة لاعبين، وبدل المنتحب الإسباني سبعة. وكان أن فازت إيطاليا بهدف نظيف سجله نجم البطولة جيوزيبي مياتسا. وتكرر السيناريو ذاته بعد يومين في استاد ميلانو حين التقى المنتخبان الإيطالي والنمسوي في الدور نصف النهائي. مباراة صعبة ولاعبون مرهقون خاضوا أربع مباريات خلال أسبوع. ومرة ثانية ينقذ مياتسا منتخب إيطاليا مسجلا الهدف الوحيد، الذي أهّل المنتخب إلى الدور النهائي. وكان اللاعب مونتي في تشكيلة المنتخب الإيطالي، علما بأنه في الدورة السابقة لعب مع منتخب أوروغواي. وهو بذلك أول لاعب يشارك مع منتخبي بلدين. وقد تكررت هذه الحالة في دورات أخرى، سنتحدث عنها في حينها.
جمعت المباراة النهائية بين المنتخبين الإيطالي والتشيكوسلوفاكي. وقبل ربع ساعة من النهاية سجل المنتخب التشيكي هدفا جعل الصمت يطبق على الجمهور الإيطالي الغفير. لكن منتخب "السكوادرا أزورا" شحذ الهمة ونجح في تسجيل هدفين، وخرج فائزا بالبطولة. وللمرة الثانية يفوز منتخب البلد المضيف بالكأس، ويسعد الوصيف بأن لاعبا من فريقه توّج هداف الدورة. في عام 1934 كان التشيكوسلوفاكي نجيدلي صاحب اللقب برصيد خمسة أهداف.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة