أسئلة
ابي علاوي!
مفيد
الصافي
ابو علاوي عراقي يحب كل
الناس وهو يعرف إن الإنسانية فوق كل شيء. وهو يتمنى من
أعماق قلبه ان تكون هنالك نهاية لمتاعب العراقيين وان يكون
بلده آمنا ، ينعم فيه الجميع بالعدالة ولا يعتدى فيه على
احد.ويحلم في اليوم الذي تكون له فيه دار خاصة به تضم
بناته الست وابنه الوحيد علاوي ، لربما ياتي حينها الخطاب
الى بناته.!!
صرخ
أبو علاوي كالمجنون بعد ان انفطر قلبه من مشاهدة شريط
الأخبار اليومية،ومن أصناف المحللين السياسيين الذين
يظهرون فجأة ويختفون،بعد أن يحاول كل منهم (حلحلة ) الواقع
على مزاجه، فتفجرت الكلمات من فم (ابو علاوي) المزبد "
يمعودين بس عوفونا". أبو علاوي رجل اقل ما يقال عنه انه
(مثقف) رغم انه لا ينتمي إلى طبقة (الافندية). مشكلته
الأزلية انه شخص طيب يصدق كل ما يقال له!! انه لا يفهم ما
يعنيه المحللون السياسيون بالطبخة السياسية، التي قيل إنها
كانت بلا توابل، لان الآكلين ادعوا ان فيها (محاصصة )
طائفية زائدة عن اللزوم، وإنها تحتاج إلى بهارات(
توافقية)، تفتقت بها (عبقرية) احدهم! انه يحلف امام معارفه
دائما انه شارك في الانتخابات ثلاث مرات في عام واحد بشكل
أزعج بعض حكام الشرق الأوسط الذين لم (تشتم) الكثير من
شعوبهم (رائحة) الانتخاب. مازال يشعر انه لم يفهم النظرية
(التوافقية) جيدا وقد ظن انها ستكون حلا سحريا لكل
(المشكلات) من اجل بناء دولة عراقية جديدة، ولكنه تفاجأ
بان السياسيين مازالوا لا يعرفون لها حدا او شكلا. وهو
يشاهد (القوم) وكأنهم في برج بابل لا يفهم احدهم لغة
الآخر. لم يقل له احد ان هناك (تماهياً) بطيئاً في العملية
السياسية، لان لب القضية يعنى بتنسيق (الأنانيات) في بودقة
واحدة لتخدم مصالح المجتمع كله، و تجعل اللاعبين السياسيين
يتوازنون في خطابهم بين لغة ألانا ولغة (النحن).
ابو علاوي رجل متقاعد ، يتابع قراءة الجرائد ليعرف فقط ان
كانت هنالك زيادة في مرتبه، وهو يجادل المتذمرين حول
انقطاع الكهرباء والماء وزيادة أسعار الوقود، بان بناء
دولة لا يمكن ان يحدث في ليلة وضحاها.و يؤكد لهم ان الطريق
طويل ومليء بالمطبات- مع العلم انه لا يستطيع ان يضع مروحة
في الغرفة التي يسكنها لان سقفها شديد الانخفاض، ولكنه مع
ذلك يصر على القول "أسوأ مساويء (الحرية) أفضل الف مرة من
احسن محاسن (الاستبداد)".ابو علاوي عراقي يحب كل الناس وهو
يعرف إن الإنسانية فوق كل شيء. وهو يتمنى من أعماق قلبه ان
تكون هنالك نهاية لمتاعب العراقيين وان يكون بلده آمنا ،
ينعم فيه الجميع بالعدالة ولا يعتدى فيه على احد.ويحلم في
اليوم الذي تكون له فيه دار خاصة به تضم بناته الست وابنه
الوحيد علاوي ، لربما ياتي حينها الخطاب الى بناته.!!
.لقد فرح كثيرا حين قالوا له ان صنم الطاغية قد سقط ولكنه
مازال متعجبا لماذا مازال أنصاره يخربون البلاد ويقتلون
العباد ،وفي كل مرة يقولون له ان ثمة خطة امنية جديدة سوف
تقضي على الارهاب نهائيا؟ ولكنه يدرك في قرارة نفسه ان
مطلب الإرهابيين هو العودة الى الحكم لانهم يؤمنون بشعار،
استوحوه من طاغيتهم، يقول (ان البقاء للاقوى) ،لهذا فهو
يصف الإرهابيين بالعميان لأنهم (لا يحسبونها صح) بعد ان
تغير الزمن وأصبح الشعب اقوى منهم. ابو علاوي يطالب الساسة
ان يشكلوا دولة ديمقراطية يعيش فيها الناس بسعادة. وهو
يقول "احنا البلد الوحيد الذي يملك العقول والنفط فليش
مانكون من أرقى البلاد"؟. ابو علاوي مازال ينتظر الإجابة
على هذا السؤال الذي يقض مضجعه و ونرجو ان لا يطول انتظاره
كثيرا.
|