مونديال
فرنسا 1938 ..
أغرب تشكيلة للألمان ..
وروما خطفت الكأس للمرة الثانية
-
الحلقة الثالثة
فارس
يواكيم: دويتشه فيله
خاص بالمدى
أقيمت بطولة العالم الثالثة في كرة القدم في فرنسا عام
1938، وسط ظروف سياسية معقدة، إذ كان العالم على أعتاب
الحرب العالمية الثانية. كان هتلر قد ضم النمسا إلى
ألمانيا في العام ذاته. وكانت الحرب الأهلية ما زالت
مشتعلة في إسبانيا (منذ 1936) وكانت المنتخبات الأمريكية
الجنوبية مستاءة، لأن الدورة السابقة أقيمت في أوروبا،
وكان من المفترض أن تتناوب أوروبا وأمريكا الجنوبية
استضافة البطولة، وكانت الأرجنتين مرشحة كبلد مضيف. ولهذا
السبب كان الحضور الأمريكي الجنوبي في البطولة هزيلا.
وشاركت في الدورة أربعة منتخبات لأول مرة: النرويج وبولندا
وكوبا وأندونيسيا. الأولان عاودا المشاركة في دورات أخرى،
فيما كانت مشاركة كوبا وأندونيسيا للمرة الأولى والأخيرة.
غير أن المنتخب البرازيلي سحر الجمهور بفوزه في أول له
مباراة ضد المنتخب البولندي بستة أهداف مقابل خمسة. سجل
منهم المهاجم البرازيلي ليونيداس أربعة أهداف. ومثله نظيره
البولندي فيليموفسكي. ثم كانت مباراة المنتخب البرازيلي (السليساو)
ضد منتخب تشيكوسلوفاكيا في الدور ربع النهائي مجزرة: طرد
الحكم ثلاثة لاعبين، وأصيب خمسة بجروح كبيرة ما استدعى نقل
اثنين منهم إلى المستشفى. على أن المباراة انتهت لصالح
البرازيل. وفي الدور نصف النهائي التقى المنتخبان
البرازيلي والإيطالي في مباراة قيل إنها تصلح للنهائي.
وارتكب المدرب البرازيلي خطأ فادحا، إذ أراح هدافه الكبير
ليونيداس، لكي يدخره للمباراة النهائية. ولم تكن القوانين
آنذاك تسمح بالتبديل أثناء المباراة، حتى في حالة الإصابة.
وحدث أن المنتخب الإيطالي هزم نظيره البرازيلي بهدفين
مقابل هدف، وتوجه إلى المباراة النهائية التي تقابل فيها
مع منتخب هنغاريا الذي أخرج المنتخب السويدي. وبرغم خروج
المنتخب البرازيلي، ظل ليونيداس هداف الدورة برصيد ثمانية
أهداف.
وكان المنتخب الألماني بتشكيلته ملفتا للنظر. إذ بعد ضم
النمسا، اشترك خمسة لاعبين نمسويين مع المنتخب الألماني.
وكان منتخبا غير متجانس. فالنمسويون معتادون على اللعب
المفتوح، بينما الألمان يلعبون على الطريقة الإنكليزية:
كرات طويلة إلى الأمام. ونتيجة لذلك خرج المنتخب الألماني
من الدور الأول بعد هزيمته أمام المنتخب السويسري. تعادل
الفريقان في المباراة الأولى، حتى بعد الوقت الإضافي. وفي
مباراة الإعادة فاز السويسريون بأربعة أهداف مقابل هدفين.
وكانت الظاهرة الثانية الملفتة للنظر، أن المنتخب الفرنسي،
فريق البلد المضيف، خرج من الدور ربع النهائي على يد
الفريق الإيطالي. وبالتالي لم يبلغ الدور النهائي، على عكس
الحال في الدورتين السابقتين، حيث فاز البلد المضيف بالكأس.
وجمعت المباراة النهائية بين منتخبي إيطاليا وهنغاريا.
الفريق الهنغاري يلعب كرة جميلة وهجومية، والفريق الإيطالي
تكتيكي يعرف كيف يقتنص الفوز. النتيجة النهائية أربعة
أهداف لصالح إيطاليا مقابل هدفين لهنغاريا. وهكذا فاز
المنتخب الإيطالي بالبطولة، وكان أول منتخب يفوز بالكأس
مرتين. بل إن مدربه القدير فيتوريو بوزّو هو الوحيد في
تاريخ المونديال الذي فاز بالبطولة مرتين.
|