دراسة
تثير ضجة كبرى في الولايات المتحدة:
اتهــــــام أستاذين جامعيين بمناهضة الساميــــة!
بقلم: باسكال ريش
ترجمة: المدى
عن: ليبراسيون
اثارت
دراسة نشرت في لندن مؤخراً ضجةً كبرى في جامعة هارفارد
الشهيرة... تحمل الدراسة عنوان "اللوبي المناصر لاسرائيل
والسياسة الاجنبية الامريكية" وكان قد اعدها استاذان
جامعيان من طراز رفيع هما ستيفن وولت عميد كلية كندي سكول
الحكومية التابعة لجامعة هارفارد، وجون ميرشامير
البروفيسور في جامعة شيكاغو..، وقد اتهمت الدراسة
والقائمان على اعدادها بمناهضة السامية وقوبلت بالازدراء
والرفض في وسائل الاعلام... وكان الاستاذان قد اتهما
بالخضوع لافكار معادية لليهود في الوقت الذي يحاول الاخرون
تمجيدهم او على الاقل تجنب الاقتراب منهم...
ويؤكد وولت وميرشامير في دراستهما بان هناك عدة قرارات في
السياسة الخارجية ليس لها مبرر اخلاقي او ستراتيجي بالنسبة
للولايات المتحدة، اذ ان الاخيرة تضع احياناً مصلحتها
القومية جانباً للجري وراء مصالح اسرائيل وليس هناك لوبي
آخر ينجح كما يفعل اللوبي المناصر لاسرائيل في اقناع
الولايات المتحدة بان مصالحها ومصالح اسرائيل هي ذاتها...
وبكلمة ادق: "اذا كان لدى الولايات المتحدة مشاكل مع
الارهاب، فالسبب الاكبر وراء ذلك هو تحالفها مع اسرائيل"!!!
كما يقول الكاتبان...
لقد تكهن الكاتبان بان الحرب في العراق أُثيرت بفعل قرارات
اللوبي المناصر لاسرائيل متخذين من دور بعض المسؤولين في
البنتاغون شاهداً على ذلك ومن بينهم بول وولفووتز ودوك فيث
اضافة الى تأثراتهم في مجال الاعلام عبر صفحات الآراء في
نيويورك تايمز ومؤسسة بروكنغ وما الى ذلك.
ورداً على اتهامهما المتوقع بمناهضة السامية، كان الكاتبان
قد ميزّا تمييزاً واضحاً بين المنظمات المؤيدة لاسرائيل
التي دعمت الحرب في العراق وبين اليهود الامريكان الذين
اعترض الكثيرون منهم عليها... ورغم ذلك، وبعد نشر الدراسة
على موقع الانترنت لجامعة هارفارد في 13 آذار الماضي،
تخلّى زملاء عديدون لوولت وميرشامير عنهما، وقال المحامي
الشهير آلان دير شوتز، البروفيسور في جامعة هارفارد إن
الكاتبين دمرا سمعتيهما بالترويج للسلوك المناهض للسامية،
ويعمل المحامي حالياً على اعداد دراسة مضادة ترتكز على
احداث تغييرات في كتاب اليهود الشهير "البروتوكولات
الجديدة لحكماء صهيون" الذي يُعَّد مرجعاً لأولئك الذين
يعملون على مناهضة السامية...
من جانبهما، ردَّ وولت وميرشايمر على منتقدي دراستهما
بالقول: "من المستحيل ان تنتقد اللوبي المؤيد لاسرائيل في
الولايات المتحدة دون ان تكون مناهضاً للسامية"...
وكانت الاستاذة جوان جول من جامعة مشيغان هي الوحيدة التي
اثنت على شجاعة الاستاذين الجامعيين بقولها: "اغلب اليهود
الامريكان يختلفون بشكل عميق مع السياسات المحظورة من قبل
المشروع الامريكي و المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي و
غير ذلك" بينما يصّر اليهود على انه يمثلهم بشكل كامل رغم
انه يعمل على تشويه السياسة الاجنبية الامريكية ويثير حنق
اليهود الامريكان احياناً...
وبعد نشر المقال على موقعها، عمدت جامعة هارفارد على نشر
افتتاحية تمهد فيها للدراسة و تضع وثائق و مستندات تخالف
ما ذهب اليه الكاتبان وقد قوبلت استقالة وولت من وظيفته
كعميد للكلية باستهجان وتهكم من زملائه، بينما اتهمت صحيفة
نيويورك سان المحافظة الجامعة باقالته من منصبه تحت ضغط
المناصرين لاسرائيل، وهو ما دفع جامعة هارفارد الى تكذيب
الاتهام بقولها ان وولت كان ينوي مغادرة معقده في العمادة
قبل نشره الدراسة!!! |