استراحة المدى

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

ازياء النساء.. البحث عن الجمال والجاذبية

بغداد/قاسم مطر التميمي

ابتكر الانسان اللباس وتفنن في صنعه ليزداد في عيون الاخرين هيبة ورفعة ان كان رجلاً، وحسنا وجمالا وجاذبية ان كان امرأة، والمرأة مجبولة بفطرتها على حب الزينة وطلب الجمال، تتساوى في ذلك الحسناء البهية ومن هي دونها في الحسن والجاذبية، ولا أقول (القبح) اذ ليس في النساء امرأة قبيحة، ولكن فيهن من تهمل مظهرها وتكره حياتها لاسباب شخصية او اسرية او اجتماعية شتى لا سبيل الى حصرها، فيذوي جمالها ويذبل شبابها.

من اجل ذلك كانت معظم دور الازياء حكرا على النسا، كما استأثرت النساء بما تطرحه المصانع الخاصة بإنتاج مستحضرات التجميل وأدوات الزينة التي تضفي على المرأة جمالا مضافاً وحسنا آسرا، لتجذب الرجل الى شباكها وتزيده رغبة فيها وحبا لها، كما تفعل الوردة المتفتحة التي تلون نفسها بألوان زاهية لتجذب اليها الفراشة والنحلة.
لاشك ان ازياء النساء فيما يرتدين من لباس وكساء تحكمه عوامل شتى، دينية واجتماعية وبيئية، فالمجتمعات التي يمارس الدين فيها تأثيرا ظاهراً يفضي الى التزامها بحدوده وانتهاجها لتعاليمها واهتدائها بإرشاداته واجتنابها لمحرماته، هي غير المجتمعات التي يفقد الدين فيها تأثيراته وتوجيهاته التي يرسم بمقتضاها للمجتمع سلوكها معينا في مأكله ومشربه وملبسه.
ولعل من نافلة القول ان نذكر ما للبيئة من تأثير على اللباس، نوعا وشكلا، فأزياء الامم والشعوب تختلف اختلافا بينا تبعا للمناخ السائد فيها، فاذا انتقلوا من بيئة مناخية الى اخرى مغايرة لها، تغيرت أزياؤهم تبعا لذلك، ولا أدل على هذا من تغيير العرب لزيهم عند انتقالهم الى بلاد الاندلس ذات المناخ الاوروبي البارد، كما ان للعامل الاجتماعي تأثيرا واضحا في تبيان الازياء واختلافها، لا يقتصر ذلك على الازياء النسائية وحدها بل على الازياء بشكل عام فالمجتمعات المختلفة أزياؤها مختلفة أيضا.
بل يجب ان تكون مختلفة ومتميزة لما لها من دلالة على هويتها ومأثورها الشعبي وانتمائها الحضاري وثقافتها القومية، ولا عبرة لغلبة ما يعرف بالزي الاوروبي وانتشاره في اصقاع عديدة من العالم، فما زال الكثير من النساء اليابانيات يرتدين (الكيمونو) والغالبية العظمى من نساء شبه القارة الهندية يرتدين (الساري) باعتباره زياً قوميا رغم ما للتأثير الاوروبي في الهند من أثر بالغ في اللغة والثقافة الا ان تأثيره على زي المرأة الهندية كان ولا يزال ضعيفاً ومازالت المرأة الافغانية والايرانية ترتديان (الشادور) ومازالت المرأة العراقية وأختها الخليجية ترتديان العباءة والثوب الهاشمي، خصوصا في المدن الصغيرة والقصبات.
وقد يرصد المرء، قبل جيل أ و جيلين، تباينا في أزياء مدن متجاورة تنتمي لوطن واحد ومجتمع واحد، وهو ما نلاحظه كظاهرة تنفرد بها المدن العراقية، فالمرأة العمارية مثلا تعودت على ان تعتمر عمامة كبيرة من القماش الرقيق ذي اللون الداكن تضعها فوق (الشيلة) وهي ملاءة رقيقة تشف عما تحتها تغطي بها شعر رأسها الا ما ظهر منه عند الصدغين وتسدلها على رقبتها والظاهر من صدرها فيبدو الوشم من خلالها كسلسلة من الزبرجد فوق أديم ناصع البياض، بينما لا تظهر هذه العمامة على رؤوس النساء في المدن المجاورة كالبصرة والكوت والناصرية اذ تحل محلها (العصابة) أو (الشرغد) المطرزة حافاته بخيوط (البريسم) المزينة بـ(النمنم) وفي الوقت الذي كانت فيه المرأة الانبارية ترتدي (المقنعة) القناع الذي يغطي الوجه سوى العينين فان المرأة البغدادية وكذلك اخواتها في المدن والحواضر العراقية يرتدين البرقع الذي كان يعرف بـ(البوشي).
وتتميز المرأة الكردية بلباسها الزاهي الفضفاض الذي يكتسب القه والوانه الصارخة من الطبيعة الملونة التي تغشى المكان والانسان.
ان انفتاح الامم والشعوب، في زماننا هذا، على اوروبا وانبهارها بالحضارة الاوروبية جعل الاجيال المتأخرة من النساء كما الرجال، ليست تواقة للأخذ باسباب الحضارة الاوروبية فحسب بل الحرص على تقليدها في كل مناحي الحياة ومنها الازياء فتخلت الكثير من نساء العالم عن التشبث بأزيائهن المتوارثة، وتخلت اعداد كبيرة من النساء العراقيات قبلاً في المدن الكبيرة على وجه الخصوص، عن العباءة، ومثلهن الايرانيات عن (الشادور) والهنديات عن الساري واليابانيات عن (الكيمونو).
ان الازياء النسوية السائدة اليوم، التي تطلق عليها جزافا (الازياء الاوروبية) لا ترتبط بأوروبا الا بخيط واهن، والا فإننا نعلم ان امم اوروبا، شأنها شأن بقية الامم، لها أزياؤها وموروثها الشعبي من الازياء التي تعتز وتتميز بها عن سواها من الامم.
وقد وثق لنا رسامو عصر النهضة الاوروبية نماذج كثيرة من هذه الازياء لسيدات الطبقة الارستقراطية والقصور الملكية ولسيدات قرويات ايضا، وان مقارنة بسيطة بين ما كانت عليه أزياء الاوروبيات في عصر النهضة وما آلت إليه ازياؤهن في العصر الحديث، نرى ان لاصلة نسبة بين الاثنين، فالمرأة الاوروبية خسرت هي الاخرى ازياءها الوطنية المميزة وصارت اسيرة لنزوات مصممي الازياء المهووسين بالعري والخلاعة.


في البصرة تأسيس أول جماعة لفن الكاريكاتير
 

البصرة/عبد الحسين الغراوي
رسوم/ رعد فاضل

بادرت مجموعة من الفنانين التشكيليين العراقيين في البصرة لتأسيس (جماعة حضور العراقية لفن الكاريكاتير) وقد جاء في بيانها ان فن الكاريكاتير هو دراما بصرية تفوق اللغة اللفظية في التعبير عما هو مهم وحقيقي لدينا واشار بيان التأسيس لهذه النخبة من الكاريكاتيريين الشباب: ان مهمة رسم الكاريكاتير هي عرض لحقيقة سواء اكانت ايجابية ام سلبية وهذا الفن يأخذ مادته من اعادة انتاج الذات لكي تنقلب على القبح المتصاعد كما وصفه البيان والذي اخذ بالتصاعد في حياتنا.. وفن الكاريكاتير اوجد له هؤلاء الفنانين الشباب حضوراً فاعلاً في البصرة كفن يخاطب الحياة مباشرة بما فيها من حسنات ومساويء في رؤية نقدية تصحيحية تنسجم مع حياة المجتمع ان ظهور (جماعة حضور العراقية لفن الكاريكاتير) انما هو خطوة ابداعية رائدة توظف طاقات الشباب الفتية الكاريكاتيرية الخلاقة لتشخيص المظاهر المدانة التي تشوه وجه الحياة الجديد للعراق كالرشوة والفساد الاداري، والابتزاز والارهاب ومفردات حياتية كثيرة، وبانتخابات ديمقراطية فاز الفنان رعد فاضل الحجاج رئيساً للجماعة والفنانون وصفي فالح، نائباً للرئيس والفنان حسين عبد علي وتحرير علي ورائد حسين اعضاء دائمين في الهيئة الادارية.


إنهم يقتلون الكلمة
 

صافي الياسري

لا نملك أكثر من نبضات قلوبنا نحيلها حروفاً ونرفعها الى عيون القراء متوهجة بمعلومة صادقة وحقيقة ناصعة او توضيح وإشارة نبيلة الهدف، ونستمع باحترام واصغاء تام الى هذه الملاحظة أو تلك اعتراضاً أو قبولاً في ركضنا اليومي الذي لا ينتهي.
لا نملك أكثر من رغباتنا الصادقة في خدمة بلدنا أو بناء بلدنا بالمعلومة التي لا تقبل الغش واراداتنا الثابتة في ان نظل اوفياء لثوابت الوطن حتى لو تطلب الأمر التضحية بالنفس والنفيس.
لا نملك الا أرواحنا وفي ايدينا الاوراق والاقلام والكاميرات وليس الاسلحة ولا الذخائر ولا موسيقى العنف.. فلماذا نقتل ؟
لماذا تطلق النار علينا وعلى أوفواهنا واقلامنا وكيف يجرؤ المسلح كائناً من كان على رفع بندقيته في وجه هوية اعلامية؟
هل غابت القوانين الى هذا الحد؟
لسنا قبائل تنشد الثأر من بعضها وانما شعب متحضر ينشد قيماً انسانية مثبتة في قوانين مرعية تحكم الجميع وتخضعهم تحت مؤسسة تقيم سلطة القانون.
ليس ثمة ارخص من الرصاص ولا اهون من جريمة القتل لمن هانت عليه الحياة وقيمها واحترامها وحياة الإنسان على وجه التحديد وحامل الكلمة بشكل أكثر تحديداً: وهل تستحق لحظة غضب أو خوف ان تمنع المسلح حق اعدامها، ليس استشهاد أكثر من 84 صحفياً عراقياً جريمة عرضية ولا حادثاً يمكن تجاوزه بسهولة وعلى هذا فنحن نؤكد حقنا في الحماية قانوناً لنتمكن من اداء واجباتنا دون ان تنال منا البنادق.

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة