تحقيقات

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

الشناشيل هل من عودة؟

  • الدور التراثية تؤجرها الامانة لورش الاحذية و صناع الطرشي
  • الشناشيل مقصورات الملكات
  • من يعبث بها اليوم؟
  • بغداد لا تنتمي لبغداد

     

بغداد/صافي الياسري
هن ارتحلن من حواضر الهند و السند و ايران و حططن رحالهن في البصرة الفيحاء و قد حرف اسمهن فاصبح الشناشيل و في معناه الحقيقي هو مجلس الشاه او الملكة فهي تطل منه و يعبر اليها النسيم من كل جهات غرفتها الملكية عبر نوافذها الخشبية ذات المشبكات المميزة الفنية و يقول بعض العارفين ان هذه المشبكات ابتكرت فقط لكي ترى الملكة من داخل غرفتها الملكية من هو خارجها من دون ان يراها و قد عمت بيوت مهراجات الهند و سراة ايران و باكستان و السند و حطت كما قلنا في البصرة ثم ارتحلت الى بقية مدن العراق و منها بغداد بعد ان كتب لها سياب البصرة الخالد (شناشيل ابنة الجلبي).
و اذا كانت شناشيل البصرة تشكل مع نخيلها و انهارها مشهداً سريالياً لجنة عراقية خاصة فانها جلبت معها الى بغداد "هندسة الجيتو" او الازقة الضيقة و هكذا تحاور البغدادية جارتها من طاقة شناشيلها من دون حاجة الى ان تدفق اليها من باب دارها فتعرف اسرار الحارة او (العكد) كله و تعرف ماذا طبخت جارتها لهذا اليوم بل تناولها من اطباقها في تبادل جميل و حوار روحي يعطي بغداد الشناشيل طابعاً لا مثيل له.
و يقول المعماريون البغداديون القدامى ان الشناشيل تحفظ درجة حرارة الغرف التحتانية (للحوش) من الارتفاع اكثر مما يجب و بخاصة اذا مارشت و ظللت بخام الشام و في الشتاء تحمي الدار من المطر بل تحمي الزقاق ايضاً، و لا تقتصر الشناشيل على تشكيلاتها الخشبية و حسب و انما هناك نوع منها يدعى (المخلط) يشترك في تشييده الخشب و الطابوق.
و قد شهدت شخصياً نماذج من الشناشيل المغربية و تدعى (الشرابيات) و هي شرف قريبة الشبه بالشناشيل العراقية و شهدت نماذج اخرى في الشام و حلب، لكن شناشيل البصرة و بغداد تبقى مميزة و تحمل روحاً خاصة و طابعاً لا يضاهى اما الشناشيل التركية و المغربية فلها طابعها الخاص و روحيتها التي تبتعد كثيراً عن الجذر الهندي برغم تقارب روح المعمار الاسيوي.
اما الزجاج الملون الذي تزوق به غرفة الملكة (الشنشولة) فهو مع انعطافات الشمس صيفاً وشتاءاً و خلال النهار يعطي انعكاسات سريالية او قوس قزحية بديعة تعطي البيت البغدادي جمالية خاصة، و للاسف غزتنا بيوت الاسمنت و حضارتها فلم نعد نبالي بتلك اللمسات التي كانت تضيف لها جواري قصور الامين البغدادي نعومة ما بعدها نعومة تتسلل مع ضوء الشموع دراهم تتساقط تحت اقدام العابرين او جذوع النخل و النارنج مع عود الند و بخور الرند و ... اوف يا حبيبتي بغداد.
و مع الاسف فان المعماريين العراقيين استوردوا خطوط و تراكيب الاسمنت من دون ان يدركوا انها لا تلائم المناخ العراقي الا اذا استخدمت معها (الكهرباء) بمعنى ان حضارة الكهرباء فرضت نفسها حتى على خطوط المهندس و تشكيلاته، ما زال البريطانيون برغم ان التيار الكهربائي لا ينقطع عندهم يشعرون بالحنين الى مدافئهم القديمة و مازالت لندن و مداخنها تثير فيهم حساً رومانسياً حاراً برغم ان ظروف حياتهم تطلبت بناء العمارات و ناطحات السحاب و سحبت الفلل او البيوت الخاصة الهندسة الى ضواحي العاصمة او ضواحي المدن كلها، انقطع التيار الكهربائي في العام الماضي في عدد من المدن الامريكية فانظروا ما الذي حصل، كم هي الفوضى التي عمت تلك المدن، فما الذي يقوله مهندسو شارع حيفا اليوم لو ان تجربتهم عمت جميع بغداد؟ انا في الخمسينيات من عمري و ما زلت في عز نشاطي و مع ذلك تركت مكتبي لانه في الطابق الثالث من احدى العمارات، فماذا يفعل المرضى و كبار السن، و كيف ستتم تدفئة و تبريد الشقق السكنية في طوابق اعلى؟ و اذا كان البعض يتحدث عن المولدات فسيضحك منه الكثيرون و هم يقفون طوابير امام محطات تعبئة الوقود.
اما شناشيل الكاظمية في البحية و الصميلات و الانباريين و ام النومي فما زالت كما قالت احدى جاراتي من كبيرات السن (ترد الروح).
و برغم ان امانة العاصمة انتبهت في وقت ما الى اهمية حماية هذا التراث الباذخ و انفقت الكثير لصيانته و ترميمه الا انها اهتمت بمحلات من بغداد و اهملت اخرى، بل قامت بتأجير بعض الدور التراثية ذات الشناشيل البديعة الى اصحاب ورش لصناعة الطرشي و الاحذية الامر الذي اثر في تكوين هذه الدور و مهمتها الجمالية و دورها الثقافي في التذكير بالتراث والحفاظ عليه و بعض اصحاب هذه الدور ممن حرجت عليهم امانة العاصمة هدمها و التلاعب بهندستها استغل فرصة غياب قوى القانون فقاموا بهدمها و بناء عمارات تجارية بديلاً منها كما حصل في منطقة الشيوخ و الفضوة في الكاظمية و في الاعظمية، كما سكن بعض المواطنين ممن لا يملكون دوراً هذه الدور على شكل مجاميع و قاموا بتقطيع تشكيلاتها على وفق رغباتهم ليتمكنوا من سكناها، هذا التخريب المستمر لا يجد من يقف في وجهه فما زال القانون غائباً و قوى تنفيذه ضعيفة و هكذا يمكنك ان ترى الكثير من الدور التي استملكتها الحكومة و اهملتها اليوم آيلة للسقوط و ليس ثمة من يفكر في صيانتها او الحفاظ على ما تبقى منها ان لم تطلب ترميمها.
و في الحقيقة فان الامر لا يخص امانة العاصمة وحدها حتى نكون محقين و انما يشمل هيئة السياحة و البلديات و دائرة التراث في مديرية الآثار العامة، و هي جميعاً تتحمل مسؤولية اندثار هذا الارث الجميل الرائع الذي تضرب الشعوب في شتى انحاء العالم المثل في الحفاظ عليه و مراعاته و صيانته و لن اورد هذه الامثلة فهي معروفة.
حين زرت دمشق القديمة و القاهرة القديمة بكيت بغداد القديمة فقد هدم الحكام و المحتلون اسوارها و تغير الظروف اليوم طراز معمارها، و اقولها بصراحة و بقوة ان بغداد لا تنتمي لبغداد. لن اتحدث عن التشويه الذي الحقه بالطراز المعماري النظام المباد فقد فعلت ذلك مراراً لكنني اطلب اليوم ان نحافظ على ما تبقى و اكرر مقترحات بعض المختصين في بناء حي تراثي في كل محافظة يعبر عن روح تلك المحافظة اما الشناشيل فيجب ان تعد ارثاً مقدساً لا يجوز المساس به و ان ترمم و تصان و تراقب لجان مختصة اوضاعها، و لا بأس ان تشغل هذه الدور (المشنشلة) مؤسسات ثقافية لتكمل طابعها و روحها و عطرها.


أسئلة ابي علاوي!

 

مفيد الصافي
ابو علاوي عراقي يحب كل الناس وهو يعرف إن الإنسانية فوق كل شيء. وهو يتمنى من أعماق قلبه ان تكون هنالك نهاية لمتاعب العراقيين وان يكون بلده آمنا ، ينعم فيه الجميع بالعدالة ولا يعتدى فيه على احد.ويحلم في اليوم الذي تكون له فيه دار خاصة به تضم بناته الست وابنه الوحيد علاوي ، لربما ياتي حينها الخطاب الى بناته.!!

صرخ أبو علاوي كالمجنون بعد ان انفطر قلبه من مشاهدة شريط الأخبار اليومية،ومن أصناف المحللين السياسيين الذين يظهرون فجأة ويختفون،بعد أن يحاول كل منهم (حلحلة ) الواقع على مزاجه، فتفجرت الكلمات من فم (ابو علاوي) المزبد " يمعودين بس عوفونا". أبو علاوي رجل اقل ما يقال عنه انه (مثقف) رغم انه لا ينتمي إلى طبقة (الافندية). مشكلته الأزلية انه شخص طيب يصدق كل ما يقال له!! انه لا يفهم ما يعنيه المحللون السياسيون بالطبخة السياسية، التي قيل إنها كانت بلا توابل، لان الآكلين ادعوا ان فيها (محاصصة ) طائفية زائدة عن اللزوم، وإنها تحتاج إلى بهارات( توافقية)، تفتقت بها (عبقرية) احدهم! انه يحلف امام معارفه دائما انه شارك في الانتخابات ثلاث مرات في عام واحد بشكل أزعج بعض حكام الشرق الأوسط الذين لم (تشتم) الكثير من شعوبهم (رائحة) الانتخاب. مازال يشعر انه لم يفهم النظرية (التوافقية) جيدا وقد ظن انها ستكون حلا سحريا لكل (المشكلات) من اجل بناء دولة عراقية جديدة، ولكنه تفاجأ بان السياسيين مازالوا لا يعرفون لها حدا او شكلا. وهو يشاهد (القوم) وكأنهم في برج بابل لا يفهم احدهم لغة الآخر. لم يقل له احد ان هناك (تماهياً) بطيئاً في العملية السياسية، لان لب القضية يعنى بتنسيق (الأنانيات) في بودقة واحدة لتخدم مصالح المجتمع كله، و تجعل اللاعبين السياسيين يتوازنون في خطابهم بين لغة ألانا ولغة (النحن).
ابو علاوي رجل متقاعد ، يتابع قراءة الجرائد ليعرف فقط ان كانت هنالك زيادة في مرتبه، وهو يجادل المتذمرين حول انقطاع الكهرباء والماء وزيادة أسعار الوقود، بان بناء دولة لا يمكن ان يحدث في ليلة وضحاها.و يؤكد لهم ان الطريق طويل ومليء بالمطبات- مع العلم انه لا يستطيع ان يضع مروحة في الغرفة التي يسكنها لان سقفها شديد الانخفاض، ولكنه مع ذلك يصر على القول "أسوأ مساويء (الحرية) أفضل الف مرة من احسن محاسن (الاستبداد)".ابو علاوي عراقي يحب كل الناس وهو يعرف إن الإنسانية فوق كل شيء. وهو يتمنى من أعماق قلبه ان تكون هنالك نهاية لمتاعب العراقيين وان يكون بلده آمنا ، ينعم فيه الجميع بالعدالة ولا يعتدى فيه على احد.ويحلم في اليوم الذي تكون له فيه دار خاصة به تضم بناته الست وابنه الوحيد علاوي ، لربما ياتي حينها الخطاب الى بناته.!!
.لقد فرح كثيرا حين قالوا له ان صنم الطاغية قد سقط ولكنه مازال متعجبا لماذا مازال أنصاره يخربون البلاد ويقتلون العباد ،وفي كل مرة يقولون له ان ثمة خطة امنية جديدة سوف تقضي على الارهاب نهائيا؟ ولكنه يدرك في قرارة نفسه ان مطلب الإرهابيين هو العودة الى الحكم لانهم يؤمنون بشعار، استوحوه من طاغيتهم، يقول (ان البقاء للاقوى) ،لهذا فهو يصف الإرهابيين بالعميان لأنهم (لا يحسبونها صح) بعد ان تغير الزمن وأصبح الشعب اقوى منهم. ابو علاوي يطالب الساسة ان يشكلوا دولة ديمقراطية يعيش فيها الناس بسعادة. وهو يقول "احنا البلد الوحيد الذي يملك العقول والنفط فليش مانكون من أرقى البلاد"؟. ابو علاوي مازال ينتظر الإجابة على هذا السؤال الذي يقض مضجعه و ونرجو ان لا يطول انتظاره كثيرا.


مدير مدرسة متورط بخطف مهندسَين و حامل بكالوريوس حاسبات متهم بالخطف و التسليب!

  • تذبذب الخط البياني للجرائم في محافظة الناصرية
  • معظم الجرائم يرتكبها شباب عاطلون عن العمل و 50% من المشاكل تحل خارج المحاكم

الناصرية/حسين كريم العامل
قال هذا احد المشرفين السابقين على موقف التسفيرات في الناصرية وهو يتحدث عن ارتفاع نسبة الجريمة في موسم الصيف ، وقد ايده الراي الجالسون بجواره هازين رؤوسهم علامة الموافقة.
كانت تجربة الرجل الطويلة في هذا المجال عاملاً حاسماً في تعزيز قناعتي بما قاله لكن غاية التحقيق كانت لا تهدف الى البحث عن تاثير العوامل الثابتة كالمناخ على ارتفاع وانخفاض نسبة الجريمة وانما عن العوامل الاخرى المتغيرة كالاوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ولا سيما في الفترة التي اعقبت التغيير لهذا توجهنا الى عدد من المعنيين بالشؤون القانونية لنسالهم عن تاثير الاحداث التي شهدتها ومازالت تشهدها الساحة العراقية على ارتفاع وانخفاض معدل الجريمة وعن المتغيرات التي طرات على دوافعها خلال السنوات الثلاث الماضية.
* دوافع اقتصادية
القاضي سامي شريف محمد رئيس محكمة جنايات ذي قار تحدث عن ذلك قائلا :
في الوقت الحاضر كما في كل الاوقات لا يمكن التحدث عن اسباب ارتفاع وانخفاض معدل الجريمة من دون التطرق للجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والظروف الامنية التي يمر بها المجتمع فالجريمة انعكاس حقيقي لمدى تطور وتدهور تلك الجوانب والاوضاع وهي مرهونة بها وبغيرها من العوامل الاخرى فانخفاض نسبة الجريمة مثلا يرتبط ارتباطا وثيقا بتوفر فرص العمل واستتباب الامن وتماسك الاسرة واعتدال المناخ السياسي ، ان بناء مجتمع شبه خالٍ من الجريمة يتطلب البدء بالتغيير من اعلى الهرم والمباشرة فورا باصلاح الجوانب السياسية والاقتصادية فمن خلال تلك الاصلاحات يمكننا اصلاح وتطوير الجانب الاجتماعي وايقاف التردي الحاصل في الوضع الامني ، المجتمع الذي يوفر فرص عمل مناسبة لابنائه ويلبي حاجاتهم الاساسية نادرا ما يسجل ارقاما مرتفعة في مجال الجريمة ، واني ارى ان القضاء على الجريمة يبدأ بالقضاء على البطالة وتلبية الاحتياجات الاساسية للمواطنين وليس بكثرة الشعارات المنادية بالديمقراطية .. فالديمقراطية وحدها لا يمكن ان تحل المشكلة.
واشد ما يؤلمني ان أرى شابا يقف في قفص الاتهام لسرقته ساعة مثلا وحين اسأله يقول :
- والله ما عندي فلوس.
ونحن كقضاة علينا ان لانواجه مثل هذه الحالة باللامبالاة .. ويجب علينا ان ننظر للمجرم وفق التأثيرات التي يفرضها عليه الواقع ومن هنا اقترح استحداث مكتب لتقصي الحقائق يتولى من خلال فريق من الباحثين تقصي الاسباب التي دفعت بالمتهم لارتكاب الجريمة. وباعتقادي ان الدولة قادرة على استحداث مثل هذا المكتب الذي من خلاله يمكن تشخيص الخلل واصدار الاحكام المناسبة بحق المتهمين.
* البطالة
وعن عدد وطبيعة الجرائم المحالة على محكمة جنايات ذي قار خلال السنوات الماضية قال :
من المؤسف ان معظم المتورطين بجرائم السرقة والتسليب والخطف هم من فئة الشباب الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18
– 25 سنة. فقد لاحظنا من خلال النظر في القضايا المحالة على محكمة الجنايات ان معظم المتهمين هم من العاطلين عن العمل وممن تعاني عوائلهم من التفكك الاسري. كما لاحظنا ايضا ان من بينهم من يحمل شهادات علمية، فعلى سبيل المثال هناك مدير مدرسة متورط في خطف مهندسين اثنين، وكذلك هناك بكالوريوس علوم حاسبات حكم عليه بالسجن 30 عاما لاختطافه طفلين. وعموما جرائم الخطف والتسليب بدات تنحسر في المحافظة في الآونة الاخيرة على الرغم من الارتفاع الملحوظ في الجرائم الاخرى ، فالاحصاءات المتوفرة لدينا تشير الى ان محكمة الجنايات وحدها نظرت عام 2004 بـ 323 دعوى وعام 2005 بـ 508 دعاوى ومعظم هذه الدعاوى متعلقة بجرائم قتل وتسليب وخطف واختلاس وسطو مسلح واعتداء على المواطنين اضافة الى حوادث المرور الاخرى.
* جرائم عادية
من جانبه تحدث القاضي نوري احمد رئيس محكمة استئناف ذي قار عن الوضع الامني خلال الفترة التي اعقبت سقوط النظام وعن طبيعة الجريمة في العهد السابق قائلا :
نسبة الجريمة في محافظة ذي قار متدنية نسبيا قياسا بالمحافظات الاخرى. وهي بمجملها جرائم عادية لا يمكن مقارنتها بالجرائم الارهابية التي ترتكب في المناطق الساخنة. وقد لا حظنا في الاونة الاخيرة انخفاضا ملحوظا في جرائم الخطف والتسليب على الرغم من تفشي البطالة بين الشباب. والسبب في ذلك يعود الى فاعلية الاجهزة الامنية في المحافظة والى طبيعة المجتمع العشائري والتحسن الذي طرأ على رواتب الموظفين .. وعموما دوافع الجريمة في المرحلة الحالية تختلف بعض الشيء عن دوافعها في المرحلة السابقة ، فقد كانت نسبة الجرائم في مناطق الاهوار والمناطق الريفية اكثر مما هي عليه الان بسبب هروب اغلب ابناء تلك المناطق من الخدمة العسكرية وقواطع الجيش الشعبي ولجوئهم في غالب الاحيان الى التمرد والاشتباك مع ازلام السلطة وابناء عشيرتهم من الحزبيين وقد انتهت هذه المشكلة الان والحمد لله لكن الذي استفحل في الوقت الحاضر هو جرائم الفساد والتجاوز على المال العام.
* مقاومة المغريات
وعن دور الوعي في تحجيم الجريمة قال :
الحقيقة ان للمستوى الثقافي وارتفاع درجة الوعي اثراً كبيراً في انخفاض نسبة الجريمة فالجرائم في المجتمعات المتخلفة اكثر بكثير مما هي عليه في المجتمعات المتقدمة فالشخص غير الحاصل على تاهيل علمي يكون اكثر اندفاعا للجريمة عندما يكون بحاجة الى المال على العكس من الشخص المتعلم الذي يتجنب كل ما يخدش سمعته ويحول دون تحقيق طموحه في الحصول على منزلة ومكانة وظيفية في المجتمع فالمتعلم دائما اكثر مقاومة لمغريات الجريمة واكثر جلدا في تحمل الصعاب لكونه ينظر للمستقبل بتفاؤل اكثر من غيره.
* ارتفاع ملحوظ
اما المحامي محمد قاسم حسن نقيب محامي ذي قار فقد تحدث عن الجريمة في كلا العهدين قائلا :
من خلال متابعتنا للقضايا المنظورة في محكمتي جنح وجنايات ذي قار لاحظنا ان معدل الجرائم خلال السنوات الماضية قد ارتفع بشكل ملحوظ وسبب ذلك يعود لتردي الوضع الامني وضعف متابعة الاجهزة التنفيذية التي جعلت مرتكبي الجرائم يعتقدون انهم بمنأى عن العقوبة وان لا حكومة ولا قانون رادع في البلد كما ان العامل الاقتصادي وتفشي البطالة بعتبران من الاسباب الرئيسية في ارتفاع معدل الجريمة. وفي ضوء الارقام المتوفرة يمكنني ان اقول ان جرائم السرقة والخطف والقتل كانت اقل في العهد السابق مما هي عليه الان وسبب ذلك يعود لقوة الجهة التنفيذية في العهد السابق أي الشرطة والاجهزة الامنية ، وهذا الكلام لا يعني ان العراق كان خاليا من الجرائم بل بالعكس فالجريمة الحقيقية كانت ترتكب في العهد السابق من قبل ازلام النظام من منتسبي الاجهزة الامنية والاستخباراتية بحق المعارضين للنظام وعوائلهم وبحق الابرياء ايضا وخير دليل على ذلك كثرة المقابر الجماعية وسياسة الاعتقالات العشوائية وحالات التعذيب والاعدامات. وباعتقادي ان الانفلات الامني واطلاق سراح المجرمين السابقين من سجون النظام السابق وتدريب الفدائيين وعناصر المخابرات على قطع الرؤوس وتفخيخ السيارات والاعمال الارهابية ساهم بشكل كبير في تنوع وتصاعد معدلات الجريمة في الوقت الحاضر.
* قبضة الحكومة
ووافقه الرأي مصدر امني مطلع طلب عدم الكشف عن اسمه قائلا :
البطالة وضعف قبضة الحكومة عامل مهم في ارتفاع معدل الجريمة ففي العهد السابق كان عامل الخوف عاملاً حاسماً في ردع المجرمين والحد من الجريمة اما الان ونتيجة حداثة تشكيل الاجهزة الامنية وقلة خبرتها في مجال مكافحة الجريمة وفقدانها للارشيف الذي كان يمدها بالمعلومات عن شبكات المجرمين السابقين وارتباطاتهم بافراد العصابات الاخرى اصبحت الاجراءات قليلة الفاعلية وباعتقادي ان بناء قاعدة معلومات جيدة عن تحركات العصابات الاجرامية وخيوط شبكاتها عامل مهم في الحد من الجريمة واشار المصدر الى ظهور اساليب جديدة في ارتكاب الجريمة خلال السنوات الثلاث الماضية مستنبطة من افلام الجريمة والعصابات التي تبثها الفضائيات.
وعن معدل الشكاوى التي تسجل في مراكز الشرطة قال :
يتلقى كل مركز من مراكز شرطة المحافظة التي يتجاوز عددها الـ 25 مركزا ما بين 3-4 شكاوى يوميا 50 % منها لاتدخل ضمن سجلات المحاكم لانها تحسم بالتراضي خلال ادوار التحقيق الابتدائية واشار المصدر ان الارقام المسجلة لاتمثل الرقم الحقيقي للجريمة في المحافظة فكثير من القضايا حسبما يقول تحسم اما عشائريا او بطريقة التراضي خارج المحكمة.

 

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة