تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

مـن (يسعف) الإسعـاف الفوري؟! .. يـوم في حيـاة مسـعف

بغداد/عبد الكريم العبيدي

من داخل سيارات الاسعاف تبدو الشوارع والامكنة اكثر خطورة.. ويبدو الامان والاطمئنان والأمن لغات (لاتينية) لايفقهها الخائفون، لغة واحدة كانت تجمعنا أنا والمسعف والسائق اسمها القلق، ولكن الادعية والآيات القرآنية التي قرأها المسعف واخبرني بها ربما كانت تمثل قانون (اطمئنان القلب بذكر الله).
كنت قلقا وانا اتابع لهاث المسعف وتوسلاته لافساح طريق ضيق في ذلك الزحام الخانق الذي ضعنا فيه، كانت سيارتنا البيضاء تائهة وسط السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والانتحاريين.

توسلات
(الله ايخليك افتح طريق.. ابو البرازيلي رحمة لو الديك.. اخي اتعاون ويه ابو الاسعاف.. بارك الله بيك.. ابويه اترك السايد الايسر.. اخي (الطريق الله.. ايخليك)
لاداء هذه التوسلات.. الى المخاطر والانفجارات والسيارات المفخخة، جاء اركان علي حسين، المسعف القديم، ليمضي (24) ساعة متواصلة مليئة بالمفاجآت والمخاوف، ثم يعود الى بيته- ان كانت له عودة موعودة- مع افراد اسرته ولمدة (24) ساعة ايضاً ثم يبدأ دورة الموت من جديد في شوارع بغداد.
ولكن كيف
تنقرض- هذه الـ(24 ساعة موت) من حياة اركان ليدخل (24) ساعة بيتية او اسرية؟
يقول المسعف اركان (استيقظ فجراً، اصلي واقرأ آيات من القرآن، ثم اقف قرب الباب واقرأ سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذتين ثم الشهادة واخرج..
امي وزوجتي- يضيف اركان- تسكبان خلفي (طاسة ماء)

-عبالك ملتحق للجبهة.
ويعلل ممارسة امه وزوجته لهذا الطقس الصباحي بقوله (اني مستهدف وربما اموت في اية لحظة.. حياتي كلها خطر في خطر).
دخان وطيور
نوبة عمل ثقيلة طوال اربع وعشرين ساعة، سنبدؤها معا إما بنداء عاجل وتفاصيل هذا النداء- غير العاجل- كثيرة.. وإما برؤية اعمدة الدخان والطيور الفزعة.. كيف؟ يقول اركان: (كل الانفجارات التي تقع في الشوارع المحيطة بنا نتعرف عليها من اعمدة الدخان العالية او من اسراب الطيور الهاربة من صخب الانفجارات الى الجبهة المقابلة.. وعندها نهرع صوب مكان الانفجار سالكين طريق (الرونك سايد)!
-والاتصالات...؟
لا توجد لدينا اتصالات.. سيارة الاسعاف (الحديثة) لاتملك اي جهاز للاتصال- اللي عنده اشكم فلس اشترى موبايل، والما عنده يبقى بلا اتصال.. لا مع اهله ولا مع المقر(!).. رغم اننا في وسط النيران، فمنا من جرح ومنا من استشهد.
سيارة ام تابوت؟
كثيراً ما مرقت من امامي هذه السيارة البيضاء وهي تنعق منطلقة باقصى سرعتها، وكثيراً ماكان الركاب في السيارات الاخرى يرددون (ياساتر-ربي سترك).. اليوم انا في داخل هذه السيارة.
أعيش والاحظ وأعاني مع المسعف أركان وسائق السيارة.
ولكنني فوجئت بانها مجرد (تابوت) أو سيارة سكراب قياساً بما اشاهده في الافلام الاجنبية او في التقارير المصورة في الاقل.
وعلى اي حال.. سادع اركان يصف سيارة الاسعاف بنفسه.. (جميع سيارات الإسعاف التي نعمل فيها هي من موديلات قديمة.. فالسيارة ضيقة ولا تسع المريض او الجريح البدين.. وفي السيارة قنينة اوكسجين واحدة وجهاز تنفس اصطناعي وقطن.. هذه كل محتويات سيارة الاسعاف في العراق!
(خليهه سكته يا...!)
واجهنا زحام الشوارع فجأة.. وهو معضلة المسعفين الاولى ربما كلنا نعاني من هذا المشهد نمكث في سيارات الاجرة لاكثر من ساعة بسبب التوقفات العديدة والسير البطيء ننظر من حولنا فلا نرى غير تشابك السيارات وضجيج المنبهات..
ولكن الزحام من داخل سيارة الاسعاف يبدو مرعبا.. هنا في ذلك الانتظار الحقيقي بين الحياة والموت، بين جرحى يحيط بهم بصيص امل بحجم الوهم، وبين لهفة المسعف والسائق لانقاذهم.. هكذا بدا الزحام مرعبا، حتى كدت اشترك مع المسعف اركان بالتوسلات والرجاءات الكثيرة.
يقول اركان (في كل دول العالم، هناك قانون واحد للمرور، واهم فقرة فيه هي ان يترك الجانب الايسر من الشارع لسيارات الاسعاف والمرور وشرطة النجدة، ولكن الجانب الايسر في شوارعنا مات الى الابد.. زحام الشوارع الغى هذه الفقرة المرورية المهمة ولم يعد يأبه بها احد.
معضلة اخرى- يضيف اركان- فهناك ارتال الشرطة والجيش والقوات متعددة الجنسية تعيق عملنا وترعبنا دائما.
فافراد الارتال هؤلاء يريدون هذا الجانب لهم، ولكن
يتساءل المسعف: من ينقذ الجرحى وينقل الجثث نحن ام هم؟!.. تصور ينطلقون باقصى سرعة في الجانب الايسر من الشارع في حين تحشر سيارة الاسعاف مع بقية سيارات الاجرة في الجانب الايمن:- حصلت هذه الحالة كثيراً اثناء معايشتي لرجال الاسعاف.
أما ارتال القوات الاجنبية فخليهه سكته.
محروق اصبعه
طالما ان التوسل هو آخر الحلول، تركت اركان ينغمر في ذلك السيل من التوسلات، بعض السائقين فسحوا مجالاً لسيارتنا أما السيارات الاخرى- خصوصا سيارات الكيا- فكان سائقوها يتلذذون يمضايقتنا ويطلقون العبارات الساخرة والبذيئة علينا.. بعضهم قال: (اشبيهه الاسعاف اليوم.. واحد محروق اصبعه! اخر قال: دفنوهم وراحوا شكو بعدها لصياح! واخر قال (ايباه.. هاهيه خصمت!)
فردي وزوجي
هل هناك، في كل دول العالم بل حتى في جزر الواق واق، يحدث نظام مروري اسمه الفردي والزوجي لأرقام المركبات ويفرض على سيارات الاسعاف!؟
هذه ليست مزحة ولا مبالغة.. اركان تحدث عنها بأسى، قائلاً: (في اي عهد يسمح لسيارة الاسعاف بأن تملأ خزان وقودها بين يوم وآخر؟ هل هناك يوم سلام لا يحدث فيه مكروه؟ وأضاف: (سيارات الاسعاف قليلة والحوادث بالجملة، ومع هذا لايسمح لنا بالحصول على البنزين الا بين يوم وآخر (بلله وين صايره؟) اركان اكد انه يشتري البنزين احيانا من السوق السوداء لانقاذ الجرحى- لوجه الله!
حدث هذا امامي
سألني اركان: مارأيك ان نجرب حظنا في هذه المحطة؟ قلت لنجرب.. وصلنا الى مدخل محطة التعبئة، بعد ان اجتزنا طابوراً طويلاً من السيارات الاهلية التي تنتظر دورها للتعبئة) .. وفجأة صاح عامل المحطة: ابو الاسعاف ارجع ممنوع.. ساله اركان لماذا؟ لماذا توقفني؟ اجاب عامل المحطة (شنو مو بعيونك؟ انت (مخالف)) يله ارجع!
اجابه اركان: اني مسعف. وهذه سيارة اسعاف بالواجب.
فرد عليه العامل بهدوء.. لاتخبصنه.. اليوم فردي وسيارتك تقره زوجي.. ارجع! ثم اضاف تعال باجر والزم سره حالك حال العبرية..
فدائيون ... ولكن
انفجارات عديدة ومخاطر لاحصر لها مر بها هذا المسعف وتركته يروي بعضا منها.. قال: (بلغة الارقام، حملت على كتفي (48) قتيلاً و (137) جريحا...)
ويضيف اركان: احيانا يحدث انفجار فنهرع نحوه ونحاول انقاذ الجرحى واثناء ذلك يحصل انفجار آخر وتتحطم سيارتنا ونصاب بجروح مختلفة.. وذات مرة هبطت مروحية تابعة لقوات التحالف واقتربت من سقف السيارة فاصبت بالذعر ولكنهم طلبوا منا مغادرة المكان فوراً..
في احيان كثيرة- يواصل اركان مشاهداته (يحدث تبادل اطلاق نار ونكون نحن في وسط الموت.. القوات متعددة الجنسية تطلق النار وارتال الجيش والشرطة العراقية والمسلحون يتبادلون القذائف.. ومع هذا نسعف الجرحى وننقذهم.
وكثيراً ما كنت اخرج في ساعات متأخرة جداً من الليل تلبية لنداء ما، وكثيراً ما اوقفني الجنود الاميركان وغيرهم- ايخلي الليزر بكصتي فاقرأ الشهادة.
مشهد لا انساه- يقول اركان- (اسعفت ذات مرة توأمي (خدج) وعرفت ان والدهما ليس لديه اطفال ورزقه الله بهذين التوأمين، فإندفعت لاسعافهما وانطلقنا باقصى سرعة ولكن وبسبب اعتراض رتل عسكري والزحام توفي احدهما).
وتحدث اركان عن تعاون المستشفيات معه قائلاً: (كثيراً ما كنا نسعف المصابين والجرحى، ولكن صورة استقبال المستشفيات تكاد تكون واحدة، إما لا يوجد مخدر، أو لا يوجد طبيب خافر).
حالة يائسة
اغلب مقرات فروع مديرية الاسعاف الفوري عادة ما تكون اما غرفة ضيقة تابعة لاحدى الدوائر الرسمية او كرفانات خشبية قديمة صنعت قبل اكثر من ربع قرن ولا تتوفر فيها اجهزة اتصالات، غرف مليئة بالجرذان، وكل مقر هو عبارة عن غرفة تحوي سريرين رغم ان عدد افراد المقر يصل الى تسعة اشخاص.
المسعفون يجلبون أفرشة وأغطية من بيوتهم. وينامون بملابسهم نفسها، فليس هناك مبالغ تدفع لهم كبدل للزي الرسمي للمسعفين.
بلا رتوش
-يمنح سائق الاسعاف بدل خطورة مقداره (50) الف دينار، في حين لا يمنح للمسعف الذي يجلس الى جانبه أي بدل.
-ربما يكون المسعف اكثر الناس تحملاً للقبلات والاحتضان والدعوات من قبل اسرته وذويه.
-زميل المسعف اركان- الشهيد سيف بهجت استشهد اثناء تأدية الواجب (احدهم) امره بالتوقف فتوقف ثم امره آخر بالتقدم ولكن فجأة اطلقت عليه النار وقتل.
-شاركت افراد مديرية الاسعاف في تناول وجبة الغداء قصعة تشبه قصع الجيش مليئة بالرز و (مرقة الهوا).
-بينما كان المسعف اركان يتوسل بالسائقين لفسح مجال لسيارته كان الجميع تقريبا لا يأبه به .. وفجأة مر رتل للقوات متعددة الجنسية فهرب الجميع بسياراتهم لافساح اكبر قدر ممكن من الطريق لهم.
-يقال ان سيارة الاسعاف الفوري في العراق هي ابطأ واهدأ سيارة في الشارع العراقي في هذه الايام!.


جمعية بابل للجودة والتأهيل .. تطوير القدرات البشرية من خلال تفعيـل الطاقة الكامنـة في الانسان
 

بابل/ مكتب المدى
ان الدور الذي لعبته منظمات المجتمع المدني شكل ظاهرة تستحق الاهتمام من خلال ما قدمته المنظمات على جميع الاصعدة واهتمت الحكومة بهذه المنظمات وتشرف عليها وزارة المجتمع المدني وهذه المؤسسات غير الحكومية التي أثبتت جدواها من خلال ماقدمت من اعمال ساهمت ببناء العراق الجديد ومن الجمعيات الفاعلة في محافظة بابل (جمعية بابل للجودة والتأهيل للإدارة الحديثة) التي تسعى الى تطبيق ادارة الجودة الشاملة والتركيز على التعليم كأساس لمنع وقوع الخطأ وضرورة رفض المواطن الخدمة الرديئة حتى يكون قادراً على ممارسة ضغط غير مباشر على المؤسسات والعمل للارتقاء بالأداء الجيد ولأجل معرفة طبيعة عمل هذه الجمعية نلتقي رئيسها المهندس علاء حمزة دحام.
-ما طبيعة عمل جمعيتكم وما اهدافها؟
-تتمتع جمعيتنا بشخصية معنوية ومستقلة لدعم الديمقراطية وهي أحدى منظمات المجتمع المدني ولها حق التملك والتصرف في الحقوق والأموال في حدود اغراضها ولها حق التقاضي امام المحكمة بما يضمن الدفاع عن حقوق ورعاية مصالح اعضائها وتتركز أهداف الجمعية على رفع كفاءة اعضائها العاملين في القطاعين الحكومي والخاص حتى يكونوا عناصر مؤثرة في جودة الاداء باماكن عملهم مع تطوير القدرات العقلية البشرية من خلال تعليم وتدريب الناس على كيفية توليد الطاقة الكامنة في الانسان بعقد الندوات والدورات التخصصية التي تتناول ستراتيجية توليد الطاقة وكذلك التعليم والتعلم المستمر والتدريب على مفاهيم الجودة وفق المواصفات القياسية
(ISO) كل ضمن اختصاصه اي ان جمعيتنا ستعمل كمكتب استشاري بهذا الخصوص.
-ما شروط العضوية في جمعيتكم؟
-من شروط الانتماء ان يكون المتقدم حاصلاً على شهادة البكالوريوس او الماجستير او الدكتوراه في العلوم العلمية والانسانية ويكون الانتماء بطلب تحريري يؤيد فيه المتقدم انه عراقي وليست لديه ارتباطات سياسية وللهيأة الادارية حق قبول او رفض الطلب مع بيان الاسباب وتبليغها للمتقدم.
-كيف تتفاعلون مع التطور الذي يحدث في العالم؟
-تسعى الجمعية لمواكبة التطور الحاصل في مفاهيم الجودة ومعرفة ما يصدر من مواصفات عالمية جديدة ومن أولى مهام جمعيتنا تحديث المعلومات الفنية الحاصلة في مفاهيم الجودة من خلال التعرف والاتصال بالمنظمات العالمية مثل منظمة التجارة العالمية وجهاز التقييس والسيطرة النوعية وجمعيات ومراكز التطوير الاداري وجميع المؤسسات التي تعن
بالجودة ومواصفاتها ومن ثم تقديم الدراسات الميدانية في التنسيق مع منظمات المجتمع المدني ودوائر القطاع الحكومي.
-المشاريع التي قدمتموها من اجل الافضل؟
- من اهم المشاريع التي قدمت مشروع تطوير النظام التربوي للمدارس الثانوية في بابل ومشروع تطوير اداء منظمات المجتمع المدني طبقاً للمواصفة
(ISO) ايزو 9001-2000 وكذلك تطوير مسحوق الغسيل (تايد) ومشروع منح شهادتي الماجستير والدكتوراه من الجامعات الاجنبية بالمراسلة عبر الانترنيت.


من أجل مدرسة خالية من العنف
 

بابل/ مكتب المدى
عقدت نقابة المعلمين / بابل المؤتمر التربوي الأول، تحت شعار ( من اجل مدرسة خالية من العنف وإشاعة ثقافة المحبة والتسامح) لأجل اشاعة ثقافة اللا عنف بين الطلبة وتضافر جهود التربية والمدرسة وأولياء الأمور لغرض الوصول الى صيغ امثل وانبل في تربية الطفل.
العقوبات الجسدية للتلاميذ
قال الدكتور الأستاذ المساعد حسن علوان في كلية الطب جامعة بابل: يعتقد خبراء التربية والتعليم إن كلفة العقوبة البدنية على المدى الطويل تفوق كثيراً الفوائد الآنية التي يجنيها المعلم على الرغم من إيقاع العقوبة على التلميذ قد يستغرق ثواني لكن تأثيرها يستمر سنوات عديدة عندما يدفع التلميذ وأهله ثمن هذا الضرب المرفوض. ان هذه العقوبات تنسحب، فضلاً عن الآثار البدنية كالاصابات والكدمات والكسور، الى الآثار النفسية والسلوكية كالجنوح والعنف والتدخين والسلوكيات الأخرى كالأكتئاب والقلق والإضراب عن الأكل والنوم والشعور بالخجل والذنب إضافة الى ضعف الانجاز المدرسي وتدني الاحترام الذاتي و إيذاء الذات. وأضاف الدكتور: إن من يشاهد العقوبة من التلاميذ في الصف قد يحمل رسالة مؤذية طوال حياته تحدد علاقته مع المعلمين والآباء وقد اثبت الاختصاصيون ان إيقاع العقوبة على التلاميذ يؤدي ويعزز ظاهرة التأسد لدى التلاميذ . وان العقوبات البدنية تكون سببا مهماً ورئيساً في تسرب التلاميذ من المدارس او سبباً في انتقالهم من مدرسة إلى أخرى .
العنف في المدارس
وقال الأستاذ عايد هاشم العوادي نقيب المعلمين ان التهديد يؤدي الى الحاق الأذى بالآخرين وأحداث أضرار جسدية ونفسية بالتلاميذ. ان للعنف أسباباً منها اجتماعية واقتصادية ونفسية وللعنف في المدارس اشكال عديدة منها : عنف المعلم تجاه تلاميذه وعنف التلاميذ ضد معلميهم و عنف التلاميذ أنفسهم والإدارة وكذلك عنف أولياء الأمور.
وهذه تولد مظاهر مثل العقوبة البدنية بأنواعها والعقوبة اللفظية والنفسية وهي الأقسى والعنف في المدارس يولد نتائج سلبية في السلوك تعليمياً واجتماعياً وتربوياً.
تعزيز جسور الثقة بين العائلة والمدرسة
وقالت السيدة رجاء رضا حسين مديرة مدرسة الإمام الباقر للبنات: مطلوب مشاركة العائلة مع المدرسة بالرعاية والحماية التي تقدم للتلاميذ في المدارس وخاصة التلاميذ الذين يعانون من أثار الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية حيث ان التواصل والحوار والمشاركة بين المدرسة والبيت تقدم العون الكامل للتلميذ . ومن واجبات المدرسة الرئيسية لفت انتباه أولياء الأمور إلى الأعراض والعلامات والتغيرات التي تحدث للتلاميذ أثناء وجودهم في المدرسة .
كما ان الثقة المتبادلة بين العائلة والمدرسة تتيح للمدرسة تقديم رسالتها . ان ظاهرة العنف ضد التلاميذ ظاهرة مؤسفة وغير صحيحة . وتؤدي الى نتائج عكسية.
لذلك يجب التأكيد على تعزيز جسور الثقة بين المدرسة والعائلة لخلق حالة تعاون ايجابي مثمر .
علاج العنف
قالت السيدة احلام محمد دفار مدرسة التربية وعلم النفس في معهد المعلمات : لظاهرة العنف أسباب ولها علاجها . ولقد ذكر البعض الأسباب وانا سأتحدث عن الحنان الأسري بكل جوانبه المادية والمعنوية ومتابعة التلميذ من قبل أسرته . وكذلك الكلمة الطيبة والتعامل الحسن يجعل التلميذ هادئاً ومطمئناً غير خائف . كما للهوايات الفردية والترويح النفسي اثر في امتصاص عدم التوازن الهرموني في الجسم والمؤثر على السلوك الإنساني وتوجيهه باتجاه معاكس للعنف والعدوانية كذلك إيجاد طرق لوقف التمرد والتأسد لدى التلاميذ لان هذا يولد حالة مرضية تؤدي الى عنف ضد الآخر. لذلك ينبغي مراقبة التلاميذ من قبل اولياء امورهم خلال مشاهدتهم للتلفزيون واختيار افلام وبرامج مناسبة لاعمارهم. والعمل على تربية التلاميذ والاصغاء والاستماع بكل اجلال وتقدير الى الكبار من اولياء امورهم ومعلميهم ومدراء مدارسهم وعلى الجميع في المدرسة الاصغاء والاستماع الى التلاميذ ومراعاة شعورهم واحاسيسهم وخاصة التلاميذ الذين لديهم مشاكل.


في دار رعاية المسنين في كربلاء .. آباء وأمهات انتهكت حقوقهم من قبل الأبناء ووجدوا الأمان في أحضان غيرهم

  • مسؤول الصيدلية: نقص الأدوية المهمة هو ما نعانيه والمنظمات الإنسانية لا تساعدنا.
  • مديرة الدار:بعض الأبناء تحولوا إلى عاقين وما نحتاجه هو دعم الجهات المسؤولة لكي نستمر بعملنا

كربلاء / المدى

حين تقرأ عنوان هذه الدائرة ينتابك شعور بأن الزمن قد يلعب لعبته معك ويحيلك إلى كائن مسكون بالوجع إذا ما كنت شابا فتنظر إلى المستقبل وتخاف أن تكون واحدا من ساكني هذه الدائرة..وإذا ما كنت رجلا كبيرا أفنيت عمرك في العمل وفي تربية فلذات أكبادك فانك ستحمد الله على نعمائه لان دينك إلى الأبناء مسترد إليك فأحاطوك برعايتهم.
دار رعاية المسنين..من اسمها تعرف ساكنيها.. ومن اسمها يأتيك الجواب بأن هذه الدار لا يملكها الساكنون ولم يستأجروها بل الزمن هو الذي جعلهم في هذا المكان لأسباب خرجت عن إرادتهم..رجال ونساء أصابهم الدهر بالوحدة ليكون القلق احد أهم مكونات شخصياتهم ولولا هذه الدار لكان حالهم هو الضياع.رجال ونساء عجائز وجدوا ضالتهم في هذا المكان ليحصلوا على الرعاية بعد أن فقدوا حنان من كانوا يعيلونهم وأصبح ائتمان الحياة فاتورة يدفعونها بصمت بين جدران هذه الدار وأصحابها الموظفين الذين انتدبوا أنفسهم ليكونوا البديل عن فلذات الأكباد.
آباء وأمهات
السيدة احتشام مجيد الهر مديرة رعاية المسنين تدير بناية يسكنها أكثر من 51 مسنا فتحولوا عندها إلى آباء وأمهات وهي الحاصلة على بكالوريوس حقوق.. تقول: إن هؤلاء هم بحاجة إلى رعاية من نوع خاص رعاية لا يمكن توفرها إلا بالصبر والعناية الخاصة.. فهم فقدوا الأمل أو إنهم اعتقدوا بأنهم فاقدو هذا الأمل حين وجدوا أنفسهم عاجزين عن الاستمرار مع الحياة في بيوتهم الأولى أو إن الأولاد والبنات وجدوا في هذه الدار سبيلا لكي يرتاح الجميع أو إن الظروف الاقتصادية لعبت في مقدرات البعض ولم يجدوا معينا لهم غير دار الرعاية.وتضيف السيدة الهر..إن عدد المسنين من الرجال يربو على 31 مسنا في حين عدد المسنات وصل إلى 20 مسنة..وتؤكد إن اغلب المسنين هم من خارج محافظة كربلاء وهذا يدل على إن سمعة الدار جيدة وان الخدمات فيها لا تتوفر في دور الرعاية في المحافظات الأخرى وهناك أسباب أخرى دفعت بأهل المسن الى إسكانه في دار كربلاء.. إذ إن البعض منهم قد فقد ذاكرته فأصبح بالنسبة للأولاد مشكلة يعانون منها.
حقوق الابناء
بين مرحلة الشباب ومرحلة الكهولة شوط من العمل والإيمان..ولكن للكهولة أحكامها..بين هذين الشوطين يستطيع الابن أن يسدد الدين لأبويه فلا يغمط حقوقهما ولا يسلب حريتهما حين يكبران ولكن ما بال الأبناء وهم ينتهكون حرية الآباء وحرمة الأمهات؟..وضعت هذا التساؤل وأنا أرى حالة المسنين..وتخيلت اللحظات الأولى التي جاءوا بها إلى دار الرعاية..أتخيل إنهم كما الأطفال يقادون من الأبناء ليتخلصوا من تسديد الدين الذي يبقى في رقابهم مهما طال الزمن وربما سيقعون في المصير ذاته حين يقودهم الأبناء بأيديهم إلى هذا المكان لان أولادهم سيردون الدين بذات الطريقة.
تقول السيدة الهر: إن بعض هؤلاء المسنين يأتي بهم أولادهم ومن ثم يتبرأون منهم لا لشيء إلا لأنهم اعتبروهم جالبي سخرية من قبل المجتمع أو اعتبروهم عائقا في حياتهم أو للهرب من مشاكل تصادفهم بسبب العمر الذي لف هؤلاء الكبار الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة. والبعض الآخر اعتبرهم عائقا إذا ما كان مستواهم المعيشي قد تطور وان الحياة أصبحت في عيون الأولاد بلون مختلف في حين مازال الآباء والأمهات يسبحون بذات الألوان القديمة ويعتبرونها هي الأصل فيحصل الاختلاف بين جيلين.. وتضيف: إن البعض الأخر يأتي بنفسه ليعيش عيشة كريمة بين جدران هذه الدار.
حنان جديد
حين يدخل المسن الدار فان الحياة لديه تصبح مختلفة ويحتاج الى التأقلم مع الوضع ومع النزلاء الآخرين..تقول مديرة الدار: في البداية كانت حالة المسن صعبة وهو يخطو خطوته الأولى إلى الدار وكأنهم مكبلون بالهموم..فتضيق الدنيا في أعينهم..إلا إن إيمانهم القوي ورؤيتهم للعاملين في الدار الذين يعتبرون كل نزيل هو أباً أو أماً يغير الصورة بمرور الوقت.. إذ تبدأ الخطوة الأولى لدينا وهي الرعاية والعطف وتخفيف الهموم ..وتضيف الهر..إن بعض المسنين وهذا مؤكد مصابون بأمراض عديدة بحكم عامل العمر..فتتولى الدار علاجهم حيث يوجد هنا طبيب يقوم بفحص المرضى و علاجهم وإذا ما كانت هناك حاجة إلى طبيب اختصاصي تتم أحالتهم فان الدار مسؤولة عن الاتصال بأحد الأطباء الذي يأتي بدوره لتقديم العلاج.. ومن هنا فإنني أريد أن أقدم الشكر إلى دائرة صحة المحافظة التي تقدم العون والجهود الكبيرة وكذلك وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.وتوضح إن جميع مستلزمات المعيشة متوفرة ولكن ما نحتاجه هو مكان أضافي يتسع لهم وقد خاطبنا المحافظة في هذا الأمر لكنها لم تستجب لنا.
دعم شحيح
لابد لمثل هذه الدار من أن تحتاج إلى معونات من جهات أخرى..لان الوضع مختلف بين هذه الدار وأية دار أخرى ..وللذين يبحثون عن الحسنة في الدنيا عليهم أن يأتوا بأموالهم إلى هذا المكان لكي يزيحوا ولو الشيء البسيط من هموم تجاعيد المسنين.
تقول مديرة الدار: سابقا كانت تأتينا المساعدات من عدة جهات.. من قبل منظمات عالمية كالمنظمة الإيطالية والحوزات العلمية إلا إن كل شيء توقف ولم نعد نحصل على أي دعم..أما دائرة الأوقاف فلم يأتنا منهم أي دعم..وما حصلنا عليه هو دعم من مجلس المحافظة إذ قدم تبرعات عديدة للمسنين وللدار وكذلك منظمة حقوق الإنسان فهي غير مقصرة في الجانب الترفيهي..وتشير الهر إلى إن المسنين بحاجة إلى سفرات ترفيهية واجتماعية لأنها شيء مهم بالنسبة للمسن الذي يعتقد انه حبيس الجدران لذلك فانا أطالب بعض المنظمات والمؤسسات في الداخل أو الخارج بتقديم المساعدات في هذا الجانب.
الصيدلية والأدوية المفقودة
في الدار مسنون ومسنات وهذا يعني الحاجة إلى أدوية والى صيدلية تقوم بهذا العمل..مسؤول الصيدلية في الدار يقول: توجد لدينا أدوية كافية لبعض الإمراض ولكن هل تكفي لجميع الإمراض؟ الدار بحاجة إلى أدوية غير متوفرة مثل الأشرطة الخاصة بقياس نسبة السكر في الدم..وقال أريد من خلال جريدتكم أن توصلوا هذا الصوت إلى المسؤولين فنحن بحاجة إلى نوعين من هذه الأشرطة لكي نزود المرضى من المسنين بها.. وأضاف إن الصيدلية لديها نقص ( الفراش الهوائي ) الخاص بمرضى القرحة ويذكر لنا إن امرأة مسنة توفيت لعدم توفر هذا الفراش.. ويؤكد إن الدار بحاجة إلى أدوية مثلما هي بحاجة إلى دعم في هذا الجانب من عدد من المنظمات..في السابق كانت تأتينا أدوية منها أما الآن فما يصلنا فقط هو من المستشفى الحسيني وعليكم أن تتصوروا نقص الأدوية المهم إذا ما كان المصدر الوحيد هو المستشفى فاننا نشكر إدارة المستشفى ودائرة الصحة ولكننا نطالب المنظمات والشخصيات المقتدرة بأن تسارع الى دعم هذه الدار.ويؤكد إن الرعاية جيدة فالجميع يعتبر النزلاء هم أهله بدءا من المعيلات اللواتي يرعين المسنين ويقمن بخدمتهم سواء كان ذكرا أم أنثى ومن جميع النواحي.وأكد مسؤول الصيدلية.. إن الدار بحاجة إلى شعبة للأسنان أو يتم عمل أسنان للمسنين في عيادات الأسنان وناشد من خلال الجريدة أن تسارع الجهات المسؤولة في المحافظة إلى تقديم يد العون إلى هؤلاء المسنين لأنهم بحاجة إلى رعاية اكبر مما هو موجود في الدار.
هل أنت مرتاح؟
في دار الرعاية تجد البساطة والألفة..وتجد القلق والخجل..فتنحني أمام ابتسامة صغيرة خارجة من فم أدرد ومن وجه أكلته التجاعيد..تقترب من احد المسنين فتسأله..هل أنت مرتاح هنا؟ فيأتيك الجواب ببساطة من تعودوا البساطة في زمن كان بسيطا..نعم أنا مرتاح.. كلهم يجيبون بنفس الإجابة وكأن لا حياة له خارج هذه الدار التي أصبحت هي المأوى الأخير له وهي السقف الذي يحميه من عاديات الزمن.وببساطة المسن يقول لك احدهم: إن لديه مشكلة وهي إن راتبه لا يكفي وهو قليل.. ويوضح إن 7 آلاف و500 دينار مبلغ قليل وغير كاف لاحتياجاتنا ..ويقول آخر ببساطة: انه يريد أن يقوم بزيارة العتبات المقدسة.. وأداء شعائرنا التي هي نقطة الوصل بين فناء الدنيا وراحة الآخرة. مسنة أطلقت آهتها بعد أن أثنت على العاملين وقالت عنهم إنهم أولادها وبناتها وهم يقدمون الرعاية الكاملة لنا ولولاهم لما شعرنا بالأمان..ولكنها أطلقت آهتها حين سألناها عن أولادها وإذا ما كانوا يزورونها فقالت.. نعم لدي ولد واحد ولدي بنت واحدة ولكنهما لا يأتيان لزيارتي إلا قليلا.ثم حنت رأسها وكادت الدمعة ( تطفر ) من عينيها. فامتنعنا عن طرح مثل هذا السؤال لان مديرة الدار قالت إن البعض لا يزورون آباءهم أو أمهاتهم وكأنهم قطعوا الصلة بهم نهائيا فتحولا إلى أبناء عاقين .

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة