مواطنو ذي
قار في ذكرى سقوط الصنم: أيها الساسة انقذوا العراق كي لا
يذبح مرة أخرى
ناصرية / حسين كريم العامل
هل يمكن لضبابية المشهد
ان تفسد فرحة العراقيين بذكرى سقوط الصنم، وهل يمكن
لاختلاف الفرقاء السياسين ان يحجب عنهم ضوء الامل بمستقبل
زاهر. ثم هل ستكون احتفالاتهم واحاديثهم عن الفرح بمعزل عن
الهم اليومي الذي اخذ يتسلل إلى حياتهم ويهدد مستقبلهم
بالخطر. هذا ما سيكشفه استطلاع الرأي الذي اجرته المدى
لمواطني محافظة ذي قار في هذه المناسبة.
الاديب محمد الكاظم عبر عن انطباعه بذكرى سقوط الدكتاتورية
قائلا:
التاسع من ابريل يمثل مرحلة تحول كبيرة على جميع الصعد وفي
رأيي ان هناك انجازاً اكبر من تغيير الدكتاتور على عظمة
هذا المنجز لان الصدمة التي احدثتها هزت اسقاط واحد من
اقدم واعتى النظم التقليدية في الشرق الاوسط فتحت الباب
امام بلورة جديدة للذهن العراقي والعربي عموما فاسقاط صنم
بغداد جعل من المناسب اعادة الحسابات في تعاطي المواطن مع
السلطة كما حطم الاواصر التقليدية في فهم طبيعة العلائق
التي ما زالت قائمة بين مقولات الوطن، السلطة، النظام.
التاسع من نيسان ادخل بعنف مفاهيم الديمقراطية، حقوق
الانسان، حرية التعبير كمعادلات موضوعية للامن والخدمات
فصارت جزءا من مطلب شعبي تجاوز حدود العراق لتظهر بوادره
في سلسلة عمليات انتخابية في المنطقة اضافة إلى النزوع
الشعبي للاطاحة بكل الاطر التقليدية في النظم الحاكمة
والاحزاب وغيرها. وفي اعتقادي ان المطلوب الان هو العمل
على ايجاد ثقافة قادرة على استيعاب كل تلك المقولات
الجديدة لصياغة بيئة تتناسب مع التغيير وتؤسس لمستقبل افضل.
ووافقه الرأي الشاعر علي الشيال قائلا:
لاشك ان هذا اليوم يمثل الحلم الذي طالما انتظرنا قدومه من
اجل ان نرسم للاجيال القادمة مستقبلاً افضل وان نعلم
ابناءنا ان الحياة ليست الحروب وحدها وانما حلم بالانعتاق
قابل للتحقق يمكنه ان يشطب كل ما في ذاكرتنا من انكسار.
لكن ما حصل ان بعض الذين خسروا مناصبهم ومن الذين مازالوا
يخشون من تطور العقلية العراقية في مناخ ديمقراطي حاولوا
جاهدين بث الفرقة واشاعة العنف لاجهاض حلم العراقيين في
بناء عالم افضل، لكن هذه المحاولات ستبوء بالفشل وستندحر
ان شاء الله امام اصرار العراقيين الذين يجاهدون لبناء
صرحهم الديمقراطي الجديد.
اما المواطن محمد عباس العضاض 49 عاما فقد قال:
على الرغم من الاحداث الماساوية التي نمر بها في الوقت
الحاضر لكننا غير نادمين على زوال الدكتاتورية ورحيل صدام،
فما تشهده الساحة العراقية من عنف وفوضى لا يمكن ان يقاس
بأي حال من الاحوال ببشاعة الظلم ومصادرة الحريات وحملات
الابادة الجماعية التي كانت ترتكب في زمن النظام السابق
فالفوضى التي تشهدها الساحة العراقية الان امر وارد ويمكن
ان يحصل عقب أي تغيير مماثل للتغيير الذي حصل في العراق،
لكن كان يفترض بالسياسيين العراقيين ان يعملوا جاهدين
لتخفيف الاعباء عن المواطنين وان يعملوا بكل جد لبناء عراق
متماسك لا تنال منه الدعوات الطائفية. وفي هذه المناسبة لا
يسعني الا مناشدة البرلمان والقوى السياسية الفاعلة
الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على تحقيق طموحات
العراقيين في بناء عراق ديمقراطي تسوده المحبة.
ومن جانبه عبر الفنان التشكيلي حسون الشنون عن انطباعه
بذكرى سقوط الصنم قائلا:
كان سقوط الدكتاتورية يعني لي الكثير من الفرح... لكن جل
ما اخشاه ان يتحول هذا الفرح الكبير إلى حزن وفجيعة بسبب
محاولات البعض وسعيهم لتاجيج نار الطائفية التي تكاد تضطرم
وتطل بشرورها لتكون بديلا عن شرور الدكتاتورية والحكم
البعثي المتفرد فبعض السياسيين الان يحاولون ان يستحوذوا
على دفة الحكم ليصنعوا من انفسهم واحزابهم دكتاتوريات
جديدة. لكننا رغم كل ذلك يمكن ان نقول ان نصف الكاس مليئة
وما زال الامل كبيراً بنشر مبادئ الديمقراطية والحرية
والتعددية والتي تجسد جزء منها بسن الدستور واجراء
الانتخابات الديمقراطية وضمان حرية الراي والتعبير، وكلي
امل ان ارى الايام القادمة تشع بالفرح والمحبة والسلام.
في حين اختصر شقيقه الفنان حسين الشنون رأيه بجملة واحدة
قائلا:
- تنفسنا الصعداء.. ولكن؟!!
اما رئيس اتحاد المسرحيين الفنان عبد الرزاق سكر فقد قال:
سقوط الصنم يعني سقوط امبراطورية الحزب الواحد وسقوط اشرس
نظام دكتاتوري شهده العراق، لتشرق بعد ذلك شمس الحرية
والانعتاق في سماء هذا البلد، بلد الحضارات والرسالات.
بينما ناشد الفنان علي بصيص بهذه المناسبة القادة
السياسيين قائلا:
ايها الساسة انقذوا العراق كي لا يذبح مرة اخرى فالوقت يمر
بطيئا كالسلحفاة ونحن ننشد مستقبل ارقى واجمل، لكن ما الذي
جنيناه لحد الان؟ نحن الذين اخترقنا الوقت وما زلنا ندعو
إلى ضياء كنا قد غادرناه منذ زمن سحيق.
|