ثقافة شعبية

الصفحة الرئيسة للاتصال بنا اعلانات واشتراكات عن المدى ارشيف المدى
 
 

شتلات برية.. من بلادي

عمران السعيدي
في مثل هذه الأيام من كل عام تبدأ ثورة الأرض والبساتين والشواطئ حيث تزهر الأرض بألوان النباتات البرية ذات الزهور الجميلة والحاملة عطراً لا يضاهيه عطر.
يبدأ هذا الموسم بالطلع في أعالي النخيل العراقي الخالد وزهور المشمش والخوخ والتفاح وقداح الحمضيات الأبيض الطيب وباقي النباتات المثمرة التي تزخر بها شواطئ وبساتين نهرينا العظيمين منذ الأزل.
وتظهر على وجه الأرض الخصبة نباتات وشتلات برية جميلة ذات أثمار وعطور رائعة ومنها: الخباز وهي نبتة قصيرة تظهر مع ظهور نبات القمح والباقلاء وعند نهاية نموها تحمل زهرة صفراء اللون ذات عطر طيب، وفي بداية ظهورها من الأرض تقطع الأوراق وتطبخ مع البصل والزيت وطعمها لذيذ جداً. أما الجنيبرة فهي شتلة قصيرة الساق والعمر ذات أوراق طويلة تسلق مع الملح وتؤكل أيضاً.
والحويرله: شتلة جميلة ذات ورد اصفر وأوراقها تؤكل وذات طعم حار لذيذ كنا نتناولها مع الخبز. وهناك العديد من النباتات البرية غير المعروفة لدى الكثير من أبناء هذا البلد أرى ذكرها بشكل موجز مع تعريف بسيط باعتباري مزارعاً سابقاً ومنها:
الحنكَريز: نبتة برية ذات زهور صفر جميلة وهي شبيهة بنبات الرشاد المعروف لدينا وتؤكل أيضاً.
الكَرط: نبتة تشبه الثيل الفرنسي الجديد في حدائقنا وهي ذات فائدة غذائية بالنسبة للمواشي خاصة الأغنام.
الجويفه: نبتة قصيرة الحجم ذات رائحة كريهة حين تقطع جزءاً منها تموت دون فائدة.
المرّير: نبتة ذات ورد أصفر طعمها مر وتبعث حليباً لطيف الشكل وهي علف جيد للحيوانات في هذا الموسم بالذات.
الحمكة: نبات يشبه الشويل وذات طعم مالح تأكله الجمال وبشكل كثير ينمو على أطراف الأنهر وفي الأماكن السبخة أحياناً.
آذان التيس: أوراق مستطيلة الشكل خضراء زاهية شبيهة بآذان التيس وتأكلها المواشي حين تجف.
الكلغان: نبتة زاهية تظهر مع نبات القمح والشعير وتضاهيه في الطول والنمو كنا نأكل سيقانها الطرية بعد تقشيرها وتظهر في نهايتها زهرة بيضاء وبنفسجية جميلة تخلف عند الجفاف بذوراً سودا ذات طعم مر.
الكسوب: نبات شوكي يزهر في موسم الربيع بورود صفر جميلة لكنه يحمل شوكاً قاسياً ومؤذياً جداً حين يلامس الجسم والقدم بشكل خاص.
الصفرنده: نبتة تشبه نبات الذرة البيضاء ولها نهايات بورود بيض وحافة الورق جارحة جداً.. تأكلها الحيوانات لطعمها الطيب ووجود مادة دهنية في سيقانها.
الحرمل: نبات قصير القامة يحمل وروداً صفرا حين تجف تخلف بذوراً سودا تجمع لاستعمالات طبية والبخور.. تكثر هذه النباتات عند الأماكن الرملية وسفوح التلال والمقابر.
الحنظل: نبتة صحراوية تمتد كامتداد نبات الخيار والبطيخ وتحمل وروداً صفراً تثمر ثمرة الحنظل المعروفة وهي ذات طعم مر جداً تستخدم كدواء شعبي وهي شبيهة بثمرة البرتقال وبنفس الحجم وذات ملمس ناعم ولونها أصفر حين النضوج.
قرن الغزال: نبتة تفرش سيقانها بشكل دائري وذات أوراق شبيهة بأوراق نبات القرع تحمل وروداً صفرا تثمر شكلاً جميلاً ذات قرنين مقوسين كقرني الغزال تماماً.
البطوش: نبتة شبيهة بنبات الرقي لكن أوراقها وسيقانها أقصر تنتج ثمرة تشبه ثمرة الرقي مخططة الشكل صغيرة الحجم وذات طعم لذيذ عند النضوج.
السعد: نبتة تشبه الأدغال تظهر عند الشواطئ واكتاف السواقي يكون جذرها عبارة عن حبة مستديرة الشكل ذات لون اسود وبني أحياناً والحبة البنية تكون ذات طعم طيب. تجمع هذه الحبوب من قبل الأهالي وتستعمل كعلاج شعبي وهي مريحة للصدر والمعدة بنفس الوقت.
الشفلّح (الكبر): شتلة مرتفعة قليلاً عن الأرض لها زهور بيض جميلة يستخدمها اهالي راوة وعانه وحديثة في تطييب (الطرشي) وتحمل ثماراً طيبة تشبه ثمرة الرقي لكنها صغيرة الحجم تنفلق عن بطن احمر طيب الطعم جداً كنا نتسابق مع عصافير (ابو الزعر) صباحاً لتناوله قبله وهو يمتص هذه الثمار عند الفجر حال نضوجها. وهو نبات شوكي أيضاً.
اللّزيج: نبات بري يكثر هذه الأيام وهو مؤذ كثيراً للنباتات المفيدة كالبرسيم والقمح والجت. وجوده بين هذه النباتات يضعف نموها وهو ذو زهر كثير ومتناثر الأطراف. أشواكه قوية عند الجفاف وتلتصق في أجسام الحيوانات والأغنام بشكل خاص ويكون الصوف الحامل لهذا اللزيج من الدرجة الثانية.
السلهو: نبات أخضر زاحف يكثر عند السواقي ويزحف فوق الماء وفوق الأكتاف المجاورة للأنهر.. يؤكل من قبل الحيوانات بشكل دائم وخاصة الجاف منه وليس الطري.
الحميض: نبتة قصيرة الساق وذات أوراق رفيعة ذات طعم حامض تؤكل من قبل أهالي الجنوب.
الشوّيل: نبتة برية تتكور عند النهاية وذات ساق رفيع ينتهي بجذر خفيف قريب من سطح التربة وفي أول عاصفة بسيطة تقلع من جذرها وتتدحرج بعيداً في الهواء بشكل عنيف وخاصة في الليل.
الطرطيع: نبات يشبه نبات الشويل وبحجم دائري الأغصان مليئة بالماء وذات طعم مالح تؤكل أحياناً وتفضلها الجمال والأغنام عادة.
العلكة: نبتة شوكية تكثر فوق السواقي وحيطان البساتين وهي ذات ثمار لذيذة حين تنضج وحامضة حين يكون لونها أحمر. تحمل عناقيد شبيهة بعناقيد العنب والوصول إليها صعب جداً بسبب الأشواك الكثيفة فيها وتشابكها القوي.
عنب الذيب: نبات جميل الشكل والثمر معاً يظهر في حقول الخضرة وفي السواقي بالذات يزهر في هذا الموسم ويثمر مع موسم الطماطة والخيار ويكون طعم الثمر حلواً جداً وحبة العنب صغيرة ذات لون أسود وبني بنفس الوقت.
القلّيع: مجموعة سيقان طويلة في حقول الطماطة بشكل خاص ذات نهايات لونها اصفر وفيها غبار أصفر.. ويكون جذرها أقوى من نبتة الطماطة وهي خطر قاتل لهذه النبتة ويحاول المزارع قلعها بشكل تام لأنها تضعف النباتات والإنتاج معاً، وما إن يراها الفلاح في أرضه حتى يشعر بالإحباط والخوف من ناتج زرعه.. إذا لم يكافح هذه النبتة المؤذية.


في اسبوع (المدى) الثقافي توثيق التراث الشعبي العراقي
 

باسم عبد الحميدحمودي

أسهم باحثون عراقيون متخصصون بالثقافة الشعبية والفلكلور العراقي في اسبوع (المدى) الثقافي الرابع الذي سيقام في كردستان العراق 22- 30 نيسان الحالي في محور توثيق التراث الشعبي العراقي.
وفي مقدمة الحضور د. بثينة حكيم شريف (الازياء العراقية) وكاظم سعد الدين (الحكاية الشعبية) و د. قيس كاظم الجنابي (سيرة الضحاك) ورفعت مرهوب الصفار (العمارة) و قاسم خضير عباس (مفردات الطعام العراقي) وعبد الجبار السامرائي (موسوعة التراث الشعبي العراقي) ورفعت عبد الرزاق (رواد التراث الشعبي العراقي) وباسم عبد الحميد حمودي (القرية الفلولكلورية العراقية) وناجح المعموري (الاسطورة والحكاية الشعبية) وقاسم حمزة (الصناعات الشعبية).
ان كل هذه البحوث والبحوث الاخرى التي سيعدها فولكلوريو كردستان سيكون لها الاثر البالغ في تنشيط الوعي بالثقافة الشعبية والحرص على ادراك تفاصيلها الفنية للوصول الى صيغة عملية للحفاظ على المأثور الشعبي العراقي الفني بمفرداته المتشعبة وبقدراته الذاتية على تجميع الذائقة الشعبية والحرص على بلورتها واعادة ترتيبها معرفياً وذلك سيصب في ذلك النهر الكبير، نهر التراث الشعبي العراقي الذي فتحت فيه الندوات والحلقات الدراسية المتخصصة أكثر من مجرى للوصول الى الغاية المثلى في صيانة التراث الشعبي وفي توثيق انماطه وطرق انتاجه والتأكيد على دور الرواد الاوائل في هذا السبيل.


تاريخ ميسان وعشائر العمارة في كتاب جديد للباحث جبار الجويبراوي
 

محمد الحمراني - ميسان

عن مؤسسة دار المحبين في ايران صدر كتاب تاريخ ميسان وعشائر العمارة للباحث جبار عبد الله الجويبراوي... و يقع الكتاب في (400) صفحة من القطع المتوسط وقام بمراجعته شيخ المؤرخين السيد عبد الرزاق الحسني رحمة الله في 25 آيار من عام 1990 م. ومما قاله فيه :(هذا كتاب كبير الحجم ، غزير المادة ، متنوع الاسانيد والمراجع تدل المعلومات التي فيه على ان واضعه الفاضل (جبار عبدالله الجويبراوي) بذل جهدا عظيما في جمع وتنسيق ابوابه وتطريز هوامشه فاستحق الحمد والثناء من كل من طالع الكتاب. فقد بحث (المؤلف) في المنطقه التي قامت فيها مدينة العمارة بحثا مطولا وجاء على اسماء الدول التى حكمت المنطقة ، والظروف التي مرت بها والحروب التي شاهدتها وقد اعجبني ما نقله من (خواطر) (الجنرال طاوزند) في الحرب العالمية الاولى (1914 ــ1918) ومن معارك ضارية وحوادث دامية واعجبني اكثر من ذلك ما سجله من معلومات دقيقة عن العشائر التي تقطن (لواء العمارة) اصولها وفروعها وعاداتها مما لم يحتوه كتاب اخر. وقبلا قيل (اهل مكة ادرى بشعابها) فلو لم يكن صاحب الكتاب من فضلاء المنطقة ولو لم يتصل برؤسائها وزعمائها وساداتها واهل الدراية والمعرفة فيها لما تسنى له الالمام بهذه المعلومات المفيدة والنقول الدقيقة والمظان المختلفة)..
وقد تصدرت الكتاب مقدمة المؤلف و مما جاء فيها : (كانت قبائل العمارة كقبائل المنتفك بالقوة والعدد خلال فترتي الاحتلال العثماني والانكليزي.. التي كانت تحكم سيطرتها على الملاحة النهرية بين ولايتي بغداد والبصرة مما جعل السلطات العثمانية والانكليزية تفكر جديا في شتى الوسائل في الانتقام او التخلص من تلك القبائل.وتم هذا فعلا عندما اتبع المحتلون عدة وسائل في تفتيت تلك القوة لاضعافها وابعادها عن خط الملاحة النهرية على اقل تقدير.. كما فعل العثمانيون قبل احتلال العمارة عام 1861 حيث شنوا عشرات الغارات العسكرية على قبائل بني لام والبو محمد ــ وهما اكبر قبائل العمارة انذاك ــ ومن ثم احداث الفرقة بين القبيلتين ودخولهما في صراع دام عشرات السنين لأشغالهما عن مهمتهم الوطنية وهي الدفاع عن تربة العراق الحبيب
والكتاب يقع في ستة فصول ، اشتمل الفصل الاول منها على اخبار مملكة ميسان التي نشأت في جنوب ارض بابل تحت حماية السلوقيين عندما ضعف شأنهم في الفترة الواقعة بين (223ق.م -178ق.م) أستقلت ثم تدرجت في سلم القوة وأصبحت دولة مهمة .. حكمها ثلاثة وعشرون ملكا مايقارب ثلاثة قرون ونصف وبالتحديد ما بين عامي (129قبل الميلاد و225 ميلادي).
فيما أشتمل الفصل الثاني على ولاية ميسان في العصر الأسلامي (تلك الولاية التي كان المثل يضرب بخصوبتها في العصرالعربي الأسلامي وأسبغ عليها مركزها منذ العصور القديمة أهمية خاصة بأعتبارها مدخل البضائع الهندية والعربية الى دول الهلال الخصيب الواردة عن طريق الخليج العربي. وهي التي كانت تمون البصرة وتوابعها بالحبوب والموارد المالية المهمة وكانت كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط وفيها قبر العزير (النبي) وقبرعبيدالله بن علي بن أبي طالب (ع) وكانت تضم المذار والبطائح والطيب.
وتناول الفصل الثالث أخبارالعمارة في العهد العثماني أذ أحتوى على عدةأبواب أهمها سياسة العثمانيين مع قبائل العمارة أذ أن قيام مشيخة بني لام في شمال شرقي العمارة كان يثير مخاوفهم من أستفحال أمر المشيخة وسيطرتها على الطريق النهري بين ولايتي بغداد والبصرة.
وهذا ماتم فعلا فقد صارت لهذه المشيخة القدرة والسيطرة على شرقي نهر دجلة وغربه والاقتراب من ضواحي ولايتي بغداد والبصرة اللتين كانتا تخضعان لسيطرة العثمانيين آنذاك.
فقد كانت قبيلة بني لام وحليفاتها تشن الغارات الكثيرة وتقطع الطرق وتعرقل سير الملاحة في نهر دجلة وتقترب من حدود الولايتين بغداد والبصرة لمعرفة قوة الحكام العثمانيين في تينك الولايتين.
كماورد في هذا الفصل مشكلات الأراضي وتوزيعها في العمارة والتقسيمات الأدارية وأهم المزارات في المدينة وقائمة بأسماء الباشوات
الذين حكموها كما يختتم المؤلف هذا الفصل بأخبار وحوادث مهمة وطريفة ونادرة ..
أما في الفصل الرابع فقد تناول المؤلف تاريخ العمارة في العهد الأنكليزي حيث المعارك الطاحنة بين العراقيين والقوات الانكليزية الزاحفة نحو بغداد العاصمة، والوضع السياسي في المدينة بعد الأحتلال وتعرض أقتصادها وثروتها الحيوانية الى النهب والسلب كما ذكر المؤلف جملة أسباب أفرزت نتائج الاحتلال السريع للمدينة من قبل الانكليز في الرابع من حزيران عام 1915م وهذه المادة جديرة بالمطالعة لانها تسلط الضوء على الظروف التي عاشها العماريون في تلك الايام الصعبة. كمايتطرق الباحث في هذا الفصل الى الجهاز الاداري والحكام السياسيين الذين حكموا المدينة طيلة فترتي الاحتلال والانتداب واحوال الاراضي في العمارة في تلك الفترة والتركيب الاجتماعي والأقتصادي في المجتمع العماري واليهود ونشاطهم الصهيوني في العمارة . ويختم المؤلف هذا الفصل بأهم الحوادث والاخبار.
فيما كان الفصل الخامس زاخرا بتاريخ المدينة من عام 1933الى عام 1958والتقسيمات الأدارية حيث كانت العمارة مكونة من قضاءين هما قضاء علي الغربي وقضاء قلعة صالح ومن ثلاث نواح ورئاسة بلدية واحدة مربوطة بمركز اللواء (المحافظة). أماالنواحي فهي المشرح وكميت والمجرالكبيروأما البلدية فهي بلدية مسيعيدة (الكحلاء) كما رافق المؤلف قائمة بأسماء المتصرفين من عام 1933 الى عام 1958.
وأشارالى عوامل هجرة فلاحي العمارة الى بغداد والبصرة والظروف القاسية التي دفعتهم الى ذلك كما ذكر ممثلي العمارة في مجالس النواب خلال دوراته الأنتخابية الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة و التاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة والخامسة عشرة والسادسة عشرة وهي الدورة الأخيرة اذ قامت ثورة 14 تموز عام 1958بقيادة الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم . وقد الحق المؤلف دور أهل العمارة في الدفاع عن تراب العراق. كما ختم هذا الفصل كالعادة بالحوادث والاخبار المهمة .
أماالفصل السادس من الكتاب فكان دراسة في عشائر العمارة وأصولها ومناطقها وشيوخها ورؤساء الأفخاذ فيها كما تطرق الى البيوت العمارية التي سكنت العمارة وساهمت في بنائها في مطلع القرن التاسع عشر والقرن العشرين..
والكتاب جدير بالمطالعة والقراءة لما يحتويه من معلومات جديدة وذات اهمية تاريخية تلقي الضوء على مدينة كان شيوخها يمثلون ثقلا في الاقتصاد العراقي يومذاك.


العراق بعدسة أمري سليم .. عهد عبد الكريم قاسم

عرض/ عبد العليم البناء
إذا كنا قد اعتدنا على قراءة ومطالعة كتب بالسياقات المعروفة والمعتادة لاسيما في المجال التوثيقي فان هذا الكتاب (العراق بعدسة امري سليم .. عهد عبد الكريم قاسم) يعد فريداً من نوعه لانه يقدم لنا هذا العهد (الجمهورية الاولى) عبر الصورة الفوتوغرافية حيث احتوى على المئات من الصور التي وثقت لمرحلة مهمة من مراحل الحكم الوطني في العراق تمثلت بمرحلة ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة (عهد عبد الكريم قاسم) قام بالتقاطها بعدسته الفنان الفوتوغرافي الكبير وشيخ المصورين العراقيين الحاج امري سليم لوسان .
فهذا الفنان المبدع احب عدسته كما يقول الدكتور عبد الله السوداني الذي قدم لهذا الكتاب التي رافقته لاكثر من خمسة وستين عاماً فكانت له نعم الصاحب والحبيب والقلم والدفتر والذاكرة، دونت بصدق وامانة تاريخ العراق وصورت حياة العراقيين بكدها وكدحها بحزنها وفرحها باحتفالاتها واعيادها وبكل جميل فيها.
والفنان الحاج امري ذواق لماح اقتنص من الحياة كل نقطة جميلة معبرة حتى اجتمع له أكثر من مليون ونصف المليون لقطة رائعة كانت توثيقاً صادقاً واميناً لحياتنا لا يحتاج رائيها لمن يشرح له ظروفها واحداثها إذ يكفي عرضها- يؤكد السوداني- لنرى فيها صورة صادقة بكل ما فيها.
والاستاذ أمري سليم رافق عدسته أكثر من مرافقته اولاده فهي لا تنفك تصاحبه في حله وترحاله يصور بها اللحظات الدقيقة والصور الذكية حتى اجتمع عنده هذا الكم من الصور من دون رتوش أو تصرف أو تلاعب فيها.. حيث بالامكان توزيعها على موضوعات شتى تؤلف كل مجموعة منها كتاباً مستقلاً فكانت البداية مع مجموعة الصور التي تخص عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وهنالك مجموعة صور العهد الملكي واخرى لزوار العراق من الشخصيات المهمة ومجموعة لاعلام العراق في الفكر والسياسة والادب ممن كانت لهم بصمة بينة وواضحة في احداثه وتاريخه المعاصر.
ويضيف د. السوداني وهو يستقرأ لنا مسيرة ابداع الحاج امري سليم لوسيان مشيراً الى مجموعة خاصة بصور عدد من فناني وفنانات العراق في مختلف فنون الإبداع ثم مجموعة النصب والتماثيل التي تزين بغداد ومدن العراق الاخرى ومجموعة الحرف الصناعية الشعبية العراقية التي اندرس اكثرها.. ومجموعة أخرى لجسور بغداد وموقعها فضلاً عن دور العبادة التي زال اكثرها واستبدل ببنايات أخرى.
وفي مثل هذه الحلقة الاولى من السلسلة الثمينة والنادرة التي يأمل الحاج امري سليم الاستمرار في اصدارها يلتقط للاجيال قديمها وحديثها ومقبلها اللحظات الهاربة من عمر الزمن لعهد الجمهورية العراقية الاولى على عهد مؤسسها الرجل النظيف اليد والسيرة الزعيم عبد الكريم قاسم لتسهم في توثيق هذه الحقبة من تأريخها المعاصر توثيقاً صادقاً وذكياً ومحايداً لا يمكن للمتخصص ولا للمواطن العادي ان يستغني عنها ومن ادركها فانه يستذكر بها اياماً وقد رأى بعدها ما رأى.
(سلسلة العراق بعدسة امري سليم لوسان) عمل فني وتوثيقي وتاريخي فريد من نوعه واسهامة ثمينة وغالية بجميع المقاييس تحقق لجميع المتخصصين والباحثين والدارسين لتاريخ العراق وما جرت عليه من احداث وتحولات وتطورات في مختلف ميادين الحياة فهي تفصح عن صفحات مهمة من هذا التاريخ بل لعلها، كما يؤكد الدكتور عبد الله السوداني- تضمن حق الفنان امري سليم لوسان الذي سطا الكثيرون على جهده فنشروه في الصحف والمجلات من دون اية اشارة له واعتراف بحقه وهو الذي لم يبخل يوماً بصورة.
الكتاب يقع في أكثر من ثلاثمائة صفحة (أي 308صفحة) من القطع المتوسط وطبعته مطبعة الرشيد وضم شهادات عدة احداها بقلم الزميل عادل العرداوي بعنوان (امري سليم ذاكرة الزمن الماضي) والثانية للاستاذ الدكتور طالب مهدي الخفاجي بعنوان (شيخ المصورين الحاج امري سليم) وأكثر من مائتين وثمانين صورة تنوعت مضامينها ودلالاتها وحقائقها الحلوة والمرة وكان الزعيم عبد الكريم قاسم همزة الوصل فيها وربانها فعكست ملامح وطبيعة شخصيته بكل تداعياتها وارهاصاتها الذاتية والموضوعية ...

 

 

للاتصال بنا  -  عن المدى   -   الصفحة الرئيسة